‘);
}
الفرق بين الربا والفائدة
معنى الربا
مَنْ أجبى فقد أَرْبى؛ أي عَامَل بالربا، والإجباء هو بيع الزرع قبل أن يبدو صلاحه، ومعنى الربا اصطلاحاً: هو اسم للزيادة على أصل المال من غير بيع، وقد ورد مصطلح الربا في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، قال -تعالى-: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ)؛[١] أي ينقص الله الربا ويضاعف أجر الصدقة وينمّيها ويبارك فيها.[٢]
معنى الفائدة
الفائدة هي صورةٌ من صور الربا، فالربا أعمّ، والفائدة أخصّ فهي جزء من الربا، وهذا هو الفرق الأبرز، والفائدة هي زيادة مستحقة للدائن على مبلغ الدين يدفعها المدين مقابل احتباس الدين إلى أن يتم الوفاء بالدين، وهي زيادة مقابل مبادلة مال بمال لأجل معلوم، فالفائدة هي مقابل المدة الزمنية.[٣]
وعلى سبيل المقال: قام شخصٌ باقتراض 2000 دينار من البنك مقابل أن يقوم بإرجاعها 2100 دينار، فالمئة دينار تسمى الفائدة التي أخذها البنك واستحقّها مقابل تأخير مدة السداد عن الشخص الذي أخذ منه المال مدة سنة ونصف، فيكون ذلك باتفاق بين الطرفين.[٤]
‘);
}
إذاً فالفائدة تكون متولدة من رأس المال فقط لا غير؛ أي من غير عمل، فالمال هو الذي يولد المال، أي يزيد المال نفسه، وهذا مال حرام في الإسلام، لذلك تعتبر الفائدة صورة من صور الربا، ولا يجوز للمسلم أن ينتفع بالمال الحرام بشكل شخصي، ويجب عليه أن يتحرى الحلال في المال.[٤]
حكم الربا في الإسلام
ذُكر حكم الربا في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومن ذلك قول الله -تعالى-: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)،[٥] فكانوا في الجاهلية يقولون لبعضهم البعض: “زدني في المال أزيدك في الأجل”، فيأخذ صاحب المال زيادة بغير وجه حق مُستغلاً حاجة غيره.[٦]
وبيّن الله -سبحانه وتعالى- أنّ آكل الربا يُبعث يوم القيامة كالمجنون، وكأنّ به مسّاً من الشيطان، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)،[٧][٨] وقد بيّن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنّ الربا يكون في ستة أصناف منها: الذهب، والفضة، والشعير، والبر، والتمر، والملح، والتعامل بالربا فيه تشبّه باليهود الذين يأكلون الحرام ويتعاملون بالربا.[٩]
وقد ثبت تحريم الربا في السنة النبوية، ومن ذلك ما صحّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ)،[١٠]والرّبا من السّبع الموبقات المهلكات، ومن كبائر الذنوب التي تُدخل صاحبها النار.[٩]
المراجع
- ↑سورة البقرة، آية:276
- ↑أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 462. بتصرّف.
- ↑الأستاذ الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة، فتاوى يسألونك، صفحة 199. بتصرّف.
- ^أبحسام الدين بن موسى بن عفانة، فقه التاجر المسلم، صفحة 110. بتصرّف.
- ↑سورة البقرة، آية:275
- ↑أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 465. بتصرّف.
- ↑سورة البقرة، آية:275
- ↑أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 464. بتصرّف.
- ^أبمحمد بن صالح العثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 322. بتصرّف.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6857، صحيح.