السمنة عند الاطفال –  أسبابها ، مضاعفاتها وطرق علاجها

السمنة عند الاطفال – أسبابها ، مضاعفاتها وطرق علاجها

السمنة عند الاطفال مرض شائع في عصرنا، وذلك يعود لنتيجة التفاعل بين عدة عوامل، وهذه العوامل تعود للبيئة، التربية، المحيط ، نوع الطعام الذي يتناوله الطفل، وضعه النفسي، وربما الترف والبذخ في بعض الطبقات أو للوراثة… الخ. فمنذ القدم، لم تكن السمنة تشكل الاهمية التي هي عليه اليوم في عصرنا الحالي اذا لم يكن الناس يعرفون جيدا المضاعفات والمشاكل الصحية التي تسببها، بل على العكس، كانوا يعتقدون بأنها عنوان الصحة الجيدة.  فماهي السمنة؟ هل هي مرض ام عادة مكتسبة؟ ام هي نتيجة عامل وراثي؟

السمنة هي زيادة نسبة الدهون الكلية في الجسم او ما يسمى النسيج الشحمي مقارنة بالأنسجة الأخرى والتي تسبب زيادة في وزن الجسم وبالتالي زيادة في كتلة الجسم، والطفل البدين هو من كان لدية زيادة في الطبقة الدهنية المختزنة تحت جلده وزاد وزنه أكثر من 20% عن وزن الطفل الطبيعي في نفس سنه وطوله. وتنجم البدانة إما عن زيادة عدد خلايا الدهن في جسم الطفل أو عن إزدياد حجمها وإن إطلاق الحكم بالبدانة على الطفل لا يتم بملاحظة الوزن فقط بل يجب أخذ الطول بعين الإعتبار.

أسباب السمنة عند الاطفال

العوامل الوراثية والهرمونية من أسباب السمنة عند الاطفال، إلا ان أكثر حالات زيادة الوزن تنتج عن الزيادة في الأكل وقلة النشاط البدني، ويحتاج الأطفال بعكس الكبار إلى مواد غذائية وسعرات إضافية لتغذية نموهم وتطورهم، فإذا إستهلك الطفل السعرات التي يحتاجها نشاطه اليومي ونموه وعملية التمثيل الغذائي فإن وزنه يزداد بشكل يتناسب من نموه أما الطفل الذي يأكل ويحصل على سعرات أكثر فإنه يكتسب وزنا زائدا عن حاجته لبناء ونمو جسمه.

وهناك العديد من العوامل التي تساهم في إصابة السمنة عند الاطفال وهي كالتالي:
  1. العوامل الوراثية: قد يكون السبب الأساسي فهناك جينات معينة تتحكم في نسبة التشحم في مكان معين من الجسم وقد يكون بالجسم كله، فإذا كانت السمنة وراثية في عائلة الطفل فان الاستعداد الوراثي لزيادة الوزن خاصة في بيئة تتوفر فيها الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والنشاط البدني المحدود جدا يظهر أثره.
  2. العوامل النفسية: ترجع الإصابة في السمنة عند الاطفال في كثير من الأحيان إلى سبب نفسي في محيط الطفل من أسرة أو مدرسة وخاصة عندما تكون الفحوصات خالية من أي خلل هرموني وهناك بعض الأطفال المصابين بالكآبة يفرطون في تناول الحلويات كمساعدة لأنفسهم على الخروج من حالة الإحباط أو الإكتئاب.
  3. العوامل الإجتماعية والإقتصادية: الأطفال في البيئات ذات الدخل المتدني معرضون لزيادة الوزن بشكل أكبر لأن الأهل ذوي الدخل المتدني يفقدون الوقت والإمكانيات لجعل عادات التغذية الصحية وممارسة الرياضة أولوية أسرية.
  4. العوامل المرضية: قد يصاب الطفل بأحد الأمراض التي تحد من حركته لمدة طويلة مما يؤدي إلى إصابة الطفل بالسمنة مثل أمراض الغدد الصماء وأمراض المخ وإلتهاب المفاصل المتكرر والكسور. بالإضافة إلى ذلك فإن هناك بعض الأدوية التي يكون من آثارها الجانبية فتح الشهية بشكل غير طبيعي.
وهناك عوامل أخرى تساهم في زيادة  السمنة عند الاطفال وهي:
  1. النظام الغذائي: الاستهلاك الدائم للأطعمة العالية السعرات الحرارية تساهم في زيادة الوزن، كالوجبات السريعة، والمشروبات الغازية والحلويات والشوكولا وهي كلها مواد غنية بالدهون والسعرات الحرارية.
  2. قلة النشاط البدني: الأطفال قليلو الحركة يكتسبون الوزن الزائد لأنهم لا يحرقون السعرات الحرارية خلال النشاط البدني، فالنشاطات الترفيهية مثل: مشاهدة التلفزيون، والعاب الفيديو، تساهم في زيادة الوزن.
  3. عدم إهتمام الأهل بنوعية الطعام التي يقدمونها للأطفال.
  4. الرضاعة الصناعية وإعطاء الطفل أغذية غير الحليب في مرحلة الرضاعة.
  5. الوزن عند الولادة.
  6. إلحاح الأم على طفلها لكي يأكل.
  7. إهمال تناول وجبة الفطور والمبالغة في إلتهام الطعام في وجبتي الغداء والعشاء.
  8. النقرشة المتكررة.
  9. قلة ساعات النوم.
  10. زيادة الوزن السريعة في السنة الأولى من الحياة.
  11. خمول الجسم.

