رام الله – تأمل القيادة الفلسطينية بأن تحمل الانتخابات الإسرائيلية “تغييرا ما” في المشهد السياسي الإسرائيلي بعد الانتخابات المقررة غدا، يكون حافزا لإنعاش العملية السياسية المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ سنوات، بحسب محللين.
ويتجنب المسؤولون الفلسطينيون التعليق على الانتخابات في إسرائيل، ويتخوفون خصوصا من أن تدخل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط حيز التنفيذ، لا سيما في حال فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المدعوم بقوة من ترامب، في الانتخابات.
ويقول محللون فلسطينيون إن هناك اهتماما بالغا لدى الفلسطينيين في الانتخابات الاسرائيلية التي يأملون أن تتيح الخروج من سبات طويل عاشته العملية السياسية بين الطرفين، أي منذ استلام نتنياهو الحكم في اسرائيل.
ويقول الكاتب والمحلل جهاد حرب لوكالة فرانس برس “الفلسطينيون مهتمون بشكل بالغ بالانتخابات الاسرائيلية لأن نتيجتها ستؤثر على العملية السياسية”.
ويضيف “نتنياهو أمضى سنوات طويلة في الحكم وتمّ تعطيل العملية السياسية في عهده وغاب أفق أي حل سياسي”.
ويتحفظ المسؤولون الفلسطينيون عن التعليق لعدم استخدام تصريحاتهم في الدعاية الانتخابية في إسرائيل، ويردد بعضهم أن الانتخابات شأن اسرائيلي داخلي.
ويقول حرب “هناك تخوف من القيادات الفلسطينية من استخدام تصريحاتهم حول الانتخابات في الدعاية الانتخابية. لكن في الإجمال، هناك رغبة فلسطينية بأي تغيير في القيادة السياسية الإسرائيلية، لعلّ وعسى أن يحدث تغيير يؤدي الى إنعاش العملية السياسية”.
ويقول المحلل السياسي عبد المجيد سويلم “سبب تجنب الفلسطينيين التعليق على هذه الانتخابات حتى لا يتم استثمار هذه التعليقات في الدعاية اليمينية داخل اسرائيل لأن اسرائيل تبحث عادة عن مبررات وحجج وذرائع لتوجيه ضربات للسلطة الفلسطينية”.
وعلى الرغم من إعلان غريم نتنياهو في الانتخابات بيني غانتس تأييده هو أيضا لخطة ترامب، لكن الفلسطينيين يعتبرون أن الدعم الكبير الذي يقدمه الرئيس الأميركي لنتنياهو سيعطي هذا الأخير شرعية أكبر وزخما أكبر في حال بقائه في الحكم لتنفيذ مخططاته ومن بينها ضم المستوطنات. وبحسب سويلم، “هناك مصلحة فلسطينية في أن يخرج نتنياهو من الحياة السياسية الإسرائيلية كلها”.
في الوقت نفسه، يتحدث سويلم “عن إمكانية في أن تسير الأمور الى انتخابات رابعة”. وأسفرت جولتان انتخابيتان خلال العام الفائت عن نتائج متقاربة جدا بين نتنياهو وغانتس، ما تسبب بعجز اي منهما عن تشكيل ائتلاف حكومي يحظى بأكثرية في البرلمان.
وفي حين ستجري انتخابات في إسرائيل للمرة الثالثة في أقل من عام، لم تحصل انتخابات في الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من عشر سنوات، بسبب حالة الانقسام القائمة بين حركتي فتح وحماس.-(أ ف ب)