تُمثل الولادة لحظةً حرجة في حياة المرأة يُعلن فيها انضمام الطفل الى هذا العالم و تمثلت صورتها بتأثير من القيم والاعتقادات الشائعة في العائلة والمُجتمع المُحيط . منذ مطلع القرن الحاليخضعت عملية الولادة للعديد من التغيرات المُستمرة حيث يعتقد العديد ان الحمل والولادة في هذه الأيام يخضعان لسيطرة وادارة بشكل أفضل مما كان عليه قبل عقد او عقدين من الزمن .

تستقبل مُعظم النساء الحوامل الاشهر الأخيرة من الحمل بمشاعر مختلطة من القلق والاثارة , ولذلك يُوصي العديد من الاخصائيين النفسيين والاخصائيين بضرورة خضوع الحامل للدورات المُختصةفي اعدادها للمخاض والولادة وبالتالي التغلب على مخاوفها وتغلبها على أكثر السباقات حرجاً وصعوبة في حياتها , تتضمن الدورات المذكورة سابقاً والمُتمثلة بجلسات لا تتعدى الثمانية أسابيعيتخللهاً العديد من الحصص , الحوارات والتمارين التي يُشرف عليها استشاريين مُدربين فيما يخص عملية الولادة .

قد يتواجد العديد من انماط الدورات المُختصة في هذا المجال الى أنها تتحد في هدفها الذي يُزود الام بالمعلومات الكافية للتخفيف من قلقها المُسيطر عليها كما تُزود الأم بالتقنيات السليمةوالمُتبعة للاسترخاء والتغلب على حالة القلق .

تتعدد الجهات التي تقدم هذه الدورات كالمُستشفيات ومراكزاللياقة المُختصة وتتعدد انماط هذه الدورات كالمُكثفة التي تبدأ في مراحل الحمل المُبكرة واخرى تمتد لما بعد الولادة وتُغطي هذهالدورات العديد من النقاط الهامة حيث تُمثل الدورات السابقة فُرصة للحامل لطرح ما يبدو لها من الاسئلة وبالتالي اتخاذ القرارات المُتعلقة بالمسائل الجوهرية المرتبطة بولادة الطفل , حيث تحصلالحامل على معلومات هامة ومنها :

  • التطور الطبيعي للجنين في رحم أمه .
  • العلامات المُنبهه لأي خطر مُتعلق بالأم او جنينها .
  • النصائح التي من شأنها ان تحافظ على سير الحمل, المخاض والولادة بشكل آمن .
  • تقنيات التنفس والاسترخاء للتغلب على الآم المخاض.
  • الخيارات الطبية المُتاحة لتخفيف الآم المخاض.
  • التوقعات والمُضاعفات المُحتملة أثناء المخاض والولادة.
  • الطرق السليمة لرعاية حديثي الولادة.
  • تعليمات الرضاعة الطبيعية والمُشكلات التي يُحتمل ان توجهها الأم.
  • مواجهة التغيرات العاطفية للامومة والابوة.

تُنصح الحامل باشراك زوجها في الدورات التحضيرية للولادة والمخاض مما يُعزز من مشاركته ودعمه لزوجته الحامل كما تُمثل مشاركته تجربة جيدة لترابط الاسرة المُنتظرة , وكحال الام يضمن الأب اكتساب المعلومات الكافية حول كيفية التعامل مع بدء المخاض عند زوجته . قد تختلف مدى استفادة المُشاركات في هذا النمط من الدورات الا أنها تضمن وفي جميع الحالات تزويد الحامل بالمعرفة والثقة بالنفس اللازمتين لولادة سليمة وطفل سليم .

تتبنى العديد من الدورات التدريبية فلسفات مختلفة حول الحمل والولادة وتم التعرف على طريقتين مختلفتين في مباديء التنفس والاسترخاء أثناء الولادة :

  • طريقة لمز : تُمثل اكثر الطرق انتشاراً وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية وتُعرف الولادة على انها عملية طبيعية , سليمة وصحية تتمكن منها المرأة عن طريق المعرفة والدعم والثقة.

