الرهاب الأبوي : كيف يكون الإنجاب مشكلة في حياة بعض الأزواج؟

الرهاب الأبوي هو حالة غريبة من عدم الرغبة في الإنجاب. ويصل الأمر أحيانًا لتأجيل فكرة الإنجاب لمدة سنوات، فما هي الأسباب خلف هذه الفكرة الغريبة؟

الكثير من الآباء والأمهات يصابون بما يُعرف الرهاب الأبوي. حيث أن بعد الزواج يصل الزوجان أو أحدهما لمرحلة أنه لا يريد أن ينجب أطفال، لأنه يخاف من هذا الموضوع بطريقة كبيرة جدًا. وهذا الخوف يكون حقيقي وليس مجرد مبالغة، بل هو في الحقيقة له أسبابه الخاصة التي تجعله يصاب برهبة كبيرة تجاه مسئولية تحمله لطفل مدى الحياة. فالأمر بالنسبة للبعض يكون بمثابة السجن المؤبد، ولا سيما لهؤلاء الشباب الذين لم يعتادوا على فكرة أن يكونوا مسئولين تجاه أشخاص آخرين، أو الفتيات اللائي كن مجرد مدللات في بيوتهن مع أسرهن. ولذلك الأمر يتحول من رغبة في أن يكونا أبوين، إلى أنهما قد يعاديان الأمر من الأساس أو على الأقل أحدهما. وهناك مشاكل أسرية كثيرة بسبب هذا الموضوع، بسبب عدم وجود اتفاق بين الزوجين، فأحدهم يريد أن ينجب والأخر لا يريد. ومن هنا يصل الأمر أحيانًا إلى الطلاق. ومن هذا المنطلق نرى أن الرهاب الأبوي قد يكون معضلة كبيرة في حياة البعض، ولذلك في هذا المقال سنتعرف عن الأسباب الحقيقية التي تجعل الزوج والزوجة يخافون من تحمل مسئولية أطفال.

كيف يحدث الرهاب الأبوي ؟ وما هي أسبابه؟

[wpcc-script src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” defer]

بالنسبة للزوج

هناك أسباب تختلف بين الزوج والزوجة للرهاب الأبوي، فالموضوع يختلف بين الرجل والمرأة ولا يتشابه أبدًا. ولذلك في هذا الجزء من المقال سنسرد لك عزيزي القارئ أكثر الأسباب الحقيقية التي تجعل الرجل أو الزوج يفكر ألف مرة قبل أن ينجب طفل، ولا سيما في هذا الزمن.

المسئوليات المادية

أولًا، تبدأ المسئوليات المادية من لحظة الحمل، فالمرأة تحتاج إلى متابعة أسبوعية هي والطفل وخصوصًا في الشهور الأولى والأخيرة من الحمل. حتى لا يحدث أي مكروه للطفل والمرأة ويتلافوا جميعًا عملية الإجهاض الاضطراري. ولذلك هذه الرعاية الصحية تحتاج إلى طبيب، والطبيب يحتاج إلى نقود، بل نقود كثيرة. وليس هذا فقط بل أيضًا هناك علاج للمرأة تأخذه باستمرار طوال مدة الحمل، حتى تصل إلى مرحلة تثبيت حملها في الشهور الأولى، والوصول إلى مرحلة دعم الطفل بالفيتامينات والأكل. ولكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد، بل إن عملية الولادة نفسها تأخذ الكثير من المال. ولذلك عندما يحسب الزوج كل هذه الأعباء المادية فقط في مرحلة الحمل والولادة، فالأمر يصير تعجيزي ولا سيما أن أغلب الأسر الجديدة دخلها محدود جدًا نتيجة المصاريف الكثيرة التي أنفقت في الزواج. والشاب مازال شاب ليس لديه كل هذا القدر من المال بصورة مستمرة حتى يقدر على مجاراة مصاريف الحمل.

ثانيًا، الطفل نفسه عندما يولد فهو يتحول إلى ماكينة تتغذى على النقود. فكل احتياجات الطفل حاليًا تحتاج إلى نقود من بداية وجوده في حضانة لمدة، حسب ما يحتاج الطفل. إلى مصاريف الطبيب، لأن الجهاز المناعي للأطفال في البداية ليس كافي جدًا ولا يحتمل مقدار التلوث الذي وصلنا له هذه الأيام. ولذلك الأطفال تكون كثيرة الإعياء وهذا سبب أخر يجعلك لا تتعجب عندما ترى أن طبيب الأطفال هو أكثر طبيب لديه مرضى. وليس هذا أخر الطريق، بل إن هناك حفاضات يجب أن يشتريها الأب لمدة تزيد عن السنتين بصورة دورية، وثمن هذه الحفاضات يعادل مبلغ كبير جدًا في الشهر الواحد. كل هذه الأشياء الأساسية التي ذكرتها يوجد غيرها الكثير فيما يتعلق بالمسئولية المادية ناحية الطفل في السنين الأولى. وهنا عندما يحسب الزوج الشاب كل هذه المصاريف ويحسب راتبه، ربما تكون هذه المصاريف أحيانًا أعلى من الراتب لهذا الشخص. وهنا يأتي الرهاب الأبوي واضحًا وجليًا حيث يشعر الرجل أنه لن يقدر على إكفاء بيته، وبذلك يظلم طفله معه في حالته المادية البسيطة.

المدرسة

قد يتعجب بعض القراء أن الرجل يفكر في مدرسة طفله من قبل أن ينجبه، ولكنها حقيقة. وأساس الرهاب الأبوي عند بعض الرجال هو أنهم يحسبون كل شيء قبل الحدوث حتى يعرفون هل سيقدرون على هذا الأمر أم لا من الأساس. ولكن المشكلة هي أن التفكير في مصاريف مدرسة طفل واحد فقط يتخطى ميزانية أكل أسرة كاملة من ثلاث أفراد. بمعنى أنه يجب عندما تنجب طفل وتدخله مدرسة، يكون راتبك ضعف ميزانية الأكل والشرب والمصاريف الشخصية ثلاث مرات على الأقل. حتى تضمن تعليم طفلك في مكان لائق وتعليم جيد. وهذه هي الحقيقة في كل العالم أن التعليم الجيد وخصوصًا التعليم العصري يحتاج إلى مصاريف مادية كبيرة جدًا. فاليوم الدراسة تعتمد كثيرًا على الأجهزة اللوحية الإلكترونية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية التي تجعل الولد يستطيع أن يتعلم بصورة سريعة وجيدة. كل هذا غير مصاريف الطفل اليومية التي تجعله على الأقل يشعر بطفولته في أن يشتري بعض الحلويات، أو يقوم بتخزين هذا المصروف ليشتري شيء بنفسه. كل هذه الماديات تجعل الأب والزوج يصاب بالرهاب الأبوي لمجرد التفكير في صورة الطفل.

المسئولية التربوية

الأب أيضًا لن يتأثر فقط بالمسئولية المادية، بل الرهاب الأبوي يزداد لديه عندما يتذكر أن هناك مسئولية تربوية تجاه هذا الولد الذي سينجبه. والأمر يزداد لدى الشباب المتعلم لأنهم غالبًا يعرفون قيمة التربية في حياة الطفل. ومن هنا يأتي الأمر بالنسبة لهم كنوع من أنواع المسئولية الكبيرة على عاتقهم والتي لا يستطيعون أن يتجنبوها. لأن الأمر بالفعل مؤثر، وليس مجرد طفل وسيربي نفسه بنفسه. بل الزوج يسأل نفسه هل هو في حالة عقلية ونفسية وعاطفية أن يحتمل طفل صغير؟ أن يحتمل عناده ويحتمل أخطاءه، ويحتمل طفولته ورعونته، ويظل يدعمه برغم كل هذه النواقص التي يعاني منها الطفل الصغير نظرًا لصغر سنه وقلة خبرته؟ هل يستطيع الأب أن يمنح الابن كل الاهتمام. هل سيأتي من العمل ويستطيع أن يداعب طفله، أم أنه سيرجع من العمل وينام فورًا لأنه سيكون مرهق وغير قادر على التعامل معه؟ هل سيذاكر له؟ هل سيستطيع أن يمنحه ما يريد من عاطفة. كلها أمور تتراكم لدى الرجل وأسئلة تبدو تعجيزية، ولا سيما لبعض الرجال الذين يفكرون بطريقة زائدة عن الحد. مما سيجعلهم يعانون من الرهاب الأبوي بمجرد أن يفكروا في كل هذه الأفكار.

التضحية بالطموح لأجل الأطفال

هذه هي واقعية أن تصير أبًا جيدًا، فيجب أن تضمن لأولادك الراحة من كل النواحي، ولا يجب أن تظلمهم معك ولو بضعة أيام أو حتى بضعة ساعات. ولذلك وكما نعلم جميعًا أن فكرة الطموح من الأساس تعتمد على المخاطرة والفشل في البداية، وكونك أنجبت طفل فهذا لن يعطيك رفاهية الفشل. ببساطة لأنك لا تعيش لنفسك بل هناك أشخاص لن يحتملوا فشلك، وليس ذنبهم من الأساس أن يحتملوا المخاطرة والفشل. وهنا الرهاب الأبوي يتجلى في صورة التضحية بالطموح، والبحث عن الحياة المستقرة الروتينية التي يتحول فيها الرجل إلى آلة حرفيًا. يذهب إلى العمل حتى يأتي بالنقود، والنقود تصرف فيجب أن يأتي بنقود أكثر، ولو كان هناك فائض فيجب أن يكون هناك فائض أكثر حتى يريح أولاده من بعده وهكذا. يجد الرجل نفسه دخل في متاهة بلا نهاية من العمل المستمر. ومن أصعب الأشياء على الرجل أن يعمل طوال عمره في عمل لا يحبه، لمجرد أنه مصدر دخله الوحيد، ومصدر دخله يعني الأمان لأولاده. ولذلك الأمر فعلًا يكون صعب على الرجل من منطلق التضحية بالطموح من أجل الأطفال.

