الشخصية الساذجة: صفاتها، وأهم طرق علاجها

تعدُّ الشخصية الساذجة من أغرب أنواع الشخصيات على الإطلاق؛ فرغم أنَّها بعيدة عن المشكلات والمشاكسات، إلَّا أنَّها غير محببة اجتماعياً؛ ذلك لأنَّ التعامل معها يفتقد إلى الجدية، وهذا ما يجعل صاحبها غير مرغوب فيه بين الناس. لذا سنبيِّن في هذا المقال ما معنى السذاجة، وما المقصود بالشخصية الساذجة، وما صفاتها، وكيفية معالجتها؛ فتابعوا معنا.

لذا سنبيِّن في هذا المقال ما معنى السذاجة، وما المقصود بالشخصية الساذجة، وما صفاتها، وكيفية معالجتها؛ فتابعوا معنا.

معنى السذاجة:

ورد تعريف السذاجة في معجم المعاني الجامع على أنَّها: سلامة النية، وبساطة التفكير، والافتقار إلى الذكاء والحكمة والحنكة. والساذج هو شخص بسيط غير محنك، وقليل النباهة والدهاء، وينخدع بسهولة، وقليل التبصر بالأمور.

تعريف الشخصية الساذجة، والفارق بينها وبين الشخصية البريئة:

الشخصية الساذجة شخصية بسيطة تفتقر إلى الخبرة في الحياة، ولا تمتلك أيَّ حيل لخداع أيِّ شخص كان، وتثق بالأشخاص الآخرين المحيطين بها بإفراط، ولا تحتفظ بأسرارها أو خصوصيتها، وتفتقد آليات الحنكة والتعامل الذكي مع الآخرين، ويمكن أن تصل طبيعتها الساذجة إلى تعرضها إلى الغش أو النصب أو الخداع، فهي سريعة التصديق لكلِّ ما يُقال لها. 

بينما الشخصية البريئة شخصية غير ضارة، ولها طبيعة جيدة، وتكون أكثر صراحة، وهي غير جاهلة، ولا تفسد بالحقد أو الشر أو الإثم، وتفتقر إلى القدرة على الإيذاء.

شاهد بالفيديو: 8 طرق تساعد على اكتساب قوة الشخصية

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/6-igK4W7cQw?rel=0&hd=0″]

صفات الشخصية الساذجة:

1. الثقة الزائدة بالناس:

تضمر حُسن النية دائماً، وتثق بجميع الناس، ولا تتوقع السوء من أحد، ولا تدرك أنَّ بعضهم مخادع ومحتال وماكر.

2. لا تهتم بشيء:

ليس لديها اهتمامات؛ لذلك تجدها باردة الأعصاب، ولا تبالي بما يحدث حولها، حتى ولو كان الأمر يخصها.

3. تابعة لغيرها:

أكثر ما يميز الشخصية الساذجة أنَّها تابعة للآخرين، وتسمح للجميع بأن يتحكم بحياتها ويتخذ القرارات عنها.

4. متسامحة:

إنَّها متسامحة لدرجة غير مقبولة؛ فهي تسامح الجميع مهما ارتكبوا من أخطاء بحقها، وتتقبل كلَّ الإهانات.

5. غير عقلانية:

لا تُتعِب نفسها بالتفكير؛ لذلك تجدها تتبنَّى آراء وأفكار الناس، بغضِّ النظر عن مدى صحة هذه الأفكار.

6. صريحة:

لا تعرف الكذب، وهي طيبة بفطرتها؛ لذلك تكون صريحة بشكل زائد عن اللزوم، وتقول كلامها دون مجاملات؛ الأمر الذي يمكن أن يدفع بالأشخاص الآخرين إلى أخذ صورة سيئة عنها.

7. ليس لديها أيُّ خصوصية أو أسرار:

ليس لديها أيُّ أسرار خاصة؛ فهي تتحدث للجميع -سواء كانت تعرفهم أم لا- عن كلِّ أمورها المادية والعاطفية والأسرية، ويعرف الجميع عنها كلَّ شيء.

