الحمل والسكري من النوع الثاني

انتشار مرض السكري من النوع الثاني في تزايد عالمي، في عام 2013 قدر الاتحاد الدولي للسكري أن 382 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بالسكري، لذلك يجب للنساء المصابين بالسكري معرفة كيفية التعامل مع الحمل ومضاعفاته.

ما هي الإجراءات التي يجب أن تقوم بها المرأة المصابة بالسكري من النوع الثاني قبل أنّ تقرر الحمل؟

يمكن للمرأة القيام بعدة أمور وخطوات قبل وأثناء الحمل للوقاية من حدوث أي مشاكل:

1- التخطيط للحمل بعد مراجعة طبيب السكري

  • قبل الحمل يجب مراجعة الطبيب أو الطبيبة، حيث أنّه يحتاج الطبيب إلى تقييم المضاعفات التي تعاني منها المرأة بسبب السكري.
  • يجب أيضاً قبل الحمل المحافظة على نسبة السكر في الدم ضمن النسبة المطلوبة وتغيير الأدوية تحت إشراف الطبيب إذا لزم ذلك.
  • كم أنه من المتوقع أن يطلب منك الطبيب أن تحاولي إنقاص وزنك قبل الحمل في حال زيادة الوزن للحصول على نسبة سكر منتظمة في الدم.

2- الذهاب للطبيب النسائي في وقت مبكر وبشكل منتظم

خلال فترة الحمل تحتاج المرأة المصابة بالسكري إلى زيارة طبيبها النسائي أكثر من امرأة حامل بدون مرض السكري، وذلك لاكتشاف أي مشاكل مبكراً والتعامل معها.

3- الالتزام بالأطعمة الصحية

تناول الأطعمة الصحية والوجبات المصممة لمرضى السكري يساعد في المحافظة على نسبة السكر ويقلل من تأثير ارتفاع السكر على الجنين.

4- أداء التمارين الرياضية

التمارين الرياضية هي طريقة أخرى للحفاظ على نسبة السكر في الدم تحت السيطرة، بعد مراجعة الطبيب يمكن للمرأة المصابة بالسكري ممارسة الرياضة بانتظام قبل وأثناء وبعد الحمل.

5- الالتزام بالأدوية والأنسولين

عليك الالتزام بالأدوية والأنسولين حسب تعليمات الطبيب للحفاظ على نسبة السكر تحت السيطرة، ولا يجب إيقاف هذه الأدوية في حالة الحمل من دون إشراف الطبيب.

6- مراقبة نسب السكر

الحمل يتسبب في تغير حاجة الجسم للطاقة فإن مستويات السكر في الدم يمكن أن تتغير بسرعة كبيرة، تحتاج المرأة الحامل إلى فحص نسبة السكر في الدم بشكل أكبر.

هل ستتعرض المرأة الحامل لمخاطر مرتبطة بنوع السكري هي أو جنينها؟ 

آثار مرض السكر على الأم الحامل

إن النساء المصابات بالسكري من النوع الثاني اللاتي يصبحن حوامل أكثر عرضة للإصابة:

  • بمضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة (مثل مشاكل العينين، الكلى والاعتلال العصبي السكري).
  • بمضاعفات الأوعية الدموية (مثل أمراض القلب والدماغ).
  • العدوى.  
  • أمراض اللثة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • تسمم الحمل.
  • بمضاعفات ناتجة عن الولادة طفل بحجم كبير.
  • بمضاعفات ناتجة عن الولادة القيصرية.

آثار مرض السكر على الجنين:

النساء المصابات بالنوع الثاني من السكري أكثر عرضة للولادة المبكرة، مما يعرض الرضيع لخطر متزايد لحدوث ضائقة تنفسية ونزيف داخل الجمجمة ومشاكل في الأمعاء وعجز في الرؤية.

معظم النساء لا يعرفن أنهن حامل حتى حوالي خمس أو ست أسابيع من الحمل، خلال هذه الفترة تتطور أعضاء الجنين لذلك يُعد التحكم المثالي في سكر الدم مهماً جداّ للحد من خطر إصابة الجنين بالعيوب الخلقية.

