يعتبر العصب الخامس أو العصب ثلاثي التوائم أكبر الأعصاب القحفية في الإنسان، حيث يقع في المنطقة الخلفية من الرأس، وتلتقي الفروع الرئيسية للعصب في العقدة العصبية التي تسمى عقدة غاسر، وتقع في كهف صغير يسمى كهف ميكل، ويخرج جذر حسي مفرد كبير من العقدة العصبية ويدخل جذع الدماغ عند مستوى الجسر، كما يخرج جذر حركي ذو حجم أصغر من الجسر في المنطقة المجاورة للجذر الحسي مباشرة.

ما هو التهاب العصب ثلاثي التوائم؟

التهاب العصب ثلاثي التوائم (بالإنجليزية: Trigeminal Neuralgia) هي حالة ألم مزمنة تؤثر على العصب ثلاثي التوائم، والذي يكون مسؤولاً عن نقل الإحساس من الوجه إلى الدماغ. إذا كنت تعاني من ألم عصب ثلاثي التوائم، فحتى التحفيز البسيط للوجه – مثل: تنظيف أسنانك أو وضع الماكياج – قد يؤدي إلى موجة من الآلام المبرحة حيث يكون ألماً غير محتمل، وبعض الناس يصفون الألم كأنه صدمة كهربائية.

في البداية قد تكون الهجمات قصيرة خفيفة، لكن ألم العصب الثلاثي التوائم يمكن أن يتطور ويسبب نوبات أطول من الألم الشديد. يؤثر التهاب العصب ثلاثي التوائم على النساء أكثر من الرجال، ومن المرجح أن يحدث لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عام.

وتجدر الإشارة إلى أنه يصاب بهذه الحالة حوالي 14000 شخص سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية ويعتقد أنها تؤثر على ما يقارب مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

اقرأ أيضاً: شلل العصب الوجهي-facial palsy

ما هي أسباب ألم العصب ثلاثي التوائم؟

يمكن أن يحدث ألم العصب ثلاثي التوائم نتيجة التقدم في العمر، أو يمكن أن يكون مرتبطاً بالتصلب المتعدد، أو اضطراب مماثل يضر غمد الميالين (بالإنجليزية: Myelin Sheath) الذي يحمي أعصاب معينة.
يمكن أيضاً أن يكون بسبب ورم يضغط على العصب الثلاثي التوائم.

بعض الناس قد يعانون من ألم العصب ثلاثي التوائم بسبب آفة الدماغ أو غيرها من التشوهات.

في حالات أخرى، قد تكون الجروح الجراحية أو السكتة الدماغية أو الصدمات الوجهية مسؤولة عن ألم العصب ثلاثي التوائم.

محفزات ألم العصب ثلاثي التوائم:

  • الحلاقة.
  • لمس الوجه.
  • مضغ الطعام.
  • الشراب.
  • تفريش الأسنان.
  • الكلام.
  • وضع مساحيق التجميل.
  • غسل الوجه.

ما هي فسيولوجية ألم العصب ثلاثي التوائم؟

ينقسم كل عصب ثلاثي التوائم إلى ثلاثة فروع، وهم:

  • فرع العيون: يتحكم في العين، والجفن العلوي، والجبين.
  • فرع الفك العلوي: هذا يؤثر على الجفن السفلي، والخد، والشفة العليا، واللثة العلوية.
  • فرع الفك السفلي: يحرّك الفك، والشفة السفلى، واللثة السفلى، وبعض العضلات التي تستخدمها للمضغ.

ما هي أعراض ألم العصب ثلاثي التوائم؟

قد تشمل أعراض ألم العصب الخامس ذو الرؤوس الثلاثة واحدة أو أكثر من هذه الأعراض:

  1. نوبات من الألم الحاد والشديد والذي يشبه صدمة كهربائية، أو إختراق طلقة نارية تستمر لبضع ثوانٍ أو دقائق.
  2. هجمات تلقائية من الآلام المبرحة ناتجة عن تحفيز بسيط جداً مثل: لمس الوجه، والمضغ، والتحدث، وتنظيف الأسنان بالفرشاة.
  3. وقد تستمر سلسلة الهجمات هذه لأيام أو أسابيع أو أشهر أو أطول، بعض الناس قد يمرون بفترة لا يشعرون فيها بأي ألم.
  4. ألم في المناطق التي يزوّدها العصب الثلاثي التوائم، وتشمل: الخد، والفك، والأسنان، واللثة، والشفتين ، وفي كثير من الأحيان العين والجبهة.
  5. ويؤثر الألم على جانب واحد من الوجه في كل مرة، على الرغم من أنه في بعض الحالات النادرة يؤثر على كل من جانبي الوجه.
  6. ويكون الألم مركزاً في نقطة واحدة أو منتشراً في نطاق أوسع.
  7. وتصبح الهجمات أكثر شدة وتكراراً مع مرور الوقت.

{article}

كيف يتم تشخيص ألم العصب ثلاثي التوائم؟

يشخص الطبيب التهاب العصب الثلاثي التوائم استناداً إلى وصفك للألم، بما في ذلك:

  • النوع: الألم المرتبط بالألم العصبي الثلاثي التوائم مفاجئ، وشبيه بالصدمة الكهربائية ولفترة وجيزة.
  • الموقع: أجزاء الوجه التي تتأثر بالألم من خلالها يمكن معرفة إذا كان العصب الثلاثي التوائم هو المسؤول عن تزويدها.
  • المحفزات: غالباً ما يكون الألم المرتبط بالتهاب العصب الثلاثي التوائم هو ألم ناتج نتيجة تحفيز بسيط جداً وطبيعي، مثل: تناول الطعام أو التحدث أو حتى لمس الوجه.

قد يجري الطبيب العديد من الاختبارات لتشخيص الالتهاب العصبي الثلاثي التوائم، وتحديد الأسباب الكامنة وراء الحالة ، بما في ذلك:

  • الفحص العصبي: يمكن للطبيب لمس وفحص أجزاء من الوجه، وذلك لمساعدته في تحديد مكان حدوث الألم بالضبط. وإذا ظهر أنك تعاني من ألم عصبي ثلاثي التوائم، قد تتأثر فروع العصب ثلاثي التوائم. كما يمكن أن تساعد اختبارات المنعكس على تحديد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن الضغط على العصب أو عن حالة أخرى.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI): قد يطلب الطبيب إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس لتحديد ما إذا كان التصلب المتعدد أو الورم يسبب ألم عصب ثلاثي التوائم. في بعض الحالات، قد يحقن الطبيب صبغة في وعاء دموي لرؤية الشرايين والأوردة وتسليط الضوء على تدفق الدم (تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي).

قد يكون سبب ألم العصب يعود للعديد من الحالات المختلفة، لذا فإن التشخيص الدقيق مهم. قد يطلب طبيبك اختبارات إضافية لاستبعاد الحالات الأخرى.

ما هو علاج ألم العصب ثلاثي التوائم؟

عادةً ما يبدأ علاج التهاب العصب الثلاثي بالأدوية، ولا يحتاج بعض الأشخاص إلى علاج إضافي. ومع ذلك، قد يتوقف بعض الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة عن الاستجابة للأدوية، أو قد يعانون من آثار جانبية. بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، تكون الحقن أو الجراحة خيارات علاجية أخرى.

إذا كانت الحالة تعزى لسبب معروف، مثل: التصلب المتعدد سيعالج الطبيب المرض المسبب للحالة.

الأدوية العلاجية

لعلاج ألم العصب الثلاثي التوائم، سيصف طبيبك عادةً الأدوية لتقليل أو حجب إشارات الألم المرسلة إلى دماغك؛ منها:

  • مضادات الاختلاج (بالإنجليزية: Anticonvulsant): مثل: الكاربامازبين (بالإنجليزية: Carbamazepine)، والعديد من الأدوية الأخرى. إذا بدأت مضادات الاختلاج المستخدمة بفقدان فعاليتها، فقد يزيد الطبيب الجرعة أو ينتقل إلى نوع آخر. قد تشمل الآثار الجانبية لمضادات الاختلاج الدوخة، والارتباك، والنعاس، والغثيان.
  • مضادات التشنج (بالإنجليزية:Antispasmodic): يمكن استخدام علاجات لاسترخاء العضلات مثل: باكلوفين (بالإنجليزية: Baclofen)، وجابلوفين (بالإنجليزية: Gablofen)، وليوريسال (بالإنجليزية: Lioresal) وحدها أو بالاشتراك مع كاربامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine).

حقن البوتوكس 

وقد أظهرت الدراسات الصغيرة أن حقن (البوتوكس) قد تقلل الألم في الأشخاص الذين لم تعد تساعدهم الأدوية. ومع ذلك، يجب إجراء المزيد من الأبحاث قبل استخدام هذا العلاج على نطاق واسع لهذه الحالة.

العمليات الجراحية

تشمل الخيارات الجراحية للألم العصبي ثلاثي التوائم ما يلي:

العمليات الجراحية، في معظم الحالات يستجيب المريض للدواء، ولكن في بعض الأحيان يتوقف الألم عن الاستجابة للدواء وتعود الأعراض الشديدة، وفي هذه الحالات تكون الجراحة هي الخيار الأمثل، وهنالك العديد من الخيارات الجراحية لوقف الألم عصب ثلاثي التوائم:

  • إزالة الضغط على الأوعية الدموية الدقيقة (بالإنجليزية: Microvascular Decompression)، حيث يتم نقل أو إزالة الأوعية الدموية التي تضغط على العصب، وتعد هذه العملية فعالة في إزالة الألم والحد منه ولكن من الممكن أن يعود الألم مرة أخرى، وتتمثل مخاطر إجراء هذه العملية بفقدان السمع، وضعف وتنميل في الوجه، والرؤية المزدوجة، أو حدوث سكتة دماغية ولكن نسبة حدوثها بسيطة.
  • حقن الجليسرول، يعمل الجليسرول على عزل العصب التالف للشفاء ومنعه من نقل إشارات الألم، ويجدر بالذكر أن هذه العملية لا تلحق أي ضرر بالعصب، وتتم عن طريق التخدير الموضعي وتستغرق بضع دقائق، ويمكن أن يعود المريض للمنزل بنفس اليوم.
  • وضع بالون ضاغط عن طريق الجلد بجانب العصب، ويعتبر من الإجراءات الفعالة لكن ممكن أن يعود الألم مرة أخرى، ويعاني معظم المرضى من خدر في الوجه وأكثر من نصفهم قد يعانون من ضعف مؤقت أو دائم في العضلات المستخدمة في المضغ.
  • الجراحة الإشعاعية التجسيمية (بالإنجليزية: Stereotactic Radiosurgery)، يعد من الإجراءات غير المؤلمة والتي يتم عملها دون الحاجة للتخدير، حيث يتم استخدام الكمبيوتر لتقديم أشعة شديدة التركيز من الإشعاع إلى جذر العصب.
  • الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين جاما (بالإنجليزية: Gamma-Knife Radiosurgery)، ويعتبر الأكثر شعبية بين العلاجات الجراحية الأخرى وذلك بسبب دقته وفعاليته ولأنه يعتبر الأكثر أماناً، ويحتاج المريض عدة أسابيع للتحسن.

اقرأ أيضاً: إصابة العصب السابع و تأثيرها على الوجه

اقرأ أيضاً: الصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم