الفاريز (الدوالي أو انتفاخ الاورده)  – أنواعها، عوارضها وطرق علاجها

الفاريز (الدوالي أو انتفاخ الاورده) – أنواعها، عوارضها وطرق علاجها

مرض الدوالي او الفاريز هم يؤرق النساء، فأظهرت الدراسات ان الإنسان هو الوحيد بين المخلوقات الذي يعاني من مرض الدوالي، وأن بين كل ثلاثة أشخاص هناك واحد يعاني من هذا المرض وأن نسبة النساء المصابات به هي ضعف نسبة الرجال. فمرض الدوالي عرف منذ القدم فقد وجدت نقوش من الحقبة الفرعونية تمثل ملوكا تعاني من الدوالي في الساقين.

ما هو الفاريز(الفريز ، الدوالي)

هي العروق الزرقاء البارزة التي نراها تحت الجلد في الساق وتظهر صمامات الأوردة كالعقد في هذه العروق. فهو عبارة عن انتفاخ للاوردة السطحية التي تحمل الدم باتجاه القلب خاصة في الساقين، ونتيجة ارتفاع الضعط في الاوردة. وذلك غالبا ما يكون بسبب عطل على صعيد الصمامات (valves) الموجودة في الاوردة والتي تمنع جريان الدم من الاعلى الى الاسفل عند الوقوف او المشي. وعادة يصيب الفريز الساقين ولاكن يمكن ان يظهر في اي مكان مثلاً من الممكن ان يصيب الخصيتين عند الرجال وهو ما يسبب عادة ضعف الخصوبة.
هذه الدوالي ممكن أن تكون من جميع الأحجام أي من الصغير الذي لايتعدى قطر الوريد أكثر من 1 أو2 مم (ما يسمى بالفاريز العنكبوتي) والكبير منها الذي يبلغ قطره من 5-15 مم أو أكثر(ما يسمى بالفاريز العنقودي)، وبما أن هذه الأوردة السطحية متصلة ببعضها البعض بشكل شبكة أوردة سطحية فإننا غالباً ما نرى مجموعة من الدوالي من عدة أحجام عند المريض نفسه.
وقد يشعر مريض دوالي الساقين بالإحساس بالألم في الساق والثقل ويمكن أن يحدث بعض التورم في الكاحل والقدم بالإضافة إلى أن الدوالي تسيء للشكل الجمالي للساق. ويجب ملاحظة أن الدوالي عرضة للزيادة مع مرور الوقت لذا يجب أن نعمل جاهدين على منع تطورها.
ما هي أسباب حدوث  الفاريز(الدوالي):
أسباب توسع هذه الأوردة هي نتيجة أحد احتمالين فإما أن تكون عبارة عن مشاكل في الأوردة الثاقبة فقط وعندئذ تسمى بالفاريز الأولى primary Varicose أو تكون ناتجة عن مشاكل في الأوردة الداخلية والتي تؤدي بسبب الإتصال بين النظامين إلى فاريز سطحي وغالباً ما يكون من النوع العنقودي ويسمى عندئذ بالفاريز الثانوي Secondary Varicose Veins.
مجمل هذه المشاكل ناتجة عن خلل في وظيفة الصمامات سواء كان ذاك بسبب توسع الصمام أو نتيجة تليف هذه الصمامات من جراء جلطة سابقة، وفي حالات قليلة تكون ناتجة عن إنسداد في الأوردة أو إتصال غير طبيعي بين الأوردة والشرايين.
وهذ المشاكل تعود لعدة أسباب ومنها
  1. العوامل الوراثية.
  2. عوامل هرمونية إذ نرى الفاريز الأولي وخصوصاً الصغير بنسبة أكبر عند النساء ونلاحظ زيادته خلال فترة الحمل.
  3. التقدم في السن حيث يحدث ضعف لجدران الأوردة نتيجة خلل في بعض البروتينات الهامة المكونة له وهي بروتين الكولاجين (الذي يعطيها القوة) وبروتين الاليستين (الذي يعطيها المرونة).
  4. الوقوف لفترات طويلة وكثرة الجلوس وذلك بسبب صعوبة سيلان الدم من القدم بإتجاه القلب.
  5. الزيادة في الوزن.
  6. الحمل عند النساء، فالضغط المرتفع الذي يسبب ثقل الرحم خاصة الفترة الأخيرة من فترة الحمل يساعد في صعوبة سير الدم من الأسفل إلى الأعلى بإتجاه القلب.
  7. يمكن أن تحدث مع أورام البطن والحوض التي تضغط على الأوعية.
  8. إرتداء المشد والملابس الضيقة.

أنواع الفاريز(الدوالي)

هناك ثلاثة أنواع:
  1. إنتفاخ في الأوردة الدموية الصغيرة جدا مثل الشعيرات.
  2. إنتفاخ الأوردة المتوسطة السطحية وهي الأكثر شيوعاً.
  3. دوالي سطحية تتكون نتيجة جلطة وردية على صعيد الأوردة الداخلية.

ماهي عوارض الفاريز(الدوالي)

يمكن تشخيص المرض فوراً من خلال ما يلي:
  1. الورم في الساقين.
  2. شعور بالوجع والثقل في الساقين وخصوصا آخر النهار وتزيد في الصيف إن أن الحر يزيد من توسع الأوردة السطحية.
  3. الشعور بالسخونة في الساقين.
  4. تنميل.
  5. تشنج في بطة الساق.
  6. تغيير في لون الجلد خاصة حول الأوردة الصغيرة المنتفخة.
  7. تغييرات في الجلد إذ يصبح أكثر قساوة ولونه بني وخصوصا حول المناطق الأكثر تدليا في الأطراف كالكاحل.
  8. نزيف في الأوردة المنتفخة.
  9. تقرحات مزمنة في أسفل الساق.

الوقاية من حدوث الدوالي

  1. المشي وممارسة الرياضة بإستمرار فهي تساعد في تحسين الدورة الدموية وتحمي من زيادة الوزن.
  2. تناول طعام قليل الدهون والملح والسكر لمنع زيادة الوزن التي تزيد من فرصة حدوث المرض.
  3. عدم إستعمال الماء الساخنة على الساقين أو تعريضهم لأي مصدر حرارة أو أشعة الشمس.
  4. تجنب إرتداء الكعب العالي.
  5. تحريك القدمين بإستمرار خاصة أثناء الجلوس الطويل أو الوقوف الطويل يساعد على تحسين الدورة الدموية.
  6. الإمتناع عن التدخين فهو يرفع ضغط الدم وبالتالي يفاقم من سوء حالة الدوالي.
  7. حاول دائما المشي بدل من الوقوف حتى لو كان المشي في نفس المكان.
  8. رفع الساق في وضع أفقي كلما أمكن ذلك أثناء اليوم.
  9. إرتداء الجوارب الطبي المانع خاصة عند المهن التي تتطلب الوقوف كثيراً.
  10. يفضل رفع الساقين أعلى من مستوى القلب لدقائق على فترات أثناء اليوم وخاصة بعد فترات الوقوف الطويل أو بعد التمرين ويكون ذلك برفع الساقين على الحائط أو على مجموعة من الوسادات حيث يساعد على رجوع الدم المتراكم إلى القلب ومنع تراكمه في الساقين.

طرق العلاج

تختلف العلاجات بحسب الهدف فإذا كان للتجميل أو لأسباب مرضية وبحسب حجم الدوالي التي نريد علاجها. هناك علاجات لاجراحية لتخفيف نسبة إحتقان الدم ي الساقين كلبس الجوارب المطاطية الطبية وفي بعض الأحيان أخذ االأدوية التي تخفف من العوارض كالوجع والورم. أما إذا كان الهاجس الأساسي هو الناحية التجميلية فيمكن إزالة الفاريز من جميع الأحجام بواسطة الوسائل التالية:
  1. اللايزر لإزالة الفاريز من قياس 0.1 حتى 1 مم.
  2. علاج بواسطة الحقن Sclerotherapy لعلاج الفاريز من قياس 0.5مم حتى 4 مم وهذه الوسائل تستلزم جلسات عدة مدتها شهرين أو ثلاثة.
  3. العلاج الجراحي لأزالة الأوردة السطحية الأساسية والدوالي ما فوق 5 مم، تتم هذه العمليات بواسطة التخدير الموضعي وبواسطة شقوق متعددة صغيرة لا يتعدى طوليها ال 2 أو 3 مم وبذلك نتضمن نتيجة تجميلية جيدة.
أما إذا كان العلاج لعوارض التغييرات الجلدية والتقرحات فالهدف منه التخفيف من نسبة إحتقان الدم في الساقين وهنا يختلف العلاج بحسب سبب المشكلة(إنسداد أو خلل وظيفي في الصمامات) وحسب مكات تواجد المشكلة. وبالنسبة للأوردة السطحية نستأصلها بواسطة التقنيات الجراحية المذكورة مسبقاً.
أما الأوردة الثاقبة فهناك أساليب جديدة لربط الإتصال بين الأوردة السطحية والداخلية بواسطة المنظار مما يؤدي إلى تخفيف نسبة ضغط الدم على الجلد.
أما بالنسبة للأوردة الداخلية فهناك أساليب حديثة لإصلاح خلل الصممات بمساعدة المنظار وكذلك إجراء زرع صمامات تؤخذ من مناطق أخرى من الجسم وعمليات الوصلات الوردية.