هناك اعتقاد سائد بأن المرأة  لا يمكنها الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية. على الرغم من أن الرضاعة الطبيعية قد تقلل من خصوبة المرأة ، إلا أنها لا تمنع الحمل.

على الرغم من أن الأمهات الجدد عادة لا تحصل لديهن الاباضة قبل ثلاثة أسابيع من الولادة ، والأم لا تحيض بعد أشهر بعد الولادة ، فلا توجد طريقة لضمان أو التنبؤ بالضبط متى سيطلق جسدها البويضة الاولى ما بعد الولادة ، ولن تعرف حتى بعد أسبوعين تقريبًا من الإباضة.

مع ذلك ، إذا كانت الام ترضع طفلها رضاعة طبيعية حصريًا (بدون حليب صناعي) ، في النهار والليل ، فلن تحيض مرة أخرى لمدة سنة بعد الولادة. بعبارة أخرى ، كلما زاد عدد فترات الرضاعة الطبيعية ، كلما زادت فترة انقطاع الطمث. (ولكن  ، وقد تحصل دورة شهرية ، والطريقة الوحيدة التي يمكن السيطرة عليها لمنع الحمل في هذه الحالة هي حبوب منع الحمل.

استخدمت العديد من الأمهات الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل بطريقة طبيعية وفعالة. توصف “طريقة انقطاع الطمث الإرضاعي” (LAM) ، وهي فعالة فقط في ظل ظروف معينة.

  • أن يكون اعتماد الرضيع على الرضاعة الطبيعية اعتماد كليا
  • لا يزيد عمر الرضيع عن 6 أشهر.
  • أن تكون مرات الرضاعة الطبيعية أكثر من 6 مرات في اليوم.
  • أن تستمر كل جلسة من جلسات الرضاعة الطبيعية لمدة 15 دقيقة على الأقل.
  • ان تكون الام ما تزال في فترة انقطاع الطمث

إذا كان طفلها ينام طوال الليل في عمر مبكر ، فربما تعود الدورة الشهرية بسرعة أكبر. وينطبق الشيء نفسه إذا كانت تستعين بالحليب الصناعي. إذا حدث اختلال في جدول الرضاعة يؤدي إلى الإباضة ، فلا توجد طريقة لمعرفة أو توقع ما إذا كان جسمها سيصدر أول بويضة بعد الولادة ، ولن تكتشف ذلك إلا بعد مرور أسبوعين تقريبًا.

كيف تؤثر الرضاعة الطبيعية على الحمل؟

تحفيز الحلمات الذي يحدث أثناء الرضاعة الطبيعية يحفز هرمون البرولاكتين الذي له تأثير سلبي على الهرمونات التناسلية.

كلما ارتفعت مستويات البرولاكتين في الجسم ، كلما قلت الخصوبة. البرولاكتين يمنع الإباضة ويمنع تدفق الطمث. ترتفع مستوياته أثناء نوم الأم وبعد وقت قصير من استيقاظها.

إرضاع الطفل ليلا تزيد من مستويات البرولاكتين. تنجح بعض الأمهات في الحفاظ على نسب خصوبة منخفضة لمدة تصل إلى 16 شهرًا عن طريق زيادة مستويات البرولاكتين. حتى إذا تم استيفاء الشروط المذكورة أعلاه ، فإنه لا يزال وسيلة لمنع الحمل فعالة بنسبة 100 ٪.

قد تصاب معظم النساء بالحمل بمجرد عودة تدفق الحيض. ومع ذلك ، فمن الممكن أيضا الإباضة دون أي تدفق الحيض.

فكلما طالت مدة انقطاع الطمث، يرجح أن تحدث الإباضة بدون أي تدفق حيض. في كلتا الحالتين ، يمكن حدوث الحمل.غالبًا ما يُعتقد أن الرضاعة الطبيعية تجعل الحمل غير محتمل لأن الأوكسيتوسين يجعل الجهاز التناسلي للمرأة غير مناسب للجنين .

الأوكسيتوسين هو أحد الهرمونات التي تحفز الإرضاع. يعتقد أن الرحم متعاقد وغير قادر على السماح بنمو الجنين . على عكس هذا الاعتقاد ، فإن الرحم حساس فقط لتأثيرات الأوكسيتوسين في الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل.

علامات الحمل الشائعة أثناء الرضاعة الطبيعية

علامات الحمل اثناء الرضاعة الطبيعية هي عموما نفس تلك التي تظهر في الحمل المنتظم.

العلامات التي تظهر على الثديين

التغييرات التي يتحدث في الثدي هي من بين أولى علامات الحمل.

