من الالات الوترية الجميلة والشعبية والمحببة لفئات كثيرة من الشباب والكبار العود والجيتار. وانا قصدت ان تكون مقالتنا عن تعلم هاتين الالتين بالذات مع بعضهما بحيث نميز الفارق ونري كيف تتبادل الثقافات وتنتقل الحضارة من ارض الى ارض, ومن امة الي امة بكل سلام وامان وتحضر. تعالوا اولا لنتحدث عن السمات المشتركة بين العود وهو الاقدم والابكر ظهورا في ساحة التاريخ الموسيقي حيث ظهر في عصر الدولة العباسية التي نشأت في العاصمة بغداد على ايدي بني العباس بن عبد المطلب عم النبي محمد صلي الله عليه وسلم, وكانت مجالس الحكم لا تخلو من حفلات صغيرة يجتمع فيها سادة القوم والوزراء والشعراء والمطربين اصحاب الصوت الحسن مثل زرياب الاندلسي والموصلي, وكان يظهر العود في هذه المجالس ليطرب اليه المجتمعون, ثم انتقل العود العراقي المنشأ والذي كان وقتها قد انتشر في كافة ربوع العالم الاسلامي شرقا حتي بلاد السوفيت حاليا اذربيجان واوزبكستان, وغربا في تونس “افريقية” والمغرب, وفي القلب مصر والشام, ومن ثم في فترة جاءت بعد ذلك انتقل العود الي بلاد الاندلس الاسلامية والتي كان يحكم فيها الامويين وهم بني هاشم واتباع الدولة الاموية التي انشأها معاوية بن ابي سفيان.
ولأن بلاد الاندلس جزء من اوروبا فقد انتقل العود الي بلاد الروم “اوروبا” وابتدع الاندلسيون ما نسميه الموشحات الاندلسية وهي اغاني بديعة كانوا يستخدمون فيها العود والالات الوترية والايقاعات المختلفة وتستطيعون سماعها حتي الان في بعض الحفلات لفرق مغربية حافظت على هذا التراث العظيم. ولأن الحضارات تتناقل اسباب التحضر وكل جديد توصلت اليه الحضارة الاقدم فقد نقل الاوروبيون الة العود وطوروا فيها واخترعوا ألة وترية اخري شبيهة به من حيث الشكل ولكن يوجد اختلافات في الحجم وعدد الاوتار ونغمات الاوتار وصوتها وسموا هذه الالة الجيتار. ولأن الجيتار اول ما ظهر كان في الاندلس بعد ان استرجعها الاسبان من المسلمين فقد سمي الجيتار “الجيتار الاسباني او الاسبانش”. ثم تطور حديثا لأنواع كثيرة منها الجيتار العريض او ما يسميه الموسيقيون “الجيتار الفولك” او الشعبي وهو منتشر في امريكا الشمالية في فرق موسيقي الروك. وهناك الجيتار الكهربي “الالكتريك” وهو جيتار يتم توصيله بجهاز تنظيم صوتي وفيه مضخم صوت وتختلف طريقة العزف عليه عن الجيتار العادي.
افضل الطرق لتعلم العزف على العود والة الجيتار
أما عن افضل الطرق لتعلم العزف على ألة العود والة الجيتار, فدراسة وتعلم العود مهمة للغاية لأي موهوب في عزفه فدراسة العود لا غني عنها اطلاقا, فهو ألة غنية في نغماتها وسلالمها الموسيقية وقدرات الالة كبيرة ولذلك ارتبطت بعدد كبير من الملحنين على مر التاريخ ابتداء بعبد الوهاب والسنباطي وفريد الاطرش وصولا لكاظم الساهر ووليد سعد فكلها اسماء اشتهرت بتلحين اعمالها على العود, والعود تبدأ دراسته بالتعرف على عدد من المعلومات النظرية في مقدمتها تاريخ العود, وكيف تم تطويره وصناعته وكيف انتهي الي تكوينه الحالي من 5 اوتار وبعض القطع تصنع بالاضافة الجديدة التي ابتكرها العازف الشهير نصير شمة وهو عازف عراقي شهير ومؤسس بيت العود في القاهرة وهو الذي اضاف وتر سادس على العود, وبارع جدا في العزف بيد واحدة على الالة. بعد مرحلة البداية النظرية يدرس الشخص بالتوازي مع الدراسة النظرية للسلالم الموسيقية والايقاعات بعض التدريب العملي والذي يبدأ ليتعود الانسان على العود وكيفية حمله, والتمكن من حركة اليدين سواء باستخدام اليد اليمني للعزف على الاوتار بالريشة او بدونها, واليد اليسري للضغط على منطقة رقبة العود لتطويل او تقصير طول الوتر وبالتالي تغيير صوت النغمة عند ضرب الوتر. ويتدرب الشخص على اماكن الاوتار حتي يحفظها ويتعود ان لا ينظر اليها عند العزف بعد ذلك بقدر المستطاع, وذلك اشبه بمرحلة التدريب على قيادة السيارة المانيوال فمع الوقت والتدريب لا ينظر قائد السيارة على محرك السرعات “الفتيس” لانه علم وحفظ حركاته بدقة. وبعد المرحلة الاولي التي تستغرق حوالي 3 شهور يبدأ المتدرب في عزف بعض المقطوعات الشرقية البسيطة فالاعقد والاصعب, وفي النهاية يستطيع استخدام العود في العزف المنفرد او التلحين, او الاشتراك في تخت شرقي يضم الالات الشرقية الوترية والايقاعية, او حتي في فرقة موسيقية كاملة.
العزف على الجيتار
أما الجيتار فتعلم العزف على الجيتار اسهل كثيرا وبعض الشباب لا يحب دراسة العزف الكلاسيكي وتعلم النوتة الموسيقية ويكتفون بتعلم بعض الكوردات المحفوظة لمارسوها وهم يلحنون ويغنون اغانيهم وسط احباءهم واصدقاءهم ويكتفون بذلك. وتعلم الكوردات اللحنية والايقاعية سهل للغاية وهي عبارة عن استخدام اليد اليسرى بأصابع ثلاثة منها في الضغط على ثلاثة مواضع على الاوتار الخمسة, وحسب وضعية الاصابع يسمي الكورد ومن اشهر الكوردات الموسيقية على الجيتار “A” و “F” و “B” وتتابع هذه الكوردات بشكل رباعي او خماسي يخلق ايقاع او رتم بواسطة الضرب على الاوتار يستطيع العازف الغناء والتلحين عليه.