الزوجة النكدية لقبٌ يُطلَق على الزوجة التي تثير المشاكل دائمًا مع زوجها وتهوى عادةً إفساد اللحظات الرائعة لتحولها سريعًا إلى أوقات عصيبة حافلة بالشجار والحديث بعصبية والتذرع بأي شيء لشن حرب ضروس على زوجها لتطلق لسانها عليه مسببة بذلك الكثير من المتاعب التي تهدد استقرار الحياة الزوجية وتساهم في اتساع الفجوة بين الزوجين وبناء حاجز نفسي بينهما يعيق التواصل والتفاهم ما يؤدي في النهاية إلى فشل الحياة الزوجية وانتهائها بالطلاق والانفصال أو بالموت الإكلينكي لعلاقتهما حيث تصير في مثل هذه الحالة علاقة باردة تطويها الأيام يومًا بعد الآخر. إن الزوجة النكدية تشكل قنبلة موقوتة في معظم المنازل لذلك يجب التعامل معها بأسلوب خاص وفهم طبيعة شخصيتها لاحتوائها سريعًا وإزالة الأسباب التي تدفعها إلى ممارسة تسلطها وإفساد الحياة الزوجية الصحية. وفي النقاط التالية نتناول بشكل مفصل السمات المميزة للزوجة النكدية وبعض الحلول والاقتراحات التي من شأنها تحسين العلاقة بين الزوجين.
طريقة التعامل الصحيحة مع الزوجة النكدية
الزوجة النكدية كيف صارت هكذا؟
من المؤكد أن الزوجة النكدية لم تكن ذلك الشخص البغيض حينما تزوجها زوجها، لابد من وجود أسباب دفعتها إلى ذلك. ومن أجل ذلك ينبغي للزوج أن يعاود بناء جسور التواصل بينه وبين زوجته وأن يُفرد لها مساحة كبيرة من الحوار المشترك لمناقشة جميع الأسباب والدوافع التي تجعلها ثائرة وغاضبة ونكدية طوال الوقت، يجب معرفة ما إذا كانت تعاني من أي ضغوط نفسية أو صحية أو اجتماعية، وفي حال وجود أي اضطراب مرضي لابد من معالجته على الفور. إن التعامل الإيجابي والواقعي مع الزوجة النكدية تصرف مجدٍ بلا شك. ومن ناحية أخرى يجب على الزوج أن يبحث داخل نفسه لعله هو السبب ذاته الذي يجعلها تتصرف على هذا النحو. ربما على الزوج أن يبدأ في إصلاح نفسه ومعرفة عيوبه التي تثير غضب زوجته. ومن الأفضل أيضًا عدم إدخال طرف ثالث لحل المشكلة لسهولة احتوائها. كل هذه الإجراءات تساعد على اكتشاف الأسباب التي أدت إلى تحويل المرأة الرقيقة حينما كانت عروس إلى زوجة نكدية تنفر زوجها من المكوث في المنزل لفترة طويلة.
المبادرة بالمعاملة الطيبة
لا شك أن الزوجة النكدية تحتاج إلى شخص يجيد التفاهم والمناقشة لمدة طويلة دون أن تُثَار أعصابه ويبدأ في الصياح أمامها متأثرًا بحالة النكد المزري التي تعاني منها الزوجة. وبالتالي يجب على الزوج الواعي أن يبادر بإظهار المعاملة الطيبة وحسن النية وإبداء الرغبة في الاحتفاظ بزوجته والصبر عليها طويلاً حتى تعود مجددًا امرأة شبيهة بتلك الفتاة التي تقدم يومًا لخطبتها. وتتخذ المعاملة الطيبة عدة صور مثل التحدث برفق وبصوتٍ خفيض والابتسام الدائم في وجه الزوجة وشراء بعض الهدايا الرمزية من حينٍ إلى آخر، بالإضافة إلى التقدير المعنوي المستمر مثل الثناء والإطراء على لذة الطعام الذي طهته الزوجة أو إبداء الإعجاب بأناقة ملابسها ومدح ذوقها الرفيع أو شكرها على جهودها المبذولة في العناية بنظافة المنزل وتربية الأطفال. كل علامات ودلالات المعاملة الطيبة سوف تترك أثرًا طيبًا في نفس الزوجة ومع الوقت سوف تُقدر هذه المعاملة وتتخلى تلقائيًا عن عصبيتها لتصير الزوجة النكدية بعد ذلك زوجة حنون ومشرقة تملأ منزلها سعادة وبهجة.
