وجود العائلة على مواقع التواصل الاجتماعي ربما يكون أمرًا غير مرغوبٌ فيه على الإطلاق، لأنك تحب أن تكون على حريتك على مواقع التواصل الاجتماعي وتقوم بالأنشطة التي تحب أن تمارسها دون أن يراقبك أحد أو تشعر أنك محاصر من أحد، خصوصًا إن كانت العائلة على مواقع التواصل من هؤلاء الذين ينزعجون من أبسط الأنشطة التي تقوم بها ويأخذون عنك صورة الشخص المهذب الذي تمتلئ صفحته الشخصية على موقع التواصل بالأدعية والأذكار فقط، وقد تحاط بالريبة إذا قام أصدقائك في التعليقات بذكر شيء قد يرونه خارج أو غير مناسب، كما أنك لا تشعر دومًا أنك على حريتك أو تستطيع التعليق على أي حدث من الأحداث دون أن يقوم أحدٌ من العائلة بتعنيفك أو الرد عليك بشكل أبوي صارم، دون الانتباه إلى أنك كبرت وأصبح لديك رأي يجب أن تعبر عنه بحرية وبدون تأنيب من أحد أو تسفيه من أحد أقاربك كما لو كنت صغيرًا، ولكن للأسف لا يمكنك تجاهل طلبات الصداقة التي يرسلونها لك العائلة كما لا يمكنك حذف أعمامك وأقاربك وزوجات أعمامك وأخوالك ولا والدك أو والدتك ولا يمكنك حظرهم بالطبع بأي حالٍ من الأحوال لأنه في حالة اكتشاف ذلك سيؤدي إلى مشكلات كبيرة قد تؤدي إلى قطيعة بينك وبينهم وخلافات مع العائلة، فلا تملك سوى أن تقبل طلبات صداقاتهم دون شك، وإليك أبرز الطرق التي يجب أن تتعامل بها معهم دون أن تثير غضبهم هذا الجيل الذي يعتبر محدث تكنولوجيا ولكنه رغم ذلك متعلق بها أشد التعلق ويعول عليها اهتمامات كبيرة.
دليلك للتعامل مع العائلة على مواقع التواصل
اضبط خصوصية نشاطاتك وضع العائلة في قائمة (الريسترايكد)
هناك من النشاطات على مواقع التواصل الاجتماعي مما يمكنك مشاركتها مع العامة وهنك أخرى يمكنك مشاركتها مع الأصدقاء فقط، لذلك وبسبب وجود أفراد العائلة على مواقع التواصل الاجتماعي لديك، فعليك أن تقوم بالأنشطة التي لا تقوم باستفزازهم، عليك ضبط خصوصيتها كي تظهر للعامة وبالتالي سيباركون نشاطاتك التقليدية تلك ولن تقوم بتغيير فكرتهم عنك.
أما النشاطات الأخرى التي تود التحدث فيها بحرية ودون وجود أحد يقوم بتوبيخك وتعنيفك أو تود أن تأخذ حريتك فيها مع أصدقائك من حيث المزاح والمرح وتبادل الدعابات التي قد لا يفهمها هذا الجيل السابق ولا يلم بمفرداتها ولا يمكنه التأقلم معها أو تجاوزها دون إبداء انزعاجه منها أو يحاول لفت نظرك أن في هذا افتقار للأدب أو يمارس دور الوصاية الأبوية عليك فإن حل هذا أن تتوجه إلى وضعهم ممن لديك من العائلة على مواقع التواصل في قائمة الذين لا يمكنهم رؤية نشاطاتك التي تقوم بها وخصوصيتها موجهة للأصدقاء فقط، وتسمى هذه القائمة بقائمة “الريسترايكد” ولهذه القائمة ميزة عظيمة حيث سيتم معاملة الموجودين فيها بالضبط كما لو كانوا ليسو أصدقاء، حيث لم يتمكنوا من رؤية النشاطات أو البيانات التي لديك على حسابك في موقع التواصل سوى التي يمكن لأي أحد أن يراها فقط، وفي نفس الوقت لا زالوا في قائمة الأصدقاء لديك.
هذه الميزة يمكنك أن تتعامل بها باستمرار بأن تضع العائلة على مواقع التواصل أو كل ممن ترغب في عدم رؤية نشاطاتك ويدفعك الإحراج فقط إلى قبول طلب صداقته، في هذه القائمة دون أن تنتهك خصوصيتك وتمارس حريتك كما يحلو لك.
كما يمكنك أيضًا أن تضعهم جميعًا في قائمة وتلقائيًا يوجد على موقع التواصل قائمة باسم “العائلة” يمكنك أن تضعها فيهم وتضبط خصوصية نشاطاتك على أن تكون للعامة باستثناء قائمة “العائلة” هذه.
