‘);
}

الفرق بين القضاء والقدر كما شرحه الشيخ الشعراوي

يبيّن الشيخ الشعراوي الفرق بين القضاء والقدر أثناء تناوله لتفسير بعض الآيات القرآنية التي تحّدثت عن هذا الموضوع، وله كتاب خاص في موضوع القضاء والقدر لم يكتبه بيده بل تمّ تفريغه من بعض الحلقات التلفزيونية التي كان يُلقيها الشيخ، ويُمكن تلخيص ما جاء فيه من خلال ما يأتي:[١]

  • ينطلق الشيخ الشعراوي في تناول موضوع القضاء والقدر بطرح التساؤلات التي ترافق هذا الموضوع غالباً، مثل: هل الإنسان مُخيّر أم مُسيّر؟ مُجبر أم مُختار؟
  • يشير إلى أن الواو تأتي بين مفهومين متغايرين، فالقضاء غير القدر، ولو أنّ المراد منهما في نهاية المطاف واحد فيكون أن الأمر كله بيد الله.
  • يُعرّف القضاء: بأنه ما يقضيه الله ولا دخل للإنسان فيه، والقدر: هو ما ترك للإنسان الاختيار فيه مع علم الله المسبق لما سيختاره العبد، فعلم الله صفة كشف وليس تأثير.
  • يحاسب الإنسان على القدر وليس على القضاء، قال الشعراوي: “فلو أحسنتَ استقبال القدر فيما يمرُّ بك من أحداث، لَعلِمْتَ تقصيرك فيما لك فيه دَخْل بأيِّ حادث وقع عليك نتيجة لعملك، أما مَا وقع عليك ولا دَخْل لك فيه؛ فهذا من أمر القَدَر الذي أراده الحقُّ لك لحكمة قد لا تعلمها، وهي خير لك”.[٢]
  • يقسم الشيخ الشعراوي القضاء إلى ثلاث مراتب؛ علم وكتابة ومشيئة، ويقسم القدر إلى أربع مراتب؛ علم وكتابة ومشيئة وخلق.
  • يأتي القضاء فيسبق القدر، فالقضاء هو العلم السابق الذي حكم الله به منذ الأزل، والقدر وقوع الخلق على وزن الأمر المقضي السابق، يقول ابن حجر العسقلاني -رحمه الله-: “قال العلماء: القضاء هو الحكم الكلي الإجمالي في الأزل، والقدر جزيئات ذلك الحكم وتفاصيله”.
  • قد يُرفع القضاء إذا استعجل الإنسان الرضا به، ومن أمثلة الرضا بالقضاء ما حدث مع سيدنا إسماعيل حين قال لأبيه إبراهيم -عليهما السلام-: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).[٣]
  • تأتي قضى بمعانٍ مُتعددة، والعمدة في هذه المعاني فصل الأمر بالحكمة، وقد يُفصل الأمر بحكمة لأنه فرغ منه أداء: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ)؛[٤] أي إذا فرغتم من مناسككم، وقد يكون «قضى» بمعنى حَكَمَ حكماً لازماً كما تقول: قضى القاضي، إذاً فكلها تدور حول معنى: فصل بحكمة.[٥]

تعريف القضاء والقدر لغة واصطلاحاً

القضاء لغةً: الحكم، وفي الاصطلاح: هو عبارة عن الحكم الكلي الإلهي في أعيان الموجودات على ما هي عليه من الأحوال الجارية في الأزل إلى الأبد.[٦] والقدر لغة: مصدر، تقول: قَدَرت الشيء بتخفيف الدال وفتحها أقْدِره بالكسر والفتح قَدْراً وقَدَراً، إذا أحطت بمقداره.[٧]