نشأة حماس وتطورهاsize=3>
تعتبر حركة المقاومة الإسلامية حماس نفسها امتدادا لتنظيم الإخوان المسلمين الذي أسسه الأستاذ حسن البنا في مصر عام 1924وامتدت جذوره إلى قطاع غزة والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 ·
وقد شهدت فلسطين تطوراً واضحاً وملحوظاً في نمو وانتشار الصحوة الإسلامية كغيرها من الأقطار العربية، الأمر الذي جعل الحركة الإسلامية تنمو وتتطور فكرة وتنظيماً، في فلسطين المحتلة عام1948، وفي أوساط التجمعات الفلسطينية في الشتات وأصبح التيار الإسلامي في فلسطين يدرك أنه يواجه تحدياً عظيماً مرده أمران : الأول : تراجع القضية الفلسطينية إلى أدنى سلم أولويات الدول العربية . الثاني : تراجع مشروع الثورة الفلسطينية من مواجهة المشروع الصهيوني وإفرازاته إلى موقع التعايش معه وحصر الخلاف في شروط هذا التعايش.
وفي ظل هذين التراجعين وتراكم الآثار السلبية لسياسات الاحتلال الصهيونية القمعية الظالمة ضد الشعب الفلسطيني، ونضوج فكرة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، كان لا بد من مشروع فلسطيني إسلامي جهادي، بدأت ملامحه في أسرة الجهاد عام 1981 ومجموعة الشيخ أحمد ياسين عام 1983 وغيرها ·
ظروف مهيأةsize=3>
ومع نهايات عام 1987 كانت الظروف قد نضجت بما فيه الكفاية لبروز مشروع جديد يواجه المشروع الصهيوني وامتداداته ويقوم على أسس جديدة تتناسب مع التحولات الداخلية والخارجية، فكانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” التعبير العملي عن تفاعل هذه العوامل ·
وقد جاءت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” استجابة طبيعية للظروف التي مر بها الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة منذ استكمال الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية عام 1967.
وأسهم الوعي العام لدى الشعب الفلسطيني، والوعي المتميز لدى التيار الإسلامي الفلسطيني في بلورة مشروع حركة المقاومة الإسلامية الذي بدأت ملامحه تتكون في عقد الثمانينيات . حيث تم تكوين أجنحة لأجهزة المقاومة، كما تم تهيئة القاعدة الجماهيرية للتيار الإسلامي بالاستعدادالعملي لمسيرة الصدام الجماهيري مع الاحتلال الصهيوني منذ عام 1986. · وقد أسهمت المواجهات الطلابية مع سلطات الاحتلال في جامعات النجاح وبيرزيت في الضفة الغربية والجامعة الإسلامية في غزة، في إنضاج الظروف اللازمة لانخراط الجماهير الفلسطينية في مقاومة الاحتلال ، خاصة وأن سياساته الظالمة ، وإجراءاته القمعية وأساليبه القهرية قد راكمت في ضمير الجماهير، نزعة المقاومة والاستبسال في مقاومة الاحتلال
حماس على الساحة الإعلاميةsize=3>
وقد برزت حماس على الساحة الإعلامية منذ بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 حين صدر البيان الأول لها في 14/12/1987 · وكان قرار الانتفاضة الشعبية التي تفجرت عام 1987 شهر ديسمبر من ثمار تفكير الشيخ أحمد ياسين حيث اتخذ هذا القرار وكان أكثر المتحمسين له ، وقد اتخذ هذا القرار يوم 9/12/1987 أي يوم بدء الانتفاضة التي استمرت بعد ذلك بتوجيه إسلامي بحت وتطورت الانتفاضة في أحد جوانبها لتحقق إنجازات عسكرية لمنظمة حماس (حركة المقاومة الإسلامية) المنظمة التي أعلنها الشيخ في 9/12/1987 والتي أعلن عنها في منشورها الأول يوم 14/12/1987 ·
اتخاذ قرار الانتفاضةsize=3>