قم بالرد عليهم ولا تتجاهلهم أبدًا
ربما يرسل لك أحد أصدقاءك رسالة ما فتتجاهلها أو تقوم بالرد عليها فيما بعد، وربما قد يقوم بالتعليق على أحد منشوراتك أو صورك فلا تقوم بالرد عليه مطلقًا وربما لن يأخذ هذا الأمر على محمل الجد، ولكن لك أن تتخيل أن هذا الأمر قد يكون بداية لأزمة كبيرة مع أحد أفراد العائلة على مواقع التواصل الاجتماعي لأنك ذلك قد يؤدي إلى شعوره بأنك تتعمد تجاهله ولا تريد الرد عليه لحدوث مشكلة ما، أو لأنك تقلل من احترامك له أو تبجيلك إياه، وربما يتطور الأمر ويشكو لوالدك أو لوالدتك، لذلك عليك أن لا تتأخر في الرد عليهم في تعليق أو رسالة وعليك أن تنتظر للنهاية فربما سيسألونك عن أسرتك كيف حالها وعن والدك ووالدتك ويستفسرون عن أدق تفاصيل الأسرة في التعليقات وما لم تستطيع فعله هو تنبيههم إلى أن هذه التعليقات يمكن لأي شخص أن يراها لأن هذا سوف يوقعك في مشكلة أكبر وهي شعورهم بأنك تحاول التعديل عليهم أو أنك لا ترغب بمعرفة أن هؤلاء هم أقاربك أمام أصدقائك ويستغربون من ذلك لأنهم يسعون إلى تشريفك واحترامك أمام أصدقائك بشتى السبل، فما عليك سوى مجاراتهم حتى النهاية فحسب حتى لا توقع نفسك في مشكلة أكبر.
ويجب عليك أن تستقبل تعليقات من لديك من أفراد العائلة عل مواقع التواصل على صورك الشخصية بشيء من الرحابة وسعة الصدر حتى وإن كانت هذه التعليقات تحوي كلمات بأسلوب يشعرك أنك لا زلت صغيرًا بنفس الأسلوب الذين يدللونك به قديمًا لم يتغير بعد، وربما المسافات الشاسعة بين جيل الشباب ومن سبقهم من جيل الآباء والأقارب، سببها هو عدم استيعاب هؤلاء الأقارب أن هؤلاء الشباب هم الذين يعتمد عليهم الآن وأنهم لم يظلوا الأطفال الصغار الذين كانوا يدللونهم في السابق أو يعطونهم النقود كي يفرحوا وربما يكون عدم الاستيعاب هذا هو ما أدى للتباعد بين الأجيال وعدم القدرة على بناء أي جسور للتواصل أو الحوار بين هذه الأجيال أبدًا.
“لماذا لا تقوم بالإعجاب بنشاطاتي”
لا تستغرب من سماع جملة كهذه من أحد أفراد العائلة على مواقع التواصل لأنك ولابد ستسمعها لا محالة، وستندهش من متابعة هؤلاء الأقارب للأشخاص الذين يقومون بالإعجاب بمنشوراتهم أو التعليق عليها لدرجة ملاحظة أنك لا تقوم بالتفاعل معهم نهائيًا بأي شكل سواء الإعجاب أو التعليق، ولذلك ولتجنيب نفسك حرج البحث عن رد لهذه الجملة فعليك أن تتابع نشاطاتهم أول بأول وأن تضغط إعجاب لها، ولا تبخل بعمل تعليق حتى تنال رضا قريبك هذا، وبالطبع سيزيد هذا من أواصر المودة والمحبة بينكم وسيلقاك بترحاب عندما يقابلك في أي مناسبة أو زيارة عائلية، لذلك استغل وجود العائلة على مواقع التواصل لديك وقم بصنع أداة من هذا لتدعيم علاقاتك الاجتماعية وتقوية روابطك الأسرية، وهذه المسألة هامة جدًا، فلا تجعل تواجدك على مواقع التواصل الاجتماعي يجعلك تنشغل عن تدعيم واقعك وتقويته بمثل هذه الأشياء بالطبع.
أيضًا لا تنسى تهنئتهم بالأعياد والمناسبات العامة منها أو الخاصة مثل أعياد الفطر والأضحى وأعياد رأس السنة أو المولد النبوي، أو الأعياد الخاصة مثل أعياد الميلاد والذكرى السنوية للزواج وغيرها، فإن هذه الأشياء تحدث فارقًا كبيرًا معهم فوق ما تتخيل، فربما تكون هذه التهاني الإلكترونية والمعايدات الافتراضية هي كل ما يحصلون عليه في هذه المناسبات.
خاتمة
وجود العائلة على مواقع التواصل الاجتماعي لديك شر لابد منه فاحرص إذن أن تتعامل معه بالشكل الذي لا يجعلك تخسرهم أو تضعف الرابطة الأسرية بينكم.