الصياغات التجريدية في أعمال المغربية إلهام الصوفي
[wpcc-script type=”a1128414c9240448eeda4af5-text/javascript”]

تشتغل الفنانة التشكيلية إلهام الصوفي على مواضيع متنوعة، بما تطرحه تشكيلاتها الفنية الرائقة من إشكاليات فلسفية مختلفة، تصب في القيم الفنية والجمالية وقيم الحياة والطبيعة والشخوصات المتنوعة، فهي تتجه إلى أشكال دقيقة في صياغتها التشكيلية، سواء ما تعلق منها بالتجريد أو مختلف المناحي الأخرى. فالطبيعة التجريدية ومفرداتها حاضرة في غالبية تشكيلاتها. ويمكن القول بأنها تمتح مقومات أعمالها من أسلوب يتأسس على الحيادية والدقة العالية، والتقنية الكبيرة في معالجة مختلف المواضيع، فهي تشكل أعمالها الفنية وفق المؤثرات الضوئية، والوعي بمستويات اللون المطلوبة، التي تتناسب ورُؤاها المعرفية، وحسها الإبداعي وذوقها الرفيع. وهي بذلك تنطلق من الواقع لتنوع الأساس التشكيلي، بأسلوب فني يخدم رؤية مشدودة بعبَق المعالم الثقافية والطبيعية والاجتماعية، فتغوص في حضرة الفن التشكيلي، حيث لا تكتفي باستدعاء المادة، والاشتغال عليها؛ وإنما تتجاوز ذلك إلى كل ما هو تجريدي ورمزي، وعلاماتي وتعبيري، وإيحائي ودلالي، بصياغات فنية متنوعة، ليس كقيمة بنائية، وإنما خلفية سنادية تُدللُ على وعيها بأعماق ما تكتنهه الألوان في المادة التشكيلية بكل عناصرها ومفرداتها الفنية.
ما تكتسيه اللوحة الفنية من وظائف بنائية ودلالية، تحيل لمجال جديد لوضع تمظهرات الطبيعة وفنون العمارة والمراكز، وكافة المواد بعمق وفرادة في تصوراتها، التي تعج بالإيجابية في التعبير عن العالم البديل.
وإيلاؤها لها أهمية كبرى، سواء من حيث المجال الجمالي، الذي يرصد السمات العديدة التي تتوفر عليها أعمالها التشكيلية، أو من حيث صنع الإيحائية لديها، والتي تنبني على التوازن وعدة مقومات قاعدية تخص الفن التشكيلي. وتوظف لعمل ذلك النظرة البعيدة الثاقبة، وابتعادها عن التعقيد والمساحيق اللونية. فتوظيفاتها الدقيقة لحاستها الحاذقة تظهر سحرية أدائها، وتكشف عما تخبئه أعمالها من محمولات جمالية تزخر بالتأويل ذي الدلالات المفتوحة، وفقا لما تعبر عنه بدقة عميقة وعناية فائقة من مسافات مختلفة، تتبدى للقارئ ما لم يكن في استطاعته رؤيتها بذلك الشكل.
وهذا يعد ملمسا جديدا وإبداعا مميزا في أسلوب الفنانة التشكيلية المميزة إلهام الصوفي التي ترصد في أدائها الفني التعبيري العلاقة القويمة بين الإشارة والموضوع، وفق المرجعيات المنبثقة من الواقع، لتشحن العمل بطابع رمزي ودلالي، يمكّنها من تخليد مفردات المضامين التي تشتغل عليها في ارتباط وثيق بالمكونات الثقافية والمعرفية، التي تؤطر العمل في جوهره، وتنم عن أفكار متجددة للمبدعة إلهام، وخيالها المنفتح على مستوى التكوين والإضاءة، وهو ما يضع المتلقي أمام أعمال تنطق بمعاني ودلالات متعددة، غنية بالإشارات في سياق وشائج قائمة بين ما تحمله المضامين والمادة الجمالية، في علاقة ترسخ جانبا من التداخل بين كافة العناصر المنفصلة، بكل ما تحمله الإشارات من تشعبات دلالية وتأويلات تميز في عمقها الخطاب التشكيلي، وما تكتسيه اللوحة الفنية من وظائف بنائية ودلالية، تحيل لمجال جديد لوضع تمظهرات الطبيعة وفنون العمارة والمراكز، وكافة المواد بعمق وفرادة في تصوراتها، التي تعج بالإيجابية في التعبير عن العالم البديل. وهذا هو ما يبين الاتجاه الجاذب في منجز الفنانة إلهام الذي يحتوي فلسفات أخرى جديدة.
٭ كاتب مغربي
