الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي

ما هي خصائص الذكاء الاجتماعي؟ وهل يوجد فرق بين الذكاء العاطفي والاجتماعي؟ كيف يمكن لنا تطويرهما؟ سيرشدك هذا المقال عن كل ما يخص هذا الموضوع مع ذكر أهم الكتب والمراجع بذلك.

الفرق بين الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي:

إن الفرق بين الذكاء العاطفي والاجتماعي هو أن الذكاء العاطفي فن إدارة المشاعر، وهو الأداة الأكثر فاعلية وطلباً في أيامنا هذه؛ ويعني قدرتك على التعامل السليم مع ذاتك ومشاعرك ومكنوناتك وصولاً إلى بناء علاقات ناجحة مع المجتمع المحيط بك. إذ يبدأ الذكاء العاطفي من داخل الإنسان وينتهي بالمجموعة، ويفهم بعض الأشخاص الذكاء العاطفي على أنَّه التعامل اللطيف والسهل جداً مع الآخرين، وتفضيل مصلحتهم على المصلحة الشخصية للإنسان، في حين أنَّ الذكاء العاطفي أبعد ما يكون عن الضعف؛ بل هو القدرة على إدارة المشاعر بحيث تستخدمها في وقتها الصحيح، ففي بعض الأحيان عليك أن تستخدم القليل من الغضب مع الناس لكي تساعدهم على الاستيقاظ من سباتهم النفسي، وعليك في أحيان أخرى استخدام الرقة واللين معهم لكي تشجعهم على القيام بأمر ما.

في حين أنّ الذكاء الاجتماعي هو مكون من مكونات الذكاء العاطفي، ويختص بالعلاقات الاجتماعية، وهو قدرة الإنسان على التنقل والتفاوض في العلاقات الاجتماعية المعقدة والبيئات المختلفة بأحسن طريقة وأكبر فاعلية.

مكونات الذكاء العاطفي:

1. ضبط الانفعالات:

  • يطمح كل الناس للوصول إلى سلوكات سليمة ومشاعر متوازنة، إلَّا أنَّهم يفقدون متعة المشاعر المتوازنة بفعل استسلامهم لسيل الانفعالات التي تعصف بهم.
  • اسأل نفسك: “ما هي الأمور التي تصرف طاقتك ومشاعرك عليها؟”، “هل تفقد أعصابك في حال تعرُّضك لأي أمر محزن وقاسٍ، أم أنَّك تتمالك ذاتك وتضبط انفعالك؟”، فهناك فرق كبير ما بين التفاعل والانفعال؛ فالتفاعل مطلوب في الحياة وهو ما يعطي الرونق للعلاقات، أمَّا الانفعال فهو استجابة سلبية لحدث ما.
  • نسمح لانفعال الغضب على سبيل المثال بالسيطرة على حياتنا، فنجرح الآخرين بكلماتنا لنعود ونندم على فعلتنا وقد نعتذر منهم وقد لا نعتذر، الأمر الذي يعقِّد حياتنا أكثر فأكثر، في حين أنَّ اتخاذ قرار واحد قد يكون قادراً على قلب المعادلة رأساً على عقب، كأن تتخذ قراراً بإيقاف الغضب تماماً لمدة يوم واحد فقط، ومن ثمَّ تعيد الكرة مرة أخرى، هكذا إلى أن تبني مساراً عصبياً جديداً بعادة الهدوء الرائعة، أو تستطيع تفريغ الغضب في أوجه مقبولة، مثل الرياضة والملاكمة.

2. القدرة على التخلص من المشاعر السلبية:

يعلم الإنسان الذكي عاطفياً أنَّه المتحكم بمشاعره، فلا يتركها تلعب به كما تشاء، ففي حال كانت لديه مشاعر من الخوف الشديدة؛ يتعامل معها بحكمة بحيث لا تتنقل إلى اللاوعي؛ بل تبقى في مساحة الوعي والسيطرة، على سبيل المثال؛ في حال خوف شخص ما من المطبات الهوائية التي تحدث في أثناء طيران الطائرة؛ فيستطيع نقل تركيزه إلى تلك المرأة النائمة والتي لا تشعر بما يدور في محيطها، وعندها لن يسمح للخوف بالسيطرة عليه.

إذاً تستطيع تحويل مشاعرك من سلبية إلى إيجابية من خلال نقل مجال تركيزك.