التواصل الفعال ومحاولة الاحتواء
يجب على الزوج أن يجيد فن التواصل الفعال مع الزوجة النكدية بحيث يستطيع التحدث معها دون أن يثير غضبها أو يستفزها ما يؤدي إلى إفساد الأمر بدرجة أكبر، لذلك ينبغي اختيار الوقت المناسب للمناقشة لا سيما أنه أبدى نوعًا من المعاملة الطيبة، وبالتالي يُفَضَّل الشروع في المناقشة بمجرد أن يلين طابعها المتمرد قليلاً لأن ذلك خير استغلال لرد الفعل المتوقع منها. لعل العتاب هو آخر ما يمكن التفكير فيه عند التحدث مع الزوجة النكدية لأنها ستجد فرصة مواتية للانقضاض بحجة الدفاع عن نفسها واستكمال هجماتها المفضلة، لذلك يوصَى بعدم العتاب نهائيًا بل يمكن البدء بمناقشة الأمور التي تضايقها وتفنيدها ووضع اتفاقًا يشبه اللائحة الداخلية لتنظيم أية مشاكل وتحديات من شأنها أن تهدد استقرار الحياة الزوجية، وبالطبع يجب أن يكون هذا الاتفاق عادلاً وحلاً جذريًا لكل الأمور الشائكة التي تسبب الكثير من الشجارات، على سبيل المثال إذا كانت الزوجة تشكو من انشغال زوجها الدائم في العمل وعدم الاهتمام بها والجلوس معها أو الخروج للتنزه وقضاء بعض الأوقات اللطيفة في الأماكن العامة، يمكن الاتفاق حينئذٍ بقضاء يوم بالكامل في أحد المطاعم أو المقاهي السياحية في عطلة نهاية الأسبوع لتعويض الزوجة عن غياب الزوج طوال الأسبوع بسبب مشاغل العمل الذي لا مفر منها. وهكذا يمكن دائمًا مناقشة وجهات النظر المختلفة واختيار حل وسط يرضي جميع الأطراف.
أداء الأدوار المتعددة
لا يجب على الزوج أن يؤدي دوره النمطي فقط بل عليه أحيانًا أن يصير أخًا أو صديقًا أو حتى أبًا لزوجته. إن إتقانه لتنويع أدواره سيساعده على اختيار النمط المناسب لكل موقف. من الطبيعي أن تحتاج الزوجة أحيانًا إلى شخص يجيد الاستماع فقط، حينئذٍ على الزوج أن يعي ذلك ويصير صديقًا ومستمعًا جيدًا لها. وفي أحيانًا أخرى تحتاج الزوجة إلى المزيد من الحنان والرعاية والاحتواء، ولعل افتقادها إلى هذه العوامل أحد أسباب تحولها إلى النموذج السلبي والسيئ من الزوجات.
التحلي بالصبر
يجب على الزوج أن يتحلى بالصبر عند تعامله مع الزوجة النكدية لأنه بذلك يستطيع أن يتجاوز المواقف العصيبة التي تجتاح الحياة الزوجية. وتصبح العواقب سيئة للغاية إذا لم يكظم الزوج غيظه ويصبر على إساءات زوجته له؛ لأن تفاعله مع الموقف قد يؤدي إلى تفاقم الخلاف واتخاذ مسار جديد قد يُنهي العلاقة بشكل تام بدلاً من السيطرة عليه ووضعه في أضيق الحدود. وبالطبع سيفيد سلاح الصبر في رحلة التغيير الطويلة؛ لأن التخلص من العادات السيئة واستبدالها بأخرى حميدة يتطلب الكثير من الصبر من أجل إنجاز ذلك، وبالتالي لا غنى عن الصبر في مواجهة هذا النوع من الزوجات.
الانفصال المؤقت
يُعَد الانفصال المؤقت هو الحل الأخير لإزالة الاحتقان بين الزوجين؛ لأنه بمثابة فترة راحة لإعادة تقييم العلاقة واتخاذ قرارات بشأن تعديل مسار الحياة الزوجية. سوف يساعد الانفصال المؤقت أيضًا على الراحة من الضغوط المستمرة. ويمكن أن يقضي كل من الزوجين هذا الوقت في مكان آخر غير المنزل مع الاتفاق على عدم الاتصال إلا في حالات الضرورة القصوى فقط، ويظل الوضع هكذا لمدة محددة. وبعد هذا الانفصال تكون أعصاب الزوجة قد هدأت إلى حدٍ ما وتكون قابلة للنقاش. وبالطبع يُنصَح بعدم اللجوء إلى هذا الانفصال إلا في الحالات التي يصعب فيها التعامل مع الزوجة والتي قد يتسبب التعامل هنا زيادة سوء الوضع.
كانت هذه بعض النصائح للزوج والتي تفيده في التعامل مع الزوجة النكدية. ولكن يجب التذكير دومًا أن جوهر الحياة الزوجية القويمة هو الترابط والتلاحم والتضافر، إن الزواج ليس معركة بين طرفين يحاول كل منهما إثبات أنه الأقوى وأنه الأصوب رأيًا، بل على الزوج والزوجة أن يعيا أنهما مكملان لبعضهما البعض وذلك لضمان حياة زوجية سعيدة على المدى الطويل.