القرحة الهضمية

Share your love

القرحة الهضمية

Peptic Ulcer Disease

القرحة الهضمية هي جرح يظهر، عادة،  في الغشاء الداخلي لجدار المعدة أو في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (وهو الجزء الذي يسمى “الإثنا عشر”، أو “الإثنا عشريّ” – Duodenum). تتكون القرحة الهضمية عند حصول ضرر في الغشاء الواقي للمعدة أو الأمعاء. فنتيجة لمثل هذا الضرر, قد تسبب عصارات المعدة ظهور جرح في جدار المعدة أو الأمعاء. عصارات المعدة الحمضية, التي تحتوي على حامض الهيدروكوليك (Hydrochloric acid) وإنزيمات تسمى ببسين (Pepsin), قد تسبب الضرر، أيضا، في منطقة المريء (Esophagus). والمريء هو الأنبوب النازل من جوف الفم إلى المعدة.

وخلافا للاعتقاد الذي كان سائدا في الماضي, لا تعتبر القرحة الهضمية، اليوم، أمرا محتوما, إذ أنها ليست حالة طبية يتحتم على المرضى المصابين بها اعتياد العيش معها طوال حياتهم. ففي معظم الحالات، يكفي العلاج الدوائي المناسب لشفاء معظم حالات القرحة الهضمية, كما يساعد على التخفيف بشكل فوري من أعراضها.

القرحة الهضمية التي تنشأ في جوف المعدة تسمى “قرحة مَعِديّة” (Gastric ulcer). أما القرحة التي تنشأ في الاثني عشر فتسمى “قرحة الاثني عشر” (Duodenal ulcer).

أعراض القرحة الهضمية

تظهر القرحة الهضمية، بشكل عام، مصحوبة بالأعراض الآتية:

  • إحساس بالحرق, التقريص وأوجاع في المنطقة الواقعة بين السرّة (Navel / umbilicus) وبين عظم القصّ (Sternum). كما يشكو بعض المرضى من أوجاع في الظهر. وقد يستمر هذا الألم لبضع دقائق أو لبضع ساعات, وقد يظهر بشكل متعاقب، طيلة بضعة أسابيع.

يختفي الألم، بشكل عام، لفترة زمنية معينة عند تناول مضادات، أو مخففات، الحموضة.

  • فقد الشهية وانخفاض في الوزن.
  • شعور بالانتفاخ أو بالغثيان بعد الأكل.
  • القيء.
  • القيء المصحوب بالدم أو بمادة تشبه ترسبات القهوة.
  • براز أسود اللون يشبه القطران أو براز ذو خطوط غامقة من الدم.

أسباب وعوامل خطر القرحة الهضمية

هنالك عاملان أساسيان لظهور القرحة الهضمية, هما:

  • التلوث الناتج عن جرثومة الملويّة البوابيّة (Helicobacter pylori).
  • تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية  (Non – steroidal Anti – Inflammatory Drug – NSAIDs / NAIDs).

فجرثومة الملوية البوابية ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية تفتت الغشاء المخاطي الواقي للجدار الداخلي للجهاز الهضمي (Digestive System). هذا الغشاء المخاطي يمنع عصارات المعدة من إيذاء المعدة والأمعاء.

تشخيص القرحة الهضمية

يوجه الطبيب المعالج بعض الأسئلة التي تتعلق بالأعراض التي ظهرت في حال الشك بالإصابة بتقرح هضمي, وأسئلة تتعلق بالحالة الصحية العامة. وبالإضافة إلى ذلك، يجري فحصا جسديا شاملا.

أحيانا, وإذا ما تكون لدى الطبيب شك بوجود قرحة هضمية, أو مرض آخر (مثل عسر الهضم أو تنبيه/ تهيج الطبقة المخاطية في المعدة) والتي تشبه أعراضها أعراض القرحة الهضمية, يحاول في بادئ الأمر معالجة الأعراض بمساعدة بعض الأدوية، حتى قبل محاولة معرفة المسبب لها.

وإذا ما كانت الأعراض غير حادة, والشخص المعني دون سن الـ 55 عاما، يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات البسيطة (فحوص دم, براز, تنفس) بغية البحث عن علامات  تدل على وجود جرثومة الملويّة البوابيّة (Helicobacter pylori) .

الطريقة الوحيدة لتأكيد تشخيص الإصابة بقرحة في الجهاز الهضمي هي الخضوع لفحص طبي أكثر تعقيدا يسمى التنظير الداخلي (Endoscopy), وذلك في محاولة للكشف عن قرحة أو تلوث ناجم من جرثومة الملويّة البوابيّة. يستطيع الطبيب، بواسطة فحص التنظير الداخلي، رؤية جوف المريء, المعدة والأمعاء من الداخل.

يجرى فحص التنظير الداخلي، بشكل عام، على يد طبيب اختصاصي طب الجهاز الهضمي (Gastroenterologist). ومن الممكن إجراء فحص التنظير الداخلي، أيضا، إذا ما ساور الطبيب المعالج الشك بأن الأعراض تدل على الإصابة بسرطان المعدة, وليس بالقرحة الهضمية. وهي حالة نادرة جدا. يستطيع الطبيب، خلال الفحص، أخذ عينة صغيرة (خزعة – Biopsy) من جدار المعدة أو الأمعاء، وقد يقوم بإرسال العينة إلى مختبر لفحص ما إذا كانت تحتوي على خلايا سرطانية.

علاج القرحة الهضمية

في سبيل علاج القرحة الهضمية، قد يضطر معظم الأشخاص إلى تناول الأدوية, وذلك بهدف التقليل من كمية عصارات الهضم. وفي حال الإصابة بتلوث ناجم عن جرثومة الملويّة البوابيّة, ينبغي البدء بمعالجة ترتكز على تناول مضادات حيوية (Antibiotics).

إذا قام الطبيب بوصف علاج مضاد حيوي لمعالجة التلوث, فعلى المريض تناول كمية الأقراص التي وصفها الطبيب كاملة، بالتمام. وفي مثل هذه الحالة، من المرجح معالجة التلوث والشفاء منه تماما.

وبإمكان المريض تسريع عملية شفائه من القرحة الهضمية ومنع تكرار حدوثها مرة أخرى, من خلال التوقف عن التدخين وتقليل كميات المشروبات الكحولية التي يتناولها. كما أن الاستعمال المتواصل لأدوية مثل أسبرين (Aspirin), إيبوبروفين (Ibuprofen) ونابروكسين  (Naproxen) قد يزيد من احتمال حدوث القرحة الهضمية مرة أخرى.

ليس من المحبذ تجاهل الأعراض التي تدل على وجود القرحة. فهي تشكل حالة طبية تتطلب المعالجة. وبالرغم من أن الأعراض قد تختفي لفترة معينة, إلا أن القرحة الهضمية سوف تبقى موجودة. بقاء القرحة في الجهاز الهضمي دون معالجة مناسبة قد يسبب مشاكل صحية تعرّض الحياة للخطر. وحتى مع وجود العلاج, قد تعاود أنواع معينة من القرحة الظهور في الجهاز الهضمي, مما يتطلب علاجا إضافيا وأكثر شمولية.

Source: Webteb.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!