وفي ليلة 9/12/1987 وهي الليلة التي جاءت بعد الحادث المروع على طريق المنطقة الصناعية ايرز وهي النقطة الواصلة بين قطاع غزة وما يسمى بالخط الأخضر حين دهس سائق شاحنة إسرائيلية سيارة تقل عمالا فلسطينيين كانوا متجهين للعمل داخل الخط الأخضر ما أدى لمقتل أربعة منهم ، اجتمع الشيخ أحمد ياسين وعدد من إخوانه منهم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة وغيرهم ، وفي هذا الاجتماع اتخذ قرار الانتفاضة ·
والواضح أن المنظمات التي أنشئت قبل وبعد اندلاع الانتفاضة مثل “منظمة الجهاد والدعوة” و “منظمة المجاهدين الفلسطينيين” قد أدمجت في الحركة الجديدة التي تقوم بأعمال الانتفاضة فأصبحت مجد وهي اختصار منظمة الجهاد والدعوة وهي الجناح الأمني ومنظمة المجاهدين الفلسطينيين هي الجناح العسكري ·
وقد جاء في التقرير الذي قدمه أحد الخبراء الإسرائيليين المخضرمين والذي يحمل درجة الماجستير في تاريخ الشرق الأوسط وعمل لمدة ثماني سنوات في خدمة الأمن العام عن حركة المقاومة الإسلامية حماس الآتي :
حركة المقاومة الإسلامية حماس هي اختصار الاسم العربي للمنظمة وكذلك كلمة حماس تعني شجاعة وشهامة ، بدأت المنظمة عملها مع بداية الانتفاضة وبالأخص في منطقة قطاع غزة ثم انتقلت إلى الضفة الغربية وتنسب حماس نشوب الانتفاضة إلى نفسها وترى المنظمة أن هذين الحدثين : مولدها ، ونشوب الانتفاضة يصعب التفريق بينهما وهي تفتخر بأن منشورها الأول الذي صدر في 14/12/1987 أعطى شعلة الانتفاضة وقرر استمرارها وأظهرت الحركة أعمالاً نظامية برهنت على قدرتها كحركة إسلامية متمسكة بالأرض وقد أدى تمسكها المتلهف بالمواقف المتشددة إلى بروز أعمال (تخريبية) وأصبحت الحركة أكثر رواجا لدى الجمهور ·
ويضيف الخبير الإسرائيلي أن حماس تكثر من أعمالها لكي تستغل عناصر إسلامية متطرفة وتعرض الصراع مع إسرائيل على أساس إسلامي · ويقول : إن أيديولوجية حماس تتركز في الأصل على تفكير الإخوان المسلمين وتنظر الحركة إلى الجهاد الإسلامي على أنه الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وترى أنه واجب كل شخصية دينية وعلى كل مسلم وهي تنفي شرعية كل نظام سياسي يتنازل عن قسم من فلسطين ويرون في هذا تنازلاً عن قسم من الدين الإسلامي .
هدف حماسsize=3>
أما عن هدف حماس فيقول : هدف حماس المركزي هو إقامة دولة فلسطينية على كل مساحة فلسطين من قبل جهاد يشترك به كل المسلمين.
واعترف بعض أعضاء حركة حماس أثناء التحقيق معهم في السجون الإسرائيلية أن الجهاز العسكري للحركة (مجاهدو فلسطين) والجهاز الأمني للحركة (مجد) قد باشرا أعمالهما منذ عام 1985 ، وأنهما قاما بتنفيذ عدد كبير من العمليات العسكرية، وطعن الجنود والضباط ، وإلقاء القنابل على دوريات ومعسكرات العدو ، وقتل عدد من العملاء والمتعاونين مع اليهود ، وزرع العبوات الناسفة وحرق آلاف الدونمات والمحاصيل الزراعية للعدو·
وقد ذكر بيان حماس الأول أن الانتفاضة جاءت من أجل عزة وكرامة الشعب الفلسطيني “ومن أجل استعادة حقنا في وطننا ورفعًا لراية الله في الأرض” وأكد البيان أن “انتفاضة شعبنا المرابط في الأرض المحتلة جاءت رفضا لسياسة القهر من الصهاينة وجاءت لتوقظ ضمائر ··· وراء مصالحات جانبية على طريق كامب ديفيد · وأن يتيقنوا أن الإسلام هو الحل وهو البديل وستتحطم كل محاولاتهم لإذابة شعبنا وإبادته” ·
واستندت حركة حماس في نشأتها إلى مفاهيم عقائدية مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية ، وتنطلق من فكر جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر نفسها أحد أجنحتها ·
تقول المادة الأولى في ميثاق الحركة : “حركة المقاومة الإسلامية تعتبر بأن الإسلام منهجها ، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان ، وإليه تحتكم في كل تصرفاتها ، ومنه تستلهم ترشيد خطاها”.