قد تلاحظ المرأة هذا عندما تكون حاملاً لمدة ستة أسابيع. هذه التغيرات هي الآثار الجانبية لهرمونات الحمل هرمون الاستروجين والبروجسترون. سيؤثر ذلك على الثديين و يهيئهم للرضاعة الطبيعية بعد الولادة – حتى إذا كانت الام ترضع طفلها رضاعة طبيعية.

  • تصلب الثديين و لكن يجب الانتباه ان لا يكون هناك سبب آخر لتصلب الثديين مثل تناول بعض الأدوية كادوية الاكتئاب
  • ظهور الكتل الحمل والحالات الأخرى التي تؤدي الى حدوث  تغيرات هرمونية قد تتسبب في نمو الثديين. قد تكون هذه الكتل مليئة بالحليب (galactoceles)
  • تغييرات على الحليب عندما تكون الأم المرضعة حامل ، قد تلاحظ تغييرات في حليب الثدي:
  • يقل إنتاج الحليب مع زيادة هرمونات الحمل ، يبدأ إنتاج الحليب في الانخفاض.

إذا لاحظت أن حليبك ليس وافرًا كما كان من قبل ، فقد السبب هو الحمل.مرة أخرى ، الحمل ليس هو السبب الوحيد لانخفاض إمدادات الحليب.

يمكن أن يسبب الإجهاد والمرض في تحويل الطاقة المستخدمة لإنتاج الحليب إلى أنشطة جسدية مهمة.يمكن للمواد مثل الخمور والكافيين والنيكوتين تجفيف الحليب وإضعاف قدرة الثدي على انتاج الحليب.

يمكن أن أنواع معينة من الدواء القيام بذلك أيضا.  ، بعض الأعشاب مثل النعناع والبقدونس يمكن أن تقلل من إنتاج الحليب. عند الرضاعة الطبيعية ، تجنب استهلاك الكثير من الأعشاب والتوابل. كما أن الجفاف وسوء التغذية يقللان من إنتاج الحليب ، لذا عليك تناول الطعام والشراب بشكل صحيح عند الرضاعة.

تغييرات على نوعية الحليب

  • يبدأ حليب الثدي بالتغير في النوعية ، عادة في الأسبوع الثالث من الحمل. يصبح طعم الحليب أكثر حموضة أو مالح.
  • قد يشعر الطفل الذي يرضع من الثدي باختلاف الطعم. يصبح حليب الثدي مثل الماء ولونه فاتح.
  • في الثلث الثاني من الحمل ، يعود لبن الثدي إلى اللبأ.
  • قد تلاحظ الأم عدم رغبة الطفل في الرضاعة، أو قد يبدو الطفل غير راضي عن الرضاعة الطبيعية وقد يحتاج إلى تغذية إضافية. قد يحدث الفطام بشكل طبيعي في هذه المرحلة .

الاستفراغوالغثيان

الشعور بالغثيان هو الأبرز خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ويقل في الربع الثاني.

يمكن أن تؤدي بعض الاطعمة و الروائح إلى الغثيان والقيء. و خاصة للأسماك. إذا تأخرت الدورة الشهرية ، مع الشعور بالغثيان فمن المحتمل ان الحمل هو السبب.

نزول بقع دم نتيجة زراعة الجنين

  • يحدث نزيف طفيف الناجم عن زرع الجنين في جدار الرحم. يظهر عادة بين الأسبوعين السادس والثاني عشر من الحمل. هذه واحدة من العلامات الشائعة للحمل أثناء الرضاعة الطبيعية. 
  • مع ذلك ، لاحظ أن التنقيط قد يحدث دون زرع. تميل دورات الحيض أيضًا إلى أن تكون غيرطبيعية أثناء الرضاعة الطبيعية.
  • إذا كان النزيف مصحوبًا بالألم ، فانتقل إلى المستشفى في أقرب وقت ممكن.

كثرة التبول

عندما ينمو الجنين ، فإنه يضغط على المثانة ويؤدي إلى تقليصها. ولأن المثانة تمتلئ بسرعة أكبر ، فإن تبول سيكون  أكثر من المعتاد.

نمو الرحم

بعد الولادة ، يعود الرحم تدريجيا إلى حجمه الطبيعي كما كان قبل الحمل. في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة ، يمكن رؤية الجزء العلوي من الرحم في أسفل البطن . بعد أسبوعين ، سيكون الرحم بالكامل في منطقة الحوض. تساعد الرضاعة الطبيعية على تسريع هذه العملية أيضًا.
هذا يعني أنه إذا شعرت بالرحم فوق عظمة العانة ، فهذا يعني أنه قد زاد حجم الرحم مرة أخرى ، ما لم تكن قد تقلصت تماما من قبل. إذا كنت حاملاً ، فسوف يشعر الطبيب بالرحم داخل بطنك في 12 إلى 14 أسبوعًا.

الفحوصات المخبرية

اختبارات البول هي الأسهل استخداما وهناك مجموعات يمكن استخدامها في المنزل ، ولكنها ليست حساسة مثل اختبارات الدم.نظرًا لأن اختبارات الحمل ليست حساسة أو دقيقة ، يُنصح بالنساء اللواتي يحصلن على نتائج سلبية في اختبار الحمل بإجراء الاختبار مرة أخرى بعد أسبوع واحد إذا لم يحضن.

قد يحصل أولئك الذين يتناولون حبوب منع الحمل أو المؤثرات العقلية على نتائج إيجابية حتى لو لم يكن هنالك حمل، لذلك من المستحسن

التوقف عن تناول هذه الأدوية قبل خمسة أيام من الخضوع للاختبار ، فربما يكون السبب هو حدوث الحمل

الشعور بالتعب

تؤدي الرضاعة الطبيعية الى الشعور بالتعب ، وإضافة الحمل سيقلل من قدرة الام على التحمل . قد تلاحظ الأمهات الحوامل المرضعات الحاجة إلى  القيلولة خلال النهار أكثر من المعتاد ، وهناك أيضا انخفاض عام في الطاقة على مدار اليوم.

سواء كان التعب بسبب الحمل أو حالة صحية أخرى ، يمكنك التعامل بشكل أفضل من خلال أخذ قيلولة أكثر تكرارًا لإعادة التغذية ومحاولة الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن. يمكن أن يساعد تناول الفواكه والخضروات على زيادة مستويات الطاقة.

إذا قررت الأم الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل

من الضروري المحافظة على التغذية الجيدة  لصحة الطفل الرضيع والطفل الذي لم يولد بعد. يعتمد تحديد السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم على عمر الطفل الرضيع. ستحتاج إلى حوالي 500 سعر حراري إضافي في اليوم إذا كان الطفل يتناول أطعمة أخرى إلى جانب حليب الثدي أو 650 سعرة حرارية إذا كان عمره أقل من ستة أشهر.

هذا بالإضافة إلى 350 سعرة حرارية إضافية تحتاجها خلال الثلث الثاني من الحمل و 450 سعرة حرارية إضافية تحتاج إليها خلال الثلث الثالث من الحمل. إذا كنت في الثلث الأول من الحمل وتجد صعوبة في تناول الطعام بسبب الغثيان ، فسوف تشعر بالارتياح لعدم وجود حاجة لسعرات حرارية إضافية خلال المرحلة الأولى من الحمل.

هل من الآمن إرضاع الطفل أثناء الحمل؟

لا يوجد سبب لعدم الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل إذا كانت الأم ترغب في ذلك. كثير من الأمهات لا يواصلن الرضاعة الطبيعية فقط أثناء الحمل ولكن أيضا  يرضعن المولود الجديد والطفل الأكبر سنًا معا.

قد تشعر الأم بالقلق من أنها لن تتمكن من تناول الطعام بما فيه الكفاية لتغذية الطفل الذي ينمو في داخلها وإنتاج ما يكفي من حليب الثدي للرضيع ، ولكن أجسادنا مذهلة وتعرف بالضبط ماذا تفعل. إن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن – تناول الطعام أثناء الجوع والشرب عندما تشعر بالعطش – هو كل ما نحتاجه.

إليك بعض الأمور الأخرى التي يجب أن تكون على علم بها أثناء فترة الحمل. كل هذه الأمور طبيعية تمامًا:

  • قد تكون الحلمات والثديين أكثر صلابة أثناء الحمل.قد يقلل من إمدادات الحليب قليلا.
  • تشعر بعض الامهات بالقلق من أن التحفيز الحلمة أثناء الرضاعة الطبيعية يؤدي إلى الولادة المبكرة. إن تحفيز الحلمة يؤدي إلى إنتاج  هرمون الأوكسيتوسين ، الذي يساعد في تخفيف حب الشباب ، كما أنه يلعب دورًا في التقلصات التي تحدث أثناء الولادة.لحسن الحظ ، فإن كمية الأوكسيتوسين التي تم اخراجها ليست كافية لتحفيز المخاض في الظروف العادية.
  • قد يكون لديك بعض الانقباضات الخفيفة في بعض الأحيان ، ولكن هذا طبيعي ولا داعي للقلق.
  • إن إفراز الأوكسيتوسين هو فقط مصدر قلق إذا كانت الام معرضة للمخاض المبكر ، إذا كنت واحدًا من الأشخاص المعرضين للخطر وكان الطبيب قلقًا من أن  أي نوع من أنواع التحفيز قد يؤدي إلى حدوث مخاض سابق لأوانه ، قد يطلب الطبيب أن يفطم الرضيع حتى تتم الولادة أو قد يشجعك على تقليل عدد الوجبات.