العراقي مهنا رباط المطيري: هدف الفلسفة البحث عن الذات الإلهية
[wpcc-script type=”8d977b47bbb9bb5bc25645d7-text/javascript”]
ما بين ترؤسه لأكبر عشيرة في الوطن العربي وكونه كان سياسيا تعرض إلى الاعتقال وأنه مؤرخٌ وباحثٌ ومنقبٌ في التاريخ، فإن لا حقيقة تبقى صامدة أمامه وهو يبحث عن أصولها، بل إنه يفجر في كل حين قنبلةً جديدة، كتصريحه بأن افلاطون وسقراط من أصل عربي، وإن الفلسفة أصلها سومري، كما أنها البحث عن الذات الإلهية. هو الباحث والمؤرخ والنساب مهنا رباط المطيري.
البداية وسلسلة الكتب
يتحدث المطيري عن نفسه فيقول: بدأت حياتي سياسيا لأننا كنا نقرأ الفلسفة والعلاقة ما بين الدين والإنسان والطبيعة والكون، وقراءتي للفلسفة، خاصة الفلسفة اليونانية، ومن ثم دراسة تاريخ العراق القديم لكي أفهم تطور التاريخ البشري، توصلت إلى أن كل ما كتب عن الفلسفة غير صحيح، خاصة من يقول إن المنبع من اليونان، والحقيقة أن منبع الفلسفة بدأ من سومر من بلاد الرافدين. فقررت أن أكتب عن الفلسفة فبدأت بتاريخيتها منذ العهد السومري، خاصة أن خبرتي أصبحت جيدة، سواء في التاريخ العراقي القديم أو المصري أو الهندي أو الأوربي. كنت قبلها قد ألفت 25 كتابا في الموسوعة العربية وقد أفادني هذا الأمر كثيرا بعد أن تمكنت من ربط كل ما فهمته بالفلسفة معتمدا التاريخ أساسًا في تطور الكتابة.
الفلسفة سؤال وبحث، ولهذا يعدها البعض علما وآخرون يعدونها نوعًا من الأدب أو الأرشفة أو السؤال الثقافي.
الفلسفة والذات
الفلسفة سؤال وبحث، ولهذا يعدها البعض علما وآخرون يعدونها نوعًا من الأدب أو الأرشفة أو السؤال الثقافي. لكن المطيري يقول.. إن أكثر الفلاسفة اعتبر الفلسفة أب العلوم، لذلك فالفلسفة علم، بمعنى لو أردنا أن نعرف الأشياء التي حولنا لابد أن نبدأ من الفلسفة، حتى الدين إذا أردنا معرفته علينا أن ندخل في الفلسفة، فالدين فلسفة بما فيه الأديان الوثنية، لأن فيها فلسفة وجود بغض النظر عن قبولنا أو رفضنا، وكذلك الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية فهي أديان فلسفة، بل كل هذه الأديان هي جزء من الفلسفة، وهذا يعني أنها فلسفات متعددة. من ناحية أخرى فالمذاهب تعتمد على السبب والمسبب، ويعتبر الكون كله سببا إذا كان له مسبب، لذلك الرسالات السماوية حددت الله، هو المسبب الأول لهذا الخلق، لذلك فالفلسفة تعد إجابة عن سؤالين.. الأول من هو الله؟ والثاني كيف خلق الكون؟ وهذان السؤالان أجابت عنهما سومر لذلك خلقت الآلهة وسميت آلهة الماء وآلهة السماء وآلهة الأرض، فصار تعدد الآلهة وهذا التعدد عبادة وهو فلسفة يبحثون عن الكون ويبحثون عن الخالق، إذن الفلسفة تجمع الخالق وتجمع ما موجود، وهناك بدأت الفلسفة.
فلسفة العرب
حسب المطيري، فالفلاسفة العرب أخذوا فهم الفلسفة وعلاقتها بالحياة والكون من أفلاطون وسقراط، وتم تقريبها إلى الفلسفة العربية، كما ظهرت فلسفة المعتزلة في جنوب العراق في البصرة، ثم بعض الشخصيات الفلسفية في بغداد ومدرسة الحكمة، ثم تطورت الفلسفة العربية. ويرى أن أكثر الفلاسفة الذين يكتبون حاليا والذين كتبوا في مصر، يعتبر أن الفلسفة بدأت من اليونان كونهم استفادوا من أفلاطون ومن سقراط في فلسفتهم. لكن تعريف الفلسفة ظل غير واضحٍ، وهو الأمر الذي جعلني أصدر سلسلة من الكتب حول تعريف الفلسفة، وأنا الوحيد الذي بحث عن ما هي الفلسفة. وفي ما بين العرب وأوروبا نجد أن أمريكا وأوروبا دول حديثة عدا اليونان في القرن الثالث قبل الميلاد ورومانيا في القرن الثامن قبل الميلاد، أما الدول الأخرى فهي قبل 600 سنة فقط، لذلك وهذا ما أؤكد عليه أن الفلسفة انتقلت من العراق وكانت تسمى بلاد وادي الرافدين إلى اليونان، لذلك أكثر علماء اليونان وفلاسفتهم عرب. فسقراط عربي من سوريا وأفلاطون عربي من لبنان، لكنهما سكنا اليونان، حيث كانت اليونان وجنوب أوروبا كلها تسكنها القبائل العربية والمصرية وحتى شمال افريقيا. فالحضارة التي ظهرت في جزيرة (كريت) إلى اليونان إلى استراليا كلها حضارة عربية، إما بابلية أو مصرية وأخذت أوروبا الحضارة من هاتين الحضارتين وبدأت تنمو وتنتشر، وحتى مؤلفات أفلاطون وسقراط كانت غير معروفة في الدول الأوروبية، لكن العلماء والفلاسفة العرب في صدر الإسلام عرّبوا هذه الكتب وبعدها تمت ترجمتها إلى اللغات الأوروبية كما تبنت أوروبا التفسيرات العربية في الفلسفة والتاريخ والعلوم والجغرافية، وبدأت تظهر المدارس بعد الحروب الصليبية. وحتى يعطي دليلا لما يقوله بوجود الكثير من المؤلفين الذين ذكروا هذه الحقيقة أو اقتربوا منها ومنهم الامريكي (ويل ديورايت) على سبيل المثال.
الانتقال المعرفي
ويشير المطيري إلى أنه الوحيد الذي أكد على موضوع الفلسفة من أن أصلها من وادي الرافدين وانتقلت إلى بلاد الشام ومصر ثم إلى شمال إيران والأناضول وجنوب روسيا والهند والصين واليابان شرقا ثم انتقالها إلى اليونان وهندستها من قبل ارسطو طاليس وسقراط ثم انتقالها إلى أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وافريقيا وكان الهدف هو الوصول إلى معرفة الذات الإلهية.
رحلة البحث التي لن تنتهي
ولكن.. ما دامت الفلسفة سؤالا وبحثا عن الذات الإلهية فهل سيستمر البحث؟ يقول المطيري.. إن الفلسفات أصبحت آراء لذلك ظهرت آراء المفكرين السومريين بوصف الله بأنه الشمس أو القمر في سبيل البحث عن الذات الإلهية ولم يتوصل البحث عن نتيجةٍ وتطورت هذه الدراسة إلى بابل ثم إلى مصر وثم إلى اليونان، وحتى الآن دخلت أوروبا؟ وبالتالي فإن الإجـــابة ستكون كلا، والسبب لأنه بحث عن الحقيقة والحقيقة المطلقة لا يمكن الوصول إليها ما لم يتصورها العقل أو الحواس التي لا تستطيع معرفتها، لذا تبقى بعيدة عن المعرفة. ويوضح أن الرسالات السماوية لم تستطع تحديد اسم الله. الإسلام سماه الله والمسيحية الرب واليهودية يهوى وهو أيضا لم يعرف بنفسه في الرسالات السماوية التي ليس فيها وصف محدد، لذلك في تعريفي للفلسفة سوف يستمر البحث عن الحقيقة المطلقة.