يعاني بعض الأشخاص المشاركين في برامج للتمارين الرياضية، من صعوبات في إنقاص وزنهم، مما قد يصيبهم بالخيبة والتقاعس، والتخلي عنها نتيحة ذلك، وهو خطأ كبير، فوفق دراسة حديثة نشرت في مجلة الكلية الأميركية لطب القلب، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يعزز الصحة حتى وإن لم تؤدي إلى إنقاص الوزن، ووجدت الدراسة أن العكس صحيح أيضا، أي أن إنقاص الوزن مفيد للقلب، حتى وإن لم تتم ممارسة التمارين الرياضية.

فوائد ممارسة الرياضة

بحسب اختصاصية علم الأوبئة في مستشفى بريغهام للنساء في بوسطن، و البروفيسورة المساعدة في كلية الطب بجامعة هارفارد: “تجعل التمارين الرياضية القلب أقل عرضة لحالات عدم انتظام ضربات القلب (بالإنجليزية: Arrhythmia)، كما تؤثر على الجهاز العصبي، الذي ينظم ضربات القلب ويسمح للقلب بالعمل بكفاءة أكثر، فالتمارين تخفض أيضا ضغط الدم، وتحسن مستويات الكوليسترول، وأيض الجسم للجلوكوز، حتى وإن لم يتم فقدان شيء من الوزن”.

للمزيد:الرياضة الصحية

وخلاصة الأمر أن كلا من فقدان الوزن من دون ممارسة التمارين أو ممارسة التمارين من دون فقدان الوزن يساعد في تعزيز صحة القلب، كما يخفض كل من هذين الأمرين على انفراد خطر ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكوليسترول، أو الدهون الأخرى، ويقي من مقاومة الأنسولين، والمتلازمة الأيضية. وتكون الفوائد أعظم عندما يصاحب ممارسة التمارين الرياضية نظاماً غذائياً صحياً ومتوازاناً.

ولذلك يُنصح بمن لم يعتاد على ممارسة الرياضة بالبدء في ذلك وبالتدربج بهدف تقليل الأضرار عليهم، لتصل إلى 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعيا، مثل المشي السريع، ويعادل ذلك 30 دقيقة من المشي السريع يوميا، خمسة أيام في الأسبوع.

وإن كانت التمارين غير فعالة في إنقاص الوزن، فيجب عندها تتبع كمية السعرات الحرارية المتناولة، فغالباً ما تكون كميتها أكبر مما يحرقه جسمك، فيجب لإنقاص الوزن إما زيادة ممارسة الرياضة أو تقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة – أو كليهما.

للمزيد:نصائح لتخفيف الوزن

الأسباب التي تدفع الناس لممارسة الرياضة

يجب قبل البدء بممارسة الرياضة تحديد الهدف وراء ذلك، وذلك لتحديد كمية التمارين التي يحتاجها الشخص، وبحسب، رسالة هارفارد “مراقبة صحة الرجل”، التابعة لجامعة كمبردج الأمريكية هناك خمسة أسباب تدفع الناس إلى ممارسة الرياضة، وهي: للعمل، والصحة، و المتعة، والمنافسة، والحفاظ على مظهر الجسم.

وتعتمد كمية الرياضة التي يحتاجها الشخص على السبب الذي دفعه لممارستها، والسرعة التي يرغب فيها لتحقيق أهدافه، كما يعتمد أيضاً على القدرات الفردية، والأداء، ووقت الشخص المتاح، وأخيرا على المكان المتوفر لممارستها.

الرياضة والعمل

لم تعد الرياضة تشكل جزءاً أساسياً من العمل في الوقت الحاضر، ولا نعلم في الواقع إن كان ذلك من إيجابيات القرن الحادي والعشرين أم من سلبياته، ففي الولايات المتحدة، وحتى منتصف القرن التاسع عشر، كان نحو 30% من الطاقة التي تتطلبها الأعمال في الزراعة والصناعة تعتمد على القوة العضلية للإنسان، إلا أن ذلك انتهى بعد حلول الآلات والتكنولوجيا محل قوة الإنسان العضلية، مما شكل نقصاً في النشاط البدني الذي يحتاجه الجسم لدرء حدوث الأمراض، وتحقيق أفضل مهماته.