لهذا من الضروري العمل على تحقيق الأهداف التالية قبل ثلاثة أشهر من الحمل:

  • الحصول على معدلاتسكر تراكمي أقل من 7% وإذا أمكن أقل من 6%، حيث ترتبط المستويات العالية من السكري التراكمي بمخاطر متزايدة لحالات الإجهاض والمشاكل الجنينية.
  • الحصول على مستوى منتظم للسكر في الدم بشكل يومي، فإن ذلك مهم جداً للتقليل من مضاعفات الحمل للمرأة وطفلها، ينصح بفحص نسبة السكر في الدم على الأقل 4 مرات في اليوم.
  • تقييم صحة  العينين والكليتين قبل الحمل وخلاله، حيث أنه يمكن أن يؤثر الحمل على صحة العينين والكلى، خصوصاً عند النساء المصابات بارتفاع البروتين في البول قبل الحمل فهنّ معرضات لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
  • البدء بأخذ مكملات حمض الفوليك، ينصح بأخذ جرعة ما بين  0.4 – 1 مغ يومياً قبل الحمل للحد من خطر خلل في الأنبوب العصبي في الطفل. كما أنه يجب زيادة هذه الجرعة إلى 4 مغ يومياً إذا حدث خلل في الأنبوب العصبي في أي حمل سابق.
  • التحول إلى استخدام الأنسولين كعلاج أساسي إذا كان ذلك ممكناً، إذا كنتِ مصابة بالسكري من النوع الثاني وتقومين بالسيطرة عليه باستخدام الحبوب يفضل استخدام الأنسولين قبل الحمل وخلاله لأنه أكثر أماناَ على الجنين.

هل تستمر المرأة الحامل والمصابة بمرض السكر، بالاستمرار بأخذ علاج الإنسولين؟ وهل تتغير الجرعات؟

تؤثر هرمونات الحمل على كمية الأنسولين المطلوبة خلال فترة الحمل.

  • في الأشهر الثلاثة الأولى تكون الحساسية للأنسولين أعلى من الطبيعي وتحتاج المرأة الحامل عادةً إلى التقليل من الجرعات المعتادة، وقد تحتاج المرأة فترة معينة لإعادة ضبط الجرعات للتقليل من خطورة الإصابة بانخفاض السكر في الدم ومضاعفاته.
  • تعديل الأنسولين في الثلث الثاني من الحمل، أي حوالي 20 أسبوعاً من الحمل، سوف تبدأ المرأة الحامل إلى زيادة جرعات الأنسولين لذلك من الضروري الاستمرار في مراقبة مستوى السكر وتعديل الجرعات لمنع ارتفاع مستويات السكر في الدم والحد من مضاعفاته.
  • تعديل الأنسولين في الثلث الأخير من الحمل، يتوقع أن يرتفع مستوى السكر في الدم والذي سيؤدي في الغالب إلى زيادة كبيرة في جرعات الأنسولين. تجد العديد من النساء أنهن بحاجة إلى زيادة الجرعة إلى الضعف.
  • بالقرب من نهاية الحمل قد تبدأ جرعة الأنسولين في الانخفاض، إذا انخفض إجمالي كمية الأنسولين عن 15% فيجب مراجعة طبيبك حيث قد يكون ذلك مؤشراً على قرب موعد الولادة.

هل سيتعرض الطفل المصابة أمه بالسكري لمخاطر خلال أو بعد الولادة؟ 

مخاطر خلال فترة الولادة

  • بعض النساء المصابات بالسكري سيولدون بشكل طبيعي والبعض الأخر يحتاج إلى مساعدة باستخدامأدوية تسريع المخاض، هذا قرار سيتخذه الطبيب المختص حسب حجم الطفل ومستوى السكر وضغط الدم والحالة العامة للمرأة الحامل.
  • احتياجات الانسولين خلال الولادة تختلف من إمرأة لأخرى، في حال إحتجت للأنسولين سيتم إعطاء الجرعة عن طريق الوريد. بعض النساء لا يحتاجن إلى الأنسولين إطلاقاً خلال الولادة.

مخاطر بعد الولادة

  • بعد الولادة لا يتم البدء بالأنسولين عادة إلى أن يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم أعلى من 10 ممول/ل.
  • معظم النساء يولدون ولادة قيصرية خصوصاً إذا كان حجم الطفل كبيراً.
  • بمجرد ولادة طفلك سيتم فحص مستوى السكر في دمه.
  • إذا كان مستوى السكر منخفضاً لأن الطفل اضطر إلى إنتاج المزيد من الأنسولين استجابة لمستويات الجلوكوز المرتفعة في الدم سيتم إعطاء السكر بالرضعة أو الوريد أو قد يطلب من الأم البدء بالرضاعة، حيث أنّ الحليب يرفع نسبة السكر للوضع الطبيعي.
  • سيتكيف بنكرياس الطفل بسرعة وينتج كمية أقل من الأنسولين.
  • في كثير من الأحيان يتم حفظ الطفل في وحدة العناية المركزة للأطفال حتى تصل نسبة السكر في دمه إلى المستوى الطبيعي.
  • إذا وُلد طفلك قبل أوانه أو كان حجمه كبيراً فمن المحتمل أن يصاب بمتلازمة الضائقة التنفسية، هذه الحالة تعني أن الرئة غير مهيئة بعد وقد يحتاج الطفل إلى الانتقال لوحدة العناية المركزة للأطفال لتقييم نسبة الأوكسجين.