تُركز هذه الطريقة على استطلاع كافة الطرق التي تؤمن القوة والراحة أثناء المخاض والولادة , حيث تُركز الدروس على تقنيات الاسترخاء وتحفيز الحامل على اعتياد الاستجابة للألم وحالة التوتربشكل بناء عن طريق التحضيروالتدريب المُتقن على كيفية السيطرة على نمط التنفس أثناء المخاض وعلى العكس من تلك الفلسفات التي تقوم على كبت التنفس . اما عن التقنيات الاخرىفتتمثل بالالهاء حيث تُشجع المرأة على التركيز على امر مُعين يتعلق بعائلتها او بيتها اوان تخضع للتدليك مما يتسبب في الانقاص من ادراكها للألم .

لا تؤيد طريقة لمز او تُعارض استخدام العقاقير الطبية الروتينية أثناء المخاض والولادة وانما تؤيد اطلاع الحامل على الخيارات المُتاحة وبالتالي دعم قدرتها على أخذ القرار الصائب حين الحاجة .

  • طريقة برادلي: تُركز هذه الطريقة والتي تتم في 12 جلسة على النهج الطبيعي للولادة والمُشاركة الفعالة للزوج في عملية الولادة حيث تهدف الى تجنب العقاقير الطبية المُستخدمةأثناء المخاض الا اذا استدعت الحاجة . كما تُشدد أيضاً على مواضيع اخرى منها اهمية التغذية السليمة أثناء الحمل , التمارين الرياضية المُوصى بها أثناء الحمل , تعليم تقنيات الاسترخاء (التنفس العميق والتركيز على اشارات الجسم المختلفة ) التي من شأنها مواجهة الآم المخاض و تمكين الوالدين من الثقة بغرائزهم وبالتالي زيادة فاعليتهما .

على الرغم من تأكيد هذه الطريقة على ضرورة اتمام عملية الولادة دون الحاجة الى العقاقير الطبية المُسكنة للألم الا أنها تسعى لاعداد الأبوين للمُضاعفات والحالات الطارئة الغير مُتوقعه أثناءالمخاض او الولادة كالعملية القيصرية الطارئة , اما بعد الولادة فتُشدد طريقة برادلي على اهمية الرضاعة الطبيعية الفورية والاتصال المُستمر بين الأبوين والطفل .

  • طريقة الولادة المغناطيسية : تعتمد هذه الطريقة تعليم الحامل كيفية استخدام تقنيات الاسترخاء والتخيّل العميق اضافة الى التنويم المغناطيسي الذاتي مما يضمن ولادة هادئةومُريحة . على الرغم من تركيز هذه الطريقة على الحمل والولادة الطبيعيين الا أنها تُعنى أيضاً بالحامل التي تحتاج أي تدخل طبي اثناء المخاض والولادة .
  • تتوافر العديد من الدورات التأهيلية والتي تتضمن بعض من مبادىء الطريقتين المذكورتين سابقاً كالدورات التحضيرية الفعالة التي تعتمد على اليوغا ودروس التنويم المغناطيسي لتحقيقالاسترخاء المطلوب أثناء المخاض .
  • تتساءل العديد من النساء عن الفترة الزمنية من الحمل التي يُفترض فيها ان تبدأ الحامل بالدورات التحضيرية للمخاض والولادة الا انه لم يتوافر الى الآن اجابة مُحددة ففي حيث تبدأ بعضهامن الثلث الاول من الحمل وتثركز على التغيرات التي تطرأ على الحامل أثناء حملها يقتصر البعض الآخر على المراحل الاخيرة من الحمل وبالتحديد قبل 5-8 اسابيع من موعد الولادة وتُركزعلى زيادة معرفة الأبوين بكل ما يتعلق بالمخاض , الولادة وما يطرأ على الام وجنينها بعد الولادة . ويُوصى الاخصائيين بضرورة خضوع الزوجين للدورات التحضيرية والتي لا تقل حصصها عن6-8 وتستغرق كل منها ساعة ونصف الى ساعتين . اما عن كيفية اختيار نمط الدورة التحضيرية فيعتمد على شخصية الحامل واعتقاداتها حيث انه لا توجد أي طريقة خاطئة قد يعتمدهاأي من المُدربين الا ان تحلي الحامل بالشخصية التي تمتلك الحماسة والرغبة في الالتقاء بالناس فتُنصح بالمشاركة بتلك الدورات الصغيرة والحميمية والمُصممة للأزواج لتبادل القصصودعم بعضهم لبعض وفي حالات اخرى قد تخضع للدورات الأكبر بقليل والتي تعتمد على تحدث المُدرب .