50% من رخاء الدول الغربية قائم على مواردنا العربية size=3>
فكرة الإسلام عن (رأس المال المخاطر) حولت مايكروسوفت من محلات بقالة إلى الشركة الأولى للحاسبات في العالم !size=3>
ماليزيا ليست نموذجاً مضموناً لأنها لم تعتمد على التكنولوجيا الذاتية size=3>
عالم اقتصاد غربي يطالب بتغيير نظام الضرائب في العالم إلى نظام زكاة !size=3>
على مدى 50 سنة، ومنذ تخرجه في كلية التجارة جامعة عين شمس عام 1954، وهو يدعو لفكرة الاقتصاد الإسلامي ويشدد على حرمة الربا وفرضية الزكاة ويعتبر أن التعاون الاقتصادي بين الدول العربية فرض عين على كل مسؤول في الوطن العربي والإسلامي.
وفي حواره مع (إسلام ويب) أكد الرجل قناعته الفكرية التي أصلها في نحو سبعة كتب تدور كلها حول قدرة الفكر الاقتصادي الإسلامي على حل معضلاتنا التنموية.. كما كشف لنا كيف يمكن استغلال الزكاة في حل مشكلات التنمية والنهضة في العالم الإسلامي، محللاً عددًا من النماذج المهمة للتنمية في العالم.
وها هو نص الحوار:
العالم الآن يتجه إلى التكتلات الاقتصادية، ولكننا فشلنا في إيجاد أي تكتل عربي أو إسلامي لماذا؟size=3>
الغرب – بلا شك – يوصد أي تنمية أو تجمع وحدوي في بلادنا ويحاربه إلى أقصى درجة، ويحاول أن يوجد الأنظمة الاقتصادية التي ترسخ التخلف، ولذلك لا توجد دولة عربية يمكن أن تصدر تصديرا ملموسا، لأن التصدير يحتاج إلى سوق كبير وتكنولوجيا عالية ومكلفة.
ونحن العرب لنا ما يقرب من 30 سنة نتحدث عن سوق عربية مشتركة، ويتم الضحك علينا بمجلس وحدة اقتصادي وغيره من المجالس والهيئات، وبعد سنوات يظهر فشل هذه المؤسسات، ثم يأتون بمسميات جديدة، وما نزال نحلم بإنشاء منطقة تجارة حرة دون جدوى، فالاستعمار ورجاله يقومون بدور خطير جدا في ترسيخ التخلف والتفرق، ونحن بصراحة لا يمكن أن نحصل على تنمية اقتصادية إلا من خلال حجم كبير، فأوروبا استطاعت أن تتغلب بالسوق الأوروبية المشتركة على مشكلاتها الاقتصادية.
ورغم أن السوق المشتركة وما هو أقل منها مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا إلا أن الدول الغربية تحاربها لأن ما يقرب من 50% من رخائها قائم على الموارد العربية، بل ما أسميه ” مص دمائنا ” من خلال قروض وسوق فيه شروط تجارة عالمية مجحفة جداً، وتصريف منتجاتهم السيئة للغاية، بل يشعلون الحروب لتصريف إنتاجهم العسكري، ما يؤكد أن الشمال لا يستطيع أن يعيش أبدا إلا على دماء الجنوب. والدليل على ذلك أنهم يصابون بالرعب عندما يرتفع سعر البترول ولذلك فالغرب يدشن التخلف عندنا ويحرص عليه!
لو نظرنا إلى نموذج ماليزيا كدولة إسلامية في النهضة والتقدم، ماذا يكن أن نستفيد..؟size=3>
ماليزيا دولة صغيرة لم تتقدم إلا عندما كانت كل صناعاتها تابعة للغرب وتديرها شركات احتكارية متعددة الجنسيات، لذا فمن الخطأ أن نطلق عليها دولة متقدمة، لأن هذه الشركات عندما شعرت بأن ماليزيا حاولت أن تستقل عنها تم ضربها بقوة، لأن التكنولوجيا مأخوذة من أوروبا، لكن على العكس دولة مثل الصين تخشاها أمريكا بشدة، لأن سوقها كبير، واستطاعت أن تصمم التكنولوجيا الخاصة بها على أسس علمية، فاستطاعت أن تعتمد على نفسها وتنافس بقوة.
كيف ترون خروج العالم الإسلامي من أزمته الاقتصادية التي يحياها الآن؟size=3>
نعتقد أنه لا علاج لكل الأزمات الاقتصادية التي نعانيها إلا باستدعاء الإسلام كرؤية اقتصادية كفيلة بعلاج مشكلاتنا، وإن كان الطرح الإسلامي يواجه تملق العلمانيين، وقلة جهد المسلمين في الكشف عن حكم الله في قضايا العصر، كما أنه يحتاج إلى إنسان متجرد لا يريد كسبا دنيوياً، لقد ألفت كتابا عام 1991 تحت عنوان (الإصلاح الاقتصادي : رؤية إسلامية)، ونبهت فيه إلى كل المخاطر التي تحيط بنا حاليا وطرحت طرحًا إسلامياً كاملا بالأرقام والإحصاءات للتطبيق، وأكدت فيه كيف أن الإسلام كان من الممكن أن يختصر علينا هذه المعاناة الطويلة التي مرت بنا .
ولكن هل توجد منطلقات محددة لحل أزمة المسلمين الاقتصادية؟size=3>
أولاً: لا بد أن يحترم المواطن المسلم ويشارك في أمور دنياه، لأنه لو منح الكرامة وتم شحنه بالهدف الرباني بمعنى ” طاعة الله ” بدون مردود دنيوي محدد، فسوف يكون على استعداد لشد الحزام على بطنه، فاحترام آدمية الإنسان مهمة جدا لإحداث التنمية.
