يُعتبر القولون جزءا من الأمعاء الغليظة، ويتميز بأنه على شكل حرف U مَقلوبة؛ ويبلغ طوله حوالي من 5-6 قدم، ويربط بين الأمعاء الدقيقة، والمستقيم. وهو من أهم أجزاء الجهاز الهضمي إذ يحتفظ ببقايا الطعام الناتج عن عملية الهضم، وتخزينه إلى حين التخلص منه خارج الجسم من خلال عملية الإخراج.

وقد يُصيب القولون العديد من المشاكل الصحية، والتي تؤثر على وظائفه الحيوية، ومنها القولون العصبي النفسي، وهو أكثر شيوعا في النساء عن الرجال، ويتسبب في حدوث اضطرابات في جهازك الهضمي تتضمن معاناتك من الإمساك أو الإسهال مع ألم في البطن؛ وقد تستمر هذه الأعراض فترة طويلة، ولكنها لا تتطور إلى أورام خبيثة.

اسباب القولون العصبي

السبب الرئيسي للإصابة بمرض القولون العصبي غير واضح، ولكن هناك عدة أسباب تلعب دوراً في تهيج القولون وظهور أعراض، ومن اسباب القولون العصبي ما يلي:

  • تقلص عضلات جدار الأمعاء الغليظة، واضطراب وظيفتها.
  • القلق، والتوتر العصبي.
  • التهاب جدار الأمعاء.
  • العدوى الشديدة سواء كان سبب العدوى بكتيرياً أو فيروسياً.
  • انخفاض عدد البكتيريا النافعة الطبيعية الموجودة في الأمعاء.

أعراض القولون العصبي النفسي

يُعد القولون العصبي النفسي حالة مرضية مزمنة تصيب جهازك الهضمي نتيجة لمعاناتك من الاكتئاب أو زيادة القلق، والتوتر. وتتراوح أعراضه من الخفيفة، والمتوسطة إلى الشديدة؛ ولكنه لا يشكل خطورة على صحتك بشرط استشارة الطبيب، ولا يتسبب في إصابتك بسرطان القولون.

وقد تظهر عليك بعض الأعراض الدالة على معاناتك من القولون العصبي النفسي نذكر منها الآتي:

  • آلام في البطن، وتقلصات شديدة تختفي أو تقل بمجرد الذهاب إلى الحمام، والتبرز.
  • الشعور بالانتفاخ، وخروج غازات.
  • الإسهال الشديد أو الإمساك الشديد.
  • وجود مخاط في البراز.
  • فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
  • خروج دم من فتحة الشرج.
  • القيء بدون سبب.
  • التعرض للإصابة بأنيميا نقص الحديد.
  • صعوبة البلع.

اقرأ أيضاً: تشخيص نقص الوزن، أسبابه وعلاجه

القولون والوضع النفسي

يؤدي القلق والتوتر النفسي إلى تهيج، وإلتهاب القولون فيما يُعرف بمرض القولون العصبي النفسي إذ يزيد التوتر الُمبالغ فيه، والعصبية من التأثير السلبي على الأعصاب المتحكمة في القناة الهضمية، والأمعاء نتيجة اتصالها بالجهاز العصبي المركزي؛ مما يؤثر على نشاط هذه الأعصاب، وبالتالي حدوث اضطراب في القناة الهضمية، وتهيج القولون؛ وينتج عن ذلك الإصابة بالقولون العصبي النفسي.

وتبدأ الأعراض في الظهور نتيجة لِعدم اتزان الإشارات التي يرسلها المخ للأمعَاء فيحدث اضطراب في حركة العضلات الموجودة في جدار القولون؛ وينتج عن ذلك آلام شديدة في البطن مع نوبات من الإسهال أو الإمساك.

كذلك تتسبب حدة الانفعال، والقلق المستمر في زيادة إفراز العديد من الهرمونات منها: الهُرمون المُطلق لمُوَجِّهة القشرة (بالإنجليزية: Corticotropin-releasing factor)، واختصارا (CRF)، والذي يؤثر على البكتيريا النافعة الموجودة في أمعائك بالإضافة إلى تنشيط جهازك المناعي؛ وقد يبدو الأمر للوهلة الأولى أنه نافع، ولكن تحدث تأثيرات عكسية، ويُمكن أن ينتج عن ذلك حدوث رد فعل تحسسي للجسم ضد بعض الأطعمة مما يؤثر سلبا على صحتك.

وتُشير الدراسات إلى أن حوالي 40% إلى 60% ممن يشتكون من أعراض القولون يعانون من مرض القولون العصبي النفسي.

علاقة القولون بالاكتئاب

أثبتت الدراسات التي أُجريت على عدد من المرضى أن حوالي من 70% إلى 90% منهم لديه مشاكل نفسية. ويُشكل الاكتئاب معظمها بصفة رئيسية، وبما أن الاكتئاب يُسبب أيضاً حالة مزاجية، ونفسية سيئة لدى المريض؛ لذا يجب الابتعاد قدر الإمكان عن جميع مُسببات الضغط النفسي كي يتمكن المريض من تخطي مشكلته مع القولون العصبي النفسي. 

ويعتقد بعض العلماء أن هناك علاقة بين الاكتئاب، والصحة النفسية؛ وبين الإصابة بالقولون العصبي، إذ يؤثر الاكتئاب على إفراز الهرمونات،ونشاط الأعصاب المُتحكِمة في القولون مما ينتج عنه حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي ومعاناتك من القولون العصبي النفسي، وفي هذه الحالة ينصح الطبيب بتناول مضادات الاكتئاب، ومضادات القلق لتخفيف الأعراض الناجمة عنه.

