الحلبة وفوائدها للرجال والنساء

عُرفت عشبة الحلبة منذ القدم، وكانت تُستخدم كتوابل للطهي، واشتُهرت فوائدها في الطب الشعبي؛ حيث كانت تُستخدم في علاج الدمامل، ومرض السكري، والسل، وبعض الالتهابات. فما هو نبات الحلبة، وما القيمة الغذائية التي يحملها؟

Share your love

ما هي الحلبة؟

هي إحدى النباتات العشبية المستخدَمة كنوع من التوابل، تتبع لمجموعة البقوليات، وتُباع عادة على شكل بذور ناضجة مجففة ذهبية إلى صفراء اللون، وموطن الحلبة الأصلي هو آسيا وجنوب شرق أوروبا، وتشتهر زراعتها في الهند وشمال أفريقيا ودول شرق المتوسط.

يبلغ ارتفاع نبتة الحلبة حوالي 2-3 أقدام، وتحتوي على 10-20 بذرة صفراء صغيرة ومُسطَّحة، ولهذه البذور طعم مرٌّ لاذع شبيه بالكرفس أو السكر المحروق، ولتخفيف مرارة نكهتها؛ تُحمَّص في مقلاة على نار متوسطة لدقائق عديدة حتى يُصبح لونها بُنيَّاً، ومن الممكن إضافتها للطعام في السلطات.

وتتوفر الحلبة على شكل حبوب، أو على شكل شاي، أو مكملات غذائية، أو على شكل توابل، سواء كانت كاملة أم مطحونة، ومن الطرائق الأخرى لتناولها؛ إعداد شاي الحلبة الذي يُحضَّر بإضافة ملعقة واحدة إلى ثلاث ملاعق صغيرة من البذور إلى كوب من الماء المغلي، ويُمكن شربه ثلاث مرات في اليوم.

ما هي القيمة الغذائية للحلبة، وما هي الجرعة الموصى بها؟

نبتة الحلبة غنية بالمعادن والفيتامينات، مثل: فيتامين أ، وفيتامين ج، ومجموعة من فيتامينات ب (البيريدوكسين (ب6)، الثيامين، حمض الفوليك (ب9)، النياسين)، كما تحتوي الحلبة على المغذيات النباتية، والألياف الغذائية القابلة للذوبان.

الجرعة الموصى بها من الحلبة:

يُنصح بالاعتدال في تناول الحلبة، وتجنب تناول جرعات كبيرة منها، ويعتمد تحديد الجرعة المناسبة من الحلبة على عدد من العوامل، مثل: السن، الجنس، التاريخ الصحي.

ما هي فوائد الحلبة الصحية؟

للحلبة فوائد صحية عديدة، من أهمها:

1. السيطرة على مستويات سكر الدم:

توصَّلت العديد من الدراسات التي أُجريت على مرضى السكري من النوع الثاني، إلى أنَّ مستويات السكر بدأت تتحسن لديهم عند تناولهم لبذور الحلبة؛ حيث تعمل الحلبة على إبطاء امتصاص السكريات في الجهاز الهضمي، وعلى تحفيز إفراز الأنسولين، وهذا ما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم لديهم، كما وبيَّنت الدراسات أنَّ تناول الحلبة في أثناء تناول الطعام؛ يُساعد أيضاً في خفض مستويات السكر لدى مرضى السكري من النوع الأول ومن النوع الثاني بعد تناول الوجبة.

2. صحة القلب وتنظيم مستوى الكوليسترول:

بيَّنت دراسة حديثة أنَّ تناول الحلبة يُقلل من الكوليسترول السيئ (LDL) والدهون الثلاثية، ويزيد من الكوليسترول الجيد (HDL)، ويساعد في تحسين مستوى الدهون في الجسم.

كما تحتوي الحلبة على عدد من المعادن الهامة لعمل القلب والمحافظة على ضغط الدم، مثل: البوتاسيوم؛ وهو عنصر هام للحفاظ على معدل ضربات القلب، والسيطرة على ضغط الدم، والحفاظ على توازن السوائل في الجسم، بالإضافة إلى احتوائها على عنصر الحديد الضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء.

3. صحة الجهاز الهضمي:

تحتوي الحلبة على كمية كبيرة من الألياف الغذائية، والسكريات المتعددة غير النشوية، مثل: البكتين، والتانين، التي تُساعد على تسريع حركة الأمعاء وتسهيلها، وزيادة امتصاص المواد الغذائية في الجسم، كما وتعمل هذه المواد على ربط السموم الموجودة في الطعام، وحماية القولون والجهاز الهضمي من الاضطرابات، مثل: عسر الهضم، والإمساك، والانتفاخ، والوقاية من سرطانات الجهاز الهضمي.

4. التخلص من الالتهابات:

تحتوي الحلبة على مجموعة من الخصائص المضادة للالتهابات المختلفة في الجسم، كما وتُساعد الحلبة في الوقاية من السرطانات والأورام؛ وذلك لاحتوائها على مضادات أكسدة، مثل: فيتامين ج، وفيتامين أ.

