2021-03-22T13:11:00+00:00
mosoah

السخرية والاستهزاء بالآخرين من الإضرار
كيف من الممكن أن تكون السخرية والاستهزاء بالآخرين من الإضرار على الأشخاص ؟، وكيف يؤثر التنمر على حياة الفرد وعلى حياة أسرته ؟، هذا هو موضوع مقالنا اليوم في موقع موسوعة، كما سنشير إلى الأدلة الشرعية التي أكدت على حرمانية السخرية وأذاها النفسي.
- تسعى كل المؤسسات الحقوقية إلى تقليل الأثر السلبي الواقع على الأفراد في المجتمعات المختلفة.
- وذلك عن طريق نشر الوعي المجتمعي وأهمية احترام الحالة النفسية للمحيطين بالشخص.
- كما أوصت كافة الأديان السماوية على ضرورة احترام مشاعر الآخرين.
- فالأذية النفسية والبدنية بكافة صورها محرمة في الأديان السماوية تمامًا.
- السخرية والاستهزاء بالآخرين من الإضرارالنفسي.
- فمن يقوم بالسخرية واستفزاز الآخرين يؤثر بشكل سلبي على حالته النفسية، وعلى تعامله مع المحيطين به، وحتى على إنجازه في الحياة.
- ولذلك تم الإعلان على العديد من الحملات التوعوية التي ترفع شعار لا للتنمر.
- لجعل العالم مكان أكثر هدوءًا وأكثر استقرارًا، يتعايش فيه الجميع في سلام.
- وعرف علماء اللغة الاستهزاء بأنه القول أو الفعل الذي يقلل من شأن الشخص، ويكن الحديث في صورة مزح وهزل، ولكنه يحمل في طياته معاني جادة.
- ويتم السخرية من تصرفات الشخص أو حديثه أو ملابسه أو لونه أو مظهره، وإذا كانت السخرية مباشرة أو غير مباشرة، فكلاهما يحملان شعار التنمر.
- أثر التنمر بشكل كبير على عدد كبير من الأطفال، فقد انطوى وابتعد العديد ممن تعرضوا للتنمر، وأصبحوا يهابوا التجمعات.
- كما يؤثر التنمر بشكل كبير على ثقة الشخص بذاته وبقدراته ومواهبه.
- ويختلط الأمر لدى الكثير بين المزاح والسخرية، فالمزاح لا يؤذي الشخص نفسيًا، ولا يعيب شيء به.
- وإذا أدى المزاح إلى احتقار الشخص لذاته أو خجله، فهذا يدخل دائمًا تحت باب السخرية.
السخرية والاستهزاء بالاخرين
- كل الأديان السماوية وضعت حد قاطع في ما يخص أذية الأفراد أو حتى الحيوانات.
- فالأذية بكل أنواعها وأشكالها محرمة تمامًا، سواء كانت الأذية بالكلمة، أو بالفعل.
- وذلك رحمة بعباد الله، وكل من يقم بالسخرية من الآخرين يتعرض لعقاب الله عز وجل.
- ومع صدور القوانين التي تعاقب المتنمر، فمن يسخر من الآخرين أصبح اليوم يتعرض للعقاب المجتمعي أيضًا بجانب العقاب الإلهي.
- ونهى الله عز وجل في الكثير من الآيات القرآنية عن السخرية والاستهزاء بأي شكل من شكل.
- وجاء النهي صريح وواضح، ووصف القرآن الكريم هذا الفعل بالفعل الفاسق.
- قال الله تعالى في سورة الحجرات “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)”.
- وخصص الله عز وجل النهي للنساء على وجه الخصوص، وذلك لأن من المتعارف عليه كون النساء أكثر من يقع في هذا الذنب.
- فاحتقار الأشخاص والتقليل منهم والسخرية من تصرفاتهم وأقوالهم، ينشر العداء والكره بين النفوس.
- ولا يدري أحد أيهم أقرب من الله، فالتقوى فقط هي معيار الأفضلية عند الله عز وجل.
- فلا يمكن أن تستحقر أحدهم لكونه فقير، أو لكونه قبيح الهيئة، أو لقيامه بأي فعل لا يعجبك.
- ولأن السخرية والاستهزاء بالآخرين من الإضرار النفسي، يتوعد الله عز وجل كل من يقوم بالسخرية من عباده.
- “وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ” سورة الهمزة (1)، والويل هو التهديد بالعذاب والعقاب الجسيم.
- فيتوعد الله لكل الساخرين بالعقاب الشديد، فلا يسامح الله أبدًا في حق عبيده.
- ومن الممكن أن تكون السخرية رمزية، ولا تكن صريحة، كأن يصف أحدهم شخص بالجنون عن طريق حركة يده.
- وكل أفعال السخرية المباشرة وغير المباشرة محرمة في الدين الإسلامي.
- وذلك لأثرها السلبي الكبير على النفس البشرية.
- كما يحرم أن يلقب أحدهم شخص ما بلقب يحزنه، أو لقب يحمل دلالات سلبية.
- كأن يلقب أحدهم بالغراب، وذلك إشارة من القائل على الفقر وسوء الحظ.
- ونهي الله عز وجل عن هذا التصرف، فقال الله تعالى في سورة الحجرات “وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ (11)”.
موضوع عن السخرية والاستهزاء
- التنمر والسخرية والاستهزاء لهم أثرهم السلبي الكبير على الأفراد وعلى المجتمعات أيضًا.
- ولذلك ومنذ مئات السنين نادت كافة الأديان السماوية بحرمانية هذا الفعل.
- والسخرية دائمًا في التراث كانت فعل الكفار والفاسقين والظالمين والجبابرة.
- قال الله تعالى في سورة المطففين “إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)”.
- ويتوعد الله بالعذاب وبالعقاب الشديد للساخر والمستهزئ.
- ومع تزايد الآثار السلبية لهذه الظاهرة، رفعت العديد من المنظمات الحقوقية التي تهتم بحقوق الإنسان شعار لا للتنمر.
- وذلك لزيادة الوعي المجتمعي بخطورة التنمر.
- فالدراسات الحديثة سلطت الضوء بشكل كبير على الأثر النفسي البالغ على الأفراد، التي من الممكن أن تصل لمرحلة الانتحار.
- فأثر الكلمة لا يزول بسهولة، ويكن أثره النفسي والمعنوي أكبر بكثير من أثر الفعل.
- والمؤمن طيب اللسان لا يقول إلا كل خير، ويبتعد تمامًا عن الأقوال الخبيثة المعيبة.
- السخرية والاستهزاء بالآخرين من الإضرار النفسي على الفرد وعلى المجتمع أيضًا.
- ويغيب عن بال الكثير الأثر السلبي الكبير الناتج عن حديثهم، ويسخرون ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
- قال الله تعالى عنهم في سورة التوبة “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (65)”.
- قد وصف الله تعالى فعلهم بالجرم، وبالكفر بعد الإيمان، وحذر من هذا الفعل الذي يسبب فساد المجتمعات.
- قال الشاعر محمود الغزنوي (فلا تحقرن خلقًا من الناس عله .. ولي إله العالمين وما تدري .. فلو القدر عند الله خاف عن الورى .. كما خفيت عن علمهم ليلة القدر).
- فلا يحق لك أن تحقر أحد أو تقلل من شأنه ومكانته بأي صورة من الصور، فمن الممكن أن تكون مكانته عند الله عز وجل أفضل منك.
- فقيامك بالاستهزاء والسخرية يعرضك للنفور المجتمعي وابتعاد الكل عنك، كما يعرضك يوم القيام لعقاب الله الحي الذي لا يموت.
أضرار السخرية
للسخرية والاستهزاء العديد من الآثار السلبية، على نفوس الأشخاص وعلى المجتمعات بشكل عام، ومن أضرار السخرية:
- السخرية والاستهزاء بالآخرين من الإضرار النفسي.
- تفسد السخرية العديد من المفاهيم الهامة والمحورية في المجتمع.
- فتؤثر على حالة الحب والمودة والتراحم والود بين الأشخاص.
- وتنشر مشاعر النفور والكره والبغض والرغبة في الانتقام.
- كلما زادت أفعال وأقوال السخرية والاستهزاء في المجتمع، كلما ازدادت مشاعر الحقد والضغينة.
- يصبح المجتمع أكثر قسوة، ويغيب السلام بين الأفراد وبين المجتمعات.
- من يتعرض للسخرية، يشعر بالحزن دائمًا، ويتطور شعوره الداخلي حتى يشعر بالحقارة والغضب.
- يسيطر الشعور بالضعف والهوان على كل من يتعرض للسخرية.
- ومن تسيطر عليه الرغبة في السخرية والاستهزاء بكل المحيطين به، يموت قلبه.
- ويكن في غفلة من أمره، فلا يخشى الله ولا يخشى عذاب وعقاب الله.
- فالله أكد على جرم المستهزئ، وكيف سيأتي يوم القيامة محمل بذنوبه.
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا- قال غير مسدد: تعني قصيرة- فقال:”لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته”.
- فبإشارة صغيرة حذر رسولنا الكريم السيدة عائشة من الوقوع في إثم كبير، ما بالك بمن تكن السخرية لديه أساس في حديثه ولا يراعي أحد !.
- السخرية والاستهزاء من الصفات السيئة التي كانت منتشرة بشكل كبير في الجاهلية وبين الكفار.
- والتمييز العنصري والاستهزاء بالآخرين جاء الإسلام الحنيف وحذر منها، وقام بتحريمها تمامًا.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا فرق بين عربي ولا أعجمي، ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى”.
- فيأتي المستهزئ يوم القيامة ويجد جبال من الذنوب لا يعلم عنها شيئًا، وتكن نتيجة لسانه، ونتيجة استهزائه بكل المحيطين به.
- ينفر الكل من سيء اللسان، ويبتعدون عنه خوفًا من أذاهم، ويكن المستهزئ وحيد في النهاية.
- كما يفقد مروءته ورجولته، فيكون قد فقد لكل معاني الشهامة والوقار.
وهكذا تكون قد تعرفت على كيف تكون السخرية والاستهزاء بالآخرين من الإضرار النفسي ، كما يمكنك قراءة كل جديد من موسوعة.
- معنى التهكم في اللغة العربية
- من آداب الحوار العلم والصدق والدليل
- ما حكم التنابز بالالقاب
- كيف تتعامل مع شخص يقلل من قيمتك
Source: mosoah.com


