الفرق بين الله والرب

‘);
}

الفرق بين الله والرب

إنّ للعلماء في التفريق بين لفظ الله والرّب رأيان، فذهب الفريق الأوّل ن العلماء إلى أن الكلمتين في نفس المعنى، فقالوا إن الربّ هو الإله، والإله هو الربّ، ولكن هذا الرأي ليس دقيقاً، أمّا الرأي الثاني فيُفرّق فيه الكثير من العلماء بين معنى الكلمتين، حيث قالوا إن الربّ: هو المدبّر الخالق المالك، والإله: هو المعبود، فالكلمتين تدلّان على الله -سبحانه وتعالى-، ولكن كلمة “الربَ” فيها وصفُ لله -تعالى- أنه بالمالك والخالق، وكلمة “الإله” فيها وصفٌ لله -تعالى- بأنه المعبود.[١][٢]

وقد أجمع أهل النحو واللغة بأن الإله بمعنى المعبود، وأن إله جاءت على وزن فِعَال، وهي تأتي بمعنيين، الأول فَاعِل، وهذه صفة العبد، والثاني مفعول، ومعناه المعبود،[٢] وقد فسّر الفريق الأول كلمة الإله بالقادر على الاختراع، بينما حقيقة الأمر أن الخلق والقدرة على الإنشاء من معنى كلمة الرب، أما معنى كلمة الإله فهو المعبود،[٣] وفيما يأتي تفصيل لتوحيد الأُلوهية وتوحيد الربوبية:

  • توحيد الأُلوهية: معنى الإله لغةََ كما ذكرنا سابقاً هو المعبود مُطلقاً، فهو المعبود سواءً بواسطةٍ أو من دون واسطة، فنرى أن كفار قريش مثلاً والمشركين قديماً في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا يُطلقون على اللات والعُزّة وهُبل وأصنامهم بالآلهة، فالإله هو الذي يتَوَجّهُ له الإنسان عند الشعور بالحاجة والعجز لطلب المساعدة والعون منه، فيدعوه ليكشف الضُّر عنه ويجلب لنه النفعَ، ويتقرّب إليه بالأعمال الحسنة التي تُرضيه عنه والأقوال من التوسّل، والرجاءِ، والمدائح.[٤]
  • توحيد الربوبية: صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ لله -عَزَّ وجَلَّ-، مأخوذة من اسمه الرب، ومثالها قول الله -عز وجل-: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[٥] وقوله -تعالى-: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْن)،[٦] وقد جاء لفظ الرب في السنة في عدة مواضع منها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ألَا وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ)،[٧] أي عظِّموا الربّ المُدبر المالك المُتصرّف السيّد المُربي، فكلمة ربّ بمعنى المالك تدلُّ على كل مَن ملك، فمثلاً رب الأُسرة أي معيلها، ورب الضيعة أي مسؤولها، ورب العمل أي مالكه أو مديره.[٨]