وحماس حركة فلسطينية تحتضن تحت جناحيها من آمن بفكرتها ونهجها من الفلسطينيين المسلمين وترى أن هدفها تحرير كامل تراب فلسطين من البحر إلى النهر و إقامة الدولة الإسلامية ، وأن الصراع مع اليهود صراع وجود لا صراع حدود ·
وتقول حماس إنها حلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزوة الصهيونية ، تتصل وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسام وإخوانه المجاهدين من الإخوان
المسلمين عام 1936 ، وتمضي لتتصل وترتبط بحلقة أخرى تضم جهاد الفلسطينيين وجهاد الإخوان المسلمين في حرب عام 1948 والعمليات الجهادية للإخوان المسلمين عام 1968 وما بعده ·
هيكل الحركة :size=3>
وتنقسم حركة حماس إلى أربعة أجنحة مختلفة منفصلة عن بعضها:
1- الجناح الأول : جناح الأحداث (الجناح الجماهيري) وكان يقوم هذا الجناح بأعباء العمل الجماهيري والميداني في الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987 ، وهو يعمل على التعبئة الجماهيرية وحشد الأنصار والنشيطين لمقارعة الاحتلال من خلال المواجهات وتفعيل الاضرابات وتنفيذ تعليمات البيانات التي تصدر عن الحركة ·
2- الجناح الثاني : الجناح الأمني (كان يسمى في الانتفاضة الأولى مجد) ويقوم هذا الجهاز بجمع المعلومات عن العملاء والجواسيس وتجار المخدرات ، وجمع المعلومات عن المؤسسات العسكرية للعدو، وقد نفذ هذا الجهاز عددًا من الأعمال قبل وأثناء الانتفاضة ، كما حارب مظاهر الفساد من تجارة وترويج الحشيش والمخدرات وبيع الخمور وغيرها · وقد تأسس هذا الجناح عام 1983م.
3- الجناح الثالث : الجناح العسكري (كتائب الشهيد عز الدين القسام) وكان يسمى سابقا (مجاهدو فلسطين) أو (المجاهدون) · وقد بدأ هذا الجهاز عمله قبل الانتفاضة ، أي منذ عام 1983 ونفذ الكثير من العمليات العسكرية ضد الاحتلال ، شكلت العمليات الاستشهادية أخطرها على الكيان الصهيوني ·
4- الجناح الرابع : الجناح السياسي ، ويهتم هذا الجناح بالأنشطة السياسية ، وإصدار البيانات والنشرات ، والتصريحات الصحفية ، ويعبر عن مواقف الحركة
الرسمية ، ويتخذ القرارات السياسية المختلفة ، ويعمل على تطوير العلاقة مع مختلف القوى السياسية علي الساحة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية.
نظرة حماس للكيان الصهيوني وعلاقاتها الخارجيةsize=3>
تعتقد حركة “حماس” أن الصراع مع الصهاينة في فلسطين صراع وجود فهو صراع حضاري مصيري لا يمكن إنهاؤه إلا بزوال سببه، وهو الاستيطان الصهيوني في فلسطين واغتصاب أرضها وطرد وتهجير سكانها.
وترى حركة “حماس” في الدولة العبرية مشروعاً شمولياً معادياً لا مجرد كيان ذي أطماع إقليمية، وهو مشروع مكمل لأطماع قوى الاستعمار الحديث الرامية للسيطرة على مقدرات الأمة وثرواتها ومنع قيام أي تجمع نهضوي في صفوفها عن طريق تعزيز التجزئة القطرية وسلخ الأمة عن جذورها الحضارية وتكريس الهيمنة الاقتصادية والسياسية والعسكرية وحتى الفكرية عليها .
وتشكل الدولة العبرية وسيلة فعالة لكسر التواصل الجغرافي بين دول المركز العربي، وأداة استنزاف لمقدرات الأمة وجهودها ، كما أنها رأس الحربة في ضرب أي مشروع نهضوي.
ولئن كانت فلسطين هي ساحة المواجهة الرئيسية مع المشروع باعتبارها قاعدة انطلاقته ومحطة استقراره، فإن مخاطر وتحديات المشروع الصهيوني تتسع لتشمل كل الدول الإسلامية ، وتعتقد حركة “حماس” أن الخطر الصهيوني كان منذ نشأته تهديداً لجميع الدول العربية وعمقها الاستراتيجي الدول الإسلامية ، غير أن سنوات التسعين شهدت تحولات ضخمة أبرزت هذا الخطر الذي لن يتوقف عند حدود.
حشد الطاقاتsize=3>
وترى “حماس” أن خير طريقة لإدارة الصراع مع العدو الصهيوني، هي حشد طاقات الشعب الفلسطيني، لحمل راية الجهاد والكفاح ضد الوجود الصهيوني في فلسطين بكل السبل الممكنة، وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة، لحين استكمال شروط حسم المعركة مع العدو من نهوض الأمة العربية والإسلامية واستكمال أسباب القوة وحشد طاقاتها وإمكاناتها وتوحيد إرادتها وقرارها السياسي .
وإلى أن يتحقق ذلك ، وإيماناً بقدسية فلسطين ومنزلتها الإسلامية، وإدراكاً لأبعاد ومخاطر المشروع الصهيوني في فلسطين ، فإن “حماس” تعتقد أنه لا يجوز بحال من الأحوال التفريط بأي جزء من أرض فلسطين ، أو الاعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني لها، وأنه يجب على أهل فلسطين ، وعلى جميع العرب والمسلمين ، إعداد العدة لقتال الصهاينة حتى يخرجوا من فلسطين كما هاجروا إليها.