علاج القولون العصبي النفسي

في حالة تشخيصَك بمرض القولون العصبي النفسي؛ فإنه يُنصح بتجربة عدة علاجات معاً، إذ أن نوعاً واحداً فقط من العلاجات لا يُجدي نفعاً مع جميع مرضى القولون العصبي النفسي، لذا من الأفضل دمج أنواع العلاجات الآتية معا للوصول لأفضل النتائج.

العلاجات المنزلية

تلعب التغذية الصحية السليمة دوراً هاماً في تخفيف تهيج القولون؛ لذا إليك بعض الإرشادات، والعادات الصحية التي تساعدك في علاج، وتخفيف آلام القولون العصبي النفسي:

  • الحرص على تناول الخضراوات الطازجة، والأطعمة المُجهزة في المنزل، والحد من تناول الأطعمة السريعة الجاهزة.
  • تدوين الأطعمة اليومية التي تتناولها، والأعراض التي تظهر عليك بعد تناولها؛ وبالتالي يُمكنك تجنب الأطعمة التي تسبب تهيج القولون العصبي النفسي.
  • محاولة الاسترخاء، وَأخد قسط كافٍ من الراحة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الاستمرار على تناول البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics) لمدة شهر، وتحديد إمكانية إفادته لك في علاج القولون العصبي النفسي، وفي حالة تحسن الأعراض يمكنك المداومة عليها.
  • تجنب تناول الوجبات بسرعة.
  • تجنب تأخير تناول الوجبات أو تفويتها.
  • الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون، وتجنب التوابل الحارة قدر الإمكان.
  • عدم الإفراط في تناول الشاي، والقهوة لاحتوائها على الكافيين.
  • الإمتناع عن تناول الكحوليات، والمشروبات الفوارة (بالإنجليزية: Fizzy drinks).
  • الإكثار من تناول كميات وفيرة من المياه.
  • تجنب تناول الأطعمة صعبة الهضم، والحرص على تناول مأكولات تحتوي على الشوفان؛ وذلك لتجنب الإصابة بالانتفاخ.

اقرأ أيضاً: التغذية السليمة

العلاجات الدوائية

في كثير من الأحيان يصف الطبيب بعض الأدوية بالإضافة إلى النصائح السابقة للتخفيف من اعراض القولون العصبي النفسي، ونذكر منها ما يلي:

  • مُكملات الألياف: مثل دواء (ميتاميوسيل) بالإنجليزية: (Metamucil) والذي يُستخدم في علاج الإمساك.
  • المُلينات: ويصفها الطبيب في حالة عدم استجابتك للعلاج بمكملات الألياف، ومنها: بولي ايثيلين جلايكول (بالإنجليزية: Polyethylene glycol).
  • أدوية لعلاج الإسهال: وذلك في حالة معاناتك من الإسهال، ويُمكنك تناولها بدون وصفة طبية مثل: (ايموديوم) بالإنجليزية: (Imodium).
  • مُضادات الكولين: (بالإنجليزية: Anticholinergic medications) ومنها عقار(دي سيكلومين) بالإنجليزية: (Dicyclomine) وتساعد هذه الأدوية في الحد من التقلصات الشديدة الناتجة عن القولون العصبي النفسي، ونوبات الإسهال؛ ومن آثارها الجانبية: الإمساك، وجفاف الفم، وتشوش الرؤية.
  • مُضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants): ويصف لك الطبيب أدوية الاكتئاب لعلاج اعراض القولون العصبي النفسي؛ إذ تعمل هذه الأدوية على تخفيف أعراض الاكتئاب بالإضافة إلى تثبيط نشاط الخلايا العصبية المُتحكمة في حركة الأمعاء؛ مما يُساعدك في تخفيف اعراض القولون العصبي النفسي. ومن أمثلتها: دواء (اميبرامين) (بالإنجليزية: Imipramine) ويُنصح بتناول هذه الأدوية وقت النوم لتفادي الآثار الجانبية الناتجة عنها، والتي تشتمل على: الشعور بالدوار، وجفاف الفم، وتشوش الرؤية.
  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors): وهي أيضا نوع من العقارات المستخدمة في علاج الاكتئاب، ومنها دواء (سارافيم) (بالإنجليزية: Sarafem)؛ وقد أثبتت فعاليتها في علاج الإمساك، والحد من آلام الجهاز الهضمي بالإضافة إلى علاج الاكتئاب.
  • عقارات مُخدرة: مثل (ليريكا) (بالإنجليزية: Lyrica) وتُوصف في حالة معاناتك من آلام شديدة لا يُمكنك تحملها، وأيضا لعلاج الانتفاخ.
  • البروبيوتيك: (بالإنجليزية: Probiotics): وهي مجموعة من البكتيريا النافعة تُشبه تلك الموجودة في أمعائك، وتؤخذ تحت إشراف الطبيب.

علاجات الصحة النفسية

ويصف طبيبك هذا النوع من العلاج لتحسين اعراض القولون العصبي النفسي، وتشمل:

  • العلاج السُّلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy): ويُركّز على أنماط التفكير، والسلوك لديك، ومحاولة تغييرها؛ وهي طريقة فعالة في علاج القولون العصبي النفسي.
  • العلاج بتحفيز الاسترخاء (بالإنجليزية: Relaxation training): ويساعد في استرخاء عضلات جِسمك، وتقليل التوتر.
  • العلاج بالتنويم المغناطيسيّ (بالإنجليزية: Gut-directed hypnotherapy): ويُركّز أيضا هذا النوع من العلاج على تخفيف اعراض القولون العصبي النفسي.