الصداقة في العمل نعمة أم نقمة؟
٢١:٣٣ ، ١٩ مايو ٢٠٢٠
![الصداقة في العمل نعمة أم نقمة؟ الصداقة في العمل نعمة أم نقمة؟](https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/02/d8a7d984d8b5d8afd8a7d982d8a9_d981d98a_d8a7d984d8b9d985d984_d986d8b9d985d8a9_d8a3d985_d986d982d985d8a9d89f-1.jpg)
}
الصداقة في العمل
مكان العمل هو المكان الذي يقضي فيه الموظّفون معظم يومهم، لذلك ليس من المستغرب أن تتشكّل روابط قويّة بينهم، وصداقات طويلة الأمد، والحفاظ على الصّداقات بين زملاء العمل ليس أمرًا مفيدًا اجتماعيًّا فحسب، بل هو أيضًا طريقة رائعة للتّعرّف على مجالات العمل خارج الفريق، واكتساب الخبرة ومجموعة واسعة من المهارات، فضلًا عن أنّها ستجعل العمل أكثر متعة، لكنّ الصّداقات في مكان العمل يمكن أن تكون خادعة أحيانًا، لا سيما بين المديرين والموظّفين، أو كبار الموظّفين والمبتدئين؛ فهذه العلاقات تحتاج ديناميكيّة خاصّة، مع أنّهم يُمكن أن يكونوا أصدقاء حقيقيّن خارج العمل، إلّا أنّ العلاقات في مكان العمل تكون معقّدة، لا سيما في الشّركات الصّارمة أو ذات الهيكل التّنظيميّ الهرميّ الصّارم، لذا فإن إيجاد طرق للمحافظة على الصّداقة والعلاقة المهنيّة أمر يستحقّ التّفكير[١].
‘);
}
الصداقة في العمل نعمة أم نقمة؟
أكثر موضوع سيراود إلى ذهنكِ مع التّقدّم في العُمر هو اختياركِ للأصدقاء؛ هل كانوا أوفياء أم استغلاليين؟ وهل فعلًا يوجد صديق لا يُقدّر بثمن؟ وهل يستحقّ الأصدقاء الحاليّين كلّ لحظة مرّت معهم؟ وبما أنّه من الصّعب التّمييز بين نعمة ونقمة الأصدقاء وأنتِ في وسطهم؛ عليك اتّباع تقيمات لمعرفتهم، وفيما يلي عدد من السّمات التي يتّصف بها الأصدقاء السّيّئون، وبالطّبع إن لم يكونوا كذلك فهم من أفضل الأصدقاء، ووجودهم معكِ نعمة[٢]:
- محاولة تغيير سلوككِ: أصدقاؤكِ مھمّون لأنّهم محيطون بكِ طوال ساعات عملكِ، ویلعبون دورًا كبیرًا في كیفیّة رؤیتكِ وتفاعلكِ مع العالم، لكن إذا كنتِ تشعرين أنّكِ لستِ على طبيعتكِ معهم؛ كأن تلبسي مثلهم، أو تذهبي إلى نفس الأماكن التي يذهبون إليها، فعلى الأرجح هم ليسوا أصدقاء حقيقيين، وأنتِ بحاجة إلى الابتعاد عنهم، لأنّ هذا النّوع من السّعي لن ینقلك إلى أيّ مكان.
- تكثرون من الثّرثرة: القیل والقال شيء فظیع؛ لأنّه یؤلم الآخرین، ویجعلكِ تشعرين بالسّوء في نفسكِ على المدى الطّویل، لذا إذا كان أصدقاؤكِ من هذا النّوع بالتّأكيد سيكونوا أصدقاء سيّئين.
- تبتعدين عن أهدافكِ: كلّ شخص لديه أھداف یرید تحقیقھا، وإذا كان أصدقاؤكِ حقيقيون فإنّهم سيدعمون أهدافكِ مهما كانت بعيدة، لكن إذا كان هدفهم التّسكّع وإضاعة الوقت فقط، فيجب أن تُعيدي النّظر فيهم.
- لا تلاحظين أيّ صفات إیجابیّة تنمو فيكِ: عندما تقضين وقتًا مع الأصدقاء الجیّدین ستكبُر صفاتكِ الإیجابیّة وتزدهر، أمّا إذا وجدّت صفاتكِ الإیجابیّة تضمحلُّ، وتنمو مكانها عادات سلبيّة، فأنت بالتّأكيد مع الأشخاص الخطأ، ويوجد فرق بين من تَبرُزُ عنده الصّفات الإيجابيّة عندما تحتاجين إليها وبين من لا يُكلّف نفسه لإخراجكِ من سلبيّتكِ.
- لستِ مهمّة لديهم على الإطلاق: إذا كنتِ تُحبّين أصدقاءكِ وتحرصين عليهم، ولا تحصلين على شيء في مقابل مشاعركِ وأفعالكِ، يجب عليكِ الابتعاد عنهم وإيجاد أشخاص يُقدّرون وجودكِ بينهم.
- لا يعرفونكِ حقًّا: إذا كنتِ تتظاهرين طيلة الوقت، وتحصلين على ثناء مزيّف فإنّ هذا الفرح المؤقّت لن يجلب لكِ إلّا الألم، وستكونين مثل الوردة في كيس السّمك؛ لذا احرصي أن تكوني في موقعكِ الملائم من دون تظاهر.
لماذا تحتاجين إلى صديقة جيّدة في العمل؟
إنّ خبراء الصّحّة اكتشفوا قائمة طويلة من الطّرق التي تؤثّر بها الصّديقات على صحّتكِ العامّة، وفيما يلي عدد من هذه الفوائد[٣]:
- لديكِ الكثير من التّعاطف: إنّ عقولنا مركّبة في الواقع لتشعُرَ بفرح أو حزن الأصدقاء المقرّبين، ويمكن أن يؤدّي الكثير من التّعاطف إلى المزيد من النّجاحات الشّخصيّة والمهنيّة، ويجعلكِ أيضًا أكثر سعادة.
- ستشعرين بإجهاد أقلّ: الصّداقات تخفّف التّوتّر وتُساعد في إنهائه.
- ستكونين أكثر إنتاجيّة: على عكس ما قد تعتقِدهُ الكثيرات، إنّ تكوين صداقات في العمل يُمكن أن يُساعدكِ على أن تكوني أكثر إنتاجيّة، كما يمكن لهذه العلاقات تُعزيز إبداعكِ وتنافسكِ الإيجابيّ بين زملائكِ في العمل.
- سيتحسّن احترامكِ لذاتكِ: إنّ وجود صديقات يدعمنكِ ويُحببنكِ يمكن أن يجعلكِ تشعرين بتحسّن حيالَ نفسكِ وستكونين أقلّ عرضة للاكتئاب.
- سوف تتّخذين قرارات أفضل: يمكن أن تُساعدَكِ الصّداقة الإيجابيّة في إلهامكِ لاتّخاذ القرارات المهمّة اللّازمة لتعيشي حياة طويلة وصحّيّة.
- ستستفيدين في مسيرتكِ المهنيّة: عندما تكوّنين صداقات في مكان العمل لن تكوني أكثر إنتاجيّة فقط، بل يُمكن أن تعثري على وظيفة أفضل؛ لأنّ وجود المزيد من الصّديقات يعني المزيد من فرص التّواصل والأشخاص الذين يُمدّونكِ بالإلهام والتّشجيع.
- سيكون حزنكِ أسهل: يمكن أن يساعدكِ الاقتراب من صديقة ما في التّعامل مع الحزن، ويسهّل عليكِ العودة إلى نفسكِ الطّبيعيّة بعد تعرّضكِ للخسارة.
- ستحقّقين المزيد: ستجعلكِ الصّديقات تشعرين بمزيد من التّصديق لقيمتك الخاصّة وأفكاركِ وخبراتِك.
كيف تحصلين على أصدقاء في العمل؟
رغم أنّ مكان العمل غالبًا ما يكون تنافسيًّا، إلّا أنّه مكان رائع لبناء صداقات مدى الحياة، وغالبًا ما يكون مكانًا تُكشفُ فيه الشّخصيّة الحقيقيّة، ورغم أنّه لا يمكنكِ التّحكُّم بنوايا أو أفعال الآخرين، إلّا أنّكِ تتحكّمين بنفسكِ؛ لذا كوني أنتِ الصّديقة التي تُريدينها، وفيما يلي نصائح لكيفيّة تكوين صداقات في مكان العمل؛ لتكوّني شبكة قويّة من العلاقات تقف معكِ في كلّ مواقفكِ الحرجة[٤]:
- اتّخذي الخطوة الأولى: قد يكون من الطبيعي أن تحلّلي الأشخاص من حولكِ قبل منحهم ثقتكِ، لكن من المهمِّ إدراك أنّ معظم زملائكِ ينتظرون أيضًا أن يتخذّ النّاس خطوة، ويُمكنكِ تقديم الدّعم للزّملاء في العمل دون أن يطلبوا، وإظهار رغبتكِ لهم بأنّكِ تريدين أن تصبحوا أصدقاء.
- ابقي إيجابيّة: إنّ الكلام السّلبيّ نادرًا ما يبني الثّقة، وعندما يشتكي أحد زملاء العمل، فلا بأس من الاستماع له، لكن حاولي أن تجعلي خطابكِ إيجابيًّا، وهذا سيضمن للصّديق أنّكِ لن تتحدّثي عنه بالسوء.
- تعاوني مع الفريق: انظري حولكِ لتري كيف ستُساهمين مع الآخرين، ولتعرفي كيفيّة تحسين أفعالكِ لتقديم مساهمة أفضل لمن حولكِ، وإذا كنت لا تعرفين ما الذي ستفعلينه ابقي متيقّظة لتتمكّني من التّدخّل بأسرع وقت، أو يُمكنكِ تشجيع أولئك الذين يعملون.
- حافظي على وعودكِ: إذا قلتِ كلمة افعليها؛ فلا توجد طريقة أسرع لتدمير الثّقة مثل إخلاف الوعود.
المراجع
- ↑Corey Moseley, “Everything you need to know about workplace friendships”، blog.jostle, Retrieved 19-5-2020. Edited.
- ↑ “A Blessing or a Curse؟”، writingsoflife, Retrieved 19-5-2020. Edited.
- ↑Alex Watt (24-7-2019), “25 Reasons Why You Need Girlfriends”، redbookmag, Retrieved 19-5-2020. Edited.
- ↑David Sturt and Todd Nordstrom, “5 Ways To Build A Successful Friendship At Work”، forbes, Retrieved 19-5-2020. Edited.