الكزاز هو عدوى حادة تحدث نتيجة دخول بكتيريا تسمى ب الكلوستريديوم الكزازية إلى الجسم، مسببة أعراض حادة نتيجة إفرازها مادة سامة تؤثر على الجهاز العصبي فتؤدي إلى تصلب في العضلات.

يعتبر الكزاز نادر الحدوث في وقتنا الحالي، وذلك بسبب انتشار استخدام مطعوم الكزاز في معظم دول العالم. ففي عام 2016 حصل 86% من مواليد العالم على أول 3 جرعات من المطعوم الثلاثي للكزاز.

كما سجل في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2019 ما يقارب ال 30 حالة فقط، ومعظمهم أشخاص لم يأخذوا اللقاح الخاص بالكزاز، أو لم يحصلوا على اللقاح المعزز كل 10 سنوات.

يمكن أن تؤدي عدوى الكزاز إلى تشنج حاد في العضلات، وقصور حاد في التنفس الذي من الممكن أن يكون قاتلاً. وعلى الرغم من أنه يمكن علاج عدوى الكزاز في حال حدوثها إلا أن أفضل طريقة للوقاية من الكزاز أخذ المطعوم الخاص به. حيث تعتبر عدوى الكزاز حالة طبية طارئة وتحتاج إلى عناية فائقة.

البكتيريا المسببة للكزاز

يحدث الكزاز نتيجة الإصابة ببكتيريا الكلوستريديوم الكزازية، وتتميز البكتيريا الكزازية بأبواغ قادرة على العيش لفترات طويلة خارج جسم الإنسان. وتوجد غالباً في التربة الملوثة أو السماد الحيواني، ولكن بالطبع يمكن أن تتواجد في أي مكان آخر. ومن الجدير بالذكر أن البكتيريا الكزازية لا تنتقل بين البشر.

عند دخول البكتيريا الكزازية إلى جسم الإنسان فإنها تنقسم وتتكاثر بشكل سريع وتبدأ بإفراز مادة سامة تؤثر بشكل أساسي على الجهاز العصبي، وعند دخول هذه المادة السامة إلى مجرى الدم فإنها تنتشر بسرعة إلى مختلف أنحاء الجسم وتبدأ أعراض الكزاز بالظهور.

تؤثر المادة السامة على الإشارات العصبية التي تنتقل من الدماغ إلى الأعصاب عن طريق الحبل الشوكي ثم إلى العضلات مؤدية إلى حصول تشنج وتصلب في العضلات.

كيفية الإصابة بالكزاز

تدخل البكتيريا الكزازية إلى الجسم بشكل أساسي عن طريق جرح قاطع يخترق الجلد، والإصابات التي يمكن من خلالها الإصابة بالبكتيريا الكزازية:

  • الجروح الملوثة بسماد الحيوانات أو الفضلات.
  • الحروق.
  • الإصابات التي ينتج عنها أنسجة ميتة.
  • الجروح الثاقبة.
  • وجود إصابة أو حرق يحتاج إلى تدخل جراحي وتم تأخير هذا التدخل لأكثر من ست ساعات.
  • وجود كسور شديدة يكون فيها العظم معرض للعدوى مثل الكسور المركبة.
  • وجود إصابة أو حرق مترافق مع تسمم الدم بالعدوى البكتيرية.

أعراض عدوى الكزاز

تظهر أعراض عدوى الكزاز غالباً خلال 7 إلى 10 أيام من التعرض للعدوى، ولكن يمكن أن تتراوح المدة التي تظهر فيها الأعراض بين 4 أيام و3 أسابيع. وفي بعض الحالات يمكن أن يستغرق الأمر عدة شهور.

بشكل عام كلما كان مكان الإصابة أبعد عن الجهاز العصبي المركزي كلما احتاج إلى وقت حضانة أكبر للبكتيريا قبل أن تظهر الأعراض بالظهور لذلك كلما كانت فترة حضانة العدوى أقل كانت الأعراض أكثر حدة.

تؤثر عدوى الكزاز بشكل أساسي على العضلات وتتميز بحدوث تشنج وتصلب حاد في العضلات وتبدأ غالباً في عضلات الوجه المسؤولة عن المضغ لذلك يسمى أحيانا مرض الكزاز بمرض “تشنج عضلة الحنك”. ثم ينتقل هذا التصلب في العضلات ليشمل عضلات الرقبة والحلق ويرافق ذلك صعوبة في البلع وصعوبة في التنفس والذي يعتبر أخطر الأعراض. وفي بعض الأشخاص يمكن أن تتأثر عضلات البطن والأطراف أيضاً.

في الحالات الشديدة يمكن أن تتأثر العضلات المحيطة بالعمود الفقري ويؤدي تشنجها إلى انحناء المريض على شكل قوس إلى الخلف ويحدث ذلك بشكل ملاحظ عند إصابة الأطفال.

يرافق تشنج العضلات مجموعة من الأعراض التالية:

  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • صداع.
  • اسهال مصحوب بدم في البراز.
  • ألم في الحلق.
  • التعرق.
  • تسارع في نبضات القلب.

مطعوم الكزاز

يعطى مطعوم الكزاز بشكل روتيني للأطفال ضمن المطعوم الوطني ويكون ضمن المطعوم الثلاثي الذي يتكون من: مطعوم الكزاز، والدفتيريا، والسعال الديكي. ويعطى هذا المطعوم الثلاثي على 5 جرعات، يعطى في الذراع أو الفخذ في الأعمار التالية:

  • في عمر الشهرين.
  • في عمر 4 شهور.
  • في عمر 6 شهور.
  • بين 15-18 شهر.
  • بين 4 -6 سنوات.

وتضاف جرعة تعزيزية بين عمر11 إلى 18 سنة تأخذ غالباً في المدارس، ثم يتم أخذ جرعة تعزيزية كل 10سنوات.

في حال السفر إلى منطقة تنتشر فيها عدوى الكزاز يتم أخذ جرعة تعزيزية في حال لم يتم أخذها خلال العشر سنوات السابقة.

متى يحتاج الشخص إلى جرعة إضافية من مطعوم الكزاز؟

إصابة أي شخص بجرح عميق أو ملوث، ولم يأخذ الجرعة التعزيزة خلال ال5 سنوات السابقة يتطلب أخذ جرعة إضافية من مطعوم الكزاز.

وفي بعض الحالات يمكن أن يحتاج المريض إلى الغلوبولين المناعي للكزاز (بالإنجليزية: Immunoglobulin) إضافة إلى الجرعة الإضافية من مطعوم الكزاز، والذي يعمل على الوقاية من العدوى، ولكن من المهم الحرص على الحصول على العناية الطبية خلال وقت قصير من التعرض للإصابة وذلك لأن الغلوبين المناعي يمكن أن يعطي تأثير فعال في مقاومة العدوى خلال وقت محدد وقصير بعد الإصابة.

مضاعفات الإصابة بعدوى الكزاز

يمكن أن تكون المضاعفات الناتجة عن عدم تلقي العلاج بعدوى الكزاز مهددة للحياة، حيث يمكن أن تتراوح نسبة الوفيات بين 40-76%. ومن هذه المضاعفات:

  • قصور كلوي حاد، وذلك لأن التشنج الحاد العضلات يمكن أن ينتج عنه تلف في أنسجة العضلات مما يؤدي إلى تسرب البروتينات العضلية عبر الدم لتصل إلى الكلية مؤدية إلى إلحاق الضرر بالوحدات الكلوية.
  • خثرة رئوية.
  • تشنج في الحنجرة، حيث يمكن أن تتشنج العضلات المكونة للحنجرة، ويمكن أن يستمر التشنج لدقيقة مؤدياً إلى انقطاع في النفس وفي الحالات الشديدة يمكن أن يختنق المريض.
  • إلتهاب رئوي، ويحدث نتيجة ارتجاع عصارة المعدة ودخولها إلى الرئتين.
  • كسور في العظام، إذ أن تشنج العضلات الشديد وحدوث اختلاط يمكن أن يؤدي إلى كسر في العظام.
  • نوبة الكزاز، في حال انتشار العدوى داخل الجسم ووصولها إلى الدماغ يمكن أن يرافق ذلك حدوث نوبات اختلاج كزازية.

الوقاية من عدوى الكزاز

تعرض الشخص لأي من الإصابات التي يمكن حصول عدوى الكزاز بعدها يستلزم تنظيف الإصابة أو الجرح بداية بشكل جيد،ويجب أن يحصل الشخص على الغلوبيولين المناعي للكزاز في أقرب وقت، حتى لو كان الشخص ملقح خلال وقت قريب، حيث أن الغلوبيولين المناعي للكزاز يحتوي على أجسام مضادة تستطيع أن تقضي على البكتيريا في حال دخولها إلى الجسم.

يعطي الغلوبيولين المناعي للكزاز مناعة فورية ولكن قصيرة المدى ضد الكزاز، ولا تشكل بديلاً عن اللقاح، حيث يجب أخذ جرعة اللقاح أيضاً. ويمكن إعطاء الغلوبيولين المناعي للكزاز لكل من السيدات الحوامل والمرضع.

يمكن أن يقوم الطبيب بوصف مضاد حيوي لمنع تكاثر البكتيريا وتعطيل إفرازها للمادة السامة المؤثرة على الجهاز العصبي.

علاج أعراض عدوى الكزاز

إضافة إلى أخذ كل من لقاح الكزاز، والجلوبيولين المناعي للكزاز، والمضاد الحيوي، فيمكن أن يحتاج المريض إلى مرخي للعضلات لتقليل التشنج العضلي الحاصل.

ويمكن أن يحتاج المريض إلى مضاد اختلاج في حال حدوث نوبة الكزاز.