الانحطاط والتردي الحضاريsize=3>
وترى حماس أن الدولة العبرية تمثل مشروعاً مناهضاً لكل مشاريع النهضة العربية والإسلامية، إذ لولا حالة الانحطاط والتردي الحضاري التي تمر بها الأمة لما استطاع الصهاينة تحقيق حلمهم بإقامة دولتهم فوق أرض فلسطين ، وهي حقيقة يدركها الصهاينة ويعبرون عنها بمعارضتهم قولاً وفعلاً لأي برنامج من شأنه أن يضيف جديداً للقدرات العربية والإسلامية ، إذ يرون أن محاولة النهوض العربية والإسلامية تشكل خطراً استراتيجياً على إسرائيل . كما يؤمن الصهاينة أن توحد
القوة العربية أو اتحادها على قاعدة مشروع نهضة شامل من شأنه أن يشكل الخطر الأساسي على الدولة العبرية ، وهو إيمان دفع قادة الدولة منذ نشأتها إلى العمل على التحول من كيان غريب وشاذ داخل المحيط العربي والإسلامي إلى جزء منه بفعل الاقتصاد وهو ما يفسر إصرار أنصار التسوية على تسويق مشاريع تحت عباءة الاقتصاد.
حماس والعمل العسكري
size=3>من هنا يمكن فهم دور العمل العسكري في مشروع حركة ” حماس ” ، فالعمل العسكري يشكل الوسيلة الاستراتيجية لدى الحركة من أجل مواجهة المشروع الصهيوني ، وهو في ظل غياب المشروع العربي والإسلامي الشامل للتحرير سيبقى الضمانة الوحيدة لاستمرار الصراع وإشغال العدو الصهيوني عن التمدد خارج فلسطين .
كما أن العمل العسكري في بُعده الاستراتيجي يشكل وسيلة الشعب الفلسطيني الأساسية للإبقاء على جذوة الصراع متقدة في فلسطين المحتلة ، والحيلولة دون المخططات الإسرائيلية الرامية لنقل بؤرة التوتر إلى أنحاء مختلفة من العالمين العربي والاسلامي .
كذلك فإن العمل العسكري يعتبر أداة ردع لمنع الصهاينة من الاستمرار في استهداف أمن الشعب الفلسطيني ، وهو ما أثبتته سلسلة الهجمات البطولية التي نفذتها الحركة رداً على جريمة الإرهابي باروخ غولدشتاين ضد المصلين في المسجد الإبراهيمي بتاريخ 25/2/1994 ·
كما أن من شأن مواصلة هذا النهج وتصعيده الضغط على الصهاينة لإرغامهم على وقف ممارساتهم المعادية لمصالح وحقوق أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة .
إسرائيل واستثمار ضعف الأمةsize=3>
وترى حركة “حماس” أن اندماج إسرائيل في المنطقة العربية والإسلامية من شأنه تعطيل أي مشروع نهضوي للأمة ، حيث تهدف إسرائيل إلى استثمار ضعف الأمة أمام إسرائيل المدعومة من قبل الولايات المتحدة ومنظومتها الحضارية من أجل إنجاز مشروع التسوية الهادف في جوهره إلى ربط اقتصاديات الدول العربية وإمكاناتها المختلفة بمنظومة جديدة عمادها اسرائيل .
إن مقاومة حركة “حماس” للاحتلال ليست موجهة ضد اليهود كأصحاب دين، وإنما هي موجهة ضد الاحتلال ووجوده وممارساته القمعية . وهذه المقاومة ليست مرتبطة بعملية السلام في المنطقة كما تزعم الدولة العبرية وأنصار التسوية السياسية الجارية على أساس الخلل القائم في موازين القوى، فالمقاومة بدأت قبل انعقاد مؤتمر مدريد. والحركة ليست لها عداوة أو معركة مع أي طرف دولي، ولا تتبنى مهاجمة مصالح وممتلكات الدول المختلفة، لأنها تعتبر أن ساحة مقاومتها ضد الاحتلال الصهيوني تنحصر داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وحينما هدد المسؤولون الصهاينة بنقل المعركة مع “حماس” خارج حدود الأراضي المحتلة حذرت حماس السلطات الصهيونية من خطورة الإقدام على مثل هذه الخطوة ، وهو ما يؤكد حرص الحركة على عدم توسيع دائرة الصراع .