8. شخصية مصغية فقط:

عند تواجدها مع الآخرين، تأخذ دور المصغي فقط، ولا تعلِّق على الحوار الدائر بين الأطراف؛ وإذا حدث وتكلمت، تتكلم بأمور بعيدة كلَّ البعد عن مجرى الحوار القائم، وتتحدث حول ما تعرفه حتى لو لم يكن له علاقة بالحوار الأساسي. 

9. تصدق الجميع:

تصدق جميع الناس، ويمكن أن تأخذ بأفكار جميع الأشخاص الآخرين وتصدقهم، وتمشي خلفهم دون أي تفكير فيما إذا كان هذا الطريق سيضرها أو ينفعها؛ لذلك فهي تتعرض في كثير من الأحيان إلى النصب بسبب قلة تفكيرها وتمعنها في الأمور.

10. شخصية كسولة:

تتصف بأنَّها لا تهتم مطلقاً برأي أي أحد بها، ولا تحاول معرفة انطباعهم عنها، ولا تحاول إجهاد نفسها أبداً بالتفكير أو السعي وراء فكر الأشخاص الآخرين؛ وذلك من باب الكسل لا الثقة.

11. لا تتغير أبداً:

تشكر جميع الأشخاص من حولها، ولا تتأثر بالأحداث، ولا تعير انتباهاً للمواقف والظروف، وتكون في جميع الأحوال بالحالة نفسها التي لا تتغير من موقف إلى آخر.

أهم الطرائق المتبعة في معالجة الشخصية الساذجة:

1. يجب على الشخصية الساذجة فتح عينيها على العالم من حولها:

وذلك من خلال:

1. 1. مقابلة شخصيات مختلفة:

ينظر الآخرون إلى الشخصية الساذجة على أنَّها ذات خبرة محدودة في الحياة، ورؤيتها ضيقة للعالم؛ لذا يعدُّ خروج هذه الشخصية وتفاعلها مع الأشخاص الآخرين تجربة تعليمية تساعدها على فهم العالم بمزيد من الدقة. 

1. 2. الانخراط بتجارب جديدة:

يمكن أن تتسم الشخصية بالسذاجة لأنَّها نشأت في بيئة كانت تُمنَع فيها من الذهاب إلى الحفلات أو اللعب مع الأطفال الآخرين الذين هم في مثل عمرها؛ لذا يمكن لتعويض الشخصية الساذجة لما فاتها أن يكون له عظيم الأثر في التخلص من صفة السذاجة، وذلك من خلال القيام بجميع الأنشطة المثيرة، مثل القفز بالمظلات، أو التنزه سيراً على الأقدام، أو التخييم في منتزه وطني، أو تعلم لغة جديدة، أو كتابة رواية؛ حيث أنَّ التجارب المثيرة تحفز نمو خلايا الدماغ الجديدة، وتساعد على جمع القصص والأحداث لروايتها، وتحسن من صحة الدماغ. 

1. 3. تجاوز منطقة الراحة خاصتها:

تقوم الشخصية السذاجة بالأشياء دائماً بالطريقة نفسها، لذا فإنَّه من الصعب أن تتغير فجأة؛ ومع ذلك، فلن يعرف أيُّ شخص ما مدى موهبته وقدرته على فعل أشياء غير معتاد عليها.

من النصائح التي يمكن أن تتبعها هذه الشخصية للتخلص من السذاجة: عدم القبول بالحياة العادية، والحرص على أن تكون استثنائية في كلِّ المساعي، وإعادة تنشيط حياتها وحيويتها، والمطالبة بمزيد من الفرص الصعبة والجديدة التي تتطلب التحدي. 

