يعد مرض الزهايمر أو “ضعف الذاكرة” من أهم أمراض الشيخوخة وأخطرها في انتشار المرض وارتفاع  عدد المصابين به، والمتوقع أن يصل عددهم نحو 150 مليون شخص خلال الخمس سنوات القادمة ومما يزيد من خطورة هذا المرض، ارتفاع معدل متوسط الأعمار في العديد من الدول المتقدمة في ظل التطورات الحديثة مما ساعد علي انتشار المرض .

من يصاب بالزهايمر؟

احتمال وجود مرض الزهايمر يزيد بدرجة كبيرة بعد سن ال 70 ، ويمكن أن تؤثر على حوالي 50 ٪ من الأشخاص فوق سن ال 85. ومع ذلك ، مرض الزهايمر ليس جزء طبيعي من الشيخوخة وليس شيئا سيحدث حتما في وقت لاحق في الحياة.

 مرض الزهايمر هو مرض مزمن متطور يصيب الدماغ الذي يبدأ بضعف الذاكرة واضطرابات في التركيز والانتباه التخطيط والتفكير واللغة والإدراك.

عوامل خطر أخرى لمرض الزهايمر وتشمل ارتفاع ضغط الدم (ضغط الدم) ، مرض الشريان التاجي ، مرض السكري، وارتفاع  الكوليسترول .

كما ان اغلب مرضى متلازمة داون معرضون للإصابة بمرض الزهايمر.

كما ان هناك عوامل جينية تتحكم بالإصابة بهذا المرض.

 أعراض مرض الزهايمر

– مرض الزهايمر يبدأ ببطء فهو يبدأ بفقدان بسيط في الذاكرة متمثلا في نسيان الأحداث القريبة – نسيان بعض أسماء الأشخاص المقربين ونسيان أسماء الأشياء – بعض العمليات الحسابية البسيطة قد تصبح معضلة.

ثم يبدأ مرض الزهايمر يزداد تدريجياً وتصبح الأعراض أكثر صعوبة وقد ينسى المريض كيفية بعض الأعمال البسيطة مثل غسل الأسنان أو تمشيط الشعر.

– وقد يواجه مشاكل في اللغة مثل نسيان بعض الكلمات البسيطة .

ثم يبدأ المريض يفقد الإحساس بالوقت والمكان وقد يتوه في الشارع الذي يقيم فيه ولا يعرف كيف يصل إلى منزله كما يفقد المريض القدرة على الحكم على الأشياء فقد يلبس ملابس ثقيلة في الصيف وقد يصرف كثير من الأموال بدون طائل ويخطئ مريض الزهايمر في وضع الأشياء في أماكنها المعروفه، فقد يضع المكواة في الثلاجة.

– وقد تحدث للمريض تغيرات مزاجية شديدة ومفاجئة كأن ينتقل فجأة من حالة الهدوء إلى البكاء ثم الغضب بدون أسباب واضحة لذلك.

– كما تحدث له تغيرات مفاجأة في الشخصية كأن يصبح نزاع إلى الشك أو يصبح خائفاً ويفقد المريض الحماس لأي شئ ويصبح سلبياً فقد يجلس بالساعات أمام التليفزيون وقد ينام كثيرا.

– وعندما تظهر على المريض كل أو بعض هذه الأعراض فأنه يجب أن يسعى للمشورة الطبية للعلاج ولمرض الزهايمر بعض العقاقير التي تؤدى إلى التحكم في بعض الأعراض مثل الأرق والقلق والاكتئاب و تؤخر من تقدم مرض الزهايمر .

– وكما نرى من أعراض  مرض الزهايمر أن المريض  يحتاج إلى من يرعاه طوال اليوم ويحتاج رعاية وعناية خاصة من الناحية التغذوية فالتغذية الجيدة والصحية ضرورية لاكتساب الطاقة والقوة كما أنها أساسية لمقاومة الأمراض.

– كثير من مرضى الألزهايمر يعانون مشاكل خاصة بالأكل والتغذية قد يكون السبب طقم أسنان غير سليم أو يكون هناك مشكلة في البلع وقد يكون هناك حاله من فقدان الشهية.

ونتيجة للتغيرات التي تحدث في المخ لدى مريض الألزهايمر فأن المراكز التي تتحكم في الشهية تتأثر ويبدأ المريض:

لا يتعرف على الجوع أو العطش.

يكره طعم ورائحة بعض الأكلات التي كان يحبها من قبل.

