يحوم الدولار الأمريكي حاليًا حول أدنى مستوياته التي شوهدت مؤخرًا في أبريل 2018 حيث يواصل المستثمرون التدفق مرة أخرى إلى الأصول ذات المخاطر العالية والعوائد المرتفعة، ويتوقع المحللون أن يستمر هذا الضعف حتى عام 2021.
تداول مؤشر الدولار يوم الجمعه 4 ديسمبر عند حوالي 90.68 نقطة، منخفضًا بنحو 6٪ منذ بداية العام حتى الآن على الرغم من ارتفاعه فوق 102 نقطة في مارس الماضي، مما يضع العملة في طريقها لأسوأ أداء سنوي لها منذ 2017.
أدت سلسلة من تجارب اللقاحات الناجحة إلى تحقيق مكاسب غير متوقعة لأسواق الأسهم وفئات الأصول الأخرى الأكثر خطورة خلال الشهر الماضي، وتسببت في انخفاض العملة الأمريكية في سوق تداول الفوركس مقابل معظم عملات مجموعة العشرة، وسجل اليورو والجنيه الإسترليني أعلى مستوياتهم في عامين يوم الخميس 3 ديسمبر بينما سجل الفرنك السويسري أعلى مستوى في ست سنوات تقريبًا.
أدى الجمع بين تقدم اللقاح وانتصار “جو بايدن” في الانتخابات الأمريكية وحزمة المساعدات المحتملة لفيروس كورونا من واشنطن والتزام البنك الاحتياطي الفيدرالي بالحفاظ على موقفه غير المسبوق في السياسة النقدية التيسيرية، إلى ظهور توقعات بمزيد من تراجع الزخم للدولار خلال ستة أشهر مقبلة على الأقل.
يتوقع خبراء السوق بتراجع آخر للعملة الأمريكية بنسبة تتراوح بين 5% إلى10% خلال عام 2021 حيث يسمح البنك الاحتياطي الفيدرالي للاقتصاد الأمريكي بالتدهور.
عام صعب
لقد كان 2020 عامًا صعبًا بالنسبة للدولار بشكل عام، حيث كانت بدايته صعوديةبدعم من الطلب الحاد على العملة كملاذ آمن وسط أزمة فيروس كورونا.
ومع ذلك، خلقتالبيئة المستدامة لأسعار الفائدة الحقيقية السلبية للغاية في الولايات المتحدة واستمرار التعافي الاقتصادي العالمي الحاد من ركود أزمة كورونا وصفة قياسية لضعف الدولار على نطاق واسع، كما لعبت عدة عوامل أخرى أدوارًا لاحقة في خفض قيمة العملة التي شملت مسار الوباء وتطوير اللقاح ونتائج الانتخابات، ونتيجة لذلك وصلالمؤشر لأدنى مستوياته منذ أكثر من عامين.
المزيد من أخبار اللقاحات
من المتوقع أن تظل العملة الخضراء تحت الضغط في بداية عام 2021، حيث من المرجح أن يتم تقييم المزيد من تحديثات اللقاحات من مختلف شركات الأدوية، كانت الأسهم العالمية مرتفعة للغاية في شهر نوفمبربعد تحديثات اللقاحات المتعاقبة من شركات الأدوية مثل شركة فايزر وشركة مودرنا وشركة استرا زينيكا.
أثارت هذا الآمال العودة إلى الحياة الطبيعية في وقت أقرب مما كان متوقعًا، بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركة جلاكسو وشركة سانوفي وشركة جونسون آندجونسون أيضًا بجد لتطوير لقاح خاص بهم لفيروس كورونا، لهذا قد يأتي العام المقبل بأخبار جيدة.
يري المحللون إن طرح لقاح سلس قريبًا يمكن أن يغير قواعد اللعبة، لأنه سيعزز آمال التعافي السريع للاقتصاد العالمي ويطيل من ضعف الدولار الأمريكي.
حافز الولايات المتحدة في عام 2021
فشل المشرعون في واشنطن في البداية في التوصل إلى اتفاق ثاني للتحفيز لدعم الاقتصاد المتضرر منفيروس كورونا، ولكن كان هناك اقتراح من الحزبين بقيمة 908 مليار دولار مؤخرًا، مما يعني أنه من المحتمل أن نرى نوعًا من التحفيز بحلول أوائل عام 2021، الأمر الذي سيدعم من معنويات المخاطرة وجانب هبوطي في عملة الملاذ الآمن وهي الدولار.
هل سيضعف الدولار في رئاسة بايدن؟
إن رئاسة “جو بايدن” تعني نهجًا أكثر تعددية للسياسة الخارجية وخاصة العلاقات الأمريكية الصينية، وقد يعزز ذلك اليوان مقابل الدولار، قد يضعف الدولار أيضًا إذا انخفض الطلب الأجنبي على الأسهم الأمريكية بعد تنفيذ مقترحات برفع ضرائب الشركات وزيادة تنظيم التكنولوجيا، ومع ذلك فإن الكونجرس المنقسم لن يجعل من السهل رفع الضرائب.
وبالرغم من ذلك، من المحتمل حدوث نوع من الضعف للدولار في المستقبل، حيث يتحول تركيز السوقإلى توزيع اللقاحات والأداء الاقتصادي العالمي بحلول العام المقبل، مما يعني أن ضعف الدولار في نهاية المطاف مرجح على أي حال.
ما هي العملات الأخرى التي ستتصدر في عام 2021؟
يمكن أن تستفيد العملات الرئيسية الأخرى بما في ذلك الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي في الأسواق المتقدمة واليوان الصيني بينما سيظل الدولار في الانزلاق.
وتشير أغلب التوقعات إلى ارتفاع اليورو مقابل الدولار الأمريكي إلى 1.25 بحلول نهاية عام 2021، الذي حقق مكاسب خلال هذا العام تتخطي 8% على الرغم من أنه كان عامًا متقلبًا بالنسبة له حيث بدأ العام عند 1.12 دولار ثم انخفض إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات عند 1.07 دولار في مارس، عندما دفعت عمليات البيع الواسعة في السوق إلى رحلة إلى أصول الملاذ الآمن.
لكنه انتعش وارتفع إلى أعلى مستوى له في أكثر من عامينمع ضعف الدولار، وعقب اتفاق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة تحفيز ضخمة (بقيمة 750 مليار يورو) لاقتصاداتهم التي دمرها فيروس كورونا، قد تؤدي فرص المزيد من التيسير من البنك المركزي الأوروبي أيضًا إلى تعزيز النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو ودعم العملة المشتركة، لذا من المتوقع أن يتجه اليورو إلى تحقيق مزيد من المكاسب خلال 2021.
الصين تقود النمو العالمي في 2021
اكتسب اليوان الصيني مؤخرًا مصداقية كملاذ آمن من التقلبات، يجب أن يستفيد اليوان من عدم وجود توترات تجارية في ظل رئاسة بايدن، في الآونة الأخيرة، قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن الانتعاش الاقتصادي المقبل سوف يختلف بين الدول، وأضافت الوكالة أيضا أنه من المتوقع أن تشكل الصين أكثر من ثلث النمو العالمي في عام 2021.
وقالت المنظمة إنها تتوقع أن تسجل الصين نموًا بنسبة 1.8% هذا العام، حيث كان معدل التعافي أسرع من نظيراتها، وهذا من شأنه أن يجعل الصين الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي سيسجل نموًا اقتصاديًا في عام 2020.