يعتبر كتاب القومية والغزو الفكري من اهم مؤلفات المفكر والمؤرخ الاسلامي محمد جلال كشك والذي قد ناقش به مدي استطاعة القومية أن تخرج الوطن العربى من المواقف المصيرية التى يواجهها. وعن المؤلف والمؤرخ الاسلامي محمد جلال كشك فقد ولد في عام 1929 في بلدة المراغة التى تقع في سوهاج وهو يدعي محمد جلال الدين محمد على كشك وقد تلقى تعليمه في القاهرة وذهب الى مدرسة بمبا قادن الثانوية.
• وقد التحق محمد جلال كشك بعد ذلك بكلية التجارة 1947 وتخرج في عام 1952 وكان حينها قد ادي امتحانات السنة النهائية له في المعتقل الخاص بالهايكستب بتهمة التخطيط والشروع في قتل الملك وقد انضم محمد جلال كشك الى الحزب الشيوعي المصري. وقد كان والده محمد على كشك هو اول من اصدر حكم بتكفير البهائيين باعتباره قاضي لمحكمة شرعية.
القومية والغزو الفكري
• هذا وقد اشار محمد جلال كشك في كتابه أنه اذا كان الدين الاسلامي هو ما يجمع بين العرب والاكراد والبربر وغيرهم الكثير فلماذا نتجه الى العمل تحت ستار القوميات وقد اضاف ان الهف من وراء ذلك هو التسبب في حدوث حروب قومية. وقد تبين سبب ان تكون الجماعات القومية جماعات لا دينية تدعو الى الابتعاد عن اقحامه في القومية وكان السبب ان هذه الجماعات قد تم انشائها من اجل تحطيم الروابط الاسلامية من اجل تحقيق السيطرة على الدول العربية.
• وقد اضاف محمد جلال كشك ان هذه العناصر التى تدعو الى القومية اللا دينينة قد تم تدريبها في بيوت القناصل ومدارس التبشير كما تم انشائها في افلام المخابرات الاستعمارية. واشار محمد جلال كشك في النهاية انه يوجد ارتباط تام العروبة والاسلام واي محاولة لفصلهما سوف تؤدي الى ضياع الهوية.
تعريف القومية :
• وتعتبر القومية التى ناقشها محمد جلال كشك تتلخص في انها نوع من الفكر الذي قد ظهر في البداية في الدول الاوروبية والتى قد وصلت الى هذا الفكر للتهرب والانفلات من عدم التزالمهم بالدين. فقد وصلوا الى فكر القومية الذي يعني وجود رابط مشترك بين مجموعة من الناس سواء في الهدف او الغاية او السلوك.
• ومن البلاد الاوروبية من قام بخلق جماعات تحت ستار القومية ونمت هذه الجماعات في اتجاهين أولها القوميون الفرنسيون والتى قد قام الفرنسيين بتأسيسها بفكر اشتراكهم في نفس المعيشة ومنها القوميون الالمان والتى تم تأسيسها بفكر اشتراك الالمان في نفس اللغة. كما ان بعض الدول باتخاذ الاتجاه الثاني والتى اسست الجماعات القومية بناء علي افكار ومعتقدات سياسية واقتصادية ومنها الماركسيون الذين اسسوا جماعة قومية لاشتراكهم في نفس الظروف الاقتصادية ومنها القوميين العرب الذين قد اهتموا باشتراكهم في اللغة وفي التارخ في نفس البلد.
• ومن الجدير بالذكر ان حركات الدعوة للقومية قد تم نشاتها من الأساس بهدف ابعاد هذه الجماعات عن فكرة الانتماء للدين. وقد قام القوميين العرب بالدعوة الى الالتزام بالقومية العربية وقد اشاروا أن القومية العربية ليست مرتبطة بالدين لان الدين لله تعالى والجميع ملتزم به لتحقيق السعادة في الدنيا وفي الاخرة. وقد اشاروا الى ان لا علاقة للدين بالقومية لأن الدعوي الى الدين في تحقيق القومية هي دعوة ناقصة لا تحقق الطموحات التى وضعها القوميين العرب.
• وقد أضاف القوميين العربيين ان الدين يجب فصله عن الدولة وانه يجب الالتفات الى ان تكون القومية العربية ديانة لكل عربى وان يقوم ببذل كل ما لديه تحقيقا لها ودفاعا عنها. وقد اراد القوميين العرب ان يقوموا باظهار مدي اهمية هذه الافكار التى لولاها لضاع العرب. ومن الجدير بالذكر ان جميع هذه الافكار قد تم استحداثها من الدول الاوروبية التى انشاتها تهربا من الالتزام الدينى.
اساليب الغزو الفكري :
• اما عن الغزو الفكري فهو قيام بعض الدول ببسط نفوذها على دولة اخرى وذلك من اجل القيام بالسيطرة عليها وعلى توجهاتها الفكرية. ويعتبر الغزو الفكري من اخطر الاساليب التى يتم استخدامها ضد الدول النامية وهو اخطر من عمليات الغزو العسكري. وتقوم بعض الدول باستخدام اساليب الغزو الفكري ضد الدول الاخرى من اجل استهداف سلوك وعقيدة الفرد والتأثير على فكره واخلاقه.
• وقد ظهرت نتائج الغزو الفكري الذي تقوم به بعض الدول في تسببه في ضياع دول وامم باكملها نتيجة التأثير على افكارها ومعتقداتها. وتقوم الدول باستخدام الغزو الفكري بعد تحديد الدولة المراد استهدافها والعمل على دراسة تاريخها فتقوم باستخراج نقاط الضعف التى سوف يتم العمل عليها. كما تقوم هذه الدول بدراسة نقاط قوة الدولة المستهدفة للعمل على اضعافها بطريقة غير مباشرة تبدا بالتدريج باقناع الفرد بافكار الحرية الشخصية حتى تنتهي بتحليل ما هو حرام والتخلى عن العادات والتقاليد تحت مسمي الحضارة.
• هذا ويبدا الغزو الفكري في تحقيق اهدافه بعد السيطرة على فكر وسلوك واخلاق ابناء هذه الدول ومن ثم يقوم الغزو الفكري بتدمير واهلاك البنية التحتية لهذه الدول. ومن الجدير بالذكر ان الغزو الفكري يتم في الغالب استخدامه في حالات الدول الاسلامية والسبب في استهداف الدول المسلمة هو تحقيق انفصال هذه الدول عن العقيدة الاسلامية والتى يريد العالم الغربي ان يعمل على تشويهها والقضاء على معالمها.