يشمل سرطان القولون والمستقيم (بالإنجليزية: Colorectal Cancer)، مختلف أنواع الخلايا السرطانية والأورام الخبيثة التي قد تبدأ وتصيب كلاً من القولون والمستقيم اللذان يعدان أحد أجزاء الأمعاء الغليظة المتواجدة في الجهاز الهضمي. يعد سرطان القولون والمستقيم من أنواع السرطانات شائعة الحدوث، حيث يعد ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى الرجال والنساء في الولايات المتحدة.

والجدير بالذكر أنه وبالرغم من أن سرطان القولون والمستقيم يعد السبب الرئيسي للوفاة الناتجة عن الإصابة بمرض السرطان لدى كل من الرجال والنساء في الولايات المتحدة، إلا أن معدل الوفيات الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم قد انخفض خلال العدة عقود السابقة، وقد يعد أحد أسباب ذلك هو الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم وإجراء الفحوصات التي قد تقلل من الإصابة به.

في هذا المقال سيتم مناقشة أهمية إجراء الفحوصات الدورية والكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم في تقليل خطر الإصابة به والحد من حدوث تطور وانتشار المرض والمضاعفات المتصلة به. 

لماذا يعد الكشف المبكر لسرطان القولون والمستقيم مهم؟

أثبتت الدراسات أن معظم سرطانات القولون والمستقيم تكون ناجمة عما يسمى بسلائل القولون والمستقيم وهي أورام حميدة ناتجة عن حدوث نمو في البطانة الداخلية للقولون أو المستقيم، حيث وبشكل بطيء ومع مرور الوقت، والذي قد يصل لـ 10 – 15 سنة، قد تتطور وتتحول بعض أنواع هذه الأورام الحميدة لتصبح أورام خبيثة والتي قد تنتشر لتصل إلى أجزاء أخرى من القولون والمستقيم أو أجزاء أخرى من الجسم. لذلك ومن خلال إجراء الفحوصات بشكل دوري يمكن الكشف مبكراً عن وجود هذه السلائل وإزالتها قبل أن تتحول إلى أورام سرطانية.

أيضاً إن إجراء الفحوصات الدورية يتيح اكتشاف المرض خلال مراحله المبكرة والتي يكون فيها حجم الورم السرطاني لا يزال صغير ويكون فيها العلاج أسهل وتكون معدلات النجاة فيها أعلى نسبياً. 

اقرأ أيضاً: الكشف المبكر والوقاية من السرطان

هل يمكن التنبؤ مبكراً بالإصابة بسرطان القولون والمستقيم من خلال ظهور الأعراض؟

هنالك العديد من الأعراض التي قد تظهر على المرضى المصابين بسرطان القولون والمستقيم منها:

  1. الإصابة باضطرابات في الأمعاء مثل الإصابة بالإسهال أو الإمساك.
  2. الشعور بعدم افراغ الأمعاء بالشكل الصحيح بعد القيام بالتغوط.
  3. الرغبة بالتغوط بشكل متكرر.
  4. ظهور الدم في البراز والذي يظهر على شكل تغير لون البراز إلى الأسود.
  5. وجود نزيف في منطقة المستقيم والذي يظهر على شكل خروج دم ذو لون أحمر زاهي.
  6. مغص اوانتفاخ في منطقة البطن.
  7. القيء والغثيان.
  8. الشعور الدائم بالامتلاء، وبالرغم من عدم تناول الطعام لفترة طويلة.
  9. فقدان الوزن غير مبرر.

يجب التنويه إلا أنه خلال المراحل المبكرة من سرطان القولون والمستقيم عادة لا تظهر أية أعراض على المريض، بحيث تبدأ الأعراض بالظهور مع تقدم السرطان. أيضاً من الجدير بالذكر أن معظم الأعراض التي قد تصاحب مرض سرطان القولون والمستقيم تعد غير محددة وخاصة به وإنما تعد مشتركة مع العديد من الأمراض الأخرى التي قد تصيب الجهاز الهضمي منها الإصابة بالعدوى بالجهاز الهضمي، أو البواسير، متلازمة القولون العصبي.

وبالرغم من ذلك على المريض مراجعة الطبيب وذلك لإجراء الفحص السريري والفحوصات والتحاليل اللازمة وذلك في حال ظهرت بعض الأعراض الخطيرة مثل وجود الدم في البراز، أو إذا استمرت الأعراض لدى المريض لمدة 4 أسابيع أو أكثر.

[wpcc-iframe src=”https://www.youtube.com/embed/uWCkWepwlpw?wmode=transparent” width=”100%” height=”360″ frameborder=”0″]

متى يجب البدء بإجراء الفحوصات والتحاليل للكشف عن سرطان القولون والمستقيم؟

توصي جمعية السرطان الأمريكية بأن يبدأ الأشخاص بإجراء فحص سرطان القولون والمستقيم في سن 45 عاماً في حال لم تتواجد لديهم العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، كما توصي أيضاً بمتابعة إجراء الفحوصات الدورية وبشكل منتظم حتى سن 75 عاماً في حال كانوا يتمتعون بصحة جيدة ومن المتوقع عيشهم لأكثر من 10 سنوات القادمة.