التضحية بالاستقرار النفسي

من لحظة حمل المرأة ويتحول الرجل إلى خادم الأسرة الأول، وهذا الأمر ربما يكون جيد من ناحية الشعور بالقيمة الرجولية للزوج. ولكن من ناحية أخرى هو أمر لا يوجد به أي نوع من أنواع الاستقرار أبدًا. ومن هنا الرهاب الأبوي يأتي في صورة عدم الاستقرار النفسي الناتج من عدم تعامل الرجل مع نفسه. فهو غالبًا يكون مستنزف نفسيًا من أجل تلبية طلبات زوجته وطلبات ابنه، وذلك الأمر لا يستهوي كل الرجال. فهناك نوع معين من الرجال، أهم شيء لديهم على الإطلاق هو سلامهم النفسي، وهذا نوعًا ما أنانية ولكنهم هم يعلمون هذا ويختارون ألا يضحون بشيء من أجل سلامهم النفسي. لأنهم يرون أن وجود طفل سيجعل هذا السلام النفسي غير موجود، وسيجعل الرجل دائمًا تحت ضغط مستمر لن ينتهي. ببساطة ضغط أبدي يبدأ ولا ينتهي حتى بعدما ينضج الابن ويعتمد على نفسه. فالأب يكون مسئولًا عنه بعد زواجه، فلو واجهت ابنه مشاكل فهو أول من سيقف بجواره وهكذا الأمر يسير.

عدم ظلم الابن

هناك نوع من الرجال يشعرون أنهم لو أنجبوا طفلًا في هذا العالم فهم يؤذون هذا الطفل. والرهاب الأبوي هنا يكون في صورة الشعور بالذنب ناحية الطفل. حيث أن العالم مليء بالحروب، ومليء بالنزاعات، ومليء بالمنافسة الغير شريفة وغير أمن. فيفكر الأب، ماذا لو أنجبت فتاة في هذا العالم؟ هل الفتاة ستصمد أمام هذا الشر العظيم؟ هل ستجد الرجل الذي يعاملها جيدًا أم أنها ستتعامل معاملة سيئة؟ ولو أنجبت ابن، هل هذا الابن سيجد ظروف مادية تؤهله أن يكون ولد ناجح، أو أن يكمل مسيرته في الحياة ويبني أسرة؟ كلها أسئلة تعتمد على مقارنة حياة المولود مع الظروف الحالية للعالم. وبالطبع الظروف الحالية للعالم هي التي تكسب الرهان في الشر والبشاعة والقدرة. ولذلك الرهاب الأبوي يصيب هؤلاء الذين يشعرون بالذنب كثيرًا وحساسين لدرجة كبيرة. وربما يكون هذا غريب على بعض الناس ولكن هذا السبب كثيرًا ما يتكرر في حالات الامتناع عن الإنجاب في الدول الأوروبية. حيث أن الأب يرى أنه من الظلم أن ينجب طفل في هذا العالم البائس.

الزوجة

في هذا القسم نجد أن الرهاب الأبوي لا يقتصر فقط على الرجال، بل هناك سيدات أيضًا تخاف جدًا من فكرة أن تكون أم، ولها أسبابها الخاصة أيضًا. والتي قد تستمر معها لفترات طويلة تجعلها تتغلب على غريزة الأمومة داخلها وتمتنع فعلًا عن الإنجاب نهائيًا. ولكن هنا نتكلم عن عدد قليل من الزوجات التي تعاني من هذا الرهاب الأبوي، لأنه غير منتشر في السيدات بقدر الرجال ولكنه موجود.