5. التخفيف من حرقة المعدة:

تبيَّن حسب دراسة نُشِرت عام 2012، في مجلة أبحاث العلاج بالنباتات (Phytotherapy Researc)، أنَّه عندما تناول أشخاصٌ يُعانون من حرقة المعدة المكررة الحلبةَ مرتين في اليوم ولمدة أسبوعين قبل الوجبة بـ 30 دقيقة، لاحظوا أنَّ أعراض الحرقة قد خفَّت، وعزا العلماء ذلك إلى طبيعة الألياف التي تحويها الحلبة.

6. خسارة الوزن:

تُساعد مستخلصات بذور الحلبة بحسب بعض الأبحاث، في تقليل كمية الدهون عند الأشخاص الذين يُعانون من السمنة والوزن الزائد، كما تمنح الحلبة إحساساً بالشبع بسبب الألياف الذائبة التي تحتويها.

فوائد الحلبة للرجال:

1. تحسين الأداء الرياضي:

تُحسِّن الحلبة من أداء الرياضيين، وذلك من خلال خفض نسبة الدهون المتراكمة في أجسادهم، وذلك بسبب مجموعة الأنزيمات التي تحتويها، والتي تُساعد على تعديل نسبة الكوليسترول، وتُحفِّز زيادة إنتاج التستوستيرون.

2. تحسين الخصوبة لدى الرجال:

تُساهم الحلبة في الحفاظ على مستويات طبيعية لهرمون التستوستيرون لدى الرجال؛ أُجريت دراسة سريرية نُشرت في مجلة (Phytotherapy Research) عام 2011 على 60 رجلاً بصحة جيدة، تتراوح أعمارهم ما بين 25-52 سنة؛ حيث تناولت مجموعة منهم مُستخلص من الحلبة مدة ستة أسابيع، وبالمقابل لم تتناوله المجموعة الأخرى، فوجدوا تحسناً ملحوظاً في الأداء الجنسي لدى الرجال في المجموعة الأولى.

فوائد الحلبة للمرأة:

1. تسهيل الولادة:

وُجِدَ أنَّ لتناول مغلي الحلبة فوائد في تسهيل الولادة عند المرأة؛ إذ تعمل الحلبة كمنبِّه للرحم، ومن ثم تُساعد في تخفيف آلام المخاض وزيادة تقلُّصات الرحم.

2. إدرار الحليب:

لوحِظ أنَّ الحلبة تزيد من كمية الحليب المُنتج لدى المرأة المُرضعة.

3. محاربة سكر الحمل:

يُساعد تضمين الحلبة في النظام الغذائي للمرأة الحامل المعرَّضة للإصابة بسكر الحمل أو المصابة به، في ضبط مستويات السكر في الدم لديها؛ حيث وُجدَ أنَّ للحلبة دور في خفض مستويات السكر في الدم.

4. تحسين أعراض متلازمة تكيس المبايض:

يوجد تضارب في نتائج الأبحاث حول هذه الفائدة للحلبة؛ حيث تقول بعض الدراسات إنَّ تناول مستخلص بذور الحلبة يومياً، يُساهم في تحسين أعراض تكيُّس المبايض، ووجدت دراسة أخرى أنَّ تناول كمية معينة من مستخلص بذور الحلبة يومياً، يُساهم في تقليل حجم الأكياس المبيضية، وتنظيم الدورة الشهرية.

5. تخفيف عسر الطمث:

عسر الطمث هو الآلام التي تُرافق الدورة الشهرية للمرأة؛ حيث بيَّنت دراسة نُشرت في مجلة Journal Reproduction & Infertility عام 2014، أُجريت على طالبات غير متزوجات قُسِمنَ إلى مجموعتين؛ تناولت المجموعة الأولى بذور الحلبة 3 مرات يومياً خلال الثلاثة أيام الأولى من الدورة الشهرية، وذلك مدة دورتان شهريتان، بينما المجموعة الثانية لم تتناول الحلبة، وكانت النتائج أنَّ شدة الآلام ومدتها قلَّت لدى المجموعة الأولى بشكل أكبر من المجموعة الثانية.

6. تساقط الشعر ونضارة البشرة:

بيَّنت دراسة نُشرت في مجلة kosmetische Medizi عام 2006، أنَّ تناول كمية معينة من مكملات مُستخلص بذور الحلبة يُساعد في تحسين نمو الشعر، أو صحة فروة الرأس، وتقليل تساقط الشعر، كما وتُفيد الحلبة في تحسين نضارة البشرة، وتخفيف التجاعيد والبثور.

