الفرق بين المساهمين وأصحاب المصالح في الاستثمار

عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في أيِّ شركة، هنالك "مساهمين - Shareholders" وهنالك أيضاً "أصحاب المصلحة - Stakeholders". وفي حين أنَّ تسمياتهم متقاربة لفظيَّاً، إلا أنَّ استثمارهم في الشركة مختلفٌ تماماً.

Share your love

قبل أن نبدأ بشرح الفرق بين كلا التسميتين، لابدَّ أن ننوه إلى وجود عدَّة تسمياتٍ لهما في عالمنا العربي. إذ قد يشار إليهما كما يلي:

  • “Shareholders”: المساهمين أو حملة الأسهم أو أصحاب الأسهم أو ملَّاك الأسهم.
  • “Stakeholders”: أصحاب المصلحة أو أصحاب المصالح أو الجهات المعنية أو الأطراف المؤثرة.

وبالرغم من اختلاف تلك التسميات من جهةٍ لأخرى، إلا أنَّ مُصْطَلَحَي “المساهمين” و”أصحاب المصلحة” هما الأكثر استخداماً.

مساهمون أم أصحاب مصلحة، نظرة عامَّة..

المساهمون هم دائماً أصحاب مصلحة في أيِّ شركة، لكنَّ أصحاب المصلحة ليسوا مساهمين بالضَّرورة. إذ يمتلك المساهم جزءاً من شركة عامة عن طريق شراء أسهمٍ فيها، في حين أنَّ صاحب المصلحة لديه مصلحة في أداء الشركة لأسباب أخرى غير أداء الأسهم أو قيمتها.

لذا غالباً ما تعني هذه الأسباب أنَّ صاحب المصلحة لديه حاجة أكبر لأن تحقق الشركة النَّجاح على المدى الطويل.

المساهمون:

يمكن أن يكون المساهم فرداً أو شركة أو مؤسسة تمتلك حصة واحدة على الأقل من الشركة، وبالتالي يكون لها مصلحة مالية في ربحيَّة تلك الشركة. فمثلاً، قد يكون المساهم مستثمراً يأمل أن يرتفع سعر سهم تلك الشركة لأنَّه جزء من محفظته التقاعدية. كما أنَّ للمساهمين الحق في التصويت والتَّأثير على إدارة الشركة. لذا بشكلٍ أو بآخر، يُعتبر المساهمون من مُلاَّك الشركة، لكنَّهم غير مسؤولين عن ديونها (بمعنى أن لا علاقة لهم بقرارات الاستدانة التي تتخذها الشركة).

بالنسبة للشركات الخاصة، والملكية الفردية (sole proprietorships)، والشراكات (partnerships)، فإنَّ المالكين مسؤولين عن ديون الشركة. والملكية الفردية هي شركة أو منشأة أعمال فردية يملكها شخص واحد، ويدفع ضرائب الدخل المترتِّبة على الأرباح التي يجنيها من أعمال هذه المنشأة.

أصحاب المصلحة:

يمكن أن يكون أصحاب المصلحة هم:

  • المُلاَّك والمساهمين.
  • موظفو الشركة.
  • حاملي السندات (bondholders) الذين يمتلكون الديون الصادرة عن الشركة (company-issued debt).
  • العملاء الذين قد يعتمدون على الشركة لتوفير سلعة أو خدمة معينة.
  • الموردين والبائعين الذين قد يعتمدون على الشركة لتوفير مصدر إيرادات ثابت.

وبالرَّغم من أنَّ المساهمين هم النوع الأكثر شيوعاً من أصحاب المصلحة -نظراً لأنَّ المساهمين يتأثرون بشكل مباشر بأداء الشركة-، فقد أصبح من المألوف أن تُعتبر بعض المجموعات الإضافية أصحابَ مصلحة أيضاً.

الاختلافات الرئيسية:

يمكن للمساهم أن يبيع أسهمه ويشتري أسهماً مختلفة؛ إذ ليس لديه حاجة أو مصلحة طويلة الأجل مع الشركة. إلا أنَّ أصحاب المصلحة ملتزمون مع الشركة لفترة أطول لأسبابٍ تقتضيها الحاجة الماسة.

فمثلاً، إذا كان أداء الشركة ضعيفاً من الناحية المالية، فقد يعاني البائعون في سلسلة التوريد الخاصة بتلك الشركة إن توقفت الشركة عن الاستعانة بخدماتهم. وبالمثل، فإنَّ موظفيها -الذين هم أصحاب مصلحة ويعتمدون عليها كمصدر دخلٍ لهم- قد يكونون عرضةً لأن يخسروا وظائفهم.

غالباً ما يكون لأصحاب المصلحة والمساهمين مصالح متضاربة؛ ذلك تبعاً لعلاقتهم بالشركة أو المؤسسة.

اعتبارات خاصة:

لقد شجّع ظهور ما يعرف بالمسؤولية المجتمعيَّة (CSR: Corporate Social Responsibility) -وهو نموذج عمل ذاتي التنظيم يساعد الشركة على تحمل المسؤولية الاجتماعية عن نفسها وعن أصحاب المصلحة والمجتمع- الشركات على أخذ مصالح جميع أصحاب المصلحة بعين الاعتبار.

فأثناء عمليات اتخاذ القرار على سبيل المثال، قد تضع الشركات تأثير عملها على البيئة بعين الاعتبار، بدلاً من أن تتخذ قراراتٍ تستند إلى مصالح المساهمين فقط. لذا فإنَّ الرأي العام هو صاحب مصلحة خارجي يُعتبر الآن تحت إدارة المسؤولية المجتمعية للشركات.

فمثلاً: عندما تؤدي العمليات التي تقوم بها إحدى الشركات إلى زيادة التلوث البيئي أو إزالة مساحة خضراء ضمن إحدى المجتمعات، يتأثر الجمهور بشكل عام. لربما تزيد مثل هذه القرارات من أرباح المساهمين، لكن تأثيرها قد يكون سلبياً على أصحاب المصلحة.

لذا فإنَّ المسؤولية المجتمعية للشركات تشجعها على اتخاذ قراراتٍ تحمي الرفاه الاجتماعي، وغالباً ما يتم ذلك باستخدام أساليب تصل إلى ما هو أبعد بكثير من المتطلبات القانونية والتنظيمية.

النقاط الرئيسية:

  • إنَّ المساهمين هم دائماً أصحاب مصلحة في أيِّ شركة؛ لكنَّ أصحاب المصلحة ليسوا مساهمين بالضَّرورة.
  • يمتلك المساهم جزءاً من شركة عامة عن طريق شراء أسهمٍ فيها؛ بينما صاحب المصلحة يريد أن تزدهر الشركة لأسباب أخرى غير أداء الأسهم.
  • ليس للمساهمين حاجة طويلة الأجل مع الشركة، ويمكنهم بيع أسهمهم متى ما احتاجوا إلى ذلك؛ لكن غالباً ما يبقى أصحاب المصلحة في تلك الشركة لوقتٍ طويل، ولديهم حاجة أكبر لرؤية تلك الشركة وهي تزدهر.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!