الحمل والولادة

هناك بعض السيدات التي تخاف من فكرة الولادة ولا تستسيغها بيولوجيًا. فالأمر بالنسبة لها كأنها ستموت، والمشكلة أن هناك حالات تموت فيها الأمهات أثناء الولادة فعلًا. ولكن هذا كان قديمًا عندما لم يكن هناك علم وطب حديث. ولكن الآن صار الأمر سهل وبسيط ولا يأخذ إلا نصف ساعة مع بعض المسهلات التي تجعل السيدة تلد بسهولة أكبر ووقت أسرع. ولكن كل هذا لا يثني بعض السيدات عن الرهاب الأبوي، وفكرة ألم الولادة الذي يعتبر أكبر ثاني ألم بعد ألم الحرق. غير هذا، يكون لدى الكثير من الفتيات خلفية مشوهة جدًا عن ألم الولادة بسبب المسلسلات والأفلام التلفزيونية. لأن غالبية الفتيات ترى مشهد المرأة التي على وشك الولادة في حالة مزرية وتصرخ بجنون وتدفع بألم شديد، وترى الدماء. كل هذه التفاصيل تختزن داخل عقل الزوجات اللائي لم يحبلن بعد. ولذلك الأمر يكون أحيانًا بالنسبة للكثير من الزوجات خوف من الألم. وأحيانًا أخرى يكون رد فعل نفسي لفتاة صغيرة رأت أمها تموت أثناء ولادة أخ لها. فتعتبر الفتاة أن ما حدث لأمها سيحدث لها وتربط فكرة الموت بالولادة. ليصل الأمر لدرجة الرهاب الأبوي وعدم الرغبة في الحمل والإنجاب من الأساس.

تحمل مسئولية الطفل بشكل كامل على الأقل سنتين

هناك الكثير من الزوجات لا يقدرن على تخيل فكرة أنهن سيتحملون مسئولية طفل بصورة كاملة لمدة سنتين. لدرجة تصل إلى أنها تصاب بالرهاب الأبوي نتيجة تخيلها أنها ترضع الطفل، تنظف فضلاته، تسهر عليه حتى ينام، تستيقظ حين يستيقظ هو. لن تنام تقريبًا بشكل متواصل أول سنتين بل سيكون نومها مرهون بنوم طفلها. ثم عندما يتخطى شهوره الأولى غالبًا الطفل لا يترك أمه أبدًا، وتعرفه عليها يجعل ارتباطه بها أكبر بكثير من الشهور الأولى التي لا يتعرف عليها سوى من رائحتها. وبالتالي كل هذا يأتي في خيال بعض الزوجات أنه مسئولية كبيرة عليها لدرجة أنها لا تستطيع فعلًا أن تفعل كل هذا. ولذلك الرهاب الأبوي يجعلها تفكر كثيرًا في هذا الموضوع. بل وليس فقط هكذا بل الموضوع يتكرر عند الطفل الثاني، فلو افترضنا أن المرأة فعلت كل هذا مع الطفل الأول، وكانت إرادة زوجها في طفل أخر، فهذا بالنسبة لها سيكون كارثة ومسئولية كبيرة جدًا. لأنها لن تكون مسئولة عن راحة زوج وطفل، بل ستكون مسئولة بشكل كامل عن طفلين وبشكل جزئي عن رجلها. مما يجعلها تشعر فعلًا بالنفور من فكرة الإنجاب.

ترك العمل من أجل الطفل

هناك الكثير من الزوجات يكون لديهن طبيعة عمل صعبة ولا يمكن أن تتلاءم مع فكرة إنجاب الأطفال. ومن ضمن هذه المهن هي الطب، حيث أن في كل العالم الطبيبات هن الأكثر تأخرًا في الزواج من بين كل المهن التي تستطيع أن تعمل فيها النساء. وربما لأن فكرة الطبيبة والالتزام ناحية المشفى والمرضى والتعليم المستمر للطبيبة حتى تكون متطورة وقادرة دومًا على ملاحقة كل جديد في عالم الطب، يجعلها تركز أكثر شيء على دراستها وعلى عملها. لأن الطب يأخذ كل وقتها. ومن هنا سُئلت الطبيبات في كل أنحاء العالم في بحث أجري عليهن، لماذا تأخرن في الزواج؟ فكانت الإجابة الأولية، هي بسبب أن إنجاب الأطفال لن يجعلها تحقق طموحها أو ما تريده في مهنتها. ولم تتطرق إحداهن للزوج بل للأطفال. وهنا الرهاب الأبوي يتشكل في صيغة جديدة لهؤلاء النسوة، وهي أنهن لا يستطعن التضحية بكل ما وصلوا إليه من أجل إنجاب طفل، يأخذ كل حياتهن. فيخترن التأخير في الزواج.

أخيرًا عزيزي القارئ الرهاب الأبوي ليس مرض لا يمكن علاجه. ولكنه شعور قد يعوق كثيرًا إنجاب الأطفال، ويجعل الكثير من المتزوجين يؤجلون فكرة إنجاب طفل حتى يتخطون هذه المرحلة الفكرية والنفسية. والتأجيل ليس مضر في كل الأحوال، بل قد يكون سبب في جعلهم أباء وأمهات من الدرجة الأولى بالنهاية.

Source: ts3a.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *