القيادة في الأزمات وكيفية التصدي للتحديات

في ظلِّ تنامي التحديات التي نمرُّ بها في هذه المرحلة، فمن الصعب إيجاد دليل إرشادات وتعليماتٍ معدَّةٍ مسبقاً يمكنها أن تخبرنا عن وجهتنا لاستيعاب تداعيات الأزمة والسيطرة عليها.

Share your love

نحن نواجه أزمةً عالميةً حقيقيَّة، حيث يسعى العديد من القادة إلى التمسُّك بالأمل والإحاطة بحجم المتغيرات المستمرة التي نشهدها، والتي تزداد بوتيرةٍ متسارعة. ويتوجَّب عليك كقائدٍ أن تعلم أنَّه لا يمكنك التحكُّم بمجريات الأمور في أثناءِ الأزمة، ولكن بإمكانك التحكُّم بآلية التعاطي معها.

في هذا الوقت العصيب الذي نمرُّ به جميعاً، يجب أن يمتلك القادة مهاراتٍ مختلفةً ومتنوعةً في احتواء وإدارة الأزمة والخروج منها بأقلِّ الخسائر الممكنة.

سوف نستعرض فيما يلي السمات الثمانية للقيادة الرشيدة عند الأزمات:

1. الأمل:

على القائد أن يكون صانعاً للأمل، وأن يبثَّ الطاقة والحيوية في أعضاء الفريق. إنَّ الأمل هنا يختلف قليلاً عن التفاؤل؛ فالأمل هو الشعور بأنَّ غداً سوف يكون أفضل، دون الجزم المطلق بحدوث ذلك.

هذا الفارق الدقيق هام؛ لأنَّه لا أحدَ منَّا يعرفُ ما يخبئه المستقبل، ولكن يمكننا استخدام الأمل كوقودٍ للقوة خلال الأوقات الصعبة، والتحكُّم بنظرتنا إلى الوضع الراهن.

2. الرأفة والتساهل:

إنَّه لمن الهامِّ جداً الاعتراف بأنَّها ظروفٌ استثنائيَّة، وبأنَّك تعمل في أوقاتٍ غير اعتيادية؛ ولذلك يجب أن تمنح نفسك والآخرين أيضاً في محيط عملك فتراتٍ من الراحة والتسلية لتخفيف الضغوط النفسية.

إنَّ إظهار اهتمامك برفاهية وتحفيز موظفيك هي سمةٌ من سمات القائد الناجح.

وفي كثيرٍ من الأحيان، نجد بعض القادة يميلون إلى أن يكونوا قساةً على أنفسهم، وذلك بتوقُّعهم إيجاد الحلول والإجابات بشأن القضايا والأمور التي تُطرَح عليهم. ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ القادة أيضاً قد يواجهون فقدان الثقة بالنفس والتردُّد، في أثناء سعيهم جاهدين إلى إيجاد الحلول. لذا، امنح نفسك وفريقك فترةً من الراحة لرفع الروح المعنوية واستعادة النشاط.

3. العقل المدبِّر:

من الملاحظ أنَّ القادة عموماً لديهم نزعةٌ واضحةٌ إلى المبادرة واتِّخاذ الإجراءات السريعة، والتي تكون في بعض الأحيان على حساب التفكير والتعمُّق في تحليل الوضع.

نحن لا نقلِّل من الحاجة إلى اتخاذ إجراءٍ سريع في بعض الأحيان، ولكن يجب أن يكون فعَّالاً ومجدياً في الوقت نفسه. إنَّها فترة تأمُّلٍ بين ما يتوجَّب علينا القيام به والنتائج المحتملة.

إنَّ جمع العديد من الآراء في البداية يساعدك في فهم ما يمكن الوصول إليه، ويتيح آلية التصور الجماعي للفريق. وإنَّ التحرُّك بطريقةٍ مدروسة، والحصول على إجماع أعضاء الفريق، وتطوير جميع مسارات العمل المتاحة؛ تمكِّنك من تسريع الإجراءات وإنجازها بدقةٍ أكبر، وبسرعةٍ ثابتة.

4. التحلِّي بالصبر:

في أوقات الأزمات، يجب أن تتحلَّى بالصبر مع فريقك، ومع نفسك أيضاً.

إنَّ أزمة كوفيد 19 (جائحة فيروس كورونا المستجد) جديدةٌ بالنسبة إليك وإلى أعضاء فريقك، ويحاول الجميع التكيَّف مع الظروف والبيئة غير الاعتيادية، وتتباين فيها حدَّة المشاعر وردود الأفعال من شخصٍ إلى آخر. لقد ألقت هذه الأزمة على عاتق القادة تحدياتٍ استثنائية؛ لأنَّ الناس يتطلَّعون إلى الحصول منك على تعليماتٍ حول كيفية التعاطي مع الأمر، فإذا فقدت رباطة جأشك، فمن المحتمل أن يؤدِّي ذلك إلى حالةٍ من الذعر لا مبرِّر لها؛ لذا فإنَّ ضبط النفس هو الحل.

شاهد بالفيديو: 10 أسباب لعدم الذعر بسبب فيروس كورونا

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/e9H8JD3bxjM?rel=0&hd=0″]

5. الجاهزية والاستعداد:

في هذه الحالة، ينطبق المثل القديم: “توقَّع الأفضل، واستعدَّ للأسوأ”. يخلق إعداد جميع السيناريوهات المحتملة ورسم خرائطٍ لها نوعاً من الأمان الدَّاخلي. ويتيح هذا النهج من الناحية العملية المرونة في أثناء الأزمات وكيفية الاستجابة لمقتضياتها.

6. الاتزان:

كن حريصاً على الالتزام بالنظام والروتين، لتقليل الضغط وتحقيق الاستقرار النفسي، حيث يمكن للإجهاد أن يجعل أيَّ شخصٍ يتصرَّف برعونة، وقد يُفضِي بالقادة إلى فقدان التوازن وعدم ضبط النفس؛ لذلك قم بترتيب أولوياتك، وإزالة التوتُّر حتَّى لا يسيطر على حياتك أو على تركيزك.

7. بناء الثقة:

ثق بنفسك وبفريقك، إنَّ الفِرَق تُقدِّم أفضل ناتجٍ ممكنٍ عندما تُمنَح الثقة، وغالباً ما تكون هذه الثقة هي المحرك الأساسي والدافع إلى بناء فِرقٍ ذات أداءٍ عالٍ، ويؤدِّي غيابها إلى إعاقة وعرقلة العمل على كافة مستويات المنظمة. وفي مثل هذه الحالات وما تسبِّبه من أوقاتٍ حرجة، حاول أنْ تُعطِي فريقك مساحةً كافيةً من الثقة والشعور بالأمان لتخطو من جديد نحو الأمام.

وفقاً لسيمون سينيك (Simon Sinek)، مؤلِّف كتاب “القادة هم آخر من يأكل” (Leaders Eat Last): “لماذا تتعاون بعض الفرق ولايتعاون بعضها الآخر. إنَّ الإنجازات العظيمة تتطلَّب التشاركية في حلِّ المشكلات، والرؤية الموحَّدة لأشخاصٍ يثقون ببعضهم بعضاً”.

ومن الخصائص الأساسية للقيادة: ألَّا ينفرد القائد باتخاذ القرارات والحلول، بل يمضي مستعيناً بتماسك فريقه في تجاوز الأوقات الصعبة معاً. وهذا هو جوهر القيادة الناجحة.

8. مهارات التواصل:

تشمل ضوابط التبليغ والإرسال العديد من الأمور مثل: حسن البيان، والتعامل برفقٍ مع المتلقِّي، والتخاطب معه بالحُسنى. فلا تقترن الرسالة العظيمة بمرسلٍ سيئ، إذ من الهامِّ اختيار أسلوب وطريقة التواصل المناسبة، بحيث يتلقَّى الطرف الآخر الأفكار والمشاعر على النحو المنشود.

تستطيع تضمين تسجيلاتٍ صوتيةٍ في أجزاءٍ من الرسالة حتَّى يتمكَّن موظفوك من استيعاب ما يُقال، وليحدث التواصل على المستوى المطلوب.

وصف وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر دور القائد بقوله: “إنَّ مَهمَّة القائد هي نقل موظَّفيه من مكان وجودهم، إلى مكانٍ لم يصلوا إليه من قبل”.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!