‘);
}

الروح والنفس

الروح والنَّفس وحقيقتهما على الوجه القطعي -الذي لا لَبس فيه- من الأمور التي طالما حيَّرت البشر، وطالما أرخى الإنسانُ العنانَ لفِكره وعقله ليَجول باحثاً؛ علّه يَجدُ إجاباتٍ تَشفي الغليل، فيَجدُ ضالَّته في معرفة حقيقة كلٍّ من الروح والنّفس، وهل الروح هي النّفس؟ أم أنّ النّفس شيءٌ والروحُ شيءٌ آخر؟ فما هي الروح؟ وما هي النفس؟ وما الفرق بين الروح والنفس؟

الفرق بين الروح والنفس

اختلاف العلماء في الروح والنفس

اختلف العُلماءُ في الروح والنفس، وهل الرُوح جسمٌ أم لا، فقال النّظّام: الروح جِسمٌ وهي النّفس، وزعم النّظّام أنّ الروح حيٌ بنفسه، وأنكر أن تكون الحياة والقوة معنى غير الحي القوي، وقال آخرون منهم جعفر بن حرب: لا ندري الروح جَوهرٌ أم عَرَضٌ، واستدلّوا بقوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)؛[١] حيث لم يُخبر عنها ما هي، هل هي جوهرٌ أم عرض، وقال آخرون: ليست الروح شيئاً أكثر من اعتدال الطبائع الأربع، فلم يُثبتوا في الدنيا شيئاً إلا الطبائع الأربع وهي: الحرارة، والبُرودة، والرطوبة، واليُبوسة.