ينسى يأكل.

قد لا يلاحظ أن الطعام ساخناً ويأكل فيحرق لسانه وفمه.

وفى بعض الحالات المتأخرة من مرض الزهايمر قد يأكل أشياء غريبة مثل الصابون السائل أو أوراق النباتات.

ولذلك فأن الراعي لمريض الألزهايمر يجب أن يكون واعياً لكل هذه المشاكل ويأخذ احتياطاته من حيث مراقبة المريض جيداً فلا يضع أمامه أكل ساخن أو أشياء ضارة.

وهناك عدة نقاط خاصة بتغذية مريض الألزهايمر يجب أن يراعيها الأشخاص المنوط بهم رعاية المريض للتغلب على حالة فقدان الشهية ورفض الأكل:

1- يجب أن يكون الأكل في أوقات منتظمة.

2- تقدم كميات محدودة من الطعام وتكون مفيدة ومختلفة في الملمس واللون.

3- ومن الممكن وضع نوع واحد من الأكل في الطبق في كل مرة .

4- ويفضل أن يكون الطبق أبيض سادة حتى لا ينشغل المريض بالألوان أو الرسومات في الطبق.

5- يفضل أن يكون الأكل على هيئة أصابع أو أشياء صغيرة يمسكها أو ساندويتشات.

6- لا نقدم 3 وجبات رئيسية ولكن نقدم عدة وجبات خفيفة وصغيرة على مدار اليوم أو نقدم وجبات أضافية بين الوجبات الرئيسية.

7- يجب إزالة كل ما قد يلهو عن الطعام مثل تليفزيون – راديو – ويكون الجو هادئ أثناء الأكل. و من المفضل أن نأكل مع المريض لنشجعه على الأكل ونساعد على زيادة شهيته.

8- يجب مراعاة الحالة الصحية للمريض  إذا كان مريض سكر لا نضع سكر كثير في الأكل وإذا كان مريض ضغط لا نسرف في استخدام الملح.

إذا كان هناك مشاكل في البلع فيمكن التغلب على ذلك بالاتي:

– يمكن ضرب الطعام في الخلاط أو إعطاء المريض مشروب إلى جانب قطع صغيرة من الطعام المقدم.

– يمكن استبدال الفواكه الصحيحة بالعصائر الطازجة أو استخدام الجيلي أو الفواكه المسلوقة.

– يقدم للمريض بطاطس مسلوقة ومهروسة بدلاً من أصابع البطاطس المقلية.

– تقدم اللحمة في شكل قطع صغيرة في حجم الفم أو مفرومة مع الخضار المطبوخ.

– يجب إفراد وقت كافي للطعام وإعطاء المريض فرصة للبلع قبل تقديم ملعقة أخرى.

– يجب أن يجلس المريض بزاوية °90 ولا يأكل مضطجعاً حتى لا يرد الأكل من حلقه.

 نوعيات الأطعمة المطلوبة لمريض الزهايمر

يجب أن يكون الطعام المقدم لمريض الزهايمر غنى ببعض العناصر الضرورية لصحة المخ مثل حمض الفوليك – فيتامين هـ – فيتامين جـ – فيتامين ب6 و فيتامين ب12 ومعدن السيلينيوم

مصادر هذه العناصر:

فيتامين جـ موجود في:

الموالح مثل الليمون، البرتقال، اليوسفي، الجوافة، الموز، الفراولة، التفاح والخضروات مثل الجزر، الطماطم، البازلاء، الفلفل الأخضر، أما الخضروات الوراقية الخضراء مثل السبانخ،الجرجير،المقدونس، الملفوف.

فيتامين هـ موجود في:

الزيوت النباتية مثل زيت الذرة، القرنبيط(الزهرة)، الفول السوداني، المانجو، الكيوى، السبانخ.

حمض الفوليك موجود في:

الخضروات الورقية الخضراء مثل السبانخ – الخس، أما البقول مثل اللوبيا، الفول، البازلاء، الخبز الاسمر، القمح، البرتقال، الكانتلوب، الموز، البيض، الكبده، الفول السودانى

فيتامين ب6 موجود في:

اللحوم مثل الدجاج واللحم البقري، الأسماك مثل السلمون والتونة المعلبة، السبانخ، البطاطس، الموز، القمح.

فيتامين ب12 موجود في:

اللبن ومنتجاته مثل الزبادي والجبن الشيدر، البيض، الدجاج، اللحمة، الكبدة،الأسماك مثل السلمون والتونة المعلبة، القمح.

السيلينوم موجود في :

الجبن الشيدر، الجبن القريش، البيض،اللحمة والكبدة، التونة المعلبة فى الزيت، الخبز الأسمر، المكرونه، القمح.

 علامات التحذير من مرض الزهايمر

هناك 10 علامات تحذيرية مبكرة للإصابة بالمرض في المستقبل خاصة عند وجود فرد مصاب لديك فالعائلة (تاريخ عائلي) او عند وجود احد عوامل الخطورة لديك (كما اسلفت) كلإصابة بأمراض كالسكري وارتفاع ضغط الدم والكولسترول ونقص التروية فالدماغ او فالقلب والجلطات الناتجة عنها فيجب الإنتباه عند حدوث هذه العلامات لديك وضرورة مراجعة الطبيب المختص بأمراض الدماغ والأعصاب للإستشارة وهذه العلامات هي:

1.  فقدان الذاكرة الذي يعطل الحياة اليومية

2. التحديات في مجال التخطيط أو حل المشكلات

3. صعوبة انجاز المهام مألوفة في المنزل أو في العمل أو في أوقات الفراغ

4. الخلط في الزمان أو المكان

5. مشكلة في فهم الصور البصرية والعلاقات المكان

6. مشكلات جديدة مع الكلمات في الحديث أو الكتابة

7. تضع الأشياء في غير موضعها تفقد  القدرة على اقتفاء خطوات التذكر

8. تراجع أو ضعف الحكم

9. الانسحاب من العمل أو الأنشطة الاجتماعية

10. التغيرات في المزاج والشخصية

التعايش مع مريض الزهايمر

الأبحاث والدراسات المتخصصة تشير إلى وجود بدائل علاجية يمكن من خلالها السيطرة علي مريض الزهايمر، ومن أهم هذه البدائل إيجاد نوع من التعايش الطبيعي مع مريض الزهايمر حيث أنه توجد بعض الخطوات الإرشادية يمكن للأسرة أن تتعايش من خلالها مع مريض الزهايمر أهمها:

استعمال معينات الذاكرة:

وهي تقوم بتنشيط ذاكرة مريض الزهايمر من وقت لآخر وتجعله معتمداً أكثر علي نفسه في تذكر أي شئ ويكون ذلك بكتابة قائمة بالأنشطة اليومية والتعليمات التي تلزم المريض ليؤدي الأعمال اليومية مثل كيف يرتدي ملابسه ويعد الطعام بنفسه وتتم مساعدته في تنفيذ تلك الخطوات عن قرب.

تقليل عملية التجول:

  إن مريض الزهايمر غالبا ما يضل الطريق إذا خرج من منزله، وفي تلك الحالات ينصح بمحاولة تقليل خروج مريض الزهايمر من منزله. أو وضع بطاقة هوية داخل جيبه مدون فيها رقم تليفون المنزل وأن هذا الشخص مريض عقليا بجانب وضع ملاحظة أنه يجب الاتصال بالرقم فورا.

البيئة الهادئة:

  في تلك الحالة فإن تهيئة المناخ الذي يعيش فيه مريض الزهايمر ومنها أن يكون المنزل مألوفاً وآمناً وإزالة كافة الأشياء التي يمكن للمريض أن يصطدم بها أثناء تحركاته داخل المنزل، بالإضافة إلى تجنب حدوث ضوضاء وإحكام إغلاق الدواليب أو الأدراج التي تحتوي علي أدوية أو بنادق أو أسلحة أو مواد سامة أو آلات حادة حتي لا تكون سهلة لكي يتعرض لها مريض الزهايمر.

بناء الشخصية:

  بقدر الإمكان فإن مريض الزهايمر يبحث عن شخص يفهمه ويحاول أن يساعده في بناء شخصيته التي يشعر أنه فقدها ومن هنا فإن الجو المنزلي الهادئ القليل من المشاكل السلوكية أو المشاكل بين الأبناء أو الأطفال يساعد مريض الزهايمر علي الهدوء والتكيف مع الوضع المناسب.

اقرأ أيضاً:

مرض الزهايمر…معلومات تهمك

أسباب فقدان الذاكرة

الزهايمر، اعراضه، وطرق التعايش مع المريض

حقائق طبية في اليوم العالمي لمرض الزهايمر

سيكولوجية التقدّم في العمر

علاج تجريبي للزهايمر