3. الوعي بالمشاعر وتوجيهها:

  • يحلل الشخص الذكي عاطفياً سلوكاته، ويعلم أنَّ الأصل في كل أمر هو الأفكار، ومن ثمَّ تتحول الفكرة إلى سلوك، ويعطينا السلوك بالنتيجة مشاعر سواء أكانت إيجابية أم سلبية.
  • إن استطعت مراقبة أفكارك وتبنِّي أفكار عقلانية ومنطقية؛ فستكون قادراً على إدارة مشاعرك، على سبيل المثال: إن تبنَّيت فكرة أنَّ “الموت حق للجميع، وأنَّه لا مفر منه”؛ فسترتاح من مشاعر الصدمة القاسية والحزن القاتل لدى سماعك وفاة أحد من أقربائك؛ وهذا لا يعني أنَّك لن تحزن وتبكي، ولكن ستكون ردة فعلك ضمن الحدود الطبيعية.
  • لا يبالغ الشخص الذكي عاطفياً في وصف مشاعره السلبية؛ بل يحدد درجة الشعور التي يشعر بها، ومن ثم يبحث في الأسباب التي أدت إلى ذلك الشعور، وصولاً إلى صنع ردة فعل مناسبة (سلوك مناسب).

على سبيل المثال: في حال غضب الأب الشديد من ولده بعد تحطيمه لكأس الماء؛ عليه أن يحلل الموقف بعد انقضائه من خلال إجراء السيناريو التالي: “في لحظة إدارك الأب مشهد تحطيم كوب الماء؛ بنى تصوراً ذهنياً قائماً على فكرة مفادها “ابني مهمل، وغبي”، الأمر الذي حرَّك المشاعر السلبية في قلبه فاستشاط غضباً نتيجة لذلك، ومن ثمَّ تولَّدت لديه الرغبة للقيام بسلوك سلبي وهو ضرب الطفل مثلاً، سيغدو الأمر مختلفاً في حال بناء تصوُّر مختلف للموقف، كأن يفسر الأب الحدث بأنَّ ولده صغير ولا يمتلك بعد مهارة التركيز الصحيح.

يمنح التفسير المختلف للموقف الأبَ مشاعراً هادئة ومستقرة، ممَّا ينعكس على سلوكه مع ابنه.

شاهد بالفديو: 6 عادات يومية لتنمية الذكاء العاطفي

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/6nEw5E-7zdA?rel=0&hd=0″]

4. الذكاء الاجتماعي أو الوعي بالعلاقات:

  • وهنا يخرج الشخص من دائرته الداخلية ليركز في علاقاته المجتمعية، فيبدأ في تفهُّم دوافع الطرف الآخر واحتياجاته، ويضع نفسه مكانه، محاولاً التفكير وفقاً لمنظوره وقيمه، الأمر الذي يجعله قادراً على بناء علاقات اجتماعية أقوى وأكثر استمرارية.
  • يعلم الشخص الذكي عاطفياً أنَّ مهارة الذكاء الاجتماعي عبارة عن مهارة مكتسبة، فيعمل على تدريب نفسه عليها، من خلال التأمل في سلوكاته مع الآخرين، وتحليلها لاستخلاص النقاط التي يجب العمل عليها للوصول إلى المستوى المطلوب.
  • لا يبالغ الشخص الذكي عاطفياً في تحليل الأمور، على سبيل المثال: لا يتخذ موقفاً عدائياً من الشخص الآخر في حال عدم قيامه بإلقاء التحية عليه؛ بل يلتمس العذر له، ويسامحه عن قوة وليس عن ضعف”.
  • يشعر الشخص الذكي عاطفياً بالآخرين، ويميل إلى التعاطف معهم ومشاركتهم آلامهم وأفراحهم.
  • كما يُحسِن الشخص الذكي عاطفياً الاستماع للآخرين، الأمر الذي يساعده على بناء علاقات إنسانية راقية وعميقة.

في الختام:

لكي تردم الفجوة ما بين العقل والقلب، ولكي تصل إلى خيارات تُرضي قلبك وعقلك سوياً؛ عليك باكتساب مهارة الذكاء العاطفي؛ فكُفَّ عن البحث عن السعادة في الخارج، وانظر إلى داخلك وابحث فيه وستجد السعادة لا محالة.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *