القيادة في ظلِّ الشعور بالخوف

هذه المقالة مأخوذة عن "سكوت مان" (Scott Mann) مؤسس موقع (RooftopLeadership) والذي يحدثنا فيها عن كيفية الإدارة في أوقات الشعور بالخوف والأزمات، والتي تعلّمها خلال خدمته في الجيش.

Share your love

ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن “سكوت مان” (Scott Mann) مؤسس موقع (RooftopLeadership) والذي يحدثنا فيها عن كيفية الإدارة في أوقات الشعور بالخوف والأزمات، والتي تعلّمها خلال خدمته في الجيش.

لقد حدث في إحدى المعارك أن ترافق تدفُّق التقارير من المراكز المختصَّة بالمراقبة مع صعوبة إيجاد فهمٍ واضحٍ للأمور؛ فقد كان هناك تعقيدٌ وغموضٌ وارتباكٌ وتوترات؛ وقد واجهنا جميعاً نوعنا الخاص من الخوف عندما كنَّا في ساحة المعركة، وناضلنا بقوةٍ للتغلُّب عليه، ونجحنا في النهاية بذلك، وأخرجنا الجميع على قيد الحياة.

يمكن للخوف أن يكون أمراً جيداً في بعض الأحيان، إذ يحذِّرنا من التهديدات، ويرقِّي استجاباتنا لها؛ فهو حقيقةٌ أساسيةٌ لا أحد بمنأى عنه؛ لكن إذا سمحنا له أن يهيمن علينا، فيمكن أن يكون له تأثيراتٌ سلبيةٌ كثيرةٌ على تحقيق أهدافنا.

يراودنا جميعاً الإحساس بالخوف مع انتشار جائحة كورونا، والتي تمثِّل نقطةً حرجةً في تاريخنا البشري؛ لذا تعدُّ العقلية القيادية الآن أكثر أهميةً من أيِّ وقتٍ مضى، إذ يمكن للخوف أن يكون معدياً كما الفيروس نفسه، ويمكن له أن ينتشر بسرعة؛ وإذا سمحنا له بالاستيلاء على عقولنا، فقد لا نتمكَّن من استعادة السيطرة على أنفسنا وتفكيرنا.

كيف نقوم إذاً بدورنا القيادي في خضمِّ شعورنا بالخوف؟ إليكم بعض المبادئ التي تعلَّمتُها من ساحات المعارك في أثناء خدمتي في الجيش، والتي قد تساعد في تعليم عقلك كيفية القيادة من منزلك:

1. التقرير الأول خاطئٌ دائماً:

عندما نبحث في الأخبار عن أحدث المستجدات حول موضوعٍ معين، يجب أن نفترض أنَّ هذا التقرير قد يكون خاطئاً بدرجةٍ ما.

استمرَّ في تجميع الحقائق، ودع الصورة تكتمل، ولا تبالغ في ردّ الفعل، وعندها ستبدأ رؤية الخيوط والاتجاهات والمعلومات المشتركة التي ستظل ثابتة، وستضيء بدقةٍ على الوضع؛ لتكشف الحقائق عن نفسها.

2. تجنُّب كثرة الأخبار:

المعلومات مصدر قوَّة، لكنَّ الكثير منها يضعفنا؛ لذا ابتعد عن التقارير الإخبارية التي تستمرُّ على مدار 24 ساعة، ولتَفهَم أنَّ وسائل الإعلام أسياد السلوك القائم على الخوف، وهم يعرفون كيف يجذبوك، ولن يعزِّز هذا مقدرتك القيادية في خضمّ هذا الوضع المستحدث.

3. البحث عن شريكٍ فكريٍّ عقلاني:

يمكن لشريكٍ مثل هذا مساعدتك على التفكير مليَّاً بالأشياء، وإجراء عصفٍ ذهنيٍّ معك. اسألوا بعضكم بعضاً: “ما الذي يمكننا التحكُّم به الآن؟ وما الذي يمكننا التأثير فيه؟”.

حدِّد ما هي مشاكلك، وما هي الأشياء التي تجهلها.

4. ضبط الوقت:

الوقت موردٌ ثمينٌ في هذه المرحلة؛ وسيجعلك تضع خطة تتحكَّم فيها بالوضع، ويجبرك على التركيز على ما يمكنك الانتهاء منه فعلاً. لذا، ضع جدولاً زمنياً للحقائق التي تعرفها، ثمَّ اكتشف عناصرها، وكيفية التعامل معها.

يتعارض هذا مع غرائزنا في مثل هذه الحالات؛ لأنَّنا نشعر كما لو أنَّ الفوضى والارتباك يتسلَّمون زمام الأمور.

5. الإفراط في التواصل:

ابقَ على تواصلٍ مع فريق عملك وأسرتك والمنظَّمات في أثناء فترة “التباعد الاجتماعي”، واجعل الجميع مرتبطين مع بعضهم بعضاً، واكتسبوا معاً شعوراً بالتوحُّد.

6. تبنِّي الفوضى:

خذ المعلومات التي لديك وابدأ بناء خطة. قد لا تكون لديك الحقائق كلها، وقد لا تعرف ما تحتاج إلى القيام به بعد ذلك؛ لكن يمكنك البدء بترويض المشكلة:

  • ما هو الوقت المتاح لك الآن؟
  • ما هو هدفك العام؟
  • من هم أصحاب المصلحة المعنيين بالمشكلة؟
  • كيف تريد التواصل معهم؟
  • كيف تجعلهم داخل الإطار الجماعي لهذه المشكلة على الرغم من التباعد الاجتماعي؟
  • كيف تتواصلون مع بعضكم بعضاً؟

هذه هي الأسئلة التي يمكننا الإجابة عنها. لذا أجب عنها، ثمَّ أعد تقييم الموقف، والتأقلم والتكيُّف مع بيئتك.

اطرح على نفسك أسئلة مفتوحةً للمشاركة، مثل: “كيف نحافظ على علاقات العملاء في أثناء فترة التباعد الاجتماعي الضرورية؟”.

أخيراً، اعتن بنفسك، ولا تنشغل كثيراً برعاية الناس وتهمل سلامتك؛ فإذا سقطت، فستكون في مشكلة. ما لا يجب فعله تحت أيِّ ظرف: الشعور بالذعر، والاستسلام للخوف؛ فالخوف معدٍ، وكذلك القيادة.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!