الآثار الجانبية للحلبة خلال فترة الحمل:

ولكن على الرغم من فوائد الحلبة للمرأة؛ إلا أنَّه لا يُحبِّذ أغلب الأطباء استخدامها خلال فترة الحمل؛ فهناك آثار جانبية للحلبة على المرأة الحامل، منها:

1. الإجهاض:

قد تؤدي الحلبة إلى الولادة المبكرة وارتفاع خطر الإجهاض؛ وذلك لأنَّها كما ذكرنا سابقاً تُساهم في زيادة انقباضات الرحم، لذلك عادةً ما يُنصح بتجنُّب تناول الحلبة  للمرأة الحامل، خاصةً ما قبل الأسبوع 37 من الحمل.

2. عسر الهضم:

لوحظ أنَّه قد يُسبب تناول الحلبة خلال الحمل، الإصابة باضطرابات معوية، مثل: عسر الهضم، القيء، الغثيان، إسهال، انتفاخ.

3. ردود فعل تحسسية:

تُصاب بعض الحوامل بالحساسية عند تناولها للحلبة، وتشمل هذه الحساسية أعراض احتقان الأنف والسعال، والتورُّم.

ما هي أضرار الحلبة؟

تكون الحلبة آمنة لأغلب الأشخاص،عندما تُستخدَم بكميات بسيطة عن طريق الفم أو في الطهي، كذلك يُعد استخدامها لأغراض طبية لمدة تصل إلى 6 شهور آمناً، ولكن بحسب ما بيَّتنه بعض الدراسات، هناك بعض الأعراض الجانبية التي قد تظهر عند تناول جرعات كبيرة من الحلبة، منها:

1. النزيف:

قد يرفع تناول كميات كبيرة من الحلبة خلال اليوم من خطر الإصابة بالنزيف؛ وذلك لاحتوائها على مادة تعمل كمميع للدم، تُعرف هذه المادة باسم “الكومارين”؛ لذا يُنصح من يُعاني من اضطرابات في الدم ومشكلات النزيف والتخثر، بعدم تناول الحلبة بكميات كبيرة من دون استشارة الطبيب.

2. الإصابة بالإسهال:

يمكن للحلبة أن تُسبب تهيج المعدة، والإصابة بالتلبُّكات المعوية، بما في ذلك الإسهال، مثلاً يُصاب الطفل الرضيع بالإسهال، عندما تتناول الأم المُرضع الحلبة بهدف زيادة إدرار الحليب.

3. خفض مستويات السكر في الدم:

بيَّنت العديد من الدراسات والتجارب، أنَّ الحلبة قد تزيد من إنتاج الأنسولين في الجسم، مما قد يُقلل من مستويات السكر في الدم، وهذا الأمر مفيدٌ لمرضى السكري، لكن تناول الحلبة بطريقة خاطئة قد يسبب ضرراً للجسم؛ وذلك لأنَّه قد يتعرض للإصابة بنقص في مستويات السكر في الدم (Hypolgycemia)، والذي من أعراضه التعرُّق والجوع، والتشويش وعدم القدرة على التركيز، والرجفة والعصبية، وفي حالات سيئة قد يحدث هبوط حاد في سكر الدم الذي يؤدي إلى الإغماء، ومن ثم الوفاة.

ما هي استخدامات الحلبة؟

للحلبة في الطب الحديث العديد من الاستخدامات، أبرزها ما يلي:

1. الاستخدامات الطبية:

تُستخدَم الحلبة في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، واضطرابات المعدة، وعلاج الإمساك، وعلاج فقدان الشهية، وخفض مستويات الكوليسترول والدهون في الدم، وعلاج مرض البري بري، وخفض مستويات السكر في الدم، وعلاج تقرحات الدم وتشقُّق الشفتين والدمامل، والوقاية من السرطان، وعلاج التهاب الأنسجة الخلوية (الأنسجة تحت سطح الجلد)، وعلاج أمراض الكلى، وعلاج السعال المزمن والتهاب الشعب الهوائية.

2. استخدامات الطب التقليدي:

تُستخدَم الحلبة في ضمادات خاصة، وتُطبق على الجلد مباشرةً لعلاج الالتهابات والآلام الموضعية، مثل: ألم النقرس، وألم العضلات، والتقرحات الجلدية، والأكزيما، وتورُّم وألم الغدد الليمفاوية.

3. الاستخدامات التجميلية:

تدخل خلاصة الحلبة كأحد مكونات مستحضرات التجميل والصابون، كما ويُستخدم طعم الحلبة ورائحتها لإخفاء مذاق وتحسين رائحة بعض الأدوية.

4. استخدامات أخرى للحلبة:

تُستخدَم الحلبة كطارد للحشرات وعلف للحيوانات، كما ويُستخرَج الديوسجينين من بذور الحلبة، والذي يُستخدم في تركيب الستيرويد، وتُستخدم بقايا بذور الحلبة كسماد زراعي.

في الختام، الحلبة صيدلية متنوعة:

تُعد نبتة الحلبة صيدلية متنوعة؛ وذلك لفوائدها المتنوعة لجسم الإنسان، ذكراً كان أم أنثى؛ لذا يجب تضمين هذه النبتة في نظامنا الغذائي، مع الانتباه لأن تكون كمياتها معتدلة وتجنب الإفراط في استخدامها أو تناولها.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!