الرحم ذو القرن الواحد وصعوبات الحمل

بعد حدوث الإجهاض أو تكراره تسعى كل زوجة لمعرفة الأسباب المؤدية لذلك، ومن هذه الأسباب ما يسمى الرحم ذو القرن الواحد ، وربما يسبب أيضا نوع من أنواع العقم أو صعوبات في الحمل والإنجاب.

الرحم ذو القرن الواحد:

هو تشوه بالرحم وهو يسمى رحم وحيد القرن، يبلغ حجم الرحم ذي القرن الواحد نصف حجم الرحم الطبيعي، ولا يكون هناك سوى قناة فالوب واحدة، لقد تم وصفه بالرحم ذي القرن الواحد بسبب شكله، وهو يعتبر من تشوهات الرحم النادرة جداً، ويحدث في المراحل المبكرة جداً من الحياة عندما لا ينمو النسيج الذي يشكل الرحم بشكل صحيح

المسببات:

يتكون الرحم بشكل طبيعي خلال نمو الجنين أو التطور الجنيني من قبل إلتحام قناتي مولر، أما إذا كانت أحد القنوات لم تتطور فإن واحدة فقط من قنوات مولر تساهم في تطوير الرحم ويصبح الشكل النهائي للرحم هو ما نسميه الرحم ذو القرن الواحد، ووفقا للموسوعة الحرة فإن الرحم ذو القرن الواحد إمكانية حدوثه تقدر بحوالي 1/4,000.

الوجود والإحصائيات:

قد يكون هنالك نساء لديهن هذا التشويه ونفس الأعراض وهن لا يعلمن ذلك وقد يحدث لهن الحمل الطبيعي، وبإستعراض لكتابات «ريتشمان Reichman» وآخرون, وبتحليل البيانات على نتيجة الحمل لدى 290 امرأة لهم رحم ذو قرن واحد 175 انجبن.
أما من مجموع 468 حالة حمل وجد الباحثون أن حوالي 50٪ من المرضى أنجبن طفلاً حياً، وكانت معدلات تكون الحمل خارج الرحم 2.7٪, الإجهاض 34٪ , والولادة المبكرة 20٪، في حين كان معدل سقوط ما داخل الرحم 10٪.

الرحم ذو القرن الإضافي:

وهنالك أيضاً الرحم ذو القرن الإضافي وفيه يكون هنالك قرن إضافي في الوضع المعاكس وتتعرض السيدة التي رحمها من هذا النوع أحياناً لاحتمال حدوث الحمل خارج الرحم أي في القرن الإضافي، الأمر الذي يشكل خطورة بالغة قد تودي إلى إنفجار وتمزق الرحم، ففي هذة الحالات الإستئصال الجراحي يصبح ضرورة.

التشخيص:

هناك كشوفات عادة على المهبل للتأكد من أنه واحد وعنق الرحم واحد، عادة ما يتم المطالبة بهذه التحريات على أساس أن هنالك مشاكل في الإنجاب، والموجات فوق الصوتية عبر المهبل من أهم التقنيات التشخيصية المستخدمة للتحقق من شكل الرحم، وكذلك التصوير بالرنين المغناطيسي وأيضا الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد كطريقة ممتازة لتقييم التشوهات الرحمية.

المخاطر:

تشوه الرحم قد يزيد إحتمال تعرض المرأة لمضاعفات أثناء فترة الحمل، وهو أمر يعتمد أيضاً على نوع التشوهات التي لديها، إذا كان لديها “الرحم ذو القرن الواحد” فهي أكثر عرضة للمضاعفات أثناء الحمل أو الولادة، مثلا قد لا يستقر طفلها في وضعية الرأس إلى أسفل المعتادة إذا كان شكل رحمها غير عادي، وقد تكون مؤخرته إلى أسفل في وضعية معكوسة أو مقلوبة أو قد يكون في وضعية عرضية.

العلاج:

المريضات اللآتي يعانين من الرحم ذو القرن الواحد يحتاجن إلى عناية خاصة أثناء الحمل، فالرحم الذي يتكون بقناة واحدة فقط يظل غير مكتشف إلى أن تصبح الخصوبة ضعيفة، والمرضى بهذا النوع من الرحم يمكن أن يحملن حمل طبيعي، وغالبية المشاكل عندهن تتعلق بالولادة المبكرة (الإبتسار) وفقدان الحمل ووفاة الجنين، والرحم الذي يتكون بقناة واحدة فقط يكون مصحوب بمشاكل بالكلى والتي قد تشمل غياب الكلى أو وجود كلية حوضية ويحدث ذلك عند 15% من الحالات، وفي هذه الحالات يجب عمل صورة للحويضة مع حقن صبغة بالوريد  بمجرد التشخيص، وسواء كانت التدخلات قبل الحمل أو مبكرا مع الحمل، مثل قطع القرن البدائي أو التطويق الوقائي لعنق الرحم ولم يثبت بعد أن إجراءات تطويق العنق مفيدة، يكون تحسين نتائج الحمل غير مؤكد، ومع ذلك فإن التدخلات الحالية تقترح أن مثل هذه التدخلات قد تساعد, والنساء اللآتي يظهر عليهن تاريخ هذه الحالة يعتبرن من الحالات المعرضة لمخاطر مرتفعة عند حدوث الحمل.

نتمنى في النهاية تمام الصحة والعافية لجميع النساء كما نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه المعلومات الطبية وللمزيد تابعونا في قسم الصحة، كما نتمنى أن تشركونا دائما بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم.