الفرق بين الهدي والاضحية
يتردد هذا السؤال كثيراً على ألسنة المسلمين، حيث يرغبون في معرفة الذبائح التي يتقرب بها العبد إلى الله -سبحانه وتعالى- فالأضحية تختلف عن الهدى، يمكنك الاطلاع على النقاط التالية للإجابة على هذا السؤال.
- الهدى هو ما يهدى إلى الحرم، أما الأضحية ما يذكى به العباد خلال أيام النحر المباركة بنية التضحية، بناءً على هذا سوف نعرض لكم من خلال هذا المقال أوجه الشبه والاختلاف بين كل من الهدى والأضحية.
أوجه الاتفاق بين الهدى والأضحية
يختلف الهدى عن الأضحية في التسمية حيث أن اسم الهدى ينسب إلى الحرم تقرباً من العبد لربه ويتفق مع الأضحية في شروطها ومن خلال النقاط التالية سوف نتعرف على أوجه الشبه والاختلاف بين كل من الهدى والأضحية، كما يعد كل من الهدى والأضحية عبادة يتقرب بها العباد إلى الله -سبحانه وتعالى- لذلك يمكنك معرفة أسباب ذبح الهدى والأضحية والعقيقة من خلال النقاط التالية.
- الهدي: ما يهدى إلى الحرم من بهيمة من البقر أو الغنم أو الإبل، وذلك تقربًا إلى الله -عز وجل-
- أما الأضحية: ما يقوم العبد بذبحه من البهيمة في أيام النحر ذكاةً منه إلى ربه في عيد الأضحى المبارك.
- وأخيراً العقيقة: وهي ما يذبح عند ولادة الأم لطفلها شكرًا لله وتقرباً إليه على هذه نعمة، بناءً على ذلك فإن كلاً من الهدى والأضحية والعقيقة يُذْبَحُ تقربًا من العباد الله -عز وجل-، وشكراً له عَلَى نعمه.
- من أوجه الاتفاق أيضاً أنه يعد كل من الهدى والأضحية والعقيقة من بهيمة الأنعام سواء من الإبل أو البقر أو الغنم، حيث اختلف الأئمة الأربعة في تحديد أن من الأفضل لأداء الأضحية هي بهيمة الأنعام، ولكنهم اتفقوا على جنس العقيقة من الغنم.
- لا سيما أن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، لذلك اتفق كل من الهدى والأضحية والعقيقة في شروط الذبيحة من حيث كونها خالية من العيوب، سالمة من الآفات، ولا يجب أن تكون عرجاء، ولا عوراء ولا مريضة، ولا عجفاء هزيلة، لا بد أن تكون سمينة، وطيبة حسناء.
- ينبغي أن تبلغ الشاةُ السنة من عمرها، والبقرة السنتين، والناقة الخمس سنين، وذلك شروط العمر المذكورة في الشريعة الإسلامية.
- بالإضافة إلى أن إراقة الدم مقصودة في هذه الذبائح الثلاثة شرعاً، ومن هنا فلا يجوز أن يتصدق بقيمة الهدي أو الأضحية أو العقيقة؛ إلا إذا كانت إراقة الدم مقصودة .
أوجه الاختلاف بين الهدى والأضحية
تتعدد أوجه الاختلاف بين كل من الهدى والأضحية من حيث من يأديهما، ومن حيث الوقت والمكان، وأخر مظاهر الاختلاف تتوقف على حكم ترك كل منهما.
الفرق بين الهدي والأضحية من حيث من يأديهما
- الهدى يختص بالحجاج دون غيرهم، حيث إنه يذبح من بهيمة الأنعام الطيبة ما يتقرب به إلى ربه.
- ولكن الأضحية فهي شعيرة من شعائر الله -عز وجل- ولم يخص بها شخص بعينه، فيستطيح ذبحها الحاج وغير الحاج حيث أنها من أحب الأعمال إلى الله -عز وجل- في يوم النحر، واقتداءً بسنة نبيه.
- تعد الأضحية سنة من سنن رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- فعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ).
الفرق بين الهدي والأضحية من حيث الوقت والمكان
- يتم بدأ العبد في وقت الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى المبارك وهو أول أيام النحر وينتهي وقت الأضحية مع غروب شمس آخر أيام التشريق، ولا يخصنا الله بمكان محدد لذبح الأضحية.
- أما نحر الهدى فلا يجوز أن يتم سوى في المكان الذي أخصه الله عز وجل للحاج وهو داخل الحرم الشريف ولا سيما أنه يتفق مع وقت ذبح الأضحية أيضاً حيث يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى المبارك حتى غروب شمس آخر أيام التشريق.
الفرق بين الهدي والأضحية من حيث حكم ترك كل منها
من خلال النقاط التالية سوف نذكر حكم ترك كل من الأضحية والهدى كما ورد عن الشريعة الإسلامية.
- الأضحية: سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكنها ليست فرضاً من فرائض الله -عز وجل- يمنح الله -سبحانه وتعالى- الثواب لفاعلها ولا يعاقب من يتركها.
- أما الهدى: فهو واجب على الحجاج، حيث أن الحاج الذي يترك الهدى يتوجب عليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج بالإضافة إلى سبعة أيام أثناء عودته إلى بلده، وذلك تفسيراً لما ورد في كتاب الله العزيز.
- قال الله تعالى في حكم الهدى ما تيسر من سورة البقرة تحديداً في الآية 196 (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ، وَلا تَحْلِقُوا رؤوسكم حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ، فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ).
الأفضل في الأضحية من أنواع الأنعام
اختلف الفقهاء في تحديد أفضل أنواع الأنعام للقيا بسنة الأضحية وسوف نذكر لكم أبرز هذه الأقوال حتى تتمكنون من معرفة النوع الأفضل.
القول الأول هو أن أفضل الأضاحي هي البدنة ثم البقرة ثم الشاة: يخص هذا القول الشافعية والحنابلة والظاهرية.
أما القول الثاني هو أن أفضل الأضاحي هي الضأن ثم البقر ثم الإبل: وهذا القول المعتمد عند المالكية.
أما القول الثالث هو أن أفضل الأضاحي ما كان أكثرهم لحمًا وأطيبهم: وهذا قول الحنفية.