وتستهدف حركة “حماس” في مقاومتها للاحتلال ضرب الأهداف العسكرية، وتحرص على تجنب أن تؤدي مقاومتها إلى سقوط مدنيين. وحتى في بعض الحالات التي سقط فيها عدد من المدنيين في أعمال المقاومة التي تمارسها الحركة، فإنها قد جاءت من قبيل الدفاع عن النفس والرد بالمثل على المذابح الإرهابية التي ارتكبت بحق المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني كما حدث في مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، حيث قتل الفلسطينيون وهم يؤدون الصلاة داخل المسجد على أيدي المستوطنين وقوات الاحتلال. ولتأكيد حرصها على تجنب التعرض للمدنيين من كلا الجانبين، طرحت حركة “حماس” مراراً مبادرات إنسانية تقوم على توقف الطرفين عن استهداف المدنيين وإخراجهم من دائرة الصراع، ولكن الصهاينة رفضوا هذه المبادرة وتجاهلوها بشكل يؤكد طبيعتهم الإرهابية وعدم حرصهم على حقن دماء أبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء .
فحركة “حماس” تحرص بشدة على أن تراعي في أنشطتها ومقاومتها للاحتلال الإسرائيلي تعاليم الإسلام السامية وقواعد حقوق الإنسان والقانون الدولي ، وهي لا تقوم بمقاومتها المشروعة رغبة في القتل أو سفك الدماء كما يفعل الصهاينة.
نظرتها للولايات المتحدةsize=3>
يقول الشيخ أحمد ياسين : “الإدارة الأمريكية أصابها العمى طول الوقت وأمريكا متصهينة أكثر من الدولة العبرية نفسها , فالمسيحية الصهيونية المنتشرة في أمريكا وبريطانيا متحمسة للكيان الصهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم ولذلك نجد أن أمريكا وبريطانيا تتخذان خطاً واحدا في عدوانهم على الأمة العربية والإسلامية, والسياسة الأمريكية منحازة إلى العدو تماما ولا ترى لشعبنا حق الدفاع عن نفسه وهي ترى أنه من حق الاحتلال أن يهدم ويقتل , ولذلك فسياسة أمريكا سياسة فاشلة وهى تحتاج إلى مواجهة من الأمة الإسلامية وتهديد مصالح أمريكا السياسية والاقتصادية فى المنطقة حتى تستيقظ وتتراجع عن مواقفها وهي لا يعول عليها لحل قضيتنا ، بل إنها تعمل لصالح الوجود الصهيوني وأمنه في فلسطين”.
علاقاتها الخارجيةsize=3>
1- تؤمن “حماس” بأن اختلاف المواقف حول المستجدات لا يحول دون اتصالها وتعاونها مع أي من الجهات التي لديها الاستعداد لدعم صمود ومقاومة شعبنا للاحتلال الغاشم ..
2- حركة “حماس” غير معنية بالشؤون الداخلية للدول ولا تتدخل بسياسات الحكومات المحلية.
3- تعمل “حماس” على تشجيع الحكومات العربية والإسلامية على حل خلافاتها وتوحيد مواقفها إزاء القضايا القومية، لكنها ترفض أن تقف مع طرف واحد ضد الآخر، أو أن تكون طرفاً في أي محور سياسي ضد محور آخر .
4- تؤمن “حماس” بالوحدة العربية والإسلامية وتبارك أي جهد يبذل في هذا المجال .
5- تطلب “حماس” من جميع الحكومات والأحزاب والقوى العربية والإسلامية أن تقوم بواجبها لنصرة قضية شعبنا ودعم صموده ومواجهته للاحتلال الصهيوني، وتسهيل عمل حركتنا لإعانتها في أداء مهمتها .
6- تؤمن “حماس” بأهمية الحوار مع جميع الحكومات والأحزاب والقوى الدولية بغض النظر عن عقيدتها أو جنسيتها أو نظامها السياسي، ولا مانع لديها من التعاون مع أي جهة لصالح خدمة قضية شعبنا العادلة وحصوله على حقوقه المشروعة، أو تعريف الرأي العام بممارسة الاحتلال الصهيوني، وإجراءاته اللاإنسانية ضد شعبنا الفلسطيني .
7- “حماس” لا تعادي أحداً على أساس المعتقد الديني أو العرق، ولا تناهض أي دولة أو منظمة ما لم تمارس الظلم ضد شعبنا، أو تناصر الاحتلال الصهيوني في ممارساته العدوانية ضد أبناء شعبنا.
8- تحرص “حماس” على حصر ساحة المواجهة مع الاحتلال الصهيوني في فلسطين، وعدم نقلها إلى أي ساحة خارجية .
9- تتطلع حركة “حماس” إلى الدول والمنظمات والهيئات الدولية، وحركات التحرر العالمية للوقوف إلى جانب قضية شعبنا العادلة، وإدانة الممارسات القمعية لسلطات الاحتلال المخالفة لقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان، وتكوين رأي عام عالمي ضاغط على الكيان الصهيوني لإنهاء احتلاله الغاشم لأرضنا ومقدساتنا.