الرياضة من أجل الصحة

إن الرياضة هي أفضل أسرار الطب الوقائي، فرغم كل الاختلافات بين الأفراد، فإننا نحتاج جميعاً إلى النشاط البدني لضمان صحتنا، إذ توفر الرياضة المنتظمة حماية حيوية ضد الكثير من الأمراض كالنوبة القلبية، والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسمنة، وهشاشة العظام وتكسرها، والكآبة، وسرطان الثدي والقولون، وفقدان الذاكرة، وغيرها.

ويكمن جوهر الأمر في ما يسميه خبراء التمارين الرياضية باسم متساوية التوتر (بالإنجليزية: isotonic exercise)، وهي التمارين التي توظف فيها مجموعات العضلات الكبيرة لديك، لتعمل في شكل إيقاعي، متكرر، من دون تعريضها إلى مقاومة قوية.

وتعرف هذه التمارين باسم تمارين الآيروبيك أو التمارين الهوائية، إذ تعزز معدل ضربات القلب ضمن نطاق (70 إلى 85 في المائة من أقصى معدل لضربات القلب)، كما تسمى أيضاً رياضة “الإدامة” لأنها يجب أن تكون مستمرة، ومتواصلة لكي يستفيد الجسم منها، فهي تمارين تحسن عمليات الأيض، وتعزز عملة عضلة القلب، ومن المهم ممارستها نصف ساعة على الأقل يومياً، أو 15 دقيقة من التمارين عالية الكثافة.

الرياضة والمتعة

لن تكون بحاجة لإلزام نفسك بوقت معين، وتمارين محددة لممارسة رياضة المتعة، إذ تعتبر هذه الرياضة وسيلة لتخفيف التوتر عن الأشخاص المنهمكين في أشغالهم، فإن كان عملك مهيمنا عليك فكر في ممارسة التمارين لإنعاش فكرك، وقد يكون ذلك بزيارة لقاعة الألعاب الرياضية للمشي، أو الهرولة، أو ممارسة تمارين الإطالة، أو تمارين المقاومة، وحتى اليوغا.

الرياضة والمنافسة

يجب ممارسة التمارين الهوائية كي يظل الجسم سليماً وقوياً، للتغلب على الخصم في مختلف أنواع رياضات المنافسة، ككرة المضرب، أو كرة السلة، أو ركوب الدراجات، أو مباراة رياضية، وهذا يعني تعزيز معدل ضربات قلبك كق يصل إلى ما بين (70-85)% من أقصى معدل له، لمدة (20-60) دقيقة، ويجب التدرج في ذلك، والبدء بخطوات الإحماء، كما ستفيدك تمارين الإطالة والقوة.

وفي الواقع، فإن هذه الرياضة تتطلب الكثير من قدرات الجسم، خصوصاً عند تقدم العمر، فالإجهاد المرتبط بها قد يؤدي إلى التعب والإرهاق، ولذلك فعلى كل شخص يزيد عمره على 50 سنة استشارة الطبيب قبل إجراء مثل هذه التمارين، ولأن التمارين المكثفة تتسبب بمشاكل أكثر من التمارين المعتدلة، فمن المهم أن ينصت الرياضيون المحترفون إلى أجسامهم لرصد أي إشارة تدل على الإجهاد.

رياضة الرشاقة

هي رياضة الحفاظ على المظهر، التي تهدف أساسا إلى إنقاص الوزن. وقد يمكنك تحقيق ذلك بإجراء التمارين المعتدلة المفيدة للصحة لمدة ساعة يومياً، كتسلق السلالم، أو المشي بدلا من ركوب الحافلات، إضافة إلى تقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة.

خيارات التمارين الرياضية

إذن، كم تحتاج من التمارين الرياضية؟

  • الجواب: ما يكفي لتنفيذ أهدافك. ضع صحتك أولاً، وتذكر أن عليك أن تتوجه إلى الطبيب لاستشارته قبل ممارسة التمارين، إن كنت تعاني من أي اضطراب قد يعيق ذلك.
  • اختر النشاطات المتلائمة مع أوقات مهماتك، ومع ميزانيتك، وقدراتك.
  • ضع برنامجا متوازنا من التدريب على رياضة الأثقال، والإطالة، ورياضة توازن الجسم، و ابدأ ببطء ثم واصل بالتدرج، والأهم من ذلك أن تلتزم بالبرنامج، فنصف التمارين تعتمد على قدراتك، و90% منها على مثابرتك.