مقدمة:
 
يقال إن الفرد يتعلم على التصرف تدريجيا ، ويتم تثبيت هذه الإجراءات من خلال عملية التعلم وتسمى بالعادات. مع كل تكرار للفعل يصبح بحاجة أقل للوعي للقيامبه وإذا ما تكرر كثيرا سوف ينعكس العمل في اللاوعي أو الغير ارادي . 

العادات الفموية مثل مص الابهام والبلع الغيرطبيعي والتنفس الفموي الشاذ يمكن أن تغير موقف الأسنان وشكل العلاقة بين الأقواس السنيَة. العادات الضاغطة تؤثرعلى النمو الطبيعي وتحد من وظائف الجهاز العضلي الفموي الوجهي. وقد لوحظ في بعض الدراسات أن استمرار الضغط بقوة 50 ملغ على مدى 12 ساعة يؤديإلى تشريد (تحريك) كبير في السن.  

التطور والنمَو الطبيعي للوجه والفكين معقد ويتكوَن من ثلاث أنظمة  لديها القدرة على النمَو وهي:  نظام الهيكل العظمي، الجهاز العضلي ونظام الأسنان. عندما لايكون هناك عقبة في تطوير هذه النظم ينتج إطباق متوازن, أما اذا تدخَلت العادات  في عملية التنمية, قد يحصل سوء الإطباق. 

تطور السلوك لدى الأطفال
هناك نوعان من العادات : 
أ) العادات الفسيولوجية وهي التي تولد مع الفرد (آلية  المص، حركات الجسم ، البلع والتنفس عن طريق الأنف) 

ب) العادات الغير فسيولوجية وهي تلك التي تستخدم  القوة الضارة  على الأسنان ، الأقواس السنية والأنسجة اللينة  ومنها مص الأصابع , البلع والتنفس الفمويالشاذين. 

العادات السيئة الفموية هي السبب الرئيسي أو الثانوي  لسوء الإطباق و تشوهات الفم و الوجه حيث تعتمد درجة التغييرات على كثافة ومدة وتواتر العادة. وعادة ماتعتبر هذه العادات كردود فعل تلقائية التي يمكن أن تحدث في أوقات الشدة ، الإحباط ، والتعب أو الملل وعدم رعاية أواهتمام من قبل الوالدين للطفل  وكذلكنتيجة التوتَرات داخل البيئة الأسرية وعدم النضج العاطفي. 

ويمكن لهذه العادات تؤدي الى:

  • عضة مفتوحة أمامية وجانبية. 
  • بروز الأسنان.
  • بروز العظم السنخي مع الأسنان.
  • تراجع الأسنان الى الداخل.

مص الأصبع: 
مص الإبهام هي عادة شائعة جدا في مرحلة الطفولة الذي يعَد أمرا طبيعيا ، وهذا هو على الارجح في أكثر من 50% من الأطفال الصغار. يبدأ مص الإبهام فيالسنة الأولى من الحياة  وكثيرا ما يستمر حتى ثلاث أو أربع سنوات من العمر أو أكثرو جرى النظر في استمرار هذه العادة على وجود علامة على القلق وعدمالاستقرار في الطفل. 

مص الإبهام بشكل عامودي موجه نحو الأسنان السفلية هو الأكثر شيوعا من بين مجموعة مص الأصابع، في بعض الحالات يمص اثنين أو أكثر من الأصابع في آنواحد وليس هناك ميل ليد معينة. ويعتمد الضرر على مدةَ وتواتر وشدة العادة كذلك عدد الأصابع المشاركة وموضعها في الفم.  

آثار مص الأصبع :

  • بروز القواطع العلوية (مع أو بدون وجود فراغ بينها).
  •  ميلان القواطع السفلية الى الداخل.
  • عضة مفتوحة.
  • تقدم العظم السنخي العلوي مع الأسنان.
  • تضييق الفك العلوي (ويرجع ذلك أساسا إلى عمل العضلات المبوقة).
  • عضة معكوسة خلفية.
  • زيادة البعد العمودي.

العلاج: 

  • يشرح للطفل ، بكلمات وأسلوب بما يتناسب مع سنَه, عن الأضرار التي تستمر في العادة وإقناعه لإنهائها أو على الأقل الحد من وتيرتها.
  • من خلال أجهزة ثابتة أو قابلة للإزالة (متحركة).
  • معالجة عضلية وظيفية لعضلات حول الفم.

البلع: 
يكون اللسان كبير نسبيا عند حديثي الولادة وفي وضعية متقدمة تمَكنه من القيام بعملية الرضاعة بحيث يتوضَع بين الفكين ومع الشَفة تتم عملية المص من الثدي وهذاما يسمَى بالبلع الطفولي. عندما تبزغ القواطع في الشهر السادس ، يبدأ اللسان في العودة الى الخلف مرة أخرى. 

استمرار نمط البلع الطفولي قد يكون ناتجا عن عوامل مختلفة مثل: مص الإبهام ، الرضاعة عن طريق الزجاجة ,التنفس من الفم ، مص اللسان  والتأخر في تطَورالجهاز العصبي المركزي.

البلع الطبيعي: 
في حالات البلع العادية لايحدث تقدم للسان ولايأخذ الفك موقع متقدم و يتميز :

  • في وقت البلع, الأسنان العليا والسفلى تكون في حالة اطباق تام مع اتصال بين الحدبات.
  • الفك السفلي ثابت ومستقر بحزم  بواسطة عضلات المضغ.
  • لا يوجد نشاط على مستوى عضلات حول الفم كما هو الحال في الطفل.
  • أثناء البلع يتوضَع اللسان داخل القوس السنية في ذروتها في الاتصال مع الجزء الأمامي من الحنك.

