الخارجية اليمنية تتهم “الانتقالي” المدعوم إماراتياً بمواصلة التمرد المسلح

اتهمت وزارة الخارجية اليمنية، اليوم الأربعاء، ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، بمواصلة التمرد المسلح في العاصمة المؤقتة عدن، وتدشين مرحلة تصعيد تهدد بفشل اتفاق الرياض.

Share your love

اتفاق الرياض في مهبّ الريح (نبيل حسن/ فرانس برس)الخارجية اليمنية تتهم "الانتقالي" المدعوم إماراتياً بمواصلة التمرد المسلح
اتهمت وزارة الخارجية اليمنية، اليوم الأربعاء، ما يُعرَف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتياً، بمواصلة التمرد المسلح في العاصمة المؤقتة عدن، وتدشين مرحلة تصعيد تهدد بفشل اتفاق الرياض، في وقت صعّد فيه وكلاء أبوظبي ضد القوات الحكومية في محافظتي سقطرى وأبين اليمنيتين.

وهذا هو أول اتهام حكومي للانفصالين في جنوب اليمن، منذ توقيع اتفاق الرياض الذي رعته السعودية بين الحكومة الشرعية و”المجلس الانتقالي” على خلفية أحداث أغسطس/آب الماضي في عدن.

وأبلغ وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، سفراء الدول الكبرى لدى بلاده، أن “ما تقوم به وحدات تابعة للمجلس الانتقالي في الآونة الأخيرة من عرقلة عمل المؤسسات الحكومية والتدخل في مهامها واستحداث نقاط جديدة وإرسال تعزيزات عسكرية إضافية في عدن، يعدّ تصعيداً غير مبرر، واستمراراً للتمرد المسلح الذي جاء اتفاق الرياض بهدف إنهائه”.

وأكد المسؤول اليمني أن تنفيذ اتفاق الرياض أصبح “ضرورة لا تحتمل المماطلة”، لافتاً إلى أن العراقيل هي من قبل “المجلس الانتقالي”، وفقاً لوكالة “سبأ” الرسمية.
وشدد الحضرمي على أن استمرار “المجلس” الانتقالي في هذا النهج وهذه الممارسات والتصعيد في العاصمة المؤقتة عدن، ستترتب عنه تبعات تهدد بفشل اتفاق الرياض.

وكانت السعودية قد رعت في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية و”المجلس الانتقالي”، بهدف إنهاء تمرد أغسطس/ آب، إلا أنها عجزت عن تطبيق بنوده، بعد انتهاء المدد الزمنية في 15 فبراير/ شباط الماضي.
وصعّد “الانتقالي” المدعوم إماراتياً خلال الأيام الماضية بعد منع التحالف السعودي عدداً من قياداته البارزة من العودة إلى عدن، في قرار يهدف إلى تهيئة الأجواء لتطبيق الاتفاق، ويشمل أيضاً وزراء في الحكومة الشرعية.
وجراء ذلك، رفض “المجلس الانتقالي الجنوبي” تنفيذ تمكين قوات يمنية دربتها السعودية ومتخصصة بأمن الموانئ من تسلّم مهام إدارة مطار عدن الدولي بدلاً من القوات المدعومة إماراتياً، ودفع بقوات جديدة إلى تخوم المطار.

ولم يكتفِ “الانتقالي” بذلك، بل دفع بتعزيزات عسكرية أخرى من لحج إلى العاصمة المؤقتة عدن، واستحدث العشرات من حواجز التفتيش الجديدة في مداخلها، فضلاً عن إغلاق مطار عدن الدولي بالقوة، بحجة مواجهة فيروس كورونا الجديد.

وكلاء الإمارات يصعّدون
ميدانياً، اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن اليمنية ومسلحين تابعين للإمارات في ميناء سقطرى، بعدما عمدت المليشيات إلى اقتحام الميناء لمحاولة إخراج أسلحة وعتاد عسكري إماراتي كانت السلطات قد صادرته بعدما ضبطت حاوية آتية من الإمارات تحمل العتاد.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن مسؤول فضل عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، أن المجاميع المسلحة اقتحمت الميناء، مستخدمة سيارات وأطقماً تتبع شركتي “برايم” للأسماك و”ديكسم باور” الإماراتيتين، لافتاً إلى أن الأمن في محافظة أرخبيل سقطرى، حرك قوة بقيادة المدير العام لشرطة المحافظة فائز الشطهي، عقب محاولة المجاميع المسلحة تهريب السلاح والعربة بالقوة.
وأوضح أن المسلحين باشروا إطلاق النار على القوة الأمنية فور وصولها إلى الميناء، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات محدودة بين الطرفين. وذكر أن قوات الأمن ألقت القبض على مسلحَين وأودعتهما السجن، فيما لا تزال تتعقب الآخرين الذين لاذوا بالفرار.
في الأثناء، شهدت محافظة أبين شرق العاصمة المؤقتة للشرعية عدن توتراً جديداً بعد وصول تعزيزات لمليشيات “المجلس الانتقالي الجنوبي”، إلى مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، بالتزامن مع وصول قوات جديدة للشرعية إلى مدينة شقرة الساحلية، وسط مخاوف من توتر الأوضاع في هذه المحافظة.
وذكرت مصادر عسكرية وشهود عيان أن مدينة زنجبار تشهد تدفق قوات جديدة لمليشيات “الانتقالي”، ولا سيما أن زنجبار تحت سيطرة “الانتقالي” منذ الأحداث التي جرت نهاية العام الماضي.
وباشرت القوات الجديدة في التمترس والانتشار وحفر الخنادق ونصب المتاريس في ما يبدو أنه تخوف كبير لدى أوساط وكلاء الإمارات من أن السعودية قد تضطر إلى السماح لقوات الشرعية بالدخول إلى عدن بالقوة، رغم التأكيدات أن ذلك لن يحدث، لكن المصادر تقول إن وكلاء الإمارات يتخذون من هذه الهواجس وسيلة وعذراً لتعزيز وجودهم وإرسال قوات جديدة.
وفي الوقت نفسه وصلت قوات جديدة من ألوية الحماية الرئاسية إلى مدينة شقرة الساحلية الواقعة على بحر العرب وتخضع لسيطرة الشرعية وتقع شرق زنجبار، مع وصول قيادات بارزة يعتقد أن من بينها قائد ألوية الحماية الرئاسية، العميد سند الرهوة، الذي قد يتولى إدارة كل القوات الموجودة في محافظة أبين، ولا سيما أن أغلب مناطق المحافظة ومديرياتها تخضع لسيطرة قوات الشرعية، عدا زنجبار عاصمة المحافظة.

وتعيش أبين على فوّهة بركان ومخاوف من تفجر الصراع، خاصة بعد توتر الأوضاع في عدن والذي قد يسبب انفجار الصراع في أبين إذا ما استمر وكلاء الإمارات في رفض تطبيق اتفاق الرياض، ويسعون إلى إفشاله.
وباتت الحملات الإعلامية الجديدة لوكلاء الإمارات تصف الاتفاق بالمنتهي وقد فشل، وتشن هجوماً إعلامياً على السعودية، وخصوصاً على السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، وقائد قوات التحالف في عدن والمكلف لتهيئة الأوضاع في عدن وتطبيق اتفاق الرياض السعودي مجاهد العتيبي، وبات أنصار ونشطاء “الانتقالي” يصفون السعودية بـ”الشقيقة الكوبرا”.

Source: alaraby.co.uk
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!