السبب الحقيقي وراء فقدان الرغبة في الحياة

سواءٌ كنت قد فقدت رغبتك في الحياة بسبب ظروف خارجة عن إرادتك، أم بسبب الضغط الشديد والألم، أم كنت محبطاً من متطلبات الحياة، فقد تخليت عن الحياة وقبلت التعوُّد على مكانةٍ أقل من التي اعتدتَ عليها. دعنا الآن نلقي نظرة على بعض الأسباب الملموسة التي يمكن أن يترسخ فيها فقدان الرغبة بالحياة.

Share your love

ربما شعرت من قبل أنَّك سئمت وتعبت من الأمور الاعتيادية في الحياة، ومللت التكرار وانعدام الإلهام والروتين اليومي؛ في هذه المقالة، سنلقي نظرة على بعض العوامل المساهمة التي يمكن أن تقودك إلى هذا الشعور وتحديد ما الذي يجب أن تفعله حيال ذلك لتجد طريق العودة إلى عالم الإلهام وتحسين الذات؛ فالسبب الحقيقي لفقدان الرغبة هو فقدان التواصل مع طاقتك الداخلية التي تضيء الطريق إلى هدفك.

سواءٌ كنت قد فقدت رغبتك في الحياة بسبب ظروف خارجة عن إرادتك، أم بسبب الضغط الشديد والألم، أم كنت محبطاً من متطلبات الحياة، فقد تخليت عن الحياة وقبلت التعوُّد على مكانةٍ أقل من التي اعتدتَ عليها، وربما رُحتَ تتساءل كيف يمكن أن يحدث هذا؟ ومن أين بدأ هذا الشعور؟

حقيقة الوضع:

أساس هذا الشعور هو أنَّك قد توقفت عن الاعتقاد بأنَّ كل شيء ممكن بالنسبة إليك، كما توقفت مؤقتاً عن التفكير بأحلامك الكبيرة وعن استعمال وصفة الإيمان والعمل الفعالة في مهمتك؛ هذه هي حقيقة الأمر؛ حيث إنَّ قبول تبوُّء مكانة متدنية له تأثير كبير في مجموعة واسعة من خيارات الحياة اليومية، وهذا يسبب بدوره عدم حدوث أشياء أخرى بالطريقة التي تريدها ويعزز فقدان الرغبة في الحياة.

يجب أن نعتاد تذكُّر أنَّ القرارات الصغيرة التي نتخذها يومياً هي التي تجعل لحياتنا معنى، كما يجب أن نعتاد الوقوف شامخين بغض النظر عن التحديات والغموض، والسير نحو أعظم وجهات نظرنا بشجاعة. نحن نعلم أنَّه ليس بالأمر السهل، لكنَّها عملية يمكن إتقانها بالممارسة، ويتطلب الأمر جهداً لاتخاذ القرارات الصحيحة.

تبدأ تلك العملية من شخصيتك، فبمجرد تحديد من تريد أن تصبح ومقارنة ذلك مع وضعك الحالي، يمكنك إدارة حياتك من خلال سلسلة من المبادئ والقواعد التي تدعم رؤيتك لنفسك في المستقبل، تعد هذه إحدى الطرائق الرئيسة التي يمكنك من خلالها الحفاظ على الرغبة القصوى والزخم في الحياة؛ وطريقة استعادة الرغبة في الحياة هي أن تنجز أفضل ما لديك؛ لذا افعل مزيداً مما يجعلك تشعر وكأنَّك على قيد الحياة؛ كأن تحب مجدداً العمل الذي تؤديه، والنتيجة التي تسعى إلى تحقيقها، وأبرز الإمكانات التي تتمتَّع بها، وأن تقع في حب الوفاء والالتزام بتقديم أفضل ما لديك.

بمعنىً آخر، كل هذا ينبع من اتِّباع سلوكٍ تُعيد من خلاله الارتباط بالسحر الكامن في الفرصة المتاحة.

لماذا نتعرض لفقدان الرغبة؟

دعنا الآن نلقي نظرة على بعض الأسباب الملموسة التي يمكن أن يترسخ فيها فقدان الرغبة بالحياة؛ إنَّه أمر مخادع، لكنَّه يستحق الانتباه جيداً حتى تتمكن من التعرف على العلامات؛ وفيما يلي 3 علامات لها علاقة بفقدان الرغبة:

1. الإرهاق:

يهاجمك مثل شخص غريب في زقاق مظلم، وينتابك شعور بأنَّه خلفك ينتظر ويراقب، وأنَّه مستعد لتوجيه ضربة في اللحظة المناسبة، نحن نتحدث عن الإرهاق؛ هذه الكلمة المخيفة التي نربطها بالتباطؤ وأي شيء يحدث للآخرين، ولكن ليس لنا.

مع الإرهاق، غالباً ما لا نتخذ الخطوات التصحيحية لفعل أي شيء حيال ذلك إلا بعد فوات الأوان، ومن الممكن أنَّنا نبذل جهداً شديداً يمكن أن يجعلنا نشعر بالضيق، فيجب أن نتواصل بالفعل مع الفرح والفرص والإمكانات التي تنطوي عليها اللحظة الحالية في أثناء بناء رؤيتنا لحياة أفضل، وأن نفعل ذلك لأنَّنا بحاجة إلى غرس الرعاية الذاتية في الأمور الضرورية لحياتنا.

يجب أن تفرض حرفياً طقوس الرعاية الذاتية على نفسك، مثل الأشياء الجديدة التي تجعلك تنبض بالحياة مرة أخرى، أي شيء كالحصول على تدليك، أو ركوب الدراجة، أو المشي في الطبيعة، أو الانضمام لدورات فنية، أو حضور جلسات اليوغا، وبدء دورة تدريبية جديدة؛ ليس بين الحين والآخر بل كأولوية يومية، حتى شيء بسيط مثل إيقاف تشغيل جميع الأجهزة الإلكترونية بعد الساعة 8:30 مساءً هو هدية للعناية بنفسك، فقد حان الوقت للاستثمار في نفسك، وهي الطريقة الوحيدة لدرء خطر الإرهاق وتجنُّب الشعور بالدوار، وهذا من شأنه أن يؤدي فجأة إلى توقف كل شيء، ولكي تمضي قُدُماً بوتيرةٍ أسرع، هدِّئ من روعك؛ حيث يتيح لك ذلك العمل بشكل أكثر ذكاءً وجدية، بحيث يمكنك التحسين وملاحظة أنَّك متى تشعر بأنَّك بدأت في التراجع وبفقدان أهدافك الكبيرة.

عندما تلاحظ هذا، تعلَّم أن تعترف بأنَّ الوقت قد حان لتصحيح المسار وأن تعيد نفسك لتوجيه صحتك الذاتية، والأفضل من ذلك، اجعلها أولوية يومية وتلك قاعدة، وبالتالي ستكون متأكداً من تجنب كل ما يسبب الإرهاق مع إمكانات بشرية محدودة.

2. عدم السعي لتحقيق أهدافك:

إنَّ الجانب الآخر للإرهاق والذي يتسبب أيضاً في فقدان الرغبة هو أنَّك قد تكون مرتاحاً جداً.

نحن نعلم أنَّ الأمر يبدو غريباً، لكنَّ الراحة تجعل الوضع رتيباً بطريقةٍ ما، لا سيما عندما لا تخاطر ولا تغامر ولا تسعى بشجاعة لتحقيق هدفك، وهذا يعد بحد ذاته مشكلة.

نحن البشر عندما لا ندفع أنفسنا لتحقيق أهدافنا؛ فإنَّنا لا نتطور، ولأنَّ الحياة كلها نمو وتطور، فمن المنطقي أن تتلاشى رغبتنا في الحياة بسبب هذا، وتتمثل طريقة معالجة هذا الأمر بسرعة في ممارسة بعض الأنشطة التي تخشى القيام بها والتي تتطلب منك زيادة طاقتك، والتفكير بعمق أكبر والتواصل مع نقاط قوتك الداخلية.

مرة أخرى، سيتطلب منك الأمر اتخاذ بعض الإجراءات ووضع نفسك على طريق النجاح من خلال التطوع أو البحث عن تحدياتٍ جديدة للتغلب عليها، وعندما تلاحظ أنَّ حماسك الداخلي للحياة يبدأ في التلاشي تدريجيَّاً، وجِّه نفسك مرة أخرى من خلال اتخاذ إجراءات بشأن الأشياء التي تجدها صعبة ولكن تعتبرها مفيدة لك.

على سبيل المثال، حاول أن تطلب فرصة لتعرض على شركتك موضوعاً متخصصاً تعرفه، أو أن تبذل جهداً إضافياً من خلال وضع خطة جديدة، ثم اطلب عرضها على الإدارة؛ فعندما تتخذ هذه الأنواع من الإجراءات، فإنَّك تؤكد بأنَّك واثق من نفسك، وبأنَّك مستعد للمغامرة.

إنَّه لمن المضحك أنَّ ذلك يمثل رعاية ذاتية بحد ذاته؛ حيث يأخذك هذا النوع من الإجراءات المليئة بالأهداف بعيداً عن وضعك اليومي ويتطلب منك رفع مستواك العقلي والعاطفي مع السعي إلى أن تظهر بالصورة الأكثر طموحاً من نفسك.

3. عدم إعطاء الأولوية للنوم والراحة:

العامل التالي الذي يمكن أن يضر برغبتك في الحياة ويؤدي إلى انخفاضه هو النوم؛ فالنوم يعادل النشاط وبدلاً من اعتباره فترة للراحة، يجب أن تنظر إليه على أنَّه يسمح لجسمك وعقلك بالقيام بأفضل عمل، ومعالجة المعلومات، والسماح لك بالعودة للعمل بقوة، وموازنة السيروتونين، واستعادة مستويات الدوبامين، والإصلاح والنمو، فربما لاحظت أنَّ أفضل الأفكار تأتيك عندما تأخذ حماماً أو تمشي في حقل، وذلك لأنَّنا نبتعد عن مصادر الإزعاج ونسترخي بدرجة كافية للسماح للدوبامين والإبداع بالارتفاع والزيادة.

يأتي النجاح من داخلنا:

أصعب شيء في الحفاظ على أي مستوى عظيم من النجاح هو معرفة ما يجب عليك فعله لتحقيق ما تريده في أثناء محاربة متطلبات الحياة، وقد يكون ذلك أكثر صعوبة عندما تفقد رغبتك في الحياة، فأنت تعرف المسار الذي يجب أن تسلكه، ولكنَّك تنشغل بمحاولة الحفاظ على كل شيء -بما في ذلك الرعاية الذاتية- على الرغم من حالات التشتت والحالات المزاجية السيئة للآخرين وبكاء الأطفال وسوء الأحوال العامة وأي شيء آخر يحاول أن يبقيك في مكانك.

يتحقق النمو في ظل كل هذه العوامل عند الارتقاء فوق مستوى الإزعاج وإعطاء الأولوية للوعي الذاتي حول ما تشعر به حتى تتمكن من التكيف كما هو مطلوب، ويأتي ذلك من ممارسة الرعاية الذاتية يومياً على الرغم من المضايقات والحاجة إلى تقدير مشاعرنا، مثل الإحباط وإثبات أنَّك على حق.

النجاح هنا، غير متوفر في متناول اليد فحسب، وإنَّما يأتي من داخلنا، وعلينا أن نكافح من أجل حمايته، فكل يوم لدينا نفس المجموعة من المتغيرات ولكنَّنا نقرر كيف نتفاعل، وما الذي نراه، وكيف نعمل ونتصرف بأنفسنا؛ حيث إنَّ التمسكك بمعايير أعلى هو ما يتجاوز الأداء المتوسط ويسمح لك بتبني مجموعة جديدة من المبادئ لنفسك، مثل:

  • لن أتأثَّر بحالتك المزاجية تلك.
  • لن آبه للإهانة التي وجهتها إلي.
  • لن أتوقف عن المشاعر الطيبة والعطاء والاعتراف بوجود الروح التي تحيط بي من كل مكان.
  • أنا متصل بنفسي الداخلية وإمكانياتي الكبرى.

