نستكمل معا حديثنا عن العوامل التي تؤثر على تربية الأطفال، حيث كنا قد بدأنا الحديث عن هذه العوامل بشئ من التفصيل في الجزء الأول من المقالة والذي كان بعنوان:”العوامل المؤثرة على تربية الأطفال الجزء الأول“، وتناولنا فيه العوامل الداخلية والخارجية التي لها تأثير على تربيتنا لأطفالنا، أما الآن سنتناول أساليب التريية بالحديث المفصل وذلك لما لها من تأثير على تربية الأطفال.
أساليب تربية الأطفال المختلفة:
إن التربية السليمة للأطفال تخلق جيلاً واعياً ومستقبلاً أفضل للأبناء، وكل أسرة تطمح أن تربي أبناءها تربية ممتازة وصالحة، ومما يساعد على تربيتهم وتنشئتهم بشكل سليم هو أن يكون للمربي أهداف واقعية غير خيالية تتماشى وخصوصيات مراحل النمو وإحتياجاتها كتنمية خصال الخير فيه وتوجيهه لبناء شخصية سوية جسمياً ونفسياً وروحياً وفكرياً، ومما لا شك فيه إن أسلوب التربية الأبوية هو المناخ العاطفي الشامل في المنزل، ووفقا للموسوعة الحرة ففي علم النفس التنموي تم تحديد ثلاثة أنماط رئيسية لتربية الأطفال في بداية نمو الطفل: وهي الموثوقية، السلطوية، والمتساهلة، وللتربية أساليب متعددة، منها:
1- الملاحظة:
والمقصود بالتربية بالملاحظة ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقيدي والأخلاقي، ومراقبته وملاحظته في الإعداد النفسي والإجتماعي، كما ينبغي الحذر من التضييق على الولد ومرافقته في كل مكان وزمان؛ لأن الطفل وبخاصة المميز والمراهق يحب أن تثق به وتعتمد عليه، ويحب أن يكون رقيباً على نفسه، ومسئولاً عن تصرفاته، بعيداً عن رقابة المربي، فتتاح له تلك الفرصة باعتدال.
2- التربية بالعادة:
الأصل في التربية بالعادة حديث النبي في شأن الصلاة؛ والذي حثنا فيه على تعليم الأطفال الصلاة وهم بعمر 7 سنوات ونعاقبهم على تركها وهم بعمر 10 سنوات، لأن التكرار الذي يدوم ثلاث سنوات كفيل بغرس العبادة حتى تصبح عادة راسخة في النفس.
3- التربية بالإشارة:
تستخدم التربية بالإشارة في بعض المواقف كأن يخطئ الطفل خطأ أمام بعض الضيوف أو في مَجْمَع كبير أو أن يكون أول مرة يصدر منه ذلك، فعندها تصبح نظرة الغضب كافية أو الإشارة الخفية باليد؛ لأن إيقاع العقوبة المستمر قد يجعل الطفل معانداً.
4- التربية بالموعظة:
تعتمد الموعظة على جانبين، الأول: بيان الحق وتعرية المنكر، والثاني: إثارة الوجدان، فيتأثر الطفل بتصحيح الخطأ وبيان الحق وتقل أخطاؤه، وأما إثارة الوجدان فتعمل عملها؛ لأن النفس فيها إستعداد للتأثر بما يُلقى إليها، والموعظة تدفع الطفل إلى العمل المرغوب فيه.
قواعد التربية السليمة للأطفال:
1- الحرص على بناء وتنمية الذكاء الوجداني، ويكون ذلك بإشباع حاجات الطفل الطبيعية من الأمن والإستقرار لتحقيق السكينة النفسية والإجتماعية، فقد أثبتت الدراسات النفسية أن الشخص الذي يعيش حرماناً عاطفياً في طفولته يصعب عليه محبة الآخرين أو تقبُّل محبتهم له، لذلك يجب وضع الطفل منذ اليوم الأول من ولادته موضع حب للأسرة بكاملها وذلك عند طريق عدة وسائل وتصرفات مثل:
- القبلة والرأفة والرحمة بالطفل.
- المداعبة والممازحة واللعب مع الطفل.
2- التحدث مع الطفل كثيراً فرغم أن الطفل قد لايستطيع بعد أن يتحدث مثل الكبار، إلا أنه يفهمهم جيداً.
3- تذكر أن الأطفال قليلوا التركيز ويتشتت إنتباههم بسهولة وبسرعة، فحاول أن يكون حديثك معهم بسيطاً وسريعاً وليس معقداً.
4- ركز على بناء العلاقة الإيجابية، فلا يمكن تصور أي تربية إلا بوجود علاقة تفاعلية إنسجامية بين المتواصلين وهذا لا يمكن حسمه إلا كثمرة يقطفها أطفالنا من سلوكياتنا معهم وذلك عن طريق:
- التعبير له عن المحبة: فليس المهم أن نحب أبناءنا ولكن المهم أن نعبر لهم عن هذه المحبة بالكلمة والسلوك.
- إعتباره كياناً مستقلاً معتمداً على ذاته من خلال تعاملنا معه مما يكسبه ثقة في نفسه.
- عدم اللجوء إلى إنتقاد تصرفاته بإستمرار، بل العمل على توجيهه برحمة وقبوله كما هو بأخطائه وليس بإنجازاته فقط.
نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء، كما نتمنى أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وأيضا تجاربكم .