}
الحمل والولادة
تجتاز المرأة مرحلة الحمل التي تستمرّ فترة 40 أسبوع تقريباً، ثم يليها مرحلة الولادة بكل تفاصيلها لتصل في النهاية إلى عالم الأمومة المليء بالمستجدّات، والتساؤلات، والأعراض المختلفة، وفي الحقيقة تمثّل الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة فترة النقاهة او التعافي بغضّ النظر عن طريقة الولادة، وذلك لأنّ الجسم قد مرّ بفترة تحمل في طيّاتها أقصى درجات الإجهاد والشدّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ كل أم تختلف عن باقي الأمهات في نوعية الأعراض التي تلاحظها، وسرعة التعافي منها.[١]
العناية بالجسم بعد الولادة الطبيعية
نصائح للتعامل مع التغيّرات الجسدية
تلاحظ المرأة العديد من التغيّرات البدنية بعد الولادة الطبيعية، وفيما يلي نبيّن أهم النصائح للتعامل مع التغيّرات والظروف الصحية التي تظهر خلال فترة ما بعد الولادة:[٢][٣]
‘);
}
- آلام منطقة العجان: تشعر المرأة في كثير من الأحيان بالألم وعدم الراحة في المنطقة الواقعة بين المهبل وفتحة الشرج، والتي تُعرف بالعجان (بالإنجليزيّة: Perineum)، ويعود السبب في ذلك إلى تمزّق المهبل بشكل طبيعي أثناء الولادة، أو قيام الطبيب بفتح وتوسيع منطقة المهبل بعمل جرح صغير لتسهيل الولادة، وفي الحقيقة تستمرّ هذه الآلام في منطقة العجان لبضعة أسابيع، وللتخفيف من ذلك يُنصح بالجلوس على وسادة على شكل حلقة، والعمل على سكب الماء الدافئ على العجان خلال التبوّل، وبعد الانتهاء من التبوّل أو التبرّز، والجلوس على كيس من الثلج لمدّة عشر دقائق عدّة مرات يومياً، مع إمكانية تناول مسكّنات لا تحتاج لوصفة طبية.
- النزيف والإفرازات المهبلية: يخرج من مهبل المرأة بعد الولادة سواء كانت طبيعية أم قيصرية ما يُعرف بالسائل النفاسي (بالإنجليزيّة: Lochia)، والذي يُعدّ طريقة الجسم الطبيعية للتخلّص من كميات الدم والخلايا الفائضة التي استخدمها الجسم لنموّ وتغذية الطفل خلال الحمل، وفي حين يكون النزيف شديداً أحمر اللون في بدايته أي لما يُقارب عشرة أيام، تقلّ كثافته بشكل تدريجي بعد ذلك، وقد يستمر النزيف الخفيف والتنقيط إلى ستة أسابيع، ويُنصح باستخدام الفوط الصحية والابتعاد عن السدادات القطنية لا سيّما خلال الأسبوع الأول تفادياً للإصابة بالعدوى البكتيرية.
- تقلّصات وآلام البطن: تشعر المرأة خلال الأيام الأولى بعد الولادة بانقباضات وآلام في منطقة البطن تُعرف بالطلق التَلَويّ (بالإنجليزيّة: Afterpains)، وتكمن أهمية هذه الانقباضات المشابهة لتقلّصات الدورة الشهرية في مساعدة الرحم على العودة للحجم والشكل الطبيعي، ومنع فقدان الدم بكميات فائضة من خلال ضغط الأوعية الدموية، وفي الحقيقة تبرز هذه الآلام أثناء الرضاعة الطبيعية، وذلك بسبب إنتاج الجسم لمادة الأوكسيتوسين التي تحفّز الجسم على شدّ الرحم وتقليص حجمه، وتُنصح المرأة بوضع وسادة حرارية أو قربة ماء ساخنة على المنطقة للتقليل من الألم.
- سلس البول: يمكن أن يؤثر الحمل والولادة المهبلية في عضلات قاع الحوض المسؤولة عن دعم الرحم، والمثانة، والأمعاد الدقيقة، والمستقيم، الأمر الذي ينتج عنه تسريب لبضع قطرات من البول أثناء العطاس، أو الضحك، أو السعال، ولكن في الغالب تتحسّن مشكلة السلس البولي خلال أسابيع قليلة، ولذلك تُنصح المرأة في هذه الفترة بارتداء الفوط الصحية وعمل تمارين كيجيل الداعمة لعضلات الحوض.
- الإمساك والبواسير: يُعتبر الإمساك من المشاكل الشائعة خلال الأيام الاولى بعد الولادة، وقد يكون ذلك بسبب الأدوية المسكنة أو المخدِّرة التي تم أخذها في المستشفى خلال الولادة، أو بسبب الخوف من الألم أثناء التبرّز بسبب وجود الغُرز أو البواسير، أو الخوف من إتلاف الغُرز، وفي الحقيقة فإنّ مشكلة البواسير قد تظهر خلال فترة الحمل، أو ما بعد ذلك نتيجة الضغط والدفع أثناء الولادة، وتتمثّل مشكلة البواسير بانتفاخ الأوردة الموجودة في فتحة الشرج أو أسفل المستقيم، ويؤدي ذلك إلى الشعور بالألم، والحكة، والنزيف الدموي بعد التبرّز، وتُنصح الحامل لتجنّب الإمساك والبواسير بشرب كميات كبيرة من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل؛ الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، مع إمكانية تناول الأدوية المليّنة للبراز بعد استشارة الطبيب، كما تُنصح المرأة للتخفيف من آلام البواسير بعمل مغاطس ماء دافئة لمدة 10-15 دقيقة عدة مرات في اليوم، ووضع بندق الساحرة المبرّد على المنطقة، واستخدام كريمات البواسير التي لا تحتاج لوصفة طبية.
- الوزن الزائد: يتم فقدان ما يُقارب ستة كيلوغرام أثناء الولادة، ويشمل ذلك وزن الطفل، والمشيمة، والسائل الأمينوسي، بينما يتم فقدان ما تبقى من الوزن الزائد بعد ذلك بشكل تدريجيّ، ويختلف ذلك اعتماداً على مقدار الوزن الذي تم اكتسابه خلال الحمل، وفي الحقيقة قد يستغرق هذا الأمر عدّة شهور، وتجدر الإشارة إلى ضرورة اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية، كما أنّ هناك بعض النساء اللواتي يفقدن المزيد من الوزن من خلال الرضاعة الطبيعية.
نصائح للتعامل مع التغيّرات النفسية
تتأثر المرأة خلال فترة ما بعد الولادة بالتغيّرات العاطفية، ولعلّ من أبرز الآثار النفسية لهذه التغيّرات ما يلي:[٤][٥]
- الكآبة النفاسية: يُعدّ من الطبيعي أن تشعر الأمهات في فترة ما بعد الولادة ببعض التقلّبات المزاجية والمشاعر السلبية لفترة قصيرة نسبياً لا تتجاوز الأسبوعين، وفي الحقيقة تعاني 70-80% من النساء من هذه الحالة المعروفة باسم الكآبة النفاسية (بالإنجليزيّة: Baby blues)، ومن أهم الأعراض المصاحبة لهذه الحالة؛ البكاء دون وجود سبب، والتهيّج المفرط، والأرق، والحزن، والضجر، ويعود السبب في ذلك إلى التغيّرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة خلال هذه الفترة، والتعب والإرهاق الجسدي.
- اكتئاب ما بعد الولادة: تعاني 10-15% من النساء خلال هذه الفترة من اكتئاب ما بعد الولادة (بالإنجليزيّة: Postpartum depression)، وهي حالة أكثر خطورة من الكآبة النفاسية، وتستمرّ لفترات طويلة قد تصل إلى سنة من بعد الولادة، وتتمثّل الأعراض المصاحبة لاكتئاب ما بعد الولادة بالتقّلبات المزاجية، والحزن الدائم، والقلق، والشعور بالذنب، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، والبكاء دون سبب، والضجر، والتهيّج المفرط، والأرق، وفي الحقيقة قد تتراجع علاقة بعض النساء بأسرهنّ، ويفقدن القدرة على الاهتمام بالطفل الرضيع، بالإضافة إلى احتمالية تولّد أفكار غير سويّة لإيذاء الطفل، ويُنصح بهذه الحالة مراجعة الطبيب للتعامل مع المشكلة.
نصائح للبدء في الرضاعة الطبيعية
تبدأ رحلة الرضاعة الطبيعة خلال ساعة من الولادة، وبالرغم من أنّ الكمية المُنتجة من الحليب في البداية تكون قليلة، إلا أنّها تكون كافية للرضيع بسبب حجم معدته الصغيرة،[٦] وفي الحقيقة فإنّه خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة يقوم الصدر بإنتاج حليب اللبأ (بالإنجليزيّة: Colostrum) الغنيّ بالمواد الغذائية الداعمة لمناعة الطفل الرضيع، وخلال الأيام اللاحقة تلاحظ الأم امتلاء وانتفاخ الصدر لديها بالحليب، وتُنصح الأم بالمداومة على الإرضاع أو شفط الحليب للتخفيف من مشكلة انتفاخ وألم الصدر، كما تُنصح بوضع كمادات باردة على الصدر بين جلسات الإرضاع،[٧] وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال حديثي الولادة يحتاجون إلى الرضاعة 8-12 مرة في اليوم، وينبغي على الأم إرضاع الطفل في كل وقت يحتاج للرضاعة وللمدة التي يريد لضمان حصوله على التغذية التي يحتاجها،[٦] كما يجدر بالأم المُرضع الاهتمام بتناول نوعية غذاء جيّدة، وشرب كميات كبيرة من الماء، وأخذ قسط وافر من النوم، فعليها شرب كوب من الماء بعد كل جلسة إرضاع، وتجنّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين،[٥] والحرص على النوم خلال الأوقات التي ينام فيها الطفل الرضيع سواء كانت في الليل أو في النهار، لاسيّما خلال الفترة الأولى بعد الولادة.[٦]
المراجع
- ↑Colleen de Bellefonds (24-4-2019), “Postpartum Recovery”، www.whattoexpect.com, Retrieved 13-5-2019. Edited.
- ↑Mayo Clinic Staff (11-5-2018), “Labor and delivery, postpartum care”، www.mayoclinic.org, Retrieved 13-5-2019. Edited.
- ↑familydoctor.org editorial staff (26-1-2017), “Recovering from Delivery (Postpartum Recovery)”، www.familydoctor.org, Retrieved 13-5-2019. Edited.
- ↑Valencia Higuera (20-12-2016), “Recovery and Care After Delivery”، www.healthline.com, Retrieved 13-5-2019. Edited.
- ^أبElana Pearl Ben-Joseph (1-6-2018), “Recovering From Delivery”، www.kidshealth.org, Retrieved 13-5-2019. Edited.
- ^أبت“Mum’s first few days after giving birth”, www.pregnancybirthbaby.org.au,1-6-2018، Retrieved 13-5-2019. Edited.
- ↑Traci C. Johnson (21-9-2017), “Labor and Delivery Recovery After Vaginal Birth”، www.webmd.com, Retrieved 13-5-2019. Edited.