ثانيا:ً الإسلام يقدم ثباتاً للتشريع، والتزام الناس بهذا التشريع لا يقل عن التزام الحاكم به، وهذا التشريع ينظم ويراقب الناس والحاكم في نفس الوقت، ولا يستطيع أحد أن يغير أو يبدل فيه، فاستمداد التشريعات أو القوانين أو التوجهات من الإسلام يحقق لنا عملية استقرار تشريعي تساعد على عدم هروب رأس المال للخارج.
ثالثاً: عندما نستدعي الإسلام لمواجهة الفساد، ونستدعي روادعه فأعتقد أننا نستطيع أن نقضي على هذا البلاء الذي سمم جسد الاقتصاد ويكاد أن يميته!
لو تحدثنا بشكل خاص عن دور الزكاة في حل أزماتنا الاقتصادية فماذا تقولون؟size=3>
الإسلام عندما يعالج مثل هذه الأزمات ينطلق من أداتين لا تفترقان عن بعضهما في القرآن.
الأداة الأولى تمثل الجانب السلبي وهو تحريم الربا. والأداة الثانية تمثل الجانب الإيجابي وهو فرض الزكاة. فلا توجد آية في القرآن تحرم الربا إلا ومعها آية تفرض الزكاة، ولو ركزنا على الزكاة لوجدنا أن من ضمن أزماتنا خفض الإنفاق تجاه ما يسمى بالبعد الاجتماعي بأوجهه المختلفة (تعليم-صحة-معاشات-دعم)، وكل هذه المصروفات لا تصل إلى مستحقيها، فالغني يستفيد منها مثل الفقير، ما ترتب عليه زيادة الإنفاق الحكومي على هذه الأوجه، ولكي نخفض الإنفاق الحكومي ونرعى الفقراء لا بد أن تطبق الزكاة وهي 2.5% من الأموال، فلو نظرنا للودائع الموجودة في البنوك نجدها بالمليارات بخلاف زكاة الزروع والأموال الأخرى المخبأة في البيوت، ولو استبعدنا الأغنياء من عملية الدعم وجعلنا المدارس والمستشفيات كلها قطاعًا خاصًا على أن تقوم الدولة بدفع مصاريف علاج أو تعليم الفقراء نقدا للمدرسة أو المستشفى، نستطيع أن نضبط الحسابات القومية، ويستفيد الفقير من مستوى الخدمة والصيانة المشهور بها القطاع الخاص، وفي نفس الوقت أحرر ميزانية الدولة من المليارات التي تذهب للدعم دون جدوى، ومن ضمن مصارف الزكاة أنه لو كان هناك إنسان محترف في مهنة يتم تدريبه والإنفاق عليه من أموال الزكاة، ولو احتاج إلى معدات أو آلات تشترى له من أموال الزكاة، ولو أن تاجرًا أفلس في السوق فإنه يدعم من أموال الزكاة حتى يستعيد نشاطه، فالزكاة بهذا الشكل توفر للدولة أموالا كثيرة في النفقات وتقيم مجتمعات تنموية ورعاية اجتماعية داخل هذه المجتمعات، ويكفي أن نقول : إن أستاذ مالية عامة في جامعة نيويورك اسمه مس جريف قال : إن الضرائب بنظامها الموجود تؤخذ من الفقير فقط ، والغني يستطيع أن يتهرب منها بأي طريقة ، والمشاريع تذهب للأغنياء دون الفقراء، أي أن نظام الضرائب الموجود عبارة عن تحويل دخل من الفقراء إلى الأغنياء، وطالب جريف بالعودة إلى فرض ضريبة على صافي رأس المال.
والأمر المثير للانتباه أنه حدد هذه الضريبة بـ 2.5%، أي أن الرجل يتحرك بفطرته العلمية وأبحاثه المنهجية إلى المطالبة بتغيير نظام الضرائب في العالم إلى نظام زكاة، فلا بد أن نثق في الإسلام أنه يستطيع أن يحل هذه الأزمات، لأن الغرب يتحرك إلى الإسلام الآن بأدواته، سواء كانت مالية أو نقدية لكننا للأسف نقلده في سلبياته القديمة التي يتخلق بها !
قيل : إن هناك تجارب في أوروبا أقرب للرؤية الإسلامية في الاقتصاد هل هذا صحيح؟size=3>
أسوأ ما في المصارف عندنا أنها تحسب سعر الفائدة بشكل أعلى من عائد المشروع ، فلكي تدفع بالمستثمر الجاد إلى البنوك فلا بد أن يقوم البنك بدراسة الجدوى للمشروع، ويدخل مع العميل شريكًا فيه، وهذا ما يحدث الآن في أمريكا، حيث تتحول البنوك هناك من نظام الإقراض إلى المشاركة عن طريق ما يسمى برأس المال المخاطر، فشركات رأس المال المخاطر هذه أنقذت أمريكا من التخلف التكنولوجي أمام اليابان، وهي عبارة عن رؤوس أموال تتجمع في البنوك وتعطى للمشاريع الريادية والابتكارات، فشركات ماكنتوش ومايكروسوفت كانت عبارة عن محلات بقالة عام 1980، فعن طريق المشاركة التي دعمتها من خلال ما يسمى برأس المال المخاطر استطاعت هذه الشركات أن تحدث نهضة تكنولوجية وتنموية كبيرة جداً بعد أن تحولت البنوك من نظام الإقراض إلى المشاركة، ومن دراسة الضمانات إلى دراسة الجدوى، ومن موظف البنك الجالس على مكتب إلى موظف السوق.