أما بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 76 – 85 عامًا فيعتمد إجراؤهم لفحص سرطان القولون والمستقيم على تفضيل الشخص نفسه، ووضعه الصحي، ومتوسط ​​العمر المتوقع بأن يعيشه مستقبلاً، وتاريخ إجراء الفحص السابق. في حين أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 85 عامًا لا ينبغي عليهم إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم.

أما الأشخاص الذين تتواجد لديهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، فلا يوجد أية تعليمات أو قواعد استرشادية من جمعية السرطان الأمريكية بخصوص قيامهم بفحص سرطان القولون والمستقيم ولكن قد قامت بعض الجمعيات الطبية المهنية بوضع بعضاً من هذه القواعد الاسترشادية ولكنها قد تعد معقدة وتقوم بتقسيم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض إلى عدة مجموعات. بشكل عام فإن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم قد يحتاجون إلى بدء فحص سرطان القولون والمستقيم قبل سن 45 عامًا، بالإضافة إلى قيامهم بالفحص بشكل متكرر أكثر مقارنة بباقي الأشخاص فمثلاً إن الأشخاص المصابين بداء الأمعاء الالتهابي يفضل قيامهم بالفحص كل 1 – 2 سنة.

أيضاً والجدير بالذكر أن معظم الأشخاص الذين قد أصيبوا بسلائل القولون والمستقيم وقاموا بإزالتها قد يحتاجون لإجراء فحص سرطان القولون والمستقيم بعد 3 سنوات من تاريخ إزالة للسلائل.

ما هي العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم؟

هناك بعض العوامل التي قد تزيد من نسبة إصابة الشخص بسرطان القولون والقولون، منها:

  1. إصابة الشخص بسلائل القولون والمستقيم وذلك إما في الوقت الحالي أو خلال وقت سابق من فترة حياته.
  2. إصابة الشخص مسبقاً بسرطان القولون والمستقيم.
  3. إصابة الشخص حالياً أو في وقت سابق بداء الأمعاء الالتهابي والذي قد يشمل مرض التهاب القولون التقرحي، أو مرض كرون.
  4. وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو سلائل القولون والمستقيم.
  5. وجود تاريخ عائلي للإصابة بداء السلائل الغدي الورمي (بالإنجليزية: Adenomatous Polyps) أو متلازمة لينش (بالإنجليزية: Lynch Syndrome).
  6. تلقي الشخص للعلاج الإشعاعي في منطقة البطن أو منطقة الحوض.
  7. التقدم في السن، حيث يعد مرض سرطان القولون والمستقيم أكثر شيوعاً لدى الأفراد الذين تجاوزت أعمارهم عن 50 عاماً.
  8. إصابة الشخص بمرض السكري من النوع الثاني.
  9. اتباع نظام غذائي غني باللحوم والبروتين الحيواني والدهون المشبعة والسعرات الحرارية، أو نظام غذائي منخفض الألياف.
  10. تناول الكحول بشكل مفرط.
  11. التدخين.
  12. زيادة الوزن أو السمنة.
  13. الخمول وقلة النشاط البدني.

اقرأ أيضاً: سرطان القولون بين الوقاية والعلاج

ما هي الفحوصات المتاحة للكشف عن سرطان القولون والمستقيم؟

يمكن إجراء الكشف عن سرطان القولون والمستقيم من خلال عدة فحوصات واختبارات والتي قد تكون إما قائمة على اختبار البراز أو تكون فحوصات تصويرية، وهذه الفحوصات والاختبارات قد تشمل:

  1. تنظير القولون (بالإنجليزية: Colonoscopy): والذي يعد أفضل اختبار للكشف عن سرطان القولون والمستقيم، كما أنه يعد الاختبار الوحيد الذي يمكن من خلاله التقليل من حدوث الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وذلك من خلال الكشف عن وجود سلائل القولون والمستقيم وإزالتها قبل أن تتحول إلى أورام سرطانية.
  2. التنظير السيني للأمعاء (بالإنجليزية: Sigmoidoscopy).
  3. تصوير القولون المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT Colonography) أو ما يسمى أيضاً بالتنظير الافتراضي للقولون (بالإنجليزية: Virtual Colonoscopy).
  4. تحليل الدم الخفي في البراز (بالإنجليزية: Fecal Occult Blood Test).
  5. حقنة الباريوم الشرجية (بالإنجليزية: Barium Enema X-ray).
  6. اختبار الحمض النووي في البراز (بالإنجليزية: Stool DNA Test).

اقرأ أيضاً: الفحوصات المهمة للوقاية من سرطان القولون