علاقة حماس بالسلطة الوطنية الفلسطينيةsize=3>
تدرك حركة حماس أن انشغالها في مواجهة عسكرية مع السلطة الوطنية الفلسطينية يحقق هدفاً مهماً للصهاينة ويلبي جزءاً من طموحاتهم، وقد انعكس هذا الإدراك على مواقف حركة “حماس” التي تجنبت بكل حزم الانجرار لصراع مع السلطة كما أن حركة “حماس” ترى في اتفاقات أوسلو صيغة مضللة لتصفية القضية الفلسطينية ، وتوفير الأمن للصهاينة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني ، غير أنها تتمسك بمعارضة هذه الاتفاقات وتعمل على إسقاطها بالوسائل الشعبية والجماهيرية السلمية، دون التعرض للسلطة ورموزها بالعنف ، وتؤمن الحركة بأن مصير السلطة ومشروعها السياسي الفشل والانحسار في الشق الأمني لاتفاقات أوسلو.
وترى حماس أن الدم الفلسطيني محرم ، ولا يجوز الصدام الفلسطيني الفلسطيني مع السلطة الوطنية الفلسطينية أو أي من أبناء الشعب الفلسطيني تحت أي مبرر كان ، وأن المعركة الأساسية مع العدو الصهيوني.
يقول خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس : “هؤلاء كثرة الذين يدفعون الوضع الفلسطيني للصدام، في مقدمتهم العدو الصهيوني، والأمريكان، وكذلك عملاء العدو في الساحة الفلسطينية… الصدام لن يكون إن شاء الله بسبب عقلانية قيادات حماس وقوى المقاومة الفلسطينية من ناحية، وبسبب درجة الوعي العالية لدى جماهير شعبنا من ناحية ثانية، وهذه الجماهير تنحاز بفضل الله لحماس وحركات المقاومة. وبالتالي فنحن نطمئن جماهير الأمة أن الصدام الفلسطيني الفلسطيني لن يكون خاصة من طرف حماس وبقية المخلصين، ونأمل ألا يكون من أي طرف، فتكفي معاناة شعبنا في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
وأضاف : (لا شك أننا بذلنا جهدا كبيراً في الماضي والحاضر حتى تجنبنا الصدام، وشعبنا يقدر ذلك عالياً، ونحن في حركة حماس ننطلق دائماً من الحرص على المصلحة الوطنية العامة لشعبنا ولو كان ذلك على حساب مصالح حماس الخاصة ).
ويقول مشعل : “نحن في جميع الأحوال سوف نظل حريصين إن شاء الله على حرمة الدم الفلسطيني، ومهما بلغت الأوضاع سوءاً لن ننجر إلى صراع فلسطيني داخلي، لكن ذلك لا يعني في المقابل الاستسلام لموقف السلطة أو لموقف الأطراف الداعية إلى حالة الصراع الفلسطيني الفلسطيني وإنما الموقف هو رفض مثل هذه السياسات المدمرة دون الوقوع في فخ الاقتتال الفلسطيني والضمان في ذلك بعد رعاية الله سبحانه وتعالى هو التفاف غالبية الجماهير الفلسطينية حول برنامج المقاومة وفصائل المقاومة. بمعنى أن جماهير الشعب الفلسطيني التي تسير غالبيتها في برنامج المقاومة وتؤيد رجال وفصائل المقاومة ستكون هي الضمانة بعد توفيق الله ورعايته لمنع حالة الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني”.
موقفها من مشروع التسوية السياسيةsize=3>
ترى حماس أن العملية السياسية بشكلها الحالي لا يمكن القبول بها ، وتعتبر أن المقاومة هي الخيار الوحيد لكنس الاحتلال عن فلسطين التاريخية ، وأن أرض
فلسطين من نهرها إلى بحرها ، هي وقف إسلامي لا يجوز التفريط بشبر منه ·
وترفض حماس أن تكون جزءا من مشروع التسوية ، أو أن تشارك في حكومة من إفرازات التسوية · وقد رفضت في السابق الدخول في انتخابات المجلس التشريعي التي أجريت عام 1997.
يقول مشعل : “بعد 10 سنوات من المعاناة بل من التدمير الذي جرى بسبب أوسلو ومصائبها، فإننا في حركة حماس وغالبية القوى والجماهير الفلسطينية لن نقبل بالعودة إلى نهج أوسلو، ولن نقبل كذلك بإعادة إنتاجها عبر عناوين جديدة؛ لأن البعض اليوم يقول : لقد انتهت أوسلو ليطمئننا، ولكن الحقيقة أن أوسلو إذا تغيرت كعناوين فإن نهجها وفلسفتها لا يزالان مستمرين .
ومن هنا فإننا ندعو إلى التخلي عن نهج التسوية بشكل كامل وبكل عناوينه، والالتفاف حول برنامج المقاومة الفاعل والمؤثر والساعي لإنجاز الأهداف الوطنية الفلسطينية، وإن المقارنة بين حصيلة أقل من عامين من انتفاضة الأقصى وحصيلة عشر سنوات من أوسلو تكفي لبيان الحقيقة وأنه لا خيار أمام شعبنا إلا برنامج المقاومة ·
كما ترفض حماس الارتباط بأي من إفرازات أوسلو أو ما يتمخض عن التسوية السياسية مع العدو الصهيوني ، باعتبار أن هذا يشكل تنازلا يمس مبادئها وأهدافها الاستراتيجية.
يقول خالد مشعل : “نحن في حركة حماس ما زلنا ندرس موضوع الانتخابات بأشكاله المختلفة؛ لأنه لا يزال موضوعاً مشكلاً، سواء من ناحية أنه يقوم على قاعدة سياسية هي امتداد لأوسلو ولنهج التسوية الذي رفضناه، وما زلنا نرفضه أو من ناحية أنه يأتي اليوم في سياق الرؤية الأمريكية ومطالبها وإملاءاتها .
ويضيف : كلتا الخلفيتين مرفوضتان بالنسبة لنا، ومع ذلك فما زلنا في مرحلة الدراسة ، والمعيار بالنسبة لنا ليس تحصيل مكاسب شخصية أو حزبية أو الولع بالسلطة كما عند الآخرين، وإنما المعيار ما الذي يخدم شعبنا الفلسطيني وما الذي يقربه من الحرية والتحرير والتخلص من الاحتلال، نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للموقف الصادق الذي يحقق هذه الغاية، فنحن في جميع أحوالنا نمارس الأداء السياسي ومواقفنا المختلفة بما ينسجم مع برنامج المقاومة ومع حقوق شعبنا الوطنية الثابتة.
ويتابع : في مقابل ذلك لا تملك حركة حماس برنامجا سياسيا يمكنها من طرح رؤيتها السياسية بوضوح لأنها تعتبر أن المقاومة وطرد الاحتلال هو هدفها الاستراتيجي ، وهذا من وجهة نظرها لا يحتاج إلى برنامج سياسي قابل للتفاوض أو التنازل عن بعض المبادئ · وهي ترى أن المقاومة هي الكفيل بتحقيق أهدافها.
ويقول : “هل البرنامج السياسي هدف في حد ذاته؟.. وهل المطلوب فقط أن يكون هناك برنامج سياسي بصرف النظر عن مضمونه؟.. إذا كانت الواقعية تقتضي أن يكون لأي طرف برنامج سياسي ولو ضد مصلحة الشعب, ولو بالقفز على حقوق الشعب, فبئس البرنامج السياسي, الذي يتحدثون عنه.
ويضيف : ولعل الخسارة الفادحة, التي جرت في الساحة الفلسطينية منذ عقود, هي أن مثل هذا المنطق بدأ يتسلل إلى ساحتنا الفلسطينية, وبدأ البعض يتحدث عن البرنامج السياسي.. وعمليا كان البرنامج السياسي في كل مرحلة هو المزيد من التنازل, والتراجع عن الأهداف والثوابت الفلسطينية, حتى وصلنا إلى مدريد, ثم إلى أوسلو, ثم إلى ما هو أدنى وأسوأ من مدريد وأوسلو.. نعم نحن مع وجود الرؤية السياسية والبرنامج السياسي, ولكن هذا الذي يقوم على قاعدة حقوق الشعب الفلسطيني, والتمسك بالأرض الفلسطينية.
ويقول : نحن نرى أن البرنامج السياسي القائم على ذلك, هو البرنامج السياسي القائم على المقاومة.. المقاومة وحدها هي التي يمكن أن توفر الأجواء لطرد الاحتلال وتحرير الأرض.. لكل برنامج سياسي هدف, فإذا كانت أهداف برامج الآخرين هي أن يصلوا إلى حلول وسطية مع العدو, وأن يتعايشوا معه, فهذا خارج حساباتنا نحن في حركة “حماس”.
ويضيف : نحن بكل صراحة نقول إن الهدف العام لبرنامجنا السياسي هو طرد الاحتلال, ولا يعني البرنامج السياسي هو فقط أن نتلاعب بالألفاظ, وأن نقدم الحلول الوسطية, وأن نقلص أهداف الشعب الفلسطيني وحقوقه.. للأسف صار مدلول البرنامج السياسي عند هؤلاء هو أن نتنازل, بينما الطرف الآخر لا يتنازل.. يتلاعب بالألفاظ وبالجمل وبالاتفاقات, ولكنه في النهاية ثابت على مواقفه..
