عمان – أعلن وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي عن أبرز ملامح الإطار الاستراتيجي الوطني للثقافة للأعوام الخمسة المقبلة، حدد من خلاله الأولويات الثقافية والوطنية، لتكون ملزمة للوزارة والوزارات الأخرى، وتكون استرشادية للمؤسسات الأخرى.
وقال الطويسي، خلال جلسة حوارية في منتدى جماعة عمان لحوارات المستقبل، أول من أمس، بعنوان “الأولويات الوطنية للثقافة”: “إننا بحاجة إلى رؤية وطنية لمسار الثقافة للأعوام المقبلة، باعتبار أن الثقافة فعل مجتمعي لا تصنعه الحكومات، وأن الحكومات مهمتها توفير البيئة الملائمة لنمو فعل ثقافي وحياة ثقافية معافاة وسليمة، تشتمل على تشريعات وتوفير البنى التحتية، والدعم بإشكاله كافة، ولكن الفعل الثقافي والحياة الثقافية منوطان بالمجتمعات ويعكسان هويتها”.
وأوضح أن هذه الأولويات خضعت لسلسلة من الحوارات التي أجريت في المحافظات مع عدد من القطاعات المختلفة لتعزيز فهم الأجيال المقبلة، لثوابت الهوية الوطنية الأردنية، التي تدور حول قيم الجغرافيا الأردنية وقيم التاريخ الوطني وقيم الدولة ونظامها السياسي بأدوات جديدة.
وأشار الوزير، إلى كيفية الانتقال بالمؤسسة الثقافية الرسمية من الاهتمام بالنخب المثقفة، الى الاهتمام بالمجتمعات والتركيز على كيفية دمج الثقافة بالتكنولوجيا الرقمية الجديدة، ونشر ثقافة الأمل والقدرة على التجاوز والثقة بالمستقبل وسط هذه البيئة، وأن تشكل الثقافة الوطنية في المرحلة المقبلة أولوية في التحولات الهائلة التي شهدها المجتمع الأردني والمنطقة وشهدها العالم، كالتحولات التكنولوجية.
وأكد الطويسي، أن الوزارة عقدت الورشة التحضيرية الأولى لمشروع ذاكرة الأردن، للمئوية الأولى للدولة، والذي يعنى بتوثيق الوثائق الوطنية في مختلف المجالات، والوثائق الموجودة بين أيدي الناس، وتلك الموجودة خارج الوطن، مشيرا الى أن الوزارة ستطلق تطبيقا ذكيا اسمه “وثق”، تدعو من خلاله الأردنيين، وكل من لديه صورة أو مقطع مسجل أو فيديو له قيمة تاريخية، لإرساله الى لجان متخصصة لهذه الغاية في المكتبة الوطنية.
وكشف الطويسي عن مشروع “ذاكرة الأردن” الذي يشتمل، إلى جانب الوثائق الوطنية الأردنية، على الاهتمام بالذاكرة الشفوية للأردنيين، وتخصيص مسار خاص للتوثيق الشفوي في مختلف المجالات، بهدف جمع التراث السمعي والبصري الأردني في بوابة الكترونية تكون متاحة للجمهور.
وفي مجال الثقافة والفنون، قال الطويسي “سيتم إطلاق البرنامج الوطني لرعاية الفنون في شهر نيسان (ابريل) المقبل؛ حيث يضم مجموعة من المبادرات خلال الأعوام الثلاثة المقبلة”.
وبين أن المشروع الأول، سيكون عن مدن الفنون والإبداع ويعنى بتنشيط الحياة الفنية وازدهار الفنون في المحافظات؛ حيث ستقوم بإنشاء 11 مركزا لتدريب الفنون في المحافظات؛ في إربد وقد أصبح جاهزا، وفي الزرقاء وسيكون جاهزا الشهر المقبل.
وأفاد، بأن الوزارة ستعمل على إطلاق البرنامج الوطني للقراءة، بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والشباب؛ حيث سيتم إطلاق مسابقة وطنية كبرى يوزع من خلالها نصف مليون كتاب على المكتبات العامة والمدارس، وتخصيص مؤشرات وطنية للقراءة، عن طريق إجراء دراسة مسحية سنوية عن “ماذا يقرأ الأردنيون، وما مصادرهم في القراءة” وعشرات الأسئلة الأخرى تشمل الشباب والأطفال من الفئات العمرية والفئات الأكاديمية كافة.
ومن جانبه، قال رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل بلال التل، خلال الجلسة “كان من المهم أن نبدأ نشاطات هذا المنتدى بحوار مع من يفترض أنه يحمل هم الثقافة والمثقفين، ويضعها على طاولة النقاش مع السلطتين التنفيذية والتشريعية، المناط بهما توفير الأرضية المناسبة لازدهار الثقافة من حيث التشريعات والمرافق وسواها من الإمكانيات التي يحتاج إليها المبدع، وهذه هي مهمة وزير الثقافة”.
وأكد التل، أهمية الثقافة بوصفها هي التي تحدد المضامين والهوية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للدولة، ودور الإعلام بنقل هذه المضامين، مشيرا إلى أن انهيار الثقافة يؤدي إلى انهيار الكثير من منظومات المجتمع الأخرى. وشهدت الجلسة حوارا واسعا وشاملا بين المشاركين والوزير حول موضوع الجلسة.-(بترا)