1. 4. كثرة السفر:

تجعل زيارة الأماكن الجديدة العالم صغيراً، سواء كان السفر داخل البلد نفسه أم خارجه، حيث يقوي السفر المهارات الاجتماعية الضعيفة التي تتميز بها الشخصية الساذجة، ويعزز الغرائز الطبيعية، والانفتاح على الثقافات الجديدة، ومقابلة أشخاص جدد. 

1. 5. التطوع:

ستمنحها مساعدة المحتاجين منظوراً جديداً للحياة، ويمكن للعمل التطوعي أن يفيدها بشكل كبير، حيث إنَّ له آثاراً إيجابية على الصحة العقلية والبدنية.

2. يجب على الشخصية الساذجة توخي الحذر الاجتماعي:

وذلك من خلال:

2. 1. اليقظة:

يجب على الشخصية التي تتسم بالسذاجة أن تكون على دراية بنوعية الأشخاص من حولها؛ فهناك الجيدون والسيئون، ويجب عليها أن تميز بينهما.

2. 2. تحديد الأشخاص الجديرين بالثقة:

قبل أن تقرر الشخصية الساذجة فيما إذا كان الأشخاص الجدد الذين تعرَّفت عليهم أهلاً للثقة أم لا، يمكنها أن تستعين بشخص آخر لحضور الاجتماعات الأولية معهم؛ وذلك بهدف الحصول على رأي ثانٍ قبل منحهم الثقة والبدء بعلاقات جديدة.   

2. 3. تحديد علامات عدم الأمانة:

عند التعرف على الأشخاص الجدد، يمكن للشخصية التي تتسم بالسذاجة أن تحدد عدة علامات تكشف كذبهم وخداعهم؛ ومنها:

  • التململ.
  • ضعف التواصل البصري.
  • البلع بشكل متكرر.
  • وضع اليد بالقرب من قاعدة الرقبة.
  • الرجوع إلى الوراء.
  • إمالة الرأس.

2. 4. الإنصات أكثر من التكلم:

يجب على الشخصية الساذجة ألَّا تنخرط في الحديث عن أسرارها مع الأشخاص الآخرين، وألَّا تثق بهم بسرعة؛ بل على العكس تماماً، يجب أن تكون ماهرة في الإنصات إلى الآخرين، وأن تحتفظ بخصوصياتها لنفسها، وتشاركها فقط مع العائلة أو الأصدقاء الأكثر قرباً منها.

2. 5. تعلُّم قراءة الآخرين:

ليس بالضرورة أن يكون ما يشعر به الأشخاص الآخرون وما يقولونه متطابقين؛ حيث تشكل لغة الجسد 55% من اتصالاتنا، والكلمات 7%، ونبرة الصوت 30%.

2. 6. إدراك عدم قدرتها على إصلاح الناس:

يمكن أن يكون وصف السذاجة نابعاً من اعتقاد الشخصية الساذجة بقدرتها على تغيير الأشخاص الآخرين وإصلاحهم من خلال الإيمان بهم ومساعدتهم وحبهم.

من الأمور التي تخفف هذه الوصف: اعتراف هذه الشخصية بأنَّ كل شخص يعتبر مسؤولاً عن أفعاله وتصرفاته.

2. 7. الثقة بالنفس:

يجب على الشخصية الساذجة أن تكون على يقين تام بأنَّها تمتلك شيئاً فريداً يمكن أن تقدمه للمجتمع الذي تعيش فيه، ويمكنها أن تكون أكثر إنتاجية من الشخصيات التي تعتبر نفسها ذات خبرة واسعة؛ لذا يجب على هذه الشخصية أن تتقبل نفسها كما هي.

2. 8. منح نفسها الوقت الكافي:

يجب على الشخصية الساذجة أن تعلم بأنَّ سمة السذاجة طبع لا يمكن أن يتغير بين ليلة وضحاها، وأن تمنح نفسها الوقت الكافي لتتغير وتصبح أكثر قدرة على التحكم بذاتها.

 

المصادر: 1، 2، 3

Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *