الشيخ الراوي: لا غنى للداعية عن القرآن والسنة والأدب

الشيخ الراوي لا غنى للداعية عن القرآن والسنة والأدب مكث في المملكة العربية السعودية ثلاثة عقود أستاذا في الجامعة ونجما إعلاميا لامعا وحين عاد إلى مصر تلقته تلقيا حسنا فأفسح له الإعلام مساحة طيبة يطل على الناس من خلالها بصوته العذب وهيئته الوقورة وعباراته الرنانة المنطلقةولقاء الشيخ وجها لوجه يختلف عن..

الشيخ الراوي: لا غنى للداعية عن القرآن والسنة والأدب

مكث في المملكة العربية السعودية ثلاثة عقود، أستاذا في الجامعة، ونجما إعلاميا لامعا، وحين عاد إلى مصر تلقته تلقيا حسنا، فأفسح له الإعلام مساحة طيبة، يطل على الناس من خلالها، بصوته العذب، وهيئته الوقورة، وعباراته الرنانة المنطلقة…

ولقاء الشيخ وجها لوجه يختلف عن الاستماع إليه خلال المذياع، أو مشاهدته عبر شاشات التلفاز، فالسجية والطبيعة في حديثه المباشر تكشف عن روح شابة: جاوز صاحبها السبعين، لكنه ما زال يحمل عبء الدعوة، ويصرخ في الناس أن انتبهوا إلى قدركم، وتنبهوا إلى ما يحاك لكم..

كان لابد لنا من تقليب صفحات الخبرة الطويلة للشيخ محمد الراوي – أستاذ الدعوة وعضو مجمع البحوث الإسلامية بمصر – فتحدث إلينا عن أهمية الدعوة عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، وخصائص الداعية الناجح، والطريق لإعلاء كلمة الله، وموضوعات أخرى.

* الدعوة عبر شبكة الإنترنت كيف تقيمون هذا الأمر؟size=3>
– دور الإنترنت مهم جدا في الدفاع عن الإسلام لما ينسب له من اتهامات وانتقادات من جانب أعدائه، ولأنهم يستخدمون مختلف الوسائل والألفاظ التي تسيء إلى رموز دينية لها مكانتها واحترامها، والإنترنت قناة حرة من خلالها نستطيع أن نُعرِّف الناس القيم الإسلامية قدر ما تتاح لنا الفرصة، ويجب الوقوف والتصدي لهذا الهجوم من جانب أعداء الدين من خلال محاولة الاتصال بأصحاب التقنية العالمية لضبط الهيمنة على تلك القنوات بحيث لا يطلق لها المجال هكذا، ولا يعطون الحرية الكاملة لأعداء الدين لينالوا من الإسلام، ووضع المفاهيم الصحيحة والمبادئ الكاملة للإسلام على الإنترنت.

* البعض ينادي بقصر الدعوة على من يسمونهم ؛ (المتخصصين)، فهل الدعوة فعلا لها تخصص معين؟size=3>
– برغم أن الله سبحانه وتعالى يقول: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فقد اشترط في السائل الرغبة في العلم، وأن يكون مسترشدا وراغبا في الحق بدليل ” إن كنتم لا تعلمون “، واشترط في المسئول أن يكون متخصصا، فهناك خط أحمر في الدعوة لا يتجاوزه إلا المتخصص، وبخاصة في مجال العقيدة والتشريع والفتوى، أما الأمور اليومية العامة التي تتعلق بعموميات الإسلام فمن الممكن أن يمارسها إنسان حرفته الوعظ بشرط أن يكون أقرب رحما إلى المجال الإسلامي.
وقد اقتحم مجال العمل الإسلامي الآن من يحملون شعارات معينة فأخطئوا.

* المتفرغون للدعوة – بمعني أن مهنتهم هي في ذاتها عمل من أعمال الدعوة كخطباء المساجد وموظفي المراكز الإسلامية ومعلمي القرآن .. ما نصيحتكم لهم فيما يتعلق بتجديد الروح والأسلوب الذي يعملون به، وبالنسبة لصلتهم بالكوادر الجديدة التي تواصل المهمة معهم وبعدهم؟size=3>
– أنا أعلن أن الأئمة الجدد في حاجة ملحة إلى التدريب على الأداء وتجويد اللغة، فالثوب يحتاج إلى الصابون قبل حاجته إلى البخور، وهذا حالهم فهم في حاجة إلى من يدربهم على الطبيعة وكيفية الأداء وصيانة اللغة قبل أن يدربهم على الأبحاث العلمية؛ لأن مجالهم افعل ولا تفعل، أما البحث العلمي فمرتبة متأخرة بالنسبة لهم.

* معاهد إعداد الدعاة في مصر: ما رأيكم في نشاطها؟ وما نصيحتكم لها؟size=3>
– معاهد إعداد الدعاة ينبغي أن تخصص للأئمة الرسميين، فهم أولى بصلة الرحم، أما الراغبون من رواد أو من طلاب المعهد الحاليين من خارج الأوقاف فرغبتهم باقية في القراءة والتعلم، وإن لم تكن هناك معاهد لإعداد الدعاة أصلا ؛ لأنها لم تؤت الثمرة المرجوة منها.

* مؤتمرات الدعوة الإسلامية الكثيرة التي تتم في العالم.. من المسئول عن توصيل مقرراتها إلى الدعاة؟size=3>
– هذه المؤتمرات يحضرها متخصصون في العمل الدعوى ويتبادلون الآراء حول الموائد المستديرة، وللأسف الدعاة والقاعدة الشعبية لا يصلها شيء من هذه الآراء، فالوفود عملها بحساب، ولا تترك أي عمل يعتد به على مختلف المستويات.
وأقترح أن يوفد علماء متخصصون في العمل الجماهيري إلى السفارات الإسلامية في الخارج، وهي التي توجههم، بالإضافة إلى الجهود الفردية التي أظهرت نتائج ملموسة أكثر مما تركته المؤتمرات.

* ما مميزات الداعية الناجح؟size=3>
– الداعية الناجح لابد أن يكون حافظا لكتاب الله، وعلى علم تام بالسنة النبوية، وتكون لديه القدرة على الاستشهاد بالآية ثم بالحديث، كما يجب أن يكون قويا في اللغة العربية بفروعها من نحو وصرف وبلاغة، وأن يكون له اطلاع على الأدب العربي؛ لأنه مليء بالحكم والمواعظ.

ولو كان الداعية على علم وصلة بالأدب العربي، عليه أن يستشهد ويدعم أية قضية يتحدث عنها بأقوال السابقين، سواء أكانت شعرا أو نثرًا ، وأن تكون أدواته على المستوى الذي يؤهله لأداء واجبه، وأن يحافظ على مظهره فلا يصح أن يذهب إلى إلقاء الخطبة ومظهره غير لائق، فمظهر الداعية يلعب دورًا كبيًرا في إنتاج الأثر المرجو، ويفرض القبول والحب والاحترام لدي الناس، وأن يكون بصيرًا بأحوال الناس فيخاطبهم بالموضوعات التي تشغل بالهم أو الموضوعات الدائرة على الساحة، سواء كانت داخلية أو خارجية، وأن يختار الموضوع المناسب للتحدث عنه، فلكل مقام مقال، والبلاغة هي مراعاة مقتضى الحال.

* ما الأسلوب الأمثل للدعوة في الألفية الجديدة؟size=3>
– أعتقد أن أفضل سبل الدعوة يكون في الجمع بين الترغيب والترهيب، وهذا هو أسلوب القرآن الكريم، إما ترغيب يعقبه ترغيب أو ترغيب يعقبه ترهيب، ولكن أن يتحدث الخطباء على المنابر عن النار وما فيها من ثعابين وحيات فقط، فهذا أسلوب يرفضه الإسلام، أو يتحدثوا عن سماحة الإسلام ورحمة الله الواسعة، وأن الله غفور رحيم فقط، فهذا أيضا ليس بصحيح، فكل من الأسلوبين له سلبياته، والأفضل هو أن يقوم الخطيب بالاعتدال والتحدث مع الناس بالأسلوبين.

* في ظل التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية كيف نعلي كلمة الإسلام؟size=3>
– لا طريق إلى هذا إلا أن نؤمن بأن الإسلام هو المنقذ الوحيد للناس، وأن يكون سلوكنا منسجما مع هذا الإيمان، فذلك هو الطريق إلى إعلاء كلمة الإسلام، ولكن أن نقول: إن الإسلام يدعو إلى السماحة والتواضع والنظام، ويكون سلوكنا مخالفا لذلك، فنحن بهذا نكون قد أسأنا إلى ديننا وأسهمنا في هبوط كلمته، يقول تعالى: ” يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون” .

والسنة المطهرة بينت أن الناس يرون يوم القيامة العالم في النار، وقد اندلقت أقتابه ويدور حولها كما يدور الحمار في الرحى، فيقولون: يا فلان ألست كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: ؛بلى، كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه”. فهذا هو ما يؤدي لهبوط المتكلمين باسم الإسلام، ولذا فعلينا أن نعلي كلمة الإسلام بمطابقة أفعالنا لأقوالنا.

* الدعاة الموفدون لدول أوروبا هل يكفون لعدد المسلمين هناك؟ وهل يقومون بتوضيح صورة الإسلام وحقيقته وقضاياه للغرب على ما يرام؟size=3>
– الدعاة عددهم يكفي في الفترة الحالية، ولكن الدعوة في هذه المجتمعات ليست بالأمر السهل؛ لأن منهم من يسأل ويناقش، فليس الاهتمام بنشر الفكرة الإسلامية ابتداءً هو الأساس، ولكنه الرد على الشبهات التي تثار حول العقيدة الإسلامية، هناك المناظرات والمناقشات التي من خلالها تتعرف هذه المجتمعات على أسس الإسلام ومبادئه، ولابد من وجود علماء أكفاء لذلك، والمشكلة الحقيقية التي تواجه الدعاة هناك، ولابد أن يتدربوا على مواجهتها قبل أن يذهبوا، هو الجيل الجديد من المسلمين في هذه المناطق؛ لأنهم تربوا على العادات والتقاليد الغربية، وهذا هو التحدي الكبير، لذلك نجد أن مهمة الدعاة صعبة جدا، نظرا للآليات والنظم الإعلامية الغربية المعقدة، ولأن الآباء فقدوا السيطرة على الأبناء، حيث يعاني الجيل الجديد من الصراع بين الثقافة الغربية، وثقافة الأسرة في المنزل والمسجد، ومن الصراع بين القيم الإسلامية والقيم الغربية.

ورجال الدعوة يعرفون ما يجب أن يقوموا به ويقولوه، ولكن من خلال لقائي مع الدعاة بالخارج أقولها بأمانة: “القدرة اللغوية في احتياج إلى إتقان”، وهم في احتياج إلى أن يدرسوا طبيعة وعادات الدول التي تنطق بهذه اللغات؛ لأن بين اللغة في القاموس واللغة التي يتكلمها الناس ويتعاملون بها وجوه اختلاف كثيرة

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *