
رام الله- في مسقط رأسه بقرية عين عريك قضاء رام الله بالضفة الغربية، شُيّع جثمان الراحل الفلسطيني حنا عيسى هيلانة (64 عاما) الذي شغل منصب الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الفلسطينية، والذي وافته المنية بعد ظهر أمس الاثنين إثر نوبة قلبية حادة.
وقد ووري هيلانة الثرى عقب تشييعه في مراسم عسكرية بمدينة رام الله، قبل نقله إلى قريته غربا حيث ألقت أسرته نظرات الوداع الأخيرة عليه، وسُجّي جثمانه في كنيسة الروم الأرثوذكس بالقرية قبل دفنه.
والراحل عيسى أستاذ وخبير في القانون الدولي من مواليد (1957) في محافظة رام الله والبيرة، وحاصل على شهادة أستاذ (بلقب بروفيسور) سنة 1994، وله العديد من الكتب والمؤلفات منها: كتاب “الشرق الأوسط والقانون الدولي”، وكتاب “القانون الإداري”.
تشييع الراحل حنا عيسى في مسقط رأسه بقرية عين عريك قضاء رام الله بالضفة الغربية (الجزيرة)وشغل الراحل عيسى مناصب عدة في السلطة الفلسطينية أبرزها مدير عام وزارة العدل، والوكيل المساعد لها، ووكيل الشؤون المسيحية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومثّل فلسطين في عدد من المؤتمرات الإقليمية والدولية.
وعُرف عيسى بنشاطه الإعلامي البارز، وبسعة ثقافته، ومعرفته الواسعة بالأديان السماوية، وكان يستشهد في مداخلاته وكتاباته بآيات القرآن الذي حفظ جزءا كبيرا منه، وبأحاديث نبوية شريفة، إلى جانب نصوص الإنجيل.
ويُعرف حنا عيسى كأحد المؤرخين لتاريخ وحضارة القدس خاصة، ونشر قبل أسابيع مقالة مرجعية مطولة بعنوان “القدس.. تاريخيًّا وجغرافيًّا ودينيًّا”، تناولت تاريخ المدينة عبر العصور، ثم أهميتها الدينية والاحتلالات المتعاقبة عليها، ومساجدها وكنائسها، والأطماع اليهودية فيها.
عيسى في مؤتمر “القدس بعد 50 عاما من الاحتلال” عام 2017 (الجزيرة)نعي رئاسي
ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الفقيد حنا عيسى، وتقدّم إلى ذويه بالتعازي، وأتى على ذكر مناقبه وكيف “أفنى حياته بالدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه”.
كما نعاه المجلس الثوري لحركة فتح، الذي كان الراحل حنا عيسى أحد أعضائه، وقال في بيان صحفي إن “عيسى أمضى حياته مناضلا، وكان له دور في إعلاء صوت فلسطين في المحافل كافة، وكان مثال الوطني المؤمن بالعطاء غير المحدود من أجل القضية والقدس”.
وأضاف أن حنا عيسى كان طاقة لا تنضب من العطاء والثقافة والعلم والمعرفة، كرَّسها لخدمة القضية الفلسطينية العادلة.
الأب عبد الله يوليو نعى الفقيد عيسى وقال إنه سيترك فراغا في صفوف الفلسطينيين (الجزيرة)شخصية جامعة
ويُعدّ عيسى شخصية فلسطينية جامعة وموحدة للكل الفلسطيني. وقال الأرشمندريت عبد الله يوليو راعي كنيسة الروم الكاثوليك برام الله “فقدنا رجلا طيبا وصديقا مخلصا وخادما للقضية الفلسطينية”.
وأضاف يوليو، في حديثه للجزيرة نت، أن رحيل الدكتور حنا عيسى المفاجئ، بعد إصابته بجلطة قلبية، مثّل “صدمة” للجميع.
وقال يوليو إن الفقيد “سيترك فراغا” في صفوف شعبنا الفلسطيني الذي عرفه بخبرته الواسعة ودفاعه المستميت عن حقوقه في كل المحافل والميادين، بخاصة القانونية والدولية منها.
وعلى صفحته الخاصة، نعاه وزير العدل الفلسطيني السابق علي السرطاوي، وقال “رحم الله صاحب القلم الحر والنهج الوطني الصادق والصديق النبيل حنا عيسى”.
كما نعاه أهالي قريته عين عريك التي يسكنها مسلمون ومسيحيون فلسطينيون، بكلمات مؤثرة حزنا على رحيله، وقال راني خليل سكرتير المجلس القروي إنهم فجعوا بخبر وفاته الذي سقط على القرية “كالصاعقة”.
وأضاف للجزيرة نت أن كل القرية تداعت لتشييع “إنسان مناضل حر وشريف ونظيف” ولمشاركة أسرته العزاء.
والهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، التي كان يشغل الراحل منصب أمينها العام، هي هيئة وطنية فلسطينية تتبع لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وتُعنى بشؤون القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأُسّست الهيئة عام 2007 باسم الجبهة الإسلامية-المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات، وعام 2008 قرر الرئيس محمود عباس، بمرسوم رئاسي، تحويلها إلى الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات.
