‘);
}
الرثاء في شعر البارودي
وردت مجموعة من القصائد الرثائية في قصيدة البارودي لعل من أبرزها ما يأتي:
قصيدة أيد المنون قدحت أي زناد
قال فيها:[١]
أَيَدَ الْمَنُونِ قَدَحْتِ أَيَّ زِنَادِ
-
-
- وَأَطَرْتِ أَيَّةَ شُعْلَةٍ بِفُؤَادِي
-
أَوْهَنْتِ عَزْمِي وَهْوَ حَمْلَةُ فَيْلَقٍ
-
-
- وَحَطَمْتِ عُودِي وَهْوَ رُمْحُ طِرَادِ
-
لَمْ أَدْرِ هَلْ خَطْبٌ أَلَمَّ بِسَاحَتِي
-
-
- فَأَنَاخَ أَمْ سَهْمٌ أَصابَ سَوَادِي
-
أَقْذَى الْعُيُونَ فأَسْبَلَتْ بِمَدَامِعٍ
-
-
- تَجْرِي عَلَى الْخَدَّيْنِ كَالْفِرْصَادِ
-
ما كُنْتُ أَحْسَبُنِي أُرَاعُ لِحَادِثٍ
-
-
- حَتَّى مُنِيتُ بِهِ فَأَوْهَنَ آدِي
-
أَبْلَتْنِيَ الحَسَراتُ حَتَّى لَمْ يَكَدْ
‘);
}
-
-
- جِسْمِي يَلُوحُ لأَعْيُنِ الْعُوَّادِ
-
أَسْتَنْجِدُ الزَّفَراتِ وَهْيَ لَوَافِحٌ
-
-
- وَأُسَفِّهُ الْعَبَرَاتِ وَهْيَ بِوَادِي
-
لا لَوْعَتِي تَدَعُ الْفُؤَادَ وَلا يَدِي
-
-
- تَقْوَى عَلَى رَدِّ الحَبِيبِ الْغَادِي
-
يا دَهْرُ فِيمَ فَجَعْتَنِي بِحَلِيلَةٍ
-
-
- كَانَتْ خُلاصَةَ عُدَّتِي وَعَتَادِي
-
إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْحَمْ ضَنَايَ لِبُعْدِهَا
-
-
- أَفَلا رَحِمْتَ مِنَ الأَسى أَوْلادِي
-
أَفْرَدْتَهُنَّ فَلَمْ يَنَمْنَ تَوَجُّعَاً
-
-
- قَرْحَى الْعُيُونِ رَوَاجِفَ الأَكْبَادِ
-
أَلْقَيْنَ دُرَّ عُقُودِهِنَّ وَصُغْنَ مِنْ
-
-
- دُرِّ الدُّمُوعِ قَلائِدَ الأَجْيَادِ
-
يَبْكِينَ مِنْ وَلَهٍ فِرَاقَ حَفِيَّةٍ
-
-
- كَانَتْ لَهُنَّ كَثِيرَةَ الإِسْعَادِ
-
فَخُدُودُهُنَّ مِنَ الدُّمُوعِ نَدِيَّةٌ
-
-
- وَقُلُوبُهُنَّ مِنَ الْهُمُومِ صَوَادِي
-
أَسَلِيلَةَ الْقَمَرَيْنِ أَيُّ فَجِيعَةٍ
-
-
- حَلَّتْ لِفَقْدِكِ بَيْنَ هَذَا النَّادِي
-
أَعزِزْ عَلَيَّ بِأَنْ أَرَاكِ رَهِينَةً
-
-
- فِي جَوْفِ أَغْبَرَ قَاتِمِ الأَسْدَادِ
-
أَوْ أَنْ تَبِينِي عَنْ قَرَارَةِ مَنْزِلٍ
-
-
- كُنْتِ الضِيَاءَ لَهُ بِكُلِّ سَوَادِ
-
لَوْ كَانَ هَذَا الدَّهْرُ يَقْبَلُ فِدْيَةً
-
-
- بِالنَّفْسِ عَنْكِ لَكُنْتُ أَوَّلَ فَادِي
-
أَوْ كَانَ يَرْهَبُ صَوْلَةً مِنْ فَاتِكٍ
-
-
- لَفَعَلْتُ فِعْلَ الْحَارِثِ بْنِ عُبَادِ
-
لَكِنَّهَا الأَقْدَارُ لَيْسَ بِنَاجِعٍ
-
-
- فِيها سِوَى التَّسْلِيمِ وَالإِخْلادِ
-
فَبِأَيِّ مَقْدِرَةٍ أَرُدُّ يَدَ الأَسَى
-
-
- عَنِّي وَقَدْ مَلَكَتْ عِنَانَ رَشَادِي
-
أَفَأَسْتَعِينُ الصَّبْرَ وَهْوَ قَسَاوَةٌ
-
-
- أَمْ أَصْحَبُ السُّلْوَانَ وَهْوَ تَعَادِي
-
جَزَعُ الْفَتَى سِمَةُ الْوَفَاءِ وصَبْرُهُ
-
-
- غَدْرٌ يَدُلُّ بِهِ عَلَى الأَحْقَادِ
-
وَمِنَ الْبَلِيَّةِ أَنْ يُسَامَ أَخُو الأَسَى
-
-
- رَعْيَ التَّجَلُّدِ وَهْوَ غَيْرُ جَمَادِ
-
هَيْهَاتَ بَعْدَكِ أَنْ تَقَرَّ جَوَانِحِي
-
-
- أَسَفاً لِبُعْدِكِ أَوْ يَلِينَ مِهَادِي
-
وَلَهِي عَلَيكِ مُصاحِبٌ لِمَسِيرَتِي
-
-
- وَالدَّمْعُ فِيكِ مُلازِمٌ لِوِسَادِي
-
فَإِذَا انْتَبَهْتُ فَأَنْتِ أَوَّلُ ذُكْرَتِي
-
-
- وَإِذَا أَوَيْتُ فَأَنْتِ آخِرُ زَادِي
-
أَمْسَيْتُ بَعْدَكِ عِبْرَةً لِذَوِي الأَسَى
-
-
- فِي يَوْمِ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَحِدَادِ
-
مُتَخَشِّعَاً أَمْشِي الضَّرَّاءَ كَأَنَّنِي
-
-
- أَخْشَى الْفُجَاءَةَ مِنْ صِيَالِ أَعَادِي
-
مَا بَيْنَ حُزْنٍ بَاطنٍ أَكَلَ الْحَشَا
-
-
- بِلَهِيبِ سَوْرَتِهِ وَسُقْمٍ بَادِي
-
وَرَدَ الْبَرِيدُ بِغَيْرِ ما أَمَّلْتُهُ
-
-
- تَعِسَ الْبَرِيدُ وشَاهَ وَجْهُ الْحَادِي
-
فَسَقَطْتُ مَغْشِيَّاً عَلَيَّ كَأَنَّمَا
-
-
- نَهَشَتْ صَمِيمَ الْقَلْبِ حَيَّةُ وَادِي
-
وَيْلُمِّهِ رُزءَاً أَطَارَ نَعِيُّهُ
-
-
- بِالْقَلْبِ شُعْلَةَ مَارِجٍ وَقَّادِ
-
قَدْ أَظْلَمَتْ مِنْهُ الْعُيُونُ كَأَنَّما
-
-
- كَحَل الْبُكَاءُ جُفُونَها بِقَتَادِ
-
عَظُمَتْ مُصِيبَتُهُ عَلَيَّ بِقَدْرِ مَا
-
-
- عَظُمَتْ لَدَيَّ شَمَاتَةُ الْحُسَّادِ
-
قصيدة كيف طوتك المنون يا ولدي
قال في رثاء ابنه:[٢]
كَيْفَ طَوَتْكَ الْمَنُونُ يَا وَلَدِي
-
-
- وَكَيْفَ أَوْدَعْتُكَ الثَّرَى بِيَدِي
-
وَا كَبِدِي يَا عَلِيُّ بَعْدَكَ لَوْ
-
-
- كَانَتْ تَبُلُّ الْغَلِيلَ وَا كَبِدِي
-
فَقْدُكَ سَلَّ الْعِظَامَ مِنِّي وَرَدْ
-
-
- دَ الصَّبْرَ عَنِّي وَفَتَّ في عَضُدِي
-
كَمْ لَيْلَةٍ فِيكَ لا صَبَاحَ لَهَا
-
-
- سهِرْتُهَا بَاكِياً بِلا مَدَدِ
-
دَمْعٌ وَسُهْدٌ وَأَيُّ نَاظِرَةٍ
-
-
- تَبْقَى عَلَى الْمَدْمَعَيْنِ وَالسَّهَدِ
-
لَهْفِي عَلَى لمحةِ النَّجَابَةِ لَوْ
-
-
- دَامَتْ إِلَى أَنْ تَفُوزَ بِالسَّدَدِ
-
مَا كُنْتُ أَدْرِي إِذْ كُنْتُ أَخْشَى عَلَيْ
-
-
- كَ الْعَيْنَ أَنَّ الْحِمَامَ بِالرَّصَدِ
-
فَاجَأَنِي الدَّهْرُ فِيكَ مِنْ حَيْثُ لا
-
-
- أَعْلَمُ خَتْلاً وَالدَّهْرُ كَالأَسَدِ
-
لَوْلا اتِّقَاءُ الْحَياءِ لاعْتَضْتُ بِالْ
-
-
- حِلْمِ هُياماً يَحِيقُ بِالْجَلَدِ
-
لَكِنْ أَبَتْ نَفْسِي الْكَرِيمَةُ أَنْ
-
-
- أَثْلِمَ حَدَّ الْعَزاءِ بِالْكَمَدِ
-
فَلْيَبْكِ قَلْبِي عَلَيْكَ فَالْعَيْنُ لا
-
-
- تَبْلُغُ بِالْدَّمْعِ رُتْبَةَ الْخَلَدِ
-
إِنْ يَكُ أَخْنَى الرَّدَى عَلَيْكَ فَقَدْ
-
-
- أَخْنَى أَلِيمُ الضَّنَى عَلَى جَسَدِي
-
عَلَيْكَ مِنِّي السَّلامُ تَوْدِيعَ لا
-
-
- قَالٍ وَلَكِنْ تَوْدِيعَ مُضْطَهَدِ
-
قصيدة لا فارس اليوم يحمي السرح بالوادي
قال الشاعر:
لا فَارِسَ الْيَوْمَ يَحْمِي السَّرْحَ بِالْوَادِي
-
-
- طَاحَ الرَّدَى بِشِهَابِ الْحَرْبِ وَالنَّادِي
-
مَاتَ الَّذِي تَرْهَبُ الأَقْرَانُ صَوْلَتَهُ
-
-
- وَيَتَّقِي بَأْسَهُ الضِّرْغَامَةُ الْعَادِي
-
هَانَتْ لِمَيْتَتِهِ الدُّنْيَا وَزَهَّدَنَا
-
-
- فَرْطُ الأَسَى بَعْدَهُ فِي الْمَاءِ والزَّادِ
-
هَلْ لِلْمَكارِمِ مَنْ يُحْيِي مَنَاسِكَهَا
-
-
- أَمْ لِلضَّلالَةِ بَعْدَ الْيَوْمِ مِنْ هَادِي
-
جَفَّ النَّدَى وانْقَضَى عُمْرُ الْجَدَا وَسَرَى
-
-
- حُكْمُ الرَّدَى بَيْنَ أَرْواحٍ وَأَجْسَادِ
-
فَلْتَمْرَحِ الْخَيْلُ لَهْوَاً فِي مَقَاوِدِهَا
-
-
- وَلْتَصْدَأ الْبِيضُ مُلْقَاةً بِأَغْمَادِ
-
مَضَى وَخَلَّفَنِي فِي سِنِّ سَابِعَةٍ
-
-
- لا يَرْهَبُ الْخَصْمُ إِبْرَاقِي وإِرْعَادِي
-
إِذَا تَلَفَّتُّ لَمْ أَلْمَحْ أَخَا ثِقَةٍ
-
-
- يَأْوِي إِلَيَّ ولا يَسْعَى لإِنْجَادِي
-
فَالْعَيْنُ لَيْسَ لَهَا مِنْ دَمْعِهَا وَزَرٌ
-
-
- والْقَلْبُ لَيْسَ لَهُ مِنْ حُزْنِهِ فَادِي
-
فَإِنْ أَكُنْ عِشْتُ فَرْدَاً بَيْنَ آصِرَتِي
-
-
- فَهَا أَنَا الْيَوْمَ فَرْدٌ بَيْنَ أَنْدَادِي
-
بَلَغْتُ مِنْ فَضْلِ رَبِّي مَا غَنِيتُ بِهِ
-
-
- عَنْ كُلِّ قَارٍ مِنَ الأَمْلاكِ أَوْ بَادِي
-
فَمَا مَدَدْتُ يَدِي إِلَّا لِمَنْحِ يَدٍ
-
-
- ولا سَعَتْ قَدَمي إِلَّا لإِسْعَادِ
-
تَبِعْتُ نَهْجَ أَبِي فَضْلاً وَمَحْمِيَةً
-
-
- حَتَّى بَرَعْتُ وَكَانَ الْفَضْلُ لِلْبَادِي
-
أَبِي وَمَنْ كَأَبِي فِي الْحَيِّ نَعْلَمُهُ
-
-
- أَوْفَى وَأَكْرَمُ في وَعْدٍ وَإِيعادِ
-
مُهَذَّبُ النَّفْسِ غَرَّاءٌ شَمائِلُهُ
-
-
- بَعِيدُ شَأْوِ الْعُلا طَلاعُ أَنْجَادِ
-
قَدْ كَانَ لِي وَزَراً آوِي إِلَيْهِ إِذَا
-
-
- غَاضَ الْمَعِينُ وَجَفَّ الزَّرْعُ بِالْوَادِي
-
لا يَسْتَبِدُّ بِرَأْيٍ قَبْلَ تَبْصِرَةٍ
-
-
- وَلا يَهُمُّ بِأَمْرٍ قَبْلَ إِعْدَادِ
-
تَرَاهُ ذَا أُهْبَةٍ فِي كُلِّ نَائِبَةٍ
-
-
- كَاللَّيْثِ مُرْتَقِباً صَيْداً بِمِرْصَادِ
-
المراجع
- ↑” أيد المنون قدحت أي زناد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022.
- ↑“كيف طوتك المنون “، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022.