الحل هو أن نغفر لأنفسنا لنكون في حالة سلام للمضي قدماً بغض النظر عن الإزعاج الذي قد يسبب فشلنا، ويستنفد طاقتنا، ويبعدنا عن هدوء النجاح، فالنجاح هو الحفاظ على الهدوء والمُضيُّ قُدُماً مهما كلَّف الأمر، ويعتمد النجاح على من تكون وكيف تختار الاستجابة لذلك، فعندما نعتمد على كل ما هو خارجي ليجعلنا نشعر بالسعادة والإلهام والحيوية، فإنَّنا ننكر الحب في داخلنا، حيث إنَّ التوجيه الداخلي وحب الذات الداخلي، والإنجاز الداخلي؛ هي الأماكن التي يبدأ فيها النجاح الخارجي، وليس العكس.

تقبَّل ذلك تقبُّلاً كاملاً، واقرأه مرة أخرى، وكن حريصاً على إدراكه بالكامل، فهذه رحلتك؛ حيث يمكن لنموك ونجاحك في التجربة وشعورك بالحب وأن تكون ممتناً أن يبني الحياة ويُمَكِّنُك من مشاركتها وتغييرها.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/eBKjuIDmH60?rel=0&hd=0″]

والحل لتحقيق ذلك يتلخص في القيام بشيءٍ جديد يمكن أن يكون مفيداً لأجلك، مثل اتِّباع النصائح الآتية:

  • تجوَّل في الطبيعة، وأطلق عنان التفكير وشاهد وفرة وقوة الحياة.
  • احصل على تدليك، واسمح لنفسك بالتجديد والتزود بالطاقة.
  • اذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، ومارس التمارين يومياً.
  • اركب الدراجة مع الأصدقاء واستمتع بالمحادثات المُلهمة وجمال الطبيعة.
  • ابدأ نشاطاً جديداً، وكن منفتحاً على العالم من حولك.
  • تمتع بتجربة جديدة وتعرف على أفراد آخرين ملهمين.
  • اقرأ كتاباً جديداً، أو انطلق في مغامرة تطوير الذات.
  • تحرر من كل ما تعتقد أنَّه وسيلة لفقدان الرغبة.

افعل فقط ما يجعلك تشعر بالحياة الكاملة على هذا الكوكب، واعمل في حالة من التفاؤل مع موقف يدعو للتذمُّر وابتسم، وآمن أنَّ كل شيء يعمل في مصلحتك، وأنَّ الكون يعمل من أجلك ومن أجل مصلحتك الكبرى؛ عش نعيمك الحقيقي وتحمل مسؤولية القصة التي ترويها لنفسك.

أفكار أخيرة:

في النهاية، أحد الأسباب الرئيسة لفقدان الرغبة في الحياة هو أنَّنا أصبحنا مرتاحين للغاية، فالراحة وهم، وبالمثل إذا كنت قد بذلت جهداً شديداً دون أن تشعر بالفرح، أو لم تعطِ الأولوية للنوم بما فيه الكفاية، فإنَّك ستشعر بهذه الأفكار السلبية.

نحن نريد العمل في حالة المهام التي تمثل تحدياً عميقاً لكنَّها قابلة للتحقيق، فهذه هي الطريقة التي نتعامل بها نحن البشر، حيث إنَّنا نحب المشكلات التي تتطلب منا استخدام عقولنا، وهذه هي الحالة التي يمكننا أن نشعر فيها بالتركيز، وأن نكون أكثر فاعلية في التعلم والنمو بينما نشعر بالحياة.

أنت تختار ما يدور في رأسك، وما يفكر فيه عقلك؛ لذا غذِّه جيداً.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!