‘);
}
الفلسفة الحديثة والفلسفة المعاصرة
بدأت الفلسفة الحديثة مع الفيلسوف ديكارت، واهتمت بالعديد من القضايا الفلسفية، أهمها نظرية المعرفة، والكوجيتو، والمنهج الشكي، أما الفلسفة المعاصرة فتمتد منذ أواخر القرن التاسع عشر، وحتى الوقت الحالي، وناقشت العديد من القضايا أهمها الوجود، ومصير الإنسانية، وتجدر الإشارة إلى أن كل فلسفة تتأثر بالسياق التاريخي والسياسي الذي نشأت فيه، فالفلسفة الحديثة بدأت مع الإعلان عن استقلالية العقل، وإقصاء أي سلطة خارجية تفرض قواعد محددة على العقل البشري.[١]
أما الفلسفة المعاصرة فتأثرت بالدولة الحديثة وصعود التيار الرأسمالي، وكان للحربين العالميتين الأولى والثانية دور في التأثير بفكر الفلاسفة، فالملايين من البشر ماتوا بسبب الحروب، وكان للفلسفة اللينينية دور في مناهضة النظام الرأسمالي العالمي، والدعوة إلى الشيوعية وأطلق على حالة التوتر بين التيارين (وهما الرأسمالي والشيوعي) دوليًا بالحرب الباردة.[٢]
فلاسفة الفلسفة الحديثة
هنالك العديد من الفلاسفة في العصر الحديث، وتنوعت توجهاتهم الفكرية، ومن أهم فلاسفة الفلسفة الحديثة:
‘);
}
فرنسيس بيكون
وهو فيلسوف إنجليزي عاش في الفترة (1561م -1626م)، أسس المنهج الاستقرائي الحديث، وصاغه بصورته النهائية، ويعد من رواد محاولات تنظيم العلوم وفقًا للمنطق، قال فيه برتراند رسل في كتابه “تاريخ الفلسفة الغربية” إنه أكبر العقول العلمية والفلسفية، وعمل على التأسيس للاستقراء كمقابل للقياس، وأصبح سبيلًا لتحصيل المعرفة.[٣]
واختلف مع باقي الفلاسفة لأن المنطق الذي يسعى إلى تشكيله ليس رياضيًا كما جرت العادة، وليس أرسطيًا، فحاول الربط بين التجربة والمنطق، والسبب في معارضته للمنطق الرياضي هو انعدام إمكانية التحقق منه تجريبيًا، أما أفكاره المركزية فدارت حول الأوهام البشرية، وكان لهذه الآراء حول الأوهام شهرة كبيرة في وقت لاحق، وحتى يومنا هذا، وقسم بيكون الأوهام البشرية إلى خمسة أنواع، وهي:[٣]
- أوهام القبيلة: وعرفها على أنها الأوهام المتأصلة في الطبيعة البشرية، أهمها الأوهام التي تقول بوجود نظام في الطبيعة أكثر مما هو واقع.
- أوهام الكهف: وتشمل الآراء الشخصية، والأحكام المسبقة التي تسيطر على ذهن الباحث.
- أوهام السوق: وهي الأوهام المتعلقة باللغة وسلطة الكلمات.
- أوهام المدارس: وهي اعتقادات الباحث الدوغمائية، دون الأخذ بالآراء المغايرة.
- أوهام المسرح: وهي الأوهام المتصلة بمذاهب الفكر المعترف بصحتها.
رينيه ديكارت
الفيلسوف ديكارت هو أبو الفلسفة الحديثة، أسس فلسفته بناءً على الشك، وكان يهدف من خلاله للوصول إلى الحقيقة التي لا يشوبها الشك، فبدأ بالشك في المعارف المسبقة وسبل تحصيلها وشك في نفسه والله والعالم، فتوصل إلى إثبات ذاته، ثم أثبت وجود الله والعالم، وتجدر الإشارة إلى أن الكوجيتو الديكارتي يعد أساس الفلسفة الحديثة، وحتى في فلسفة ما بعد الحداثة دخل الفلاسفة في جدال كبير حوله.[٤]
تيارات الفلسفة المعاصرة وفلاسفتها
انقسمت الفلسفة المعاصرة إلى تيارات مختلفة، ومن أهم التيارات الفلسفية المعاصرة:
الفلسفة الوجودية
يعد جان بول سارتر عميد الفلسفة الوجودية، ونالت فلسفته شهرة واسعة، أما المبدأ الأساسي لفلسفته فهو أسبقية الوجود عل الماهية، ويقصد بذلك أنه لا توجد أي فكرة قبلية تحدد ماهية الإنسان فهو من يصنعها من خلال اختياراته، ولذلك عرفت فلسفته بفلسفة الحرية، والأخلاق عند سارتر مرتبطة بالحرية والمسؤولية الأخلاقية، فلا يوجد حرية بدون مسؤولية، وبالنسبة لسارتر حتى الإحجام عن الاختيار هو اختيار يلزم عنه مسؤولية.[٥]
ترتب على هذا المبدأ أن تصنف فلسفة سارتر على أنها وجودية ملحدة، عكس وجودية كيركيغارد الفيلسوف الدنماركي، الذي أسس فلسفته على الإيمان، والسبب في اعتبار وجودية سارتر ملحدة هو معارضتها لما تحدده الأديان من ماهيات للإنسان قبل اختياراته، وبذلك تحد من حريته، فرفض الأفكار اللاهوتية والدينية.[٥]
الماركسية اللينينية
وتنقسم إلى المادية التاريخية والمادية الجدلية، أما المادية التاريخية فتشمل نظرية التطور الاجتماعي ويقصد بها تطور المجتمعات البشرية وفقًا لرؤية كارل ماركس وفريدريك إنجلز، وتبدأ نظرية التطور الاجتماعي البحث في المجتمعات البدائية التي تعرف بالمجتمعات المشاعية، وتتميز بانعدام فائض القيمة، ويليها مرحلة العبودية ثم الإقطاع، وثم الرأسمالية، ويبلغ فيها فائض القيمة أقصاه.[٦]
ونتيجةً للصراع الطبقي الواقع بين الطبقة العاملة “البروليتاريا” والطبقة البرجوازية، تصبح الطبقة العمالية هي الحاكمة من خلال نضالها، وهذا هو هدف الاشتراكية، والاشتراكية هي التمهيد للدخول في الشيوعية، وهي مرحلة ينعدم فيها فائض القيمة، ودون ماركس وإنجلز برنامجًا أطلق عليه برنامج النقاط العشر.[٦]
أما المادية الجدلية فهي تطبيق قواعد الجدل على نتائج العلوم الطبيعية، أهم هذه القوانين، قانون نفي النفي، ووحدة وصراع الأضداد وتحول الكم إلى كيف.[٦]
المراجع
- ↑“الفلسفة الحديثة: عوامل نشأتها وخصائصها العامة”، الحوار المتمدن ، اطّلع عليه بتاريخ 12/2/2022. بتصرّف.
- ↑د/ محمد مهران و د/محمد مدين ، مقدمة في الفلسفة المعاصرة، صفحة 32-35. بتصرّف.
- ^أببرتراند رسل ، تاريخ الفلسفة الغربية الجزء الثالث، صفحة 79-75. بتصرّف.
- ↑يوسف كرم ، تاريخ الفلسفة الحديثة، صفحة 69-72. بتصرّف.
- ^أبجان بول سارتر ، الوجودية منزع إنساني، صفحة 19-25 . بتصرّف.
- ^أبتمجموعة أكاديميين سوفياتيين، الموسوعة الفلسفية، صفحة 438-442. بتصرّف.