ويقول : نحن باختصار في حركة “حماس” لدينا رؤية واضحة, ولدينا برنامج سياسي واضح, هو أننا نسعى إلى طرد الاحتلال, وإلى تحرير الأرض, واستعادة حقوقنا, ونرى أن الطريق إلى ذلك هو الانتفاضة والمقاومة بكل أشكالها. ولا شك أن العمل السياسي جزء من هذه المسيرة. ولكن العمل السياسي دون مقاومة, ودون عمل عسكري, ودون ضغط حقيقي على الاحتلال, لا قيمة له ·
لقد أكدت حركة “حماس” مراراً أنها ليست ضد مبدأ السلام فهي مع السلام وتدعو له وتسعى لتحقيقه، وتتفق مع جميع دول العالم على أهمية أن يسود ربوع العالم أجمع، ولكنها مع السلام العادل الذي يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني ويمكنه من ممارسة حقه في الحرية والعودة والاستقلال وتقرير المصير. والحركة ترى أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها حتى الآن ، لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني ولا تستجيب للحد الأدنى من تطلعاته. فهي اتفاقات غير عادلة، وتلحق الظلم والضرر بشعبنا، وتكافئ الجانب المعتدي على اعتدائه وتعترف له بحقه فيما استلبه من الآخرين، وهي محاولة لإملاء وفرض شروط الطرف المنتصر ومطالبة المظلوم بالتنازل عن حقوقه. وسلام ظالم بهذه المواصفات الظالمة لا يكتب له النجاح أو الحياة طويلاً.
كما أن مبدأ التسوية السياسية أياً كان مصدرها، أو أيا كانت بنودها، فإنها تنطوي على التسليم للعدو الصهيوني بحق الوجود في معظم أرض فلسطين، وما يترتب عليه من حرمان الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، من حق العودة، وتقرير المصير، وبناء الدولة المستقلة على كامل الأرض الفلسطينية، وإقامة المؤسسات الوطنية. وهو أمر لا ينافي فقط القيم والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية بل يدخل في دائرة المحظور في الفقه الإسلامي ، ولا يجوز القبول به. فأرض فلسطين أرض إسلامية مباركة اغتصبها الصهاينة عنوة، ومن واجب المسلمين الجهاد من أجل استرجاعها وطرد المحتل منها.
وبناءً على ذلك، فقد رفضت الحركة مشروع شولتز وبيكر ونقاط مبارك العشر وخطة شامير ومسيرة مدريد – واشنطن. وتعتقد “حماس” أن أخطر مشاريع التسوية التي طرحت حتى الآن هي مشروع اتفاق “غزة – أريحا أولا” الذي تم التوقيع عليه في واشنطن بتاريخ 13/سبتمبر/1993م بين الكيان الصهيوني و قيادة م.ت.ف، ووثيقة الاعتراف المتبادل بين الطرفين وما تلاها من اتفاقات حملت أسماء القاهرة وطابا وغيرها ، وتأتي خطورة هذه الاتفاقات ليس فقط من مضمونها المقر بشرعية السيادة الصهيونية على جميع أنحاء فلسطين ، وتطبيع العلاقات الصهيونية العربية ، وإطلاق يد الهيمنة الصهيونية على المنطقة فحسب، بل تأتي الخطورة من رضا وموافقة طرف فلسطيني، وإن كان لا يمثل الشعب الفلسطيني تمثيلاً حقيقياً. لأن ذلك يعني إغلاق الملف الفلسطيني، وحرمان الشعب الفلسطيني، من حق المطالبة بحقوقه المشروعة، أو استخدامه الوسائل المشروعة للحصول عليها، فضلاً عن تكريس حرمان معظم الشعب الفلسطيني من العيش فوق أرضه ووطنه، وما يترتب على ذلك من نتائج قد لا يقتصر تأثيرها على الشعب الفلسطيني فحسب، بل يتعدى ذلك الشعوب العربية والإسلامية ·
ونظراً لخطورة التسوية المطروحة حالياً وذلك من وجهة نظر حماس، فقد تبنت الحركة موقفاً يقوم على النقاط التالية :
1- توعية الشعب الفلسطيني بخطورة التسوية، والاتفاقات الناجمة عنها.
2- العمل على تكتيل القوى الفلسطينية المعارضة لمسيرة التسوية والاتفاقات الناجمة عنها، والتعبير عن موقفها في الساحات الفلسطينية والعربية والدولية.
3- مطالبة القيادة المتنفذة في م.ت.ف بضرورة الانسحاب من المفاوضات مع الكيان الصهيوني، والتراجع عن اتفاق غزة – أريحا الذي يهدد وجود شعبنا في فلسطين والشتات، في الحاضر والمستقبل .
4- الاتصال بالدول العربية والإسلامية المعنية، ومطالبتها بالانسحاب من المفاوضات ، وعدم الاستجابة لمؤامرة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، والوقوف إلى جانبنا في مواجهة العدو الصهيوني .