يتم تنفيذ البلع الطبيعي مع إطباق تام للشفتين مع أقصى نشاط لعضلات اللسان. في تجويف الفم يتم البلع بين 500-600 مرَة في اليوم بواقع مرةَ كل دقيقتين.

البلع الشاذ أو الغير مألوف:
يتميز بتوضَع اللسان بين الأقواس السنية أثناء عملية البلع ، وهذا هو ما يسمى بظاهرة “اللسان المتمدد”. البلع الاحتياجات الفردية لجعل فراغ بالاشتراك مع حركاتاللسان يدفع الطعام إلى البلعوم. عندما يريد الشخص القيام بعملية البلع يحتاج لإنتاج الفراغ اللازم مع حركة اللسان الى الأمام لدفع الطعام في المري. اللسان يكونعلى اتصال مباشر مع الشفتين.

مسببات البلع الغير مألوف (الشاذ):

  • تضَخم اللوزتين.
  • ضخامة اللسان (وهو أمر نادر).
  • التغذية لفترات طويلة من خلال زجاجة الرضاعة.
  • الفقدان السابق لأوانه للأسنان اللبنية الأمامية.

عواقب البلع الغير مألوف: 

  • عضة مفتوحة أمامية وخلفية.
  • بروز القواطع العلوية.
  • فراغات أمامية في الفك العلوي Diastema))
  • ضعف في التوتَر عندالشفة العليا.
  • عدم الكفاءة بين الشفتين.
  • شدة في توتَر عضلة الذقن.

علاج البلع الغير مألوف:

  • ممارسة تمارين عضلية وظيفية لإعادة تثقيف موقف اللسان.
  • استخدام أجهزة تقويمية متحركة أو ثابتة.

التنفس: 
التنفس الطبيعي أو عن طريق الأنف هو دخول الهواء عن طريق الأنف بدون جهد مع الإغلاق المتزامن لتجويف الفم. وهذا يخلق ضغط سلبي بين اللسان والحنكفي لحظة الشهيق حيث اللسان يرتفع ويضغط الحنك منتجا” حافز ايجابي لتنميتها. الخياشيم تقوم بتنظيف الهواء وتسخينه  قبل مروره في الشعب الهوائية.  

التنفس الفموي:  
التنفس عن طريق الفم يمكن أن يحصل تنيجة:

  • إعاقة وظيفية أو تشريحية: نتيجة وجود عائق يمنع التدفق الطبيعي للهواء من خلال الحجرة الأنفية بسبب: الغدة النامية المتضخمة ، تضخم القرائن،انحراف الوتيرة، والتهاب الغشاء المخاطي من العدوى أو الحساسية. هذه المسببات تعيق التنفس من الأنف وتجبر المريض على التنفس من الفم.
  • العادة : هي تنفس الفرد عن طريق الفم نتيجة لوجود عوائق تشريحية أو وظيفية سابقة ولكن على الرغم من بعد أن تم القضاء عليها بقيت العادة التي أنشئتبسببها.

مسببات التنفس عن طريق الفم:

  • تضخم اللوزتين.
  • اللحمية المتضخة.
  • الزوائد الأنفية.
  • حساسية الأنف.
  • انحراف الوتيرة.
  • التهاب الشعب الهوائية (الربو).
  • التهاب الغشاء المخاطي بسبب الالتهابات أو الحساسية.

ملامح الوجه والأسنان في التنفس عن طريق الفم:

  • متلازمة الوجه الطويل (الوجه طويل وضيق ، الفم مفتوح و فتحة الأنف مع الخياشيم صغيرة ومقلوبة ، الشفة العليا قصيرة وصغيرة ، الشفة السفلى سميكةومقلوبة ، لخدين مترهلين).
  • عضة معكوسة خلفية ، من جانب واحد أو من جانبين يرافقها عضة مفتوحة أمامية معتدلة.
  • قبَة الحنك عالية.
  • تراجع الفك السفلي.
  • الشفة العليا قصيرة وقليلة التوتَر.
  • الشفة السفلى مفرطة في التوتَر. 
  • عضلات الذقن شديدة التوتَر.
  • ضيق وبروز الفك العلوي.
  • التهاب مزمن في اللثَة.
  • عدم كفاءة  في الأطباق الشفوي.

علاج التنفس عن طريق الفم:

علاج التنفس الفموي يتطلب فريق متعدد التخصصات :

  • العلاج الجراحي بسبب انسدادات في الأنف (اللحمية ، اللوزتين ، الاورام الحميدة ، وما إلى ذلك).
  • التشاور مع أخصائي الأنف والأذن والحنجرة وأخصائي الحساسية لمعالجة قضايا الربو وحساسية الأنف والتهاب الشعب الهوائية.
  •  التشاور مع أخصائي النطق لتعليم كيفية التنفس بشكل صحيح وعلاج مشاكل النطق.
  • من خلال أجهزة تقويم تساعد على توسيع قبة الحنك وبالتالي توسع المجرى التنفسي.
  • معالجة عضلية ووظيفية.

الاستنتاجات: 
نستنتج مما سبق ذكره أن العادات الفموية هي المسؤولة عن الكثير من سوء الإطباق في المرضى الذين هم في مرحلة النمو ، وبالتالي ، كلما كان أبكر وأسرعالاعتراض والقضاء على هذه العادات, كانت النتيجة أفضل من ناحية النمَو والتطورللنظام الفموي الفكي.