المشهد الاول :
 ( سقوط القلب من يدي الجراح ) !
نظر الجراح الى القلب الذي سيعمل على ترميمه  و قال : هناك ثقوب  متعددة بين البطين الايمن و الايسر و هناك قصور في الصمام الثلاثي و هناك  تضيق في مدخل الشريان الرئوي .
بدأ الجراح العمل على ترميم  كل هذه العيوب الخلقية  في  القلب و بعد 3 ساعات كان قد انتهى من العمل , ونظر إلى ما انجزه بعين الرضا و السرور ثم قال للممرضة المساعدة, لقد انتهينا , يبدو ان كل شيء على ما يرام , لقد اصلحنا كل التشوهات بنجاح .
– شكرا دكتور , يعطيك العافية .
 –   استدار الطبيب ليغادر الغرفة و تعثر قليلا مما ادى الى ارتطام يده بالقلب الذي كان يعمل عليه قبل قليل , تدحرج القلب على طاولة العمليات ثم سقط على الارض مرتطما بها و محدثا صوتا غريبا يشبه سقوط الكرة المطاطية على البلاط و ارتد باتجاه السقف .
لم يتردد الطبيب في التقاط القلب بعد ارتداده عن الأرض ومن ثم رمى به اتجاه الممرضة التي التقطته بحركة رياضية استعراضية و من ثم و ضعته قي داخل كيس بلاستيكي   في احد ادراج  غرفة العمليات.
تفسير المشهد
قلب يتدحرج  على الارض بعد انهاء العملية الجراحية ؟ طبيب  يرمي به إلى الممرضة كأنه يلعب كرة سلة ؟ ما الذي يحدث ؟


– هذا مشهد واقعي يحدث في زمننا هذا , حيث اصبح بالامكان تصوير القلب عن طريق الرنين المغناطيسي و التصوير الطبقي بدقة كبيرة ثم عمل مجسم حقيقي للقلب من مادة مطاطية بلاستيكية بحيث يمكن لجراح القلب ان يضع مجسم القلب المطاطي بين يديه قبل العملية بيوم و يتعرف على التشوهات التي يجب اصلاحها و يقوم باصلاحها فعلاً على هذا المجسم قبل العملية , ويستعمل ايضاً لغايات تدريس الأطباء المتدربين على إجراء جراحات معقدة في القلب  ودون تهديد حياة المرضى الحقيقيين , فالقلب في المشهد السابق قلب مطاطي  سقط على الارض وارتدّ بين يدي الجراح بفعل مرونته دون ان يصاب احد بأذى لانه قلب لا صاحب له !
المشهد الثاني
( اخذ الدواء مرة واحدة سنويا !)
( هذه القصة هي خيال بحت و لا تربطها بالواقع اية صحة علمية اطلاقاً )
– موسم الحج عام 2222 .
– غرفة في فندق مشترك بها رجلان: الحاج قاسم ( الحفيد الرابع للحاج قاسم الذي نتحدث عنه في هذه الأيام  ) و الحاج كمال .
– الحاج كمال : يا حاج قاسم , سوف نعود اليوم الى الوطن , و قد كنت رفيقا طيبا في هذا الحج , ولكن هناك سؤال واحد .
– ما هو ؟
– قلت لي انك تعاني من ارتفاع الضغط و الكولسترول و السكري و لكني لم ارك تاخذ حبة دواء واحدة او ابرة انسولين طيلة فترة الرحلة اي 10 ايام متواصلة , فهل اهملت الدواء أم  نسيته أم ماذا ؟!
– ابداً انا اخذ الدواء في كل يوم في كل ساعة .
– دون ان تاخذ حبوباً او ابراً ؟
– ابداً .
– هل هذا لغز ؟
– نعم , ولكن الحل سهل , انظر الى ذراعي اليمنى , كشف الحاج قاسم عن ذراعه اليمنى و رأى الحاج كمال ما يشبه الجرح الملتئم هناك مع بروز بسيط تحت الجلد .
– ما هذا ؟
– هذا يا عزيزي احدث ما توصل اليه العلم , حيث انني اقيم في سويسرا كما تعرف , وقد صارحت طبيبي اني مللت من اخذ 6 حبات دواء يومياً لامراضي المتعددة و 3 إبر  أنسولين للسكري و طلبت منه حلاً لهذه المشكلة .
– و ماذا كان الحل ؟
– قال لي ان هناك تكنولوجيا جديدة تستطيع ان تزودني بكل هذه الادوية على مدار السنة و لكن عن طريق زرع رقاقة معدنية / بلاستيكية تحتوي آبارا من الدواء المركزّ وتقوم بضخ كميات صغيرة جداً من هذا الدواء في الجسم بشكل دائم وبهذا تعطيني الدواء اللازم تحت الجلد و ثم الى الاوعية الدموية و باقي الجسم  تماماً كما لو كنت اخذ حبوباً او ابر انسولين .
– و كيف تم ذلك ؟
– قام طبيبي باعطاء الشركة الصانعة اسماء و جرعات الادوية التي اخذها و قاموا بتصميم هذه الرقاقة لتحتوي على كميات تكفي لتزويدي بالدواء يومياً لمدة سنة  تحت الجلد و بشكل ثابت .
– و كيف يتم زراعتها ؟
– ببساطة تحت تخدير موضعي يتم ادخالها تحت الجلد ثم ارسال اشارة لها لتبدأ العمل عن طريق جهاز تحكم عن بعد  يمكن تشغيلها او اطفائها مع امكانية تعديل الجرعات الدوائية التي تقوم بضخها للجسم اذا شاء الطبيب تعديل الدواء للمريض دون الحاجة الى ازالتها .
– و هل تبقى مكانها دائماً ؟
– لا , يلزمها في كل سنة ان تزال و يوضع مكانها رقاقة جديدة اي انني اخذ جرعة دواء تحت الجلد كل سنة مرة , بدل من اخذ 2190 حبة دواء و 1095 إبرة أنسولين سنوياً .
– ماذا يحدث لو اراد الطبيب ايقاف الدواء او استبداله ؟
– يمكن اغلاق الضخ من بئر الدواء المطلوب او اخراج البئر ووضع بئر اخر مكانه بدواء جديد ايضاً بعملية لا تستغرق دقيقة واحدة .
ليس هناك حدود لقدرة الإنسان على الاختراع ما دام  لديه القدرة على التخيّل .