مضاعفات السمنة عند الاطفال

  1. زيادة نسبة المرضى المعرضين للإصابة بمرض السكري.
  2. الإصابة بمرض السكري النوع الثاني وقد زادت نسبته في مرضى السمنة صغار السن.
  3. الإصابة بمرض زيادة المقاومة للإنسولين.
  4. إرتفاع ضغط الدم.
  5. إضراب في كمية الدهون بالدم.
  6. وجود بعض المواد الضارة في الدم والتي تؤدي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية.
  7. الربو ومشاكل التنفس الأخرى.
  8. إضطرابات النوم.
  9. أمراض الكبد.
  10. البلوغ المبكر.
  11. إضطرابات الأكل.
  12. إلتهابات الجلد.
  13. ضعف الثقة بالنفس.
  14. إرتفاع الكولسترول.
  15. الكآبة.

معالجة السمنة عند الاطفال

حتى الآن لا يوجد أي من الأدوية الجديدة لعلاج السمنة عند الاطفال موافق على إستخدامها ،  وإستخدامها يحمل الكثير من الأخطار فقد تؤثر على نمو الطفل وتسبب المضاعفات الخطرة وذلك أهم بكثير من أي فوائد قد تكون لديها، ويبقى حجر الأساس في معالجة البدانة عند الأطفال هو تغيير عادات الطفل وعادات العائلة الغذائية.
فهناك ثلاث قواعد أساسية لابد من مراعاتها لمعلاجة زيادة السمنة عند الاطفال وهي:
  • القاعدة الأولى: عدم تنحيف الطفل الذي يعاني من السمنة لأن الطفل ينمو ويطول ولذلك يجب الإستفادة من هذه الديناميكية لبلوغ الوزن المناسب مع الطول.
  • القاعدة الثانية: إدخال تعديلات جوهرية على عادات الطفل الغذائية ، وهناك جملة من النصائح المفيدة على هذا الصعيد:
    1. يجب حث الطفل على شرب الحليب أو تناول أحد مشتقاته أو تناول حبة فواكه أو أخذ كوب من العصير الطازج بين الوجبات.
    2. الحذر من إعطاء البسكويت فهو غالباً ما يكون مدججاً بالدهن والسكريات مما يعرقل عملية إنقاص الوزن.
    3. تحديد الكمية المتناولة في وجبات الغداء والعشاء.
    4. يجب التعامل مع الحليب على أنه غذاء وليس شراباً.
    5. الإكثار من الأغذية الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات.
    6. تفادي المآكل المقلية والمدهنة.
    7. تعويد الطفل على مضغ طعامه جيداً إذ يقلل من إستهلاك المزيد من الأكل.
    8. حث الطفل على شرب الماء والإبتعاد عن المشروبات الغازية والمحلاة.
    9. إبعاد اللبان (العلكة) عن الطفل لأنها تعوده على ان يكون فمه مليئاً طوال الوقت.
    10. الإنتباه إلى مصروف الطفل فهو غالباً ما يستعمله لشراء الحلويات والمآكل التي تزيد من وزنه.
  • القاعدة الثالثة: تشجيع الطفل على الحركة وممارسة النشاط الرياضي لإبعاده عن عالم التلفاز وأجهزة الكومبيوتر وألعاب الفيديو. فالطفل الذي يمارس الرياضة يصرف تفكيره في شيء مفيد له بعيداً من الطعام.
في المختصر المفيد إن السمنة عند الاطفال ظاهرة سيئة لأنها بمثابة قنبلة موقوته لا تلبث أن تنفجر في الكبر لتترك ما لا يحمد عقباه، فعلى الأهل ان يحاربوها قبل فوات الآوان.