السراج: لن نتفاوض مجددا مع حفتر وليبيا لا تريد دكتاتورية أخرى

قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج إنه لن يتفاوض مجددا مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، واتهمه باستغلال الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا لاستئناف الهجمات على طرابلس.

Share your love

فايز السراج (يسار) التقى خليفة حفتر (يمين) عام 2017 بوساطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الأوروبية)

قال فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني القائد الأعلى للجيش الليبي إنه لن يتفاوض مجددا مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، متهما إياه باستغلال الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا لاستئناف الهجمات على العاصمة طرابلس، ومشيرا إلى أن قوات الوفاق ردت بقوة على تلك الهجمات واستعادت كافة مدن الساحل الغربي حتى الحدود مع تونس.

وأضاف السراج في مقابلة مع صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية “لن أجلس على طاولة الحوار مع حفتر بعد الكوارث والجرائم التي ارتكبها في حق كافة الليبيين، سعينا دائما لحل خلافاتنا عن طريق عملية سياسية لكن حفتر تنكر لكل اتفاقية تم التوصل لها، ليبيا لن تخضع مجددا لشخص واحد أو مجموعة من الأشخاص”.

وعن أحوال البلاد منذ بدء حفتر هجومه على طرابلس في 4 أبريل/نيسان 2019، قال السراج إن “ليبيا مرت بعام مؤلم وحزين، لأن الوطن فقد الآلاف من أبنائه وتم تشريد عشرات الآلاف من العائلات، وتدمير المؤسسات العامة والخاصة، لكن ردنا على حفتر تم بمشاركة أبناء المدن الأخرى الذين هبوا لدعم طرابلس في ملحمة من الشجاعة والتضحية ونجحوا في إفشال حالة التمرد التي أرادت إعادة الدكتاتورية إلى البلاد”.

وتعليقا على الهدنة الإنسانية التي تم التوصل لها في وقت سابق مع حفتر، قال السراج إن حكومته قبلت وقف إطلاق النار، وكانت تتوقع أن يصبح حفتر رجلا وفيا لالتزاماته في ظل مخاطر فيروس كورونا “لكنه رأى في الوباء فرصة لمهاجمتنا، لكننا تمكنا من إعادة تنظيم قواتنا، وشن هجمات مضادة واستعادة العديد من المواقع، بينها غريان التي حولها حفتر إلى مقر قيادة عملياته العسكرية”.

                                                      قوات حكومة الوفاق تتقدم نحو مشارف المنطقة الممتدة من غرب العاصمة طرابلس إلى الحدود التونسية (الجزيرة)

ليست لدينا عقود مع المرتزقة
وعن مشاركة المقاتلين الأجانب في القتال الدائر في ليبيا قال السراج، إن قوات الوفاق اعتقلت عناصر من قوات حفتر، وإن حكومته تمتلك أدلة على مشاركة مرتزقة أجانب في مليشيات حفتر، وإن سوريين يأتون من سوريا على متن رحلات من دمشق إلى بنغازي (شرق ليبيا) على متن طائرات تابعة لشركة طيران أجنحة الشام المدرجة في القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأميركية.

من جهة أخرى، نفى السراج أن يكون هناك مرتزقة في صفوف قوات الوفاق، قائلا “ليست لدينا عقود مع المرتزقة، لكننا وقعنا في واضحة النهار اتفاقية للتعاون العسكري مع تركيا” في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بعد عدة أشهر من إطلاق حفتر هجومه على طرابلس بدعم من عدة أطراف ومشاركة مرتزقة من روسيا ومن السودان (الجنجويد) ومعارضين من تشاد.

وبشأن تفشي فيروس كورونا في البلاد، قال السراج إنه تم إعلان حالة الطوارئ في ليبيا وتشكيل مفوضية عليا لمواجهة الوباء، وإن الحكومة تعمل على توفير معدات التشخيص المختبري ومعدات التنفس المساعدة ومعدات الوقاية الطبية، وتأمل في دعم الشركاء الأوروبيين ومنظمات الأمم المتحدة، بدءا من منظمة الصحة العالمية.

واجتمع السراج أمس الثلاثاء مع قادة قواته لتقييم الوضع الميداني، وبحث متطلبات المرحلة المقبلة من العمليات وطرق تنفيذها، بعد أن تمكنت القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني من استعادة كافة مدن الساحل الغربي إلى الحدود مع تونس (مطرد وصرمان وصبراتة والعجيلات والجميل وراقدالين) وغنمت ترسانة من الآليات والأسلحة المصرية والإماراتية كانت بحوزة قوات حفتر.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!