الشمس في المزاد
[wpcc-script type=”8cb11205ee184f7e22b3eabc-text/javascript”]
أيام أخرى تمضي
دون سابق إنذار
كالإعصار المعصوب العينين
لا يفرق بين الزهرة والمسمار
أيام أخرى تمر بأحذية عسكرية
تدهس الساحل الشرقي لأرض الجراح
والحصيلة فادحة
تذيعها الشاشات على عجل
جثث الأزهار مسجاة
بثقوب في الظهر
وأكداس من الخيبات
أيام أخرى تكتظ
بها الطرقات
طوابير من أشباه البشر
يرفلون في أطمار الخجل والمذلة
حاملين فوق العربات أعطابهم
نحوالسوق الكبير
سوق المتلاشيات
يفرغون الأحمال الثقيلة
وظهورهم أجداث
عبثا يقايضون بؤس الصدأ
بما تبقى من بأس الحديد
قبل الغروب بقليل
يرجعون مطأطأة رؤوسهم..
إلى غمولة الأنفاق
وتحت جسور الزمن المحطمة
حيث يعقدون مجالس الندم
يحتسون الخمر المهرب
خلسة من خفر السواحل
إن تحت أجنحة النوارس
أو محملة فوق ظهر غراب
في كل مرة
يعودون للتنابز تارة بالخناجر
وأخرى بالعتاب
مهشمين الكؤوس حسرة
على تجارة البوار
مكفكفين بعشبة الخلود جراحاتهم
زفرات تل والزفرات
حتى تخبو جمرات الآلام
ويستعر الصمت في الحناجر
في الجانب الآخر
خلف سوق الخردة الرهيب
بينما الأيام تهرول
غير آبهة
يسحب قرص الشمس إلى المزاد
كي يباع خفية أو على الملأ
بالتقسيط المريح لمن يدفع الثمن
والدعاية جارية
إن معدنه أرخص من تراب
«ليس كل ما يلمع ذهب»
يقول سارق الشمس
نحن نبيع النهار جهارا
ولكم قرط الفضة
حالما يكتمل الكسوف
ويغمز ساخرا في أذن السماء
يا لروعة المشهد
يا للخير المستدام
تلك عاقبة «السفهاء»
من نثروا النجوم ظهرا
إلى طيور جارحة
ثم استسلموا كالاطفال
لنوبات البكاء
أيام أخرى تمضي..
مخلفة حفرة الشمس السليبة
وتلالا من الصدأ
أيام أخرى تأفل
ولا يضرب على يد السارق
إلا بالكف على الكف
تهانينا تهانينا
بلا